أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - علي لطيف الدراجي - اللقمة العربية















المزيد.....

اللقمة العربية


علي لطيف الدراجي

الحوار المتمدن-العدد: 3378 - 2011 / 5 / 27 - 18:04
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


اللقمة العربية
بقلم: علي لطيف الدراجي
أخذت قضية القمة العربية التي فتحت لها بغداد ذراعيها مساحة واسعة وجدلاً بين إقامتها ومصادرتها وحظيت باهتمام إعلامي مثير وعلى مستويات شتى ليس لأهميتها القصوى من جهة او كون انعقادها تزامن مع اختمار عجينة التغيير ودخولها فرن الثورة من جهة اخرى وإنما لأنها لم تجد قبولاً لدى قادة الدول العربية الذين اعتادوا ان يجلسوا خلف أعلام دولهم ويتأرجحون بكراسيهم وعيونهم كالثعالب الماكرة ترنو نحو هذا وذاك. فباتت قمة بغداد كالعلكة في أفواه العرب ممن تحيروا من الحضور او عدمه لكي يطرحوا أفكارهم البالية بشأن مستقبل الأمة العربية وحظوظها في أحضان الولايات الأميركية، فالبعض أعرب عن سعادته الخجولة وآخرون التزموا الصمت لأنهم منغمسون في مشكلة الشارع العربي وصحوته بوجه الإرادات السياسية الفاسدة.
اما الإعلام العراقي فنجده يدق على (الرق) تارةً ويصفق تارةً اخرى والإبتسامة تلوح على شفاهه وكأن القمة هي المولود الذي سيأتي بعد رحلة علاج مع العقم وينهي معضلة هذه الأمة الراقدة على سرير الإحتضار وشاطرهم بهذا الأمر عدد من المحللين السياسيين الذي يغنّي كل واحد منهم على ليلاه ويرى مالايراه الآخرون ويطرح أفكاره بدقة المسطرة ويتحدث عن مستقبل العراق وعلاقاته في النطاق الإقليمي وفق مارآه هو ولكن بعين واحدة وبعيداً عن المنطق وحدود العقلانية.
قبل أيام استضافت الفضائية العراقية احد المحللين، ممن يجد نفسه وكأنه واحد من عظماء عصره في مجال التحليل السياسي، اذ حدد من خلال اللقاء الخطوط العريضة للعلاقات العراقية_ الخليجية ووجد ان من مصلحة العراق الإنفتاح اكثر على دول الخليج وتطوير آفاق التعاون معها، وفي مقدمة هذه الدول محور الشر في المنطقة العربية(السعودية) التي جعلت من انتهاك حقوق الانسان رمزاً لها وأعادت إلى الأذهان فكرة الغزو والغنائم والتدخل في الشؤون الداخلية لدول اخرى عن طريق الحل العسكري بواسطة(درعها) اللعين الذي لايميز بين الأعتداء الخارجي وبين ثورة المظلوم على الظالم كما هو حال محللنا السياسي البارع!!
اما الكويت التي لم تترك العراق وشعبه بحاله منذ غزو صدام وحتى يومنا هذا وتريد ان تعاقب بلدا وشعبا على جريمة ليس للعراقيين يدٌ فيها فبرعت في صياغة مصطلحي(الديون والتعويضات) واجادت في النيل من العراق متى استطاعت، والكويت التي تكرم جنودها ممن اشتركوا في احتلال العراق تحت مظلة الغرب يقيناً لن يمر يوم إلا وهي تصلي وتدعو في صلاتها على نسيم العراق فرضاً فرضاً.
ومن بقي من دول الخليج فهم لايختلفون كثيراً عن الشيطان الأب ، فالفساد والكفر والظلم يلم شملهم كالضباع التي تجتمع على بقايا الفريسة وهم ايضاً لايختلفون عن بقية الزعماء العرب في غرس أنيابهم في أرجل الكرسي الذي أرهقته اوزانهم الثقيلة وسنوات حكمهم السوداء وتشبثهم بالحكم ماهو الا دليل قاطع على سطوة الظلم التي جعلها الإعلام المزيف صورة زاهية في عيون الأخرين...
ولم ينسى محللنا دولة قطر التي قال عنها بإنها صغيرة في حجمها كبيرة في جزيرتها ويقصد بقناة الجزيرة وهي واحدة من البنى الطاغوتية التي برع آل ثاني في تشييدها وجعلوا منها مصدراً لتسويق الإرهاب ضد العزّل والآمنين تحت شعار(المقاومة) و(الجهاد) واي مقاومة تلك التي تهدم الجوامع والبيوت وتقتل النساء والأطفال وتنشر الرعب في كل مكان.. حتى غدت المتحدث الرسمي باسم اغلب الجماعات المسلحة المتطرفة..
الم يعي هذا المحلل دور قناة الجزيرة في ثورات تونس ومصر واليمن وليبيا وكيف تغطي الأحداث هناك بكل(حرفنة) وكأنها(الوصية) على هذه الدول ولكنها تغض البصر عن كل مايجري في البحرين ولم تكترث لما يحصل للشعب البحريني وهو يعاني من جور آل خليفة وتدخل(شر الجزيرة) عسكرياً واحتلاله للأراضي البحرينية لكي تصد "اعتداءً خارجياً" .. علما أن هذا "الاعتداء" يقوده الشعب لا لكي يتقاسم السلطة مع آل خليفة وإنما لكي ينعم بشئ من الحرية ويخلع عن رقبته حديد الظالم وتعسفه.!!!!!
إن أسلوب العرض الإعلامي لهذه القناة هو تعبير عن الموقف السياسي لدويلة قطر تجاه الحركات الشعبية في الوطن العربي وطالما ان قطر هي(ريختر) أميركا التي يقاس به قوة الهزة الأميركية وردة فعلها لكل مايحدث في المناطق التي تعرضت للتغيير،فقطر هي الوجه الثاني لأميركا وماقاله المعلق القطري(خالد جاسم) لايدعو للأستغراب عندما قال بان قطر هي كل العالم عقب خسارة المنتخب القطري امام نظيره الأوزبكي في افتتاح بطولة أسيا 2011التي جرت في الدوحة، لابل كان واثقاً من كلامه ولم يكن للتوتر مكان في طيات تفكيره وهذه هي الحقيقة التي لابد ان ندركها جيداً، فهذه الدويلة الصغيرة في حجمها الكبيرة في جزيرتها،العظيمة في(سيليّتها) حيث تحتظن واحدة من كبريات القواعد الأميركية لها ايضاً رئة تتنفس من خلالها دهاء الصهيونية ومكر إسرائيل...
إن محللنا السياسي هذا كان من الأجدر به ان يختصر الطريق ولا ينظر إلى مصلحة العراق من خلال عين الخليج واجفانها ورموشها المتدلية وانما من خلال(اسرائيل) لكي تنام العيون بهدوء فوق الوسادة ولن نفكر ابداً بعدوٍ يطرق الباب طالما أصبحنا قريبين من(الطاليت) ونشارك أصدقائنا(عيد التلمود)، فالخط المستقيم هو اقصر طريق لكي تصل الى الهدف ولاحاجة لكي تمر عبر نقاط وانحناءات وزوايا، فالطريق معروف وربما لا حاجة إلى الإشارات المرورية التي تحتاج بدورها إلى تفسير....
إن مصلحة العراق ليست مع الطاغوت لأنه عقبة في طريق التقدم وليست مع دول الخليج ممن يستحلون حرام الله ويذبحون كرامة الإنسان بدم بارد، والقمة التي يجلس على طاولتها السفاحون والقتلة وسارقوا اموال المظلوم الى جهنم وبئس المصير، فبغداد لن يشرفها ان تحتظن هؤلاء الطواغيت الذين هدموا الإنسانية وقوضوا العدل وباعوا الإسلام بثمن بخس لكي يحظوا برضا اسرائيل حتى وان سالت انهار من الدماء والدموع.
لقد عشنا سنوات الطاغوت بكل تفاصيل مرارتها وسوداويتها ولانريد ان نجامل من جعل من الطاغوتية كابوساً على صدور الشعوب وعاث بالأرض فساداً ولانريد من بغداد ان تخاصمها الشعوب التي تكابد الظلم وتقاتله في الشوارع ولانريد من بغداد ان تتلاعب بثمن دم الشهيد الذي امسك الطاغية من تلابيبه وانزله الى وحل بؤسه وشقائه وحطم أسوار الخوف والعذاب وقوافل الحزن...
إن العرب الذين رقصوا على جراحات العراق وزرعوا الخوف في شوارعه ومدنه واسالوا الدمع والدم معاً فغرق التأريخ بمآسٍ ناح لها الكون وأرادوا لنا الموت ولهم ان يعيشوا بالحكم المغتصب.. ماذا يعني وجودهم في بغداد وجراحاتها لم تندمل بعد و آماق العيون لم تبرد... وأنت يا محللنا ماذا تعتقد هل ان القادة العرب سيحملون معهم حلولاً لنا وللأمة العربية وهم من أغرقها بالخيبة والخذلان... أم سيزيدون من تراكمات أنّاتها بالمزيد من التنازلات والتقهقر....
أن اللقمة العربية التي تجعل لبغداد لحظة عتاب مع الزمن من الأجدر ان ندعها لمن يستحقها لكي يحظى بها فربما تخنقه....



