أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - لحسن ايت الفقيه - قراءة في الذاكرة الجماعية بالمعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء















المزيد.....


قراءة في الذاكرة الجماعية بالمعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء


لحسن ايت الفقيه
(Ait -elfakih Lahcen)


الحوار المتمدن-العدد: 3641 - 2012 / 2 / 17 - 18:44
المحور: حقوق الانسان
    


نظم المجلس الوطني لحقوق الإنسان برواقه بالمعرض الدولي للكتاب مساء يوم الأربعاء 15 فبراير 2012 قراءة في الكتب التي أعدت في إطار مشاريع برنامج جبر الضرر الجماعي بمواضعه إملشيل والحي المحمدي بالدار البيضاء. دعي لهذا اللقاء المؤلفون باسو وجبور ولحسن أيت الفقيه بصفتهما مؤلفي كتاب إملشيل الذاكرة الجماعية، ونجيب تقي، مؤلف كتاب (جوانب من ذاكرة كريان سنطرال، الحي المحمدي بالدار البيضاء في القرن العشرين، محاولة في الوثيق)، ويوسف حجي منسقا فنيا لكتاب (كريان سنطرال الحي المحمدي، ذاكرة وكرامة). ويمثل هؤلاء ثلاث جمعيات، جمعية أخيام بإملشيل، وجمعية المبادرة الحضرية، وجمعية الدار البيضاء الذاكرة، كلفتهم لإنجاز فصول من مشاريعها في محور الحفظ الإيجابي للذاكرة، المندرج في إطار برنامج جبر الضرر الجماعي، في «المناطق المسجلة في تقرير هيئة الإنصاف والمصالحة، كمناطق متضررة من سنوات الرصاص، وذلك بدعم من الاتحاد الأوروبي، ومؤسسة صندوق الإيداع والتدبير، تحت إشراف المجلس الوطني لحقوق الإنسان». واحتراما لمنهج استقصاء الذاكرة، فإننا سندرج الكلام المسموع في رواق المجلس الوطني لحقوق الإنسان في المعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء، دون إضافة سوى ما يفسر الخطاب في حال الحاجة.
وصفت المناضلة الحقوقية فاطنة البويه، مُسَيرة جلسة القراءة، الفعاليات المذكورة، بأنها «تجاوبت مع لحظة خاصة مع تاريخ المغرب»، لأنهم «كلموا التاريخ حيث كان اللسان أخرس والكلمة قاصرة والمعلومة محتجزة».
انتظمت القراءة في إعطاء الكلمة للمؤلفين للإدلاء بشهاداتهم وتجربتهم في العمل في الذاكرة تدوينها، حفظها، إحيائها، وهو عمل لا يزال في بداية طريقه، في تجربة العدالة الانتقالية المغربية. و«الكتب موضوع اللقاء، حصيلة مجموعة من النشاطات واللقاءات قصد لملمة شتات الذاكرة...وهي ليست كتبا، أو هي كتب من نوع خاص»، كما أشارت إليه المناضلة الحقوقية فاطنة البويه. لذلك هل يمكن أن «تتنازل عن رتبة الكتاب، مكتفية بأن تكون تذكارا أو تذكرا، لما ضاع وأهدر في الطريق، لأولئك الذين لم يعودوا، حضرت صورهم أم لم تحضر، ولم تكتب لهم الشهادات ولم يُدْلَ بوثائقهم». لقد ودت المناضلة فاطنة البويه، أن تبين أن التذكار والذاكرة في تعددهما وتنوعهما، وأن لكل ثقافته في التذكار. وإذا كان «من السهل تمثل مواطن جبر الضرر الجماعي، تمثيلا كارتوغرافيا فإنه من الصعب ومن العسير تمثيل مواطن الذاكرة لارتباطها بالرمز وبالأنساق الثقافية على حد تعبير المؤلفين». وللخروج من هذا المأزق، خلصت السيدة فاطنة إلى أن تدبير الماضي يكمن في الخيارين النسيان والتذكر. المناضلة الحقوقية فاطنة البيه، مسيرة الجلسة أنه «أصبح اليوم التذكر مستحبا، وليس من السهل بعد سنوات من الصمت، أن نعطي المجال للكلمة. فمن قبل يكتب التاريخ بكلام واحد». ورغم قلة المنتوج فإن السيدة فاطنة البويه تخال المجال غنيا بالدلالات والرموز والآثار، كثير المعلومات، وتحسب الأماكن تتكلم. وكل ذلك جعل المغاربة، اليوم، يسلكون مسالك وعرة في الذاكرة كما أشار إلى ذلك السيد المصطفى بوعزيز، في مقدمة كتاب (جوانب من ذاكرة كريان سنطرال...) المذكور، و«المسألة تنطبق على الكتب الثلاثة... فالمسالك وعرة في البحث عن المعلومة، أو في التوصل إليها، أو في المشاكل التي تعرض الباحث عنها». ويعنينا أن الكتب الثلاث أنشأت دينامية تستحق الاهتمام، لأنها «كتابة في جبر الضرر الجماعي، كتابة في جبر الخاطر، كتابة لاستعادة ما انتزع في سنوات الرصاص، وما احتجز من كلام ومن معلومات» استشهادا بكلام المناضلة الحقوقية فاطنة البويه.
