|
المرحلة الحمارية والمرحلة القردية !
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 3644 - 2012 / 2 / 20 - 19:41
المحور:
كتابات ساخرة
في بريدي الألكتروني ، رسالة فيها حكمة قديمة ، عن الحياة ، هذا مُلّخصُها : ( في بداية الخَلق ، قالَ الخالق ، الله .. للحِمار : أنتَ سوف تعمل بإستمرار ، وتُحّمَل ، كُن صبوراً ومُطيعاً .. وسوف تعيش 30 سنة . أجاب الحمار : سيدي سأفعل كُل ما أمَرْتَني بهِ .. لكن 30 سنة كثيرة عليّ ، 10 سنوات كافية . قال الله : لكَ ذلك . جاء الدَور على الكلب .. : أما انتَ ، فسوف تقوم بالحراسة ، وتقبل بما يُقّدَم لك .. وستعيش 25 سنة . قال الكلب : سمعاً وطاعة .. لكن 25 سنة كثيرة عليّ ، ارجو جعلها 15 سنة . قال الخالق : حسناً . حضرَ القرد .. فقيلَ له : أنتَ سوف تقوم بحركات وألعاب ، لكي تُسّلي وتُضحِك الآخرين .. وسوف تعيش 10 سنوات . قال القرد : مولاي كما تُريد .. لكن 10 سنوات كثيرة ، هل بالإمكان جعلها خمسة . قال الله : لاما نع عندي . أخيراً جاءَ المخلوق الأهم .. الإنسان . قال الرَب : ستكون أذكى المخلوقات وتُسيطر على الآخرين .. وسوف تعيش 30 سنة . قالَ الإنسان : يا إلهي .. 30 سنة قليلة لي ، هل بالإمكان إضافة ما تنازَلَ عنه الحمار والكلب والقِرد ، الى حسابي ؟ أجاب الله : نعم بالإمكان !) . يبدو ان جينات الطمع ، كانتْ مُتأصلة في جدِنا الأكبر .. فمنذ ذلك الزمان ، كانَ هو المخلوق الوحيد ، الذي قال ، ان حياته قصيرة وانه يُريد المَزيد ! .. فلو كانَ مُتواضعاً ، مثل السيد الحمار المُحتَرَم ، لطلب ان تُخّفَض حياته الى الحَد الأدنى .. ولكانتْ مشاكله الآن أقل وأقصَر .. بينما ما يحصلَ اليوم ، هو كالآتي : يعيشُ أحدنا 30 سنة الأولى من حياتهِ ك " الإنسان " أي مثل الأوادم ، كَما مُخّصَص له أصلاً .. ثم يتزّوج ويُكون اُسْرِة ، ويعمل ويكدح ويشقى ك " الحمار " لمدة 20 سنة .. بعدها يتقاعد ويجلس في البيت حيث يخرج الآخرون ، ويحرس المنزل ويعوي على كُل مَنْ يقترب ، ك " الكلب " ل 10 سنين .. وأخيراً ، يتنقل بين بيوت أبناءه وبناته ، ليقوم بحركات سخيفة ، ليُضحِكَ أحفاده ، مثل " القرد " للسنين المتبقية !!... هذا هو مُختَصَر السيرة الذاتية لمَعظمِنا . غير ان هنالك ، طبقة حاكمة ، تتحايلُ على هذا الترتيب .. ففي حين ، ان معظم أعضاء مجلس النواب عندنا والوزراء والمسؤولين الكِبار ، في المرحلة الحِمارية ، أي عليهم أن يعملوا ويَكدوا وينتجوا ويخدموا الشعب.. نراهُم يتجاوزون ويقفزون على المراحل ، ويقومون بمُمارسات قِردية ، من إجل إضحاكنا ! .. فمثلاً يُشرِعون قوانين لايلتزمون بها .. ويُصادقون على ميزانية مئة مليار دولار ، في الوقت الذي نعيش فيه تحت خط الفُقر .. والحكومة كُلها منشغلة بتحضيرات مؤتمر القمة العربي العتيد الذي سوف يَحُل جميع مشاكلنا ! .. حتى الذين يمرون بالمرحلة الكلبية ، حيث من المفروض ان يحرسوننا ويحموننا ... فأنهم هُم أنفسهم ، يقومون بِعّضِنا أحياناً ، بدلاً من ذلك !... بل وصَلَ الأمر ، الى ان الطبقة الحاكمة ، أبدعتْ في تَقّمُص أدوار .. الثعالب الماكرة التي تتحايل على الشعب ، والحيتان الشَرِهة التي لاتشبع أبداً .. والثعابين السامة التي تلدغ !. ................................. بالنسبة لي ... أنا في أواخر المرحلة الكلبية .. وعلى أعتاب المرحلة القردية .. عافاكم الله !.
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
معارِك آيات الله ، على السلطةِ والنفوذ
-
سوريا .. فوضى ومُستقبلٌ غامِض
-
دولةٌ في مَهبِ الرِيح
-
على هامش زيارة الحكيم الى تُركيا
-
تنعقِدُ القِمّة ... لاتنعقِد القِمّة
-
الديك والدجاجة
-
إمرأةٌ من بغداد
-
مُستشارون وخُبراء
-
الكِتاب .. والكَباب
-
جانبٌ من المشهد السياسي في الموصل
-
اُستاذ
-
الإمارات الكُردية المُتحدة !
-
التسويق
-
الحِذاء الضّيِق
-
البرلمانيون والشُقق الفاخرة
-
المُعاملة بالمِثل
-
ضرورة الهَدم ..وضرورة البناء
-
لا .. لقتلِ النساء بدوافع الشرَف
-
مّرة واحدة كُل شهرَين !
-
الحَيوان الذي يوقِظنا
المزيد.....
-
إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر
...
-
مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز
...
-
الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
-
اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
-
نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم
...
-
هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية
...
-
بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن
...
-
العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
-
-من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
-
فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|