#علي_لطيف_الدراجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يعتقدون انها انتهت
- الهانم حرم الديكتاتور
- الكهرباء الوطنية..شد ابو النظيف
- مقررات قمة الأحزان
- دماء من حدق الدموع
- حمى الأسد
- الحرب على المنتجات الخليجية
- يوم الضحية على الجلاد
- نريدها برائحة الهيل والعنبر العراقي
- اعصار25يناير..عين على المستقبل


المزيد.....




- كينيا: إعلان الحداد بعد وفاة قائد الجيش وتسعة من كبار الضباط ...
- حملة شعبية لدعم غزة في زليتن الليبية
- بولندا ترفض تزويد أوكرانيا بأنظمة الدفاع الجوي -باتريوت-
- إصابة أبو جبل بقطع في الرباط الصليبي
- كيم يعاقب كوريا الجنوبية بأضواء الشوارع والنشيد الوطني
- جريمة قتل بطقوس غريبة تكررت في جميع أنحاء أوروبا لأكثر من 20 ...
- العراق يوقّع مذكرات تفاهم مع شركات أميركية في مجال الكهرباء ...
- اتفاق عراقي إماراتي على إدارة ميناء الفاو بشكل مشترك
- أيمك.. ممر الشرق الأوسط الجديد
- ابتعاد الناخبين الأميركيين عن التصويت.. لماذا؟


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - علي لطيف الدراجي - اللقمة العربية