أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يحيى علوان - شَبَهُ المُختَلِف ..















المزيد.....

شَبَهُ المُختَلِف ..


يحيى علوان

الحوار المتمدن-العدد: 3648 - 2012 / 2 / 24 - 09:19
المحور: الادب والفن
    



_ مالكَ ..؟ كأنَّكَ قِطٌ يدورُ على نفسه ، كي يعضَّ ذيله ..؟!
* أَبحثُ عن ظِلِّي ، لأُمسِكَ به .. فقدْ أَعثرُ فيه على شَبَهي ..!
_ أَلَستَ أَنتَ ، الذي تَغنّى بـ" أَهيمُ بالإختلاف ! لا التشابه يُغريني ، ولا القطيعُ يُغويني !"
* نعم ..! لكنني مَلَلتُ " وحشتي "، لذلكَ أَبحثُ عن شَبَهي ..
_ الشَبَهُ ، مـرآةٌ ، لا تَلبثُ أَنْ تَعافَها ، لأنها لا تفعلُ غيرَ أَنْ تعكِسَ ما يقعُ عليها ..!
........................
* وهـذا صحيحٌ أيضـاً .. بيدَ أَنّني أَبحثُ عنْ شَبَهي في " الإختلاف " !
_ إنّـه ضَربٌ من " التَمَنطُقِ "! ، إِنْ لَـمْ أَقُلْ تلاعبٌ بالألفاظ ...
* إذا كنتَ تُسمّي ما لا تَفقهُه تلاعباً بالألفاظِ !؟ بماذا ستُسَمّي ، إذن ، ما يتقيؤه الإعلامُ ،
صباحَ مساء ..؟!
لا ، يا سيدي ! أنا أَبحثُ عن تَوأمي في "الإختلاف " ، أُقاسمه الفَرَحَ .. وقبلَ أَنْ تسألَ عن
أيةِ فَرحَـةٍ .. أَقـولُ لكَ إنهـا فَرحَـةُ الشفاء من ألَـمِ " التَكَيُّفِ "! فهذا الأخيرُ لا
يَتِمُّ مـن دونِ قمعِ الذات !
ـ لكن في النهاية ، لا بُدَّ لكما من التماثُلِ مع بعضٍ .. وحينها سيَدبُّ المَلَلُ إليكمـا !!
وتَبدآنِ رحلَةً أُخرى للبحثِ عن " المُختلِفِ ".. فتَخوضانِ الإغترابَ من جديد ..
* لا خوفَ من ذلكَ .. فالفَردُ الذي أَبحثُ عنه ، ذاتٌ لحالـه ! له هندسةُ جيناتٍ فريدة ،
تستعصي على الذوبانِ في ذاتٍ أو ذواتٍ أُخرى ..!! لايمكنها أَنْ تكونَ إلاّ ذاتَها هيَ ..
عندهـا ستكونُ الطريقُ أَكثَرَ متعَـةً من البقاءِ مع الشَبَه المُتماثُلِ .. تماثُلاً هندسياً ..!
حينَها ، سيكونُ الإغترابُ في البحثِ عن " المَجهولِ "و" المُستَترِ الهارِبِ من عيونِ الناسِ "
أَيسرَ من البقاءِ مع " الشَبَهِ " .. !
وما دامَ " الثَباتُ والأَبَدُ !" من مزايا الآلهةِ .. فقد نَفوزَ ، نحنُ الهراطِقَةُ بآياتِ "التَحَوُّلِ "!!






غُفـران ..



لا جدوى من الوَلوَلَةِ .. !!
أَخيراً ظََفِرتُ بـه ..! كان يجلِسُ على مصطبَةٍ ، وحيداً ، مثلَ همزةٍ مُنفَصلَةٍ ،
إحدَوْدَبَ ظهرهُ ، كسَنامٍ .. لا يكادُ يقوى على رفعِ رأسه !
مُنشغلاً كانَ بأصابعه ..كأَنَّه يَعُدُّ ما طاشَ من سِنيِّ عَقـدَه الثامِنَ ، يَتَحسَّبُ ما بَقيَ لـه منها ..
لا أَشكُّ أَنَّه ما كانَ يَحتَسِبُ ، حتى في كوابيسِ مناماته ، أَنْ يراني !
تَسَمَّرتُ أمامه .. رَفَعَ رأسه بحركةِ slow motion ، ولَمّـا إصطدَمَتْ نَظراتُنا ، عاجَلتُه :
" قَدْ غَفَرتُ لكَ ..!! "
إنكَمَشَ وجهُهُ كجلد فيلٍ .. سَقَطَ رأسه على نَحرِه .. فَوَقَعَ نَظَرُه بينَ قَدَمَيَّ ..!
.....................
.....................
كانَ أكرَمَ من سواهِ ، ممَّنْ أَساؤوا لي ... تَبَخَّـروا ، فحرموني من فرصَةِ الغفرانِ لهم ..!!
نَذالَـةٌ ، أَنْ يَتَسرَّبَ شَخصٌ ، أَساءَ لكَ .. فَيَحرِمُكَ من فرصةٍ تقولُ لَـه فيها : " قـد
غَفََرتُ لك .. " !!






طَيشُ رصـاصة ..


في ضُحىً حلـوٍ من صيفِ 1983 ، يومَ كانت المرارةُ لَمّـا تَزَلْ طَريَّةً في الأفواه ، بعدَ بشتْ ئاشان الأولى والثانية ..
كُنّا منُهمكينَ في وادي لولان ببناءِ مقرٍّ للأعلام المركزي في خاصرةِ جبلٍ ، عند إستدارة الروبار (الجدولِ ) ،
الذي يخترقُ الوادي مروراً بقرى مالي مه له ، ده راو السفلى ، حتى ليلكان ..