أعطيت الكلمة للسيد باسو أوجبور، ليشير إلى أن «تجربة جمعية أخيام للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بإملشيل التي تعتبر من المناطق التي عرفت تجاوزات، وانتهاكات حقوق الإنسان خلال أحداث 1973، وقبلها خلال الاستعمار الفرنسي، استطاعت أن تعرف إملشيل تعريفا آخر، بعيدا عن صورة موسم الخطوبة. ذلك أن التعريف بالمنطقة، إذا استثنينا الأستاذ الفاضل لحسن أيت الفقيه الذي كتب عن المنطقة مجموعة من الكتب القيمة، يكاد أن يكون منعدما. فالساحة الثقافية تفتقر من الكتب التي تتحدث عن منطقة إملشيل. لذلك أخذت الجمعية على عاتقها، وانقطعت لتخوض، تجربة تدوين ذاكرة المنطقة الجماعية... ولقد تكلفت، أنا والأستاذ الفاضل لحسن أيت الفقيه لتأليف هذا الكتاب.. ولم ندع أننا كتبنا كل شيء عن أولئك المقاومين. وعلى الرغم من ذلك فقد أنشأنا مرجعا للطلبة، لاسيما لما أقدمنا على إعداد سير ذاتية للمقاومين، وجمعنا أشعار تحفظ الذاكرة، لأنها تدور حول الحدث. ومن حسن الحظ أن الذين عاشوا فترة اضطهاد لا يزالون أحياء. ومن جانب آخر فمعظم المعارك وثقت، إلا بعض المعارك التي تعذر على الباحثين التردد على ساحاتها لاستقصاء الخبر. ذلك أن منطقة إملشيل في علو يصل إلى 2400 متر، وبالتالي فهي منطقة وعرة، وعسير الوصول إليها. وباختصار فقد أقدمنا على مبادرة كبرى بتوثيق جزء من ذاكرة ساكنة إملشيل الجماعية. ومن أبرز ما استحوذ علينا ولفت انتباهنا، دور الشعر في التحريض على خوض المعارك، والمقاومة إبان الاستعمار...وحوى الكتيب الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في منطقة السونتات، حيث اعتقلت المرحومة فاطمة وحرفو. وكلنا يعلم أنها بريئة براءة الذئب من دم يوسف. وفي القرية ذاتها اعتقل سعيد أوخويا... ولقد سردنا لائحة المعذبين ».
