إعلان الدوحة

عدنان الأسمر

الحوار المتمدن-العدد: 3635 - 2012 / 2 / 11 - 17:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

من انتقل إلى معسكر من ؟!

بعد أن من الله على الرئيس محمود عباس بتبرئته من تهم حماس السابقة ، وأهمها أنه فاقد للشرعية، فقد تم توقيع اتفاق المصالحة الثامن بين فتح وحماس في الدوحة يوم الاثنين 6/2/2012، حيث أصبح الرئيس محمود عباس رئيس الحكومة التوافقية، وبهذا يكون هو الرئيس الديجيتل الوحيد في العالم، فهو رئيس السلطة ، ورئيس الدولة ، ورئيس اللجنة التنفيذية، ورئيس حركة فتح، وأخيرا رئيس حكومة التوافق.
أما ما سمي بإعلان الدوحة فهو بمثابة إعلان انتقال حركة حماس إلى معسكر أوسلو، وانتهاء مرحلة المقاومة من حياة الحركة، فقد وافقت الحركة على شروط الرباعية وعدم اعتراضها على المفاوضات مع الكيان الصهيوني ، واعتبار المقاومة في الضفة الغربية عمل جنائي، حيث يتم اعتقال المقاومين من قبل السلطة، وما زالت السلطة تعتقل العشرات من كوادر وأعضاء الحركة ، ولم تعد السلطة مؤسسات وممتلكات حركة حماس إليها ، والأخطر من ذلك عدم عرض الحكومة الجديدة على المجلس التشريعي لنيل ثقته والذي تسيطر علية حركة حماس ، والاتفاق على تفعيل وتطوير منظمة التحرير، وإعادة تشكيل المجلس الوطني وفق آلية المحاصصة بين الفريقين
وهذا يعني أن فصائل العمل الوطني الفلسطيني، تعاني من بطيء تعلم، وغير مؤهلة للاستفادة من دروس التاريخ، واستحقاق المستقبل، فبدلا من التجديد والتغير وتوسيع قاعدة المشاركة وتوزيع المناصب وعدم حصرها بيد شخص واحد للشعب الفلسطيني في الداخل والشتات، وضرورة تخلي كل من دخل مرحلة الخرف والموت السريري سياسيا وفكريا عن طريق إتاحة الفرصة للكوادر الشابة المثقفة والمناضلة القادرة على استيعاب معطيات المرحلة الراهنة في حياة الأمة ، والتصدي للتحديات الجديدة وخاصة التدخل الأجنبي ، وعودة الاستعمار العسكري والعمل على تجزئة الأمة، والعبث بمكونات الهوية العربية
وهنا لا بد من توجيه سؤال لقيادة حركة حماس. هل هذا استحقاق الجغرافيا السياسية الجديدة ؟ وهي الإقامة في دوحة التأمر على الأمة ؟ ولماذا لم يدرك قادة الحركة أنهم وضعوا تلك الحركة المقاومة التي اكتسبت شرعيتها عبر انهر من الدماء على طريق الانقسام والانشقاق وزيادة وتيرة الصراع الداخلي الضاري؟ ولكن لا بد من التأكيد لكل أبناء الشعب الفلسطيني وأحرار الأمة أن مصير هذا الاتفاق سيكون الفشل مثل سابقيه وهو بحاجة إلى اتفاق مصالحة تاسع في قادم الأيام.

#عدنان_الأسمر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل