أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حوا بطواش - منذ التقينا














المزيد.....

منذ التقينا


حوا بطواش
كاتبة

(Hawa Batwash)


الحوار المتمدن-العدد: 3640 - 2012 / 2 / 16 - 22:56
المحور: الادب والفن
    


منذ التقينا من جديد، ناديتَني من بعيد نداءً خفيا، غامضا، تسلّل الى قلبي وعلّقني ولهانة في عالم الشوق. صورتك المدهشة أحدثت في الروح قشعريرة. وإذ أخذت بذراعي تراقصني، قلتَ في أذني: "لم تتغيّري كثيرا." تفاجأت بكلماتك كما لم أفاجأ من قبل. لكم تمنّيت لحظتها أن يتبخّر الجميع من حولي ونبقى أنا وأنت وحدنا... والموسيقى التي تسمو بنا الى أعالي الفرح، وذلك الجو المسحور الذي يحتوينا.
وسألتك من فرط تعجّبي: "عشر سنوات لم تغيّرني؟"
فقلتَ برقة عجيبة: "ما زلت نفس الفتاة البريئة الصافية." وفي صوتك انعزف إعجاب متّقد، متحمّس ، غيور. عطر كلماتك اخترق حواسي كلها، كمعزوفة رقيقة شفافة تلامس شغاف القلب، وجعل قلبي يطنّ من فرط انفعاله.
لا أدري ما سر هذا السحر العجيب الذي انبعث من نفسك، من ضحكتك المرحة، من تألّق عينيك وهما تحدّقان فيّ، وقلبي يرتجف من تحديقك ذاك في عينيّ، ويرقص نشوان على منصّة السعادة.
ثم قلت وأنت تثبّت نظرة جادة الى عينيّ: "أتظنين أننا سنتّفق؟"
"نتّفق؟ على ماذا؟"
"على أن نكون أصدقاء؟"
ثم فجأة... تجمّدت في مكاني وتوقّفت عن الرقص، كأنّ ضربة هبطت على رأسي وأيقظتني من غيبوبتي. أحسست بأنني انجرفت كثيرا، وأن عليّ الإبتعاد عنك في الحال!
"ماذا جرى؟!" تفاجأتَ مني.
وأنا ارتبكت كثيرا... وشكرتك على الرّقصة... وتركتك، وفي داخلي أحسّ أننا لن نلتقي من جديد. مستحيل أن نلتقي.
أيها الرجل الذي عرفتك... ولم أعرفك، منذ أن عدت من البعيد، والتقينا من جديد، عرفت معنى الحب. ذلك الحب الذي لم أذُق طعمه من قبل، ولا عرفت شكله... الا معك. وعندها، أحسست أنني لم أعِش لحظة واحدة قبلها، وعرفت ما معنى الفرح والجنون... والخوف، ومعنى الحزن الجميل والألم اللذيذ... والضياع، وبدأت دقات قلبي تعزف في كل ليلة أرق وأجمل السيمفونيات.
يا لرجوليتك التي أشعلت الحرائق في دمي! منذ احتويتني بين ذراعيك، غمرتني بحنانك وحبك، وأغدقت عليّ من الدفء والرعاية، يحاصرني طيفك ويثملني عطرك، وترنو اليك لهفتي وتحلّق بي في سماوات العشق والغرام والحنين والآمال.
ولكن، ما العمل والكل يصرّ على اتّهامك بالماضي، بأخطاء غيرك. الكل لا ينسى ولا يغفر ولا يسامح، حتى بعد مرور سنوات طويلة من العمر. فماذا أفعل، وأنت... منذ التقينا من جديد... قد غدوت في داخل ضلوعي مقيما، وأنا... طارَ عقلي كأوراقٍ في عاصفة هائجة باغتتني من حيث لم أحتسب؟!
(من وحي روايتي: الحب والعاصفة)
لقراءة الحلقة الثانية:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=295365



#حوا_بطواش (هاشتاغ)       Hawa_Batwash#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحب والعاصفة 2
- الحب والعاصفة 1
- العصا والأصدقاء
- مساءات لهفة
- ما هذه الأصوات في الليل؟
- المعلّمة أورا
- مهمة في الزواج
- القدر- قصة قصيرة
- الشهيدان
- بنت من هذا العالم
- تساؤلات بريئة
- لقاء آخر معك
- الشركس في فلسطين
- الشاطئ
- صدفة
- وهكذا اشتريت الشوكولاطة!
- تعالي سارتي، لنبكِ!
- طوشة كبار- قصة قصيرة
- الحب العتيق- قصة قصيرة
- اختفاء رباب ماردين 2


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حوا بطواش - منذ التقينا