ورد في كلمة لحسن أيت الفقيه ما يلي: «... سأنطلق من التعريف بغلاف كتاب إملشيل الذاكرة الجماعية ربحا للوقت. فالكتاب غلف بأزياء نساء أيت حديدو، زي نساء قبيلة أيت يعزة في الوسط، وزي نساء قبيلة أيت إبراهيم في الهوامش. لماذا غلفنا الكتاب بزي النساء ؟ لأن المرأة الأمازيغية تحمل في زيها مجموعة من الرموز لن يمكنني الوقت من تفسيرها. وحسبنا أن لكل لون دلالة خاصة. فالمرأة مغلفة بالرمز والقيمة. ولما تنعدم القيم، المغلفة لجسد المرأة، تنعدم المقاومة. اسمحوا لي قليلا، سأنتقل إلى الحديث عن الدينامية التي أنشأها كتاب، إملشيل الذاكرة الجماعية. قبل الشروع في البحث التقينا مع أعيان قبيلة أيت حديدو وعقدنا معهم الاجتماع، واقترحوا علينا كتابة تاريخ المنطقة الذي لم يدون، لأن الكل على بينة أن المنطقة دخلت التاريخ سنة 1934 مع وصول المستعمر الفرنسي. وقبل هذا الوقت لم تذكر القبيلة. صحيح أن هناك إشارات قليلة جدا، أورد بعضها المؤرخ محمد الأمين البزاز في كتابه، تاريخ الأوبئة والمجاعات بالمغرب. ويعنينا أن هناك رغبة في كتابة التاريخ، وفي إدراج أعلام التصوف. وقد تسألنا، لماذا رغب هؤلاء في إدراج أعلام التصوف، في كتاب إملشيل، الذاكرة الجماعية؟ وبعد أن قطعنا أشواطا في البحث تبينا أن للتصوف الأمازيغي (تيكورما) دلالة خاصة. فبملامستنا التصوف استطعنا أن نفسر انتصارقبيلة أيت حديدو في معركة جبل مصطريد، وفي عدم انخراط قبيلة أيت حديدو في معركة تزكزاوت، وانخراطها في معركة أيت يعقوب. لم تشارك قبيلة أيت حديدو في معكركة تزكزاوت سنة 1931، لأنها مؤطرة من زاوية المكي أمهاوش ذي العلاقة مع الزاوية الدلائية التي كانت تنزع نحو السيطرة على المغرب كله، في حين تنزع قبيلة أيت حديدو نحو الدفاع الذاتي فقط. ولقد شاركت أيت حديدو في معركة أيت يعقوب لأن الزاوية العياشية التي حصلت على براءة التأسيس من الزاوية الدلائية لم تشارك في معركة أيت يعقوب، ولو رغبت في ذلك لانقلبت قبيلة أيت حديدو على عقبيها. ولقد اكتشفنا أن الذاكرة قد تحتفظ بمعلومات تعود إلى ما قبل أربعة قرون.
ولما أوشك الكتاب على الانتهاء نظمنا لقاء ثانيا بقصر أكدال يوم 3 أبريل 2010 لمناقشة مسودة الكتاب قبل عرضه على الطبع. وقد تعرض الكتاب للتمييز، وتبين أنه لم يستغرق كل منطقة إملشيل لاقتصاره على وحدة سوسيومجالية متجانسة أسيف ملول لذلك اهتدينا إلى تغيير عنوان الكتاب، إملشيل، الذاكرة والتاريخ، وأصبح إملشيل، الذاكرة الجماعية. ولقد اقتبسنا المصطلح من موريس هالبواكس. ولما أدرجنا أعلام التصوف اكتشفنا بأن للمغاربة أسلوبهم في التذكار، وتبينا بأن لا حاجة من استيراد النصوص التذكارية، من فرنسا، أو الشيلي، أو الأرجنتين، إذ يمكن الحفر في الثقافة المحلية لاستخلاص ما يليق التذكر به. ومما وقنا عنده أيضا صمود القيم بمنطقة إملشيل رغم الدعاية السيئة العنيفة التي تستهدف المنطقة، من ذلك أراجيف متعلقة بالخطوبة، فلا وجود لموسم الخطوبة، هناك طقوس الخصوبة [فلتة لسان]. وحسبنا أن القيم استهدفت وضربت في بعض مناطق الانتهاكات كخنيفرة مثلا. ويعنينا أن القيم صمدت في هذه المناطق لأن أيت حديدو تقاوم كل ما غريب عنها لنزوعها نحو الانغلاق. ولقد تبينا كذلك من إهمال تاريخ أيت حديدو كمثال على ذلك انتصرت قبيلة أيت حديدو على جيوش الاحتلال الفرنسي في معركة مصطريد، مما اضطر الجمعية الوطنية الفرنسية إلى عقد اجتماع لمناقشة الموضوع لكن ذلك لم يذكر في تاريخ المغرب المعاصر. ولذلك تعمدنا على إدراج النص الذي استقصاه ميشل بيرون بالأمازيغية وبالفرنسية وترجمناه إلى اللغة العربية. ولقد اكتشفنا أشعارا تناقش الإيمان والكفر، حيث تساءلت الشاعرة تعبابوت كيف انتصر الكفار عن المؤمنين. وختامنا استطعنا جمع مجموعة من الأشعار والنصوص وهيأنا مادة للمؤرخ، وأنشأنا دينامية بهذا الكتاب بغرس الشعور بالدفاع عن النفس والشعور بضرورة المشاركة الجماعية في كتابة التاريخ».