كنا ، رغم الإحباط من الخسارة في البشتْ ئاشَيْن ، خليةَ نحلٍ بعزيمةٍ "جنونية " .. نَبني بما نقتلعه من صخور الجبلِ ،
نُعدُّ برامجَ للإذاعة ونبثها عبر الأثير ، ولا ندري إن كان بثُّنا يصل إلى مقرنا الآخر على مبعدة نصف ساعة منا ،
حيث مقر قيادة الحزب .. ننظم الحراسات للمقر ونتناوبُ على الدوشكا ( الدفاع الجوي ) إضافة إلى جمع الحطب للطبخ
والخبز والحمّام ...إلخ زِدْ على ذلكَ ، كان مطلوباً مِنّا ، رغمَ أننا فصيل إعلامٍ غير مقاتلٍ وفي الخطوطَ الخلفية ، أَنْ نُحافِظَ
على جاهزيتنا القتالية .. لذلك كنا نقتطعُ ، بينَ آونة وأُخرى ، شيئاً من وقتٍ يَشِحُّ بصورة مستمرة إزاء المهام والواجبات المتزايدة ،
للقيامِ بالتدريب على الرماية والإستماع لبعض المحاضرات في العلوم العسكرية العامة .

كانَ ظهيرُنا شاه چيو (ملكُ الجبال) وأَمامنا منحدَرٌ يمتدُّ قرابَةَ 200 مترٍ ، حتى ينتهي عند
النهر . في ذلك الضحى البهي ، نزلنا المنحدَرَ ، عند إستدارةِ الروبار ( الجدول ) لإجراء رماية
على هدفٍ ، جرى تثبيته على جذعِ شجرةِ سبندار (صفصاف) أَجملُ من لوحةٍ فنية ..
كانت على الضفّة الأخرى من الجدول ، يَفوقُ إرتفاعها 20 متراً [ سنقتلها لاحقاً لتستقِرَّ عَمَداً لسقف قاعةٍ كبيرة وثلاث غُرَفٍ ]..
وقفنا على مسافة لا تزيدُ على خمسينَ متراً من الهدفِ ، أمامَ شجرةٍ عجوزٍ من العرموط ( الكُمّثرى ) البَرّي ..
كُلٌ له خمسةُ إطلاقات صَلِيْ (آلي) وثلاثة للمفرق ( غير الآلي ) ...
جاءَ دَورُ أَحدنا . نَزَعَ جاكيته العسكري (فيلد) ، عَلَّقَه على شجرةِ العرموط خلفه ، وشَرَعَ بالرمايَةِ .. الآليةِ أولاً ،
ثُمَّ بدأ بالمُفرَق . إثنتانِ أصابتا الصفصافة ... الثالثة أخطأت الهدَفَ !
أصابتْ صخرةً ، فأرتَدَّتْ ، خَطفَاً نحو مصدرها . لكنها إنحرَفَتْ قليلاً ، فأختَرَقَتْ جيبَ الصدر الأيسر لجاكيته المُعَلّق على الشجرة ..!
تماماً عندَ موضعِ القلب ..!!
شاخَوانْ ( الشاعر هاشم گوچانی _ مسؤول القسم الكردي في " صوت الشعب العراقي" آنذاك) كانَ يقفُ بجانبي قال لي ممازحاً
" هذي حوبة _ نِقمَة ، ثأر _ السبندارة عروسة الوادي ..!!"



#يحيى_علوان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فُسحَةٌ للتأمُّل (2)
- فُسحَةٌ للتأمُّل
- افتراضات
- هي دورةُ الأشياء ..
- مَقاصيرُ نُصوصٍ
- أَحزانُ المَطَرْ
- غوغاء!
- مُرافَعة
- كابوس
- هيَ قََطْرةٌ ... ليسَ إِلاّ !
- تِينا ، إمرأةُ المَحَطّاتِ !
- لِمَنْ يَهمه الأمرُ ...
- طائرٌ لَعوب
- مُعضِلَة
- إلى مُلَثَّم !
- يتيم (3)
- فصل من كتاب (2-3)
- يتيم
- سَجَرتُ تَنّورَ الذكرى
- كتاب - حوارات المنفيين -


المزيد.....




- صراع الحب والمال يحسمه الصمت في فيلم -الماديون-
- كيف يبدو واقع السينما ومنصات البث في روسيا تحت سيف العقوبات؟ ...
- الممثل عادل درويش ضيف حكايتي مع السويد
- صاحب موسيقى فيلم -مهمة مستحيلة- لالو شيفرين : جسد يغيب وإبدا ...
- دينيس فيلنوف يُخرج فيلم -جيمس بوند- القادم
- افتتاح معرض -قفطان الأمس، نظرة اليوم- في -ليلة المتاحف- بالر ...
- -نملة تحفر في الصخر-ـ مسرحية تعيد ملف المفقودين اللبنانيين إ ...
- ذاكرة الألم والإبداع في أدب -أفريقيا المدهشة- بعين كتّابها
- “361” فيلم وثائقي من طلاب إعلام المنوفية يغير نظرتنا للحياة ...
- -أثر الصورة-.. تاريخ فلسطين المخفي عبر أرشيف واصف جوهرية الف ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يحيى علوان - شَبَهُ المُختَلِف ..