أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - علي لطيف الدراجي - يعتقدون انها انتهت














المزيد.....

يعتقدون انها انتهت


علي لطيف الدراجي

الحوار المتمدن-العدد: 3364 - 2011 / 5 / 13 - 16:56
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    



هناك بعض الأشخاص في الملعب "يعتقدون إنها انتهت..انتهت الآن" بضع كلمات قليلة صنعت تأريخاً وألهمت سينمائيين وفنانين وموسيقيين واستمرت 40 سنة ترفع من معنويات شعب اخترع اللعبة وظل في صفوفها الخلفية، كانت هذه كلمات المعلق الرياضي الأنكليزي(كينيث ولستنهولم) في المباراة النهائية لبطولة كأس العالم التي جرت في ستاد ويمبلي في لندن يوم السبت 30 تموز عام 1966 بقيادة الحكم السويسري(جوتفريد دينست) هذه المباراة لاتزال حتى يومنا هذا مثار جدل بين الجماهير الألمانية والأنكليزية بسبب الهدف الذي بقي موضع شك طيلة السنوات المنصرمة والذي سجله اللاعب الأنكليزي(هيرست) حيث ارتطمت كرته بالعارضة وارتدت الى أسفل المرمى،اما على الخط او تعدته بقليل الى داخل المرمى،الأمر الذي دعى الحكم السويسري اللجوء الى الحكم المساعد السوفيتي(توفيق نجراموف) الذي أشار الى ان الكرة تعدت خط المرمى في ظل اعتراضات الألمان ومطالبة الأنكليز باحتساب الهدف، وفي الثواني الأخيرة من المباراة وفي حين كان الألمان يضغطون على المرمى الأنكليزي لتحقيق التعادل بدأ عدد من الجماهير في الدخول الى ارض الملعب للأحتفال قبل إطلاق صافرة النهاية،فعلق(ولستنهولم) قائلاً" هناك أشخاص في ارض الملعب ويعتقدون إنها انتهت"،فجأة وقبل ان يكمل المعلق حديثه سجل (هيرست) الهدف الرابع أضاف قائلاً"انتهت الآن قبل ان يعلن حكم المباراة رسمياً عن النهاية وظلت جملة"يعتقدون إنها انتهت" عالقة ومحفورة في أذهان الجميع وأصبحت جزءاً من التراث والثقافة الأنكليزية وعندما يتسرع شخص ما بالتعبير عن فرحته من موقف ما يكون التعليق المرافق فوراً"اعتقد ان الأمر انتهى" فيفهم فوراً المغزى الاحتفالي من وحي تعليق(ولستنهولم).
وفي عام 1955 اشتهر برنامج رياضي شارك فيه النجمان(غاري لينيكر) و(ديفيد سيمان) يحمل اسم(اعتقدوا ان الأمر انتهى) وحملت الأسم ذاته مجموعة من الأغاني الرائجة،حتى الصحافة أصبحت تستخدم هذه الكلمات في التعبير عن الجزم بنجاح امر مالم يحدث بعد وأشهرها عندما وضعته صحيفة(ذي ميرور) المعارضة للحرب على العراق عنواناً في احد أعدادها تعقيباً على تعليق الصحفي الفلسطيني(عبد الباري عطوان) رئيس تحرير صحيفة القدس العربي عن انتصار الولايات المتحدة وحلفائها لم ينضج بعد،وان المقاومة العراقية مازالت تعمل فقالت هذه المرة قاصدةً المعنى العكسي"..يعتقدون إنها انتهت"!
جملة(ولستنهولم) لاتزال محفورة في جبهة التاريخ ويترنح صداها في كل مكان ونذكرها اليوم ونحن نعيش أجواء الثورات الشعبية ومناخ التغيير الذي اقلق الحكام العرب القريبين من بوابة الرحيل والبعيدين عنها. فإذا كانت تونس ومصر قد ودعت سنوات العذاب والعبودية وطأطأ الطغاة رؤوسهم أمام اريج الياسمين ولعنة الفراعنة، تاركين ورائهم الإنجازات الضخمة من كوارث السرقات والنهب والفساد فإن ليبيا لاتزال تصارع عناد القذافي في الحواري والشوارع ونجد البحرين تذبح يومياً بيد أشرار آل خليفة وحكام الخليج، اما اليمن فهي الأخرى تواجه إصرار زعيم الوحدة الذي لن يبرح مكانه دون ان يرى نهايته، وهذه النهاية التي يقودها الشعب يرسمها الطاغوت منذ لحظة تسلقه السلطة وتقلبه فوق ريش النعام غارقاً في مجونه ودمعة الجائع تبحث عن يدٍ تمسحها.
اما البقية الباقية من رموز الأمة العربية فهم مخطئين ان انصرفوا الى الغاء قانون الطوارئ او تحسين الأحوال المعيشية او إغداقه على شعبه بالقليل مما سرقه او مد يده الكريمة ليساعد هذا وذاك بإقامة مشروع او إطلاق قروض او تسهيلات مالية..فكل ذلك لن يهدئ من روع البركان الذي ينفجر من صمته ويثور من جوف سكونه الطويل ولن يمنحه الوقت ليعطي ويمنح ويساعد دون ان يطلق من فمهِ كلمة اعتذار لمظلوم او مشرد او مسجون طاله الظلم وضحك السوط فوق جسده اياماً وليالي ويئس القيد من الانتظار بين معصميه وهم مخطئين ايضاً ان اعتقدوا إنها انتهت، فالطاغوت الذي يبرع في كبت صرخة المعذب ويعمد الى قتل الثورة فهو يعطي لهذه الثورة قوةً وصلابة وديمومة من حيث لايشعر لابل كلما زاد في نفث سمومه يأتيه السيل الجارف فيحيط بعرشه ويهز ماشيده من حصون.
رحل (ولستنهولم) الى مثواه الأخير الا ان كلماته الثلاث هذه لم تمت ويوم الظالم على المظلوم هو ابرز عنوان في صحيفة الضحية وعلى اصحاب الفخامة والسيادة والسمو ألا يعتقدون إنها انتهت.



#علي_لطيف_الدراجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهانم حرم الديكتاتور
- الكهرباء الوطنية..شد ابو النظيف
- مقررات قمة الأحزان
- دماء من حدق الدموع
- حمى الأسد
- الحرب على المنتجات الخليجية
- يوم الضحية على الجلاد
- نريدها برائحة الهيل والعنبر العراقي
- اعصار25يناير..عين على المستقبل


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - علي لطيف الدراجي - يعتقدون انها انتهت