عقبت المناضلة فاطنة لبيه، على المداخلتين:«قلت في البداية، إننا في مسالك وعرة. فبعد مضي وقت استحب فيه النسيان، أتى وقت التذكر وطلب المعلومة بكثرة. لكن من الصعب بمكان بعد سنوات من الصمت إعطاء المجال للكلمة. ومن هنا تكمن محنة هؤلاء الكتاب في استقصاء جزء من التاريخ، كان من قبل يكتب بقلم واحد، ويعبر عنه بصوت واحد. وكما قلت فالكتب تعبر عن نفسها وعن غنى المعلومات التي تحويها، مما يفيد أن هناك وفرة المعلومات وأماكن الذاكرة. كل ذلك يعلنا نسلك مسالك وعرة، ونواجه إشكال تدبير كتابة التاريخ. وسيتناول الأستاذ تقي البعض منها، وكذا الأستاذ يوسف حجي في الحي المحمدي».
- «أريد أن أتناول مداخلتي في ثلاثة محاور، المحور الأول، علاقتي بالموضوع، والمحور الثاني، مشاكل البحث في مثل هذه المواضيع، والمحور الثالث، ماذا أضاف هذا الكتاب في تاريخ الحي المحمدي و كاريان سونترال.
- بالنسبة لعلاقتي بالموضوع، أصرح أنها قديمة، تكون قد تجاوزت عقدا من الزمان. بدأت لما كنت أسمع عن حي كاريان سونترال، والدور الذي لعبه في المقاومة، أشعر بالاعتزاز والافتخار، لأني واحد من أبناء الحي. كبرت فاخترت حرفة في البحث عن التاريخ. وإني أتساءل هل فعلا الدور الذي يعطى للحي المحمدي كريان سنطرال أي دوره في عودة محمد الخامس – محمد الخامس ملك كاريان سونترال - فهل هذا صحيح وحقيقي أم لا؟ كان علي أن أبحث في الموضوع لما حصلت على شهادة الدروس المعمقة، لكني لم أفعل حيث اخترت موضوعا آخر، مجموعة مارس الإعلامية. لكن الحنين إلى الموضوع استحوذ علي وراودني الأمل مرة أخرى، بعد معرض أشرفت عليه في درب غلف يخص وجوه الحركة الوطنية المغربية، فكانت فرصة للقاء مع رجال الوطنية من حزبيين، ونقابيين، ورجال المدارس الحرة، ورجال المقامة المسلحة، نساء ورجالا. واشتغلت في هذا الموضوع، وتمكنت في المعرض المذكور من جمع ثروة من الصور والأحكام. لكن الاشتغال في الموضوع ليس هينا فهناك مشكل الوثيقة. ذلك أن الوثائق المتعلقة بالمقاومة أراها لا تزال في حيز وزارة الخارجية الفرنسية، نقلت سنة 1955 بما هي وثائق السيادة. استرجعت بعض الوثائق من لدن المندوبية السامية للمقاومة، لكنها غير مستغلة، للآن. ومن هنا طرح إشكال الاعتماد على الرواية الشفوية وحدها، وكما قال الأستاذ المصطفى بوعزيز، هذا مسلك وعر. ويقول صديقي عبد الله ورد، الاشتغال في الرواية الشفوية كأنك تلعب في ملعب موحل (Un terrain glissant)، حيث تختلط الحقيقة التاريخية بالحساسيات، إما ذات طابع سياسي، أو ذات مصالح... ومهما تكن وعورة المسلك فقد أتى يوم أعتبره مناسبة ولحظة في تاريخي الشخصي وتاريخ الحي المحمدي، لما تعرفت على البرنامج، [ برنامج جبر الضرر الجماعي ومحور الذاكرة الذي حملته الجمعية التي كلفتني بالعمل في الموضوع]، وهي جمعية الدار البيضاء الذاكرة. كان علي أن أوظف بعض ما جمعته عن الحركة الوطنية والمقاومة، وبعض ما جمعته عن مجال الحي المحمدي، ذلك أني أشتغل في الاتجاهين، الفضاء، واتجاه الحركة الوطنية في ذلك الفضاء، كاريان سونترال. أقر أني وظفت البعض من كلا الاهتمامين. لكن وظفت شيئا منه لأنسجم مع سياق البحث في المحور المذكور درب مولاي الشريف [محور الذاكرة]، لعلاقته بجبر الضرر الجماعي، والذي يجعلني أقف عند المعتقل السيء ذكره، معتقل درب مولاي الشريف، والذي عليه تأسس تصنيف الحي المحمدي بمدينة الدار البيضاء كمنطقة متضررة. لذلك أضفت محورا ثالثا، لهذا الكتاب هو تاريخ درب مولاي الشريف. ولكي لا أطيل، ولا ألتزم بالوقت الذي حددته إلي السيدة فاطنة لبيه أقول، إن البحث في هذا الموضوع بحث جديد. صحيح أن هناك اجتهاد بعض الجمعيات، وتقارير الفرنسيين في الخزانات لكن ذلك قليل. وغني أقول، بكل تواضع إن المجهود المقدم اليوم مهم للغاية على مستوى التوثيق، وحسبني أني أخترت هذا العنوان (جوانب من ذاكرة كاريان سنترال- الحي المحمدي بالدار البيضاء في القرن العشرين محاولة في التوثيق)، وهو عنوان طويل لكن الدقة هاجس المؤرخ. إن البحث في تاريخ كاريان سونطرال لمدة قرن من الزمان، ليس بالأمر السهل بفعل ندرة التوثيق وعدم توافر الرواية الشفوية. لذا ليس من باب التواضع أو الاعتباط أن أختار كلمة (جوانب)، وأن أختار كلمة (محاولة في التوثيق). فالكتاب كما قال السيد المصطفى بوعزيز غني بالوثائق، أحمد لهذا الكتاب هذا العمل، إلى درجة – كما قاله بوعزيز- التخمة. جمعت الوثائق لأكثر من عشر سنوات، وحاولت أن أجيب على ما سطر لي في البداية. أي إعداد مونوغرافيا في حدود 120 صفحة على الأقل، وإذا بي أضع 390 صفحة [كتبت بحجم صغير، ولو كتب بحجم متوسط لتجاوز الكتاب 500 صفحة على وجه التقدير]. أشكر المشرفين على الجمعية على سعة صدورهم ورحابة آفاقهم وصبرهم. لقد منحوني الحرية للاشتغال، ومهدوا لي جميع الصعاب. أقول ذلك كحقيقة، لا مبالغة فيها. فالكتاب موجه إلى عموم القراء وخاصة الذين يقطنون الحي المحمدي، وسيوزع بالمجان لكن كنت أحمل هاجسا آخر، فكثير من الدوائر بالحي المحمدي، تبحث عن المعلومة وتتخاصم في ما بينها... سينما السعادة، متى بنيت؟ الفويان، متى بني؟. لقد أجاب الكتاب عن الكثير من الخفايا. تكلمت عن دينفري، وعن بيلوتا، وعن الكاري، وعن ذاكرة استغلال النساء، كيف يشتغلن ابتداء من الثانية صباحا. هناك مشكل المعلومة، من ذلك متى بنيت سينيما السعادة؟. لقد تحدثت عن الاستغلال والحماس الوطني، تحدثت وتحدثت، وتحدثت...لا أريد أن أكشف جميع أوراقي، هذا هو الكتاب أمامكم».
- فاطنة لبيه « لما تحدثت عن الدينامية التي خلقتها هذه الكتب، تحدث عن الفلسفة التي وضعت فيها هذه الإنجازات. قلت إن الكتب جميعها أنجزت من لدن ثلاث جمعيات، المتبارية في إطار مشاريع الاتحاد الأوروبي، واشتغلت وفق فلسفة تروم تحقيق المصالحة بين المواطن وماضيه، فلسفة تروم رد الاعتبار للمواطن، ونحن نرى أن هناك تقاطعا في هذه الكتب، إعطاء الحق في الكلمة، والحق في المعلومة. فالوثائق التي استغرقها الكتاب متوافرة لكن الوصول إليه عسير. إن أهمية الكتاب تأتي من حيث أنه يرد الاعتبار لساكنة الحي المحمدي، لتاريخ الحي المحمدي، يرد الاعتبار للوثائق التي يجب أن تكون في متناول المؤرخ الذي عاش المحنة في كتابة أطروحته. ولقد مكن البرنامج، وهذا الإطار من تحقيق المراد بعضه. ولقد لا حظنا بالنسبة لإملشيل، كيف رد الكتاب الاعتبار لقبائل أيت حديدو، ولثقافة أيت حديدو، ولتاريخ كان مسكوتا عنه. فأهمية هذه الكتب، وهي ليست كتبا في حد ذاتها، لأنها أشياء تتجاوز الكتابة، لتعلن عن دينامية أخرى اشتغل فيها، وسيحدثنا عن ذلك يوسف حجي، شباب يستقصون تاريخهم، ويتصالحون مع حي، ربما كان الانتماء إليه، مصدر إزعاج ومصدر حرج».
- يوسف حجي « أصرح أني فاعل جمعوي أولا وقبل وكل شيء، وإني في بلاد المهجر لا أتقن العربية ولا الفرنسية [قدم نفسه بتواضع]، ولكن أفضل أن أتحدث باللغة الفرنسية، لأرضي أصدقائي الفرنكفونيين الحاضرين معنا في هذه القاعة. لا رابطة بين المهاجر والحي المحمدي، والرابطة الوحيدة التي سأتحدث عنها أني في حياتي كمهاجر أسمع الشيء الكثير. في سنة 1987 سكنت في ما يشبه الحي المحمدي بباريس، حي شعبي، تتوافر فيه المعامل، ويسكنه الكثير من المغاربة. لقد شرعنا في تقديم الدروس بالعربية ولقينا مشاكل مع الدروس الفرنسية، ذلك أن الذين يقدمون الدروس بالفرنسية شيوعيون وشاع الاعتقاد بأن المغاربة المنفيين الذين يقدمون الدروس العربية يعلمون القرآن. ولقد قدمت لكم تجربة فقط. وإن سعيد برؤية ثلاثة أشخاص يقدمون لكم هذا العمل، حول حقوق الإنسان. ولقد اخترت بعض المقالات، وهي تستهدف الطفولة. ذلك أن الأطفال لما يطلعون على هذا الكتاب... ويلمسون شهاداتهم وكتاباتهم، فإن ذلك يعد تقديرا لهؤلاء الأطفال وتثمينا لمجهودهم. ولدي كتاب آخر لكني لم أحمله معي الآن.إنه عمل اجتماعي جمع كلام الناس (La parole des gens)، [تحدث عن الكتاب الآخر]. وعن المحمدي اقترحت على إلهام [يقصد إلهام مومن] للاستجابة لطلب العروض مؤسسة صندوق الإيداع والتدبير والمجلس الوطني لحقوق الإنسان...لم نجتمع مع الأعيان لقد اجتمعنا مع الشباب، خصوصا الذين يتابعون دراستهم للحصول على إجازة مهنية. ولقد اعتمدنا مقاربة بسيطة حيث تحدثنا مع الشباب وطلبنا منهم أن يدلوا لنا بأقدم صورهم المصنفة والمحفوظة في ألبوماتهم، ومن خلالها أنشأنا تاريخ هؤلاء الأشخاص، وإنه لأمر عجيب، فقد حضر بيننا الحاج محمد الصديق، الذي احتك ببن بلا، واحتك بالمناضلين النقابيين عبر العالم، وهو يمثل واحدا من مؤسسي الاتحاد المغربي للشغل، ويمكن الاستقصاء عبر شهاداته تاريخ العمل النقابي في فرنسا وفي المغرب، وهو واحد من سكان الحي المحمدي، وحضر معنا كذلك سعيد الذي كان يمثل ضحايا يونيو 1981 والذي قضى 13 سنة في السجن. إننا ننتقل من الماضي إلى الحاضر ما دام هؤلاء الأشخاص يحضرون معنا وبعضهم يمارس نشاطا جمعويا. إنها أبسط تجربة يمكن خوضها. وإنه من المفيد مرافقة المؤرخين في العمل. ولا يفوتني أن أشكر السيد تقي عن مرافقته لنا».
لحسن أيت الفقيه




#لحسن_ايت_الفقيه (هاشتاغ)       Ait_-elfakih_Lahcen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قبيلة أيت حديدو بإقليم ميدلت: توزيع المساعدات وفق معيار تواف ...
- واحات درعة وتافيلالت، الثقافة، والتاريخ والتنمية. أي استرتيج ...
- إشكالية الحقوق الثقافية والهوية بجبال الأطلس الكبير الشرقي
- جبر الضرر الجماعي في اللقاء الوطني التحصيلي التقييمي بإقليم ...
- الرموز المرتبطة بالمرأة لدى قبائل أيت يافلمان بالجنوب الشرقي
- خريف حقوق الإنسان بجهة مكناس تافيلالت المغربية من خلال الصحا ...
- ندوة حقوق الإنسان بين الكوني والخصوصي
- من أجل تفاعل أحسن بين الأعراف التقليدية والقوانين المؤسساتية ...
- مشروع (سيبام) بداية حسنة للاعتراف بالتعدد الثقافي والحق في ب ...
- حقوق الإنسان والتقطيع الإداري الجهوي بالمغرب: خريطة الأضرار ...
- الماء والطقوس السحرية بجبال الأطلس الكبير الشرقي المغربية
- النباتات والطقوس السحرية بجبال الأطلس الكبير الشرقي المغربية
- صيف حقوق الإنسان الساخن بجهة مكناس تافيلالت المغربية في الصح ...
- التربية على حقوق الإنسان بالمدرسة المغربية وحرية الموقف
- حصيلة الاستعمار الفرنسي في المغرب
- الرشوة في المغرب والذاكرة الجماعية بالجنوب الشرقي المغربي في ...
- متحف الريف، بداية حسنة لمستقبل ممارسة المتحف والحفظ الإيجابي ...
- النباتات والأعشاب بالأطلس الكبير الشرقي بين الغذاء والطب الت ...
- ذاكرة الاعتقال السياسي الحية بالجنوب الشرقي المغربي
- حقوق الإنسان بجهة مكناس تافيلالت في الصحافة المغربية المكتوب ...


المزيد.....




- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...
- انتقاد أممي لتقييد إسرائيل عمل الأونروا ودول تدفع مساهماتها ...
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بإدخال المساعدات لغزة دون معوقات
- نتنياهو يتعهد بإعادة كافة الجنود الأسرى في غزة
- إجراء خطير.. الأمم المتحدة تعلق على منع إسرائيل وصول مساعدات ...
- فيديو خاص: أرقام مرعبة حول المجاعة في غزة!!
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بفتح المعابر لدخول المساعدات إلى غز ...
- مسؤول أممي لبي بي سي: -المجاعة في غزة قد ترقى إلى جريمة حرب- ...
- الأونروا تدعو لرفع القيود عن وصول المساعدات إلى شمال غزة
- الأمم المتحدة: هناك مؤشرات وأدلة واضحة تثبت استخدام إسرائيل ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - لحسن ايت الفقيه - قراءة في الذاكرة الجماعية بالمعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء