أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح يوسف - رأساً على عقب !















المزيد.....

رأساً على عقب !


صلاح يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3635 - 2012 / 2 / 11 - 00:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد شكلت أحداث ما يسمى بالربيع العربي سابقة تاريخية لم تواجه النظام العربي الإسلامي منذ ما يزيد على 1400 عام، لدرجة أن الباحثين والمفكرين السياسيين قد اختلفوا وتناقضوا وتضاربت مواقفهم بين مؤيد ومعارض ومتحفظ، ويأتي هذا المقال في سياق محاولة متواضعة لتقديم ما يسهم في فك التباس ما يحدث من عواصف هوجاء تبدو لأول وهلة وكأنها سعي للديمقراطية والحرية ثم تنتهي بصعود ديكتاتوريات إسلاموية عبر صندوق الاقتراع.
أغلب الظن أن الرغبة الكبيرة لدى جمهور المثقفين العريض في التغيير نحو الحداثة والدمقرطة والعلمنة كانت هي الأساس في تفجير الثورات الشعبية في تونس ومصر واليمن وسوريا والبحرين، ولما كانت أي عملية اقتراع يشارك بها الإخوان المسلمون والسلفيون ستفضي إلى فوزهم مقابل هزيمة ساحقة لأصحاب الثورات، فإن الأنظمة الحاكمة قد انتهجت خطة ذكية لاحتواء المطالب الشعبية من خلال إغراء الإسلاميين بكراسي البرلمان ليخرج العلمانيون بخفي حنين، وبذلك يكون النظام الحاكم قد سدد ضربة قوية للثورة من خلال ديمقراطية شكلية كان ينبغي ألا تشارك بها الأحزاب الإسلامية لأنها ببساطة لا تؤمن بالديمقراطية وسوف تغرق المجتمع في بحور من الجدل الفارغ حول مسائل تافهة كالحجاب والنقاب وشرب الخمر والموقف المتشدد من الفنون والموسيقى ووسائل التعبير الأخرى، وبذلك تبقى القضايا الجوهرية التي قامت من أجلها الثورات غير مطروحة للنقاش، فلا عدالة اجتماعية ولا حرية تفكير واعتقاد ولا قانون ولا دستور مدني ديمقراطي يحترم حقوق الإنسان.
كان ينبغي على العلمانيين عدم الموافقة على إجراء الانتخابات قبل إقرار قانون أحزاب يحظر الأحزاب الدينية العنصرية ويشترط صراحة موافقة أي حزب على كافة شروط اللعبة الديمقراطية بدءاً من احترام الرأي الآخر وقدسية حقه في حرية التعبير وانتهاء بالتسليم بمبدأ تداول السلطة السلمي عبر صندوق الاقتراع بعد نهاية كل أربع أو خمس سنوات وبحسب ما يقره الدستور. الأنظمة الحاكمة لا تريد تداول السلطة مطلقاً ولهذا فإنها تفضل إشراك الإسلاميين ورشوتهم ببعض المقاعد البرلمانية والوزارية لكي تستنهض فيهم قوى الشر الكامنة بهدف قمع الجماهير الحالمة بغد أفضل، ولهذا فإن وقوف الإسلاميين على يمين المجلس الحاكم في مصر قد جعل العسكر يتمادون في قمع التظاهرات ويتمادون في القتل والتنكيل، كل ذلك بعيداً عن كاميرات الجزيرة التي حققت أهدافها بوصول الإخوان والسلفيين إلى مقاعد البرلمان ولم يعد من مصلحتها تغييراً ثورياً على الإطلاق ولابد من التأكيد على أن قناة الجزيرة قد لعبت " وما زالت " أدواراً انقلابية لصالح الفاشية الإسلاموية الأمر الذي خلط أوراق اللعبة وجعل من الدماء الغزيرة التي سالت سلماً لصعود الإسلاميين على سدة الحكم بديلاً للأنظمة الحاكمة.
في بلاد الثورات لم تتحقق العادلة الاجتماعية ولا تكافؤ الفرص، ولم تنخفض نسبة البطالة ولم تتحسن خدمات التعليم والصحة وقد أصبح استمرار الثورة ضد الأنظمة الحاكمة وضد الإسلاميين معاً أمراً لا مفر منه. الثورة الحقيقية هي ثورة الفكر والثقافة التي ستؤدي إلى دولة علمانية مدنية لا إلى دولة يحكمها أصحاب العمائم واللحى، ثورة تدعو لمساواة الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات، ثورة تؤدي إلى القضاء على الفساد والرشاوى والمحسوبيات. ثورة تحقق مبدأ فصل السلطات الثلاث وتمكن الشعب من تفعيل الأدوار الرقابية على أداء السلطة التنفيذية.
ليس المطلوب إجراء ( محاكمات ثورية ) يكون هدفها الانتقام من أعضاء النظام الحاكم طيلة 1400 عام، بل المطلوب انتزاع السلطة من الثلة المستفيدة من النظام وإعطائها لسلطة مدنية منتخبة حسب ما يقتضيه الدستور، لذا فإن إعداد الدستور يجب أن يسبق خطوة الانتخابات لكي لا تتحول العملية الديمقراطية إلى شكل لولبي هدفه إعادة تثبيت دعائم نظام القهر والفساد والاستبداد.
الديمقراطية لا تتحقق في ظل وجود أحزاب دينية عنصرية ولا تتحقق بنسبة أمية 70 % ولا تستكمل باضطهاد المرأة وإعادة اعتقالها داخل جدران البيت ولا بضرب الأطفال لصياغة سلوكهم قهرياً بدعوى تطبيق شريعة محمد. الديمقراطية هي الحرية ضمن القانون والدستور وهي الشفافية أمام الناس في التعاملات الإدارية والمالية والقانونية وليس حسب قانون صلعم ( استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان ! )، فالكتمان هنا يعني الرشوة والمحسوبية والصفقات المشبوهة وكافة ألوان الفساد التي تتم في الظلام بعيداً عن أقلام المراسلين والصحافيين.
إن قيام الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين بالتدخل لصالح الإسلاميين من خلال حلفاءها في قطر ومشيخات الخليج يعني تماماً أن الثورات لن تحقق أهدافها في المرحلة الحالية وإن شعوب المنطقة غير مهيأة لممارسة الديمقراطية التي تبدأ في البيت ولا تنتهي في المدرسة والجامعة والشارع ووسائل الإعلام.
الناس لم تتعود ممارسة الديمقراطية قبل الآن، ومع شيوع نسبة الأمية بصورة مأساوية فإن الناس تبحث عن مرفأ آمن وهو الدين ( أو هكذا يعتقدون )، ولهذا يفوز الإسلاميون لأنهم الأكثر تنظيماً وأموالاً ولأنهم تبنوا ( ولو تكتيكياً ) بشكل أو بآخر مطالب الناس من أجل العدالة الاجتماعية ومكافحة الفساد، ونحن نعلم تماماً أن الحركات الإسلامية بعيدة جداً عن الممارسة الديمقراطية وأنهم سوف يغرقون المجتمع بتوافه الأمور مثل ضرورة رفع الأذان تحت قبة البرلمان !
ما الذي تحقق إذن ؟! في الواقع لم يتحقق أي مكتسب حقيقي للناس ودبت البلاد في فوضى انعدام الإنتاج وبدأ زحف الإسلاميين على السلطة باعتبارهم الخيار الذي لم يجرب بعد، فقد سقطت القومية والاشتراكية والعلمانية ولم يعد مفر من تجريب الخيار الإسلامي الذي يتسلح بالعناية الإلهية وما على الغلابا والفقراء سوى تقديم الصلوات والأدعية والأذكار صباح مساء !
المطلوب الحقيقي للثورات هو إسقاط الدين كمنظومة سياسية تمهيداً للدولة العلمانية. إن الشعوب التي تسلم بوجود الله كفكرة ومعتقد، هي ذاتها الشعوب التي فقدت إرادتها وطموحها واستبدلت العقل النشط والفعّال بالعقل الخامل والمهزوم. هذا العقل الخامل والمهزوم هو ما تنتجه منظومة التربية والتعليم الرسمية العربية من خلال فرض مسلمات الدين قهراً على الأطفال. إذن على المثقف أن يلعب دوره التاريخي المنوط به لتفكيك مسلمات الدين وفضح تناقضاته وشرحها للناس. تخيلوا معي مثلاً تهمة ازدراء الأديان ( يقصدون الإسلام لأن ازدراء الأديان الأخرى إن لم يكن حلالا فهو واجب ديني وشرعي ). فعندما تتم محاكمة ناقد بتهمة ازدراء الإسلام عندما يسخر من خرافات صلعم الكثيرة فإن ذلك غير منطقي بالمرة، إذ كيف يحاكم من ستخدم عقله وقال أنه لا يصدق طيران صلعم على بغلته المجنحة البيضاء إلى السماء السابعة حيث عرش الإله، والأصل أن يحاكم من يقوم بازدراء العقل والإخلال بالمنطق السوي. يجب أن يقوم المثقفون بإقناع الناس بأن تهمة ازدراء الدين هي تهمة غير وجيهة ولا منطقية وأن الأصل لدى الشعوب التي عقدت العزم على التقدم أن تقوم بحماية العلم والمنطق من خلال محاكمة جميع أولئك الذين يغرقون الشعوب في خرافات لا أول لها ولا آخر. يجب أن تقلب الأمور رأساً على عقب فيتم حظر تعليم الدين في المدارس كما حظرت البشرية العنصرية والنازية من قبل. ليس الكاتب السعودي حمزة كاشغري هو المفترض فيه أن يهرب من وجه الناس فحمزة عبر عن رأيه في شخصية محمد صلعم بصراحة، ولكن المسلمين عنصريين وجهلة ولا يقرأون التاريخ من مصادره الأولى، لذا يبدو غريباً أن يقال أن محمد صلعم كان يقطع طريق القوافل كاللصوص وأنه لم يترك عجوزاً ولا أرملة ولا طفلة إلا ونكحها في هوس شاذ حتى لدى عامة الناس في ذلك الوقت. إن المليار ونصف مسلم لم يقرأوا تاريخ صلعم الحافل بالجنون والإجرام والخبل، فقد قتل واغتال الشعراء بكل خسة ونذالة كما افترى على خصومه الفكريين فقام بإعدام النضر بن الحارث المثقف الذي هزم محمد صلعم شر هزيمة في مكة قبل هروبه إلى يثرب.
الأنظمة الفاسدة التي تلتحف الدين لكي يغطي فسادها ويغرق الناس في وهم الآخرة لن تتقبل وجود ملحدين، فالخطوة التالية لانتقاد الله وشريكه صلعم هي انتقاد الحاكم نفسه، لهذا سارع ملك مملكة الشر الوهابية بإصدار أمر الاعتقال ضد الكاتب حمزة. تلكم هي الثورة الحقيقية التي نحتاجها، إذ لا معنى للدولة المدنية الديمقراطية دون حرية الاعتقاد وحرية التفكير وحرية التعبير. كيف لنا أن نتخيل أن يظل الملحد ملحداً طوال عمره بينما لا يسمح له بالكلام والتفكير ويبقى شبح السيّاف قاطع الرؤوس يطارده طوال ما تبقى من حياته ؟! يا لها من قذارة ويا لها من وحشية. لماذا لا يحاكم القرضاوي ومحمد حسان والحويني وزغلول بتهمة ازدراء العقل ؟! لماذا لا يحاكم هؤلاء بتهمة تضليل الرأي العام وإشغاله بقضايا تافهة ؟؟! نعم يجب أن تحقق الثورة مجموعة من الأهداف وفي مقدمتها تحقيق حرية الاعتقاد حسب ما تنص عليه المادة 18 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. يجب أن تقلب الأمور رأساً على عقب ليصبح دعاة الاستبداد والهرطقة الغيبية مطاردون ومطلوبون للمحاكمات العلنية أمام شعوبهم.
لن تتحقق هذه المطالب اليوم أو غداً، ولكنها بداية الطريق الطويل والشائك، ذلك أن استحقاق الديمقراطية باهظ الثمن، وقد تمتد المعاناة والفوضى لسنوات وسنوات قادمة، لكن الغلبة في النهاية ستكون لصوت العقل ضد صوت الجهل والأمية والغباء، فالثورة لن تكون ثورة إلا إذا قلبت كل المفاهيم السائدة والموروثة رأساً على عقب !
---------------------------------------------------------------
نداء إلى الملحدين واللادينيين الكرام:
نرجو أن يتم العمل على إضافة الترجمة الإنجليزية للفيديو التالي، وهو أخطر وثيقة تدين عقيدة الإسلام الإجرامية فيما يتعلق بحد الردة: إما أن تكتم كفرك أو نهدر دمك !!
فتاوى القتل تبث على قناة الجزيرة:
http://www.youtube.com/watch?v=Vcqh3Zot_7w
ملحوظة: يرجي ممن يجدون في أنفسهم الكفاءة للقيام بترجمة هذا الفيديو أن يقوموا بتنزيله فوراً على أجهزتهم تحسباً لحذفه.

سلامي للعقلاء



#صلاح_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رد على كتاب - حوار مع صديقي الملحد - لمصطفى محمود
- هل يندثر المسلمون ؟؟!
- يا عمال العالم صلوا على صلعم !!
- الإسلاميون والغرب والربيع العربي !!
- الإسلام والحريات الشخصية
- جائزة نوبل لدعم الإرهاب !
- أنا والله والملائكة !
- لماذا الإسلام تحديداً ؟!
- هل كان محمد على خلق عظيم حقاً ؟!
- هل انتهت الخلافة الإسلامية على يد أتاتورك ؟!
- عن مصادر الشريعة الإسلامية
- ضلع الإسلام في مجزرة النرويج
- عودتي إلى الحوار المتمدن
- هل ثمة تحقير للإسلام في الحوار المتمدن ؟؟!
- متى يتوقف صلاح يوسف عن نقد الإسلام ؟!
- ملاحظتان حول الزعرنة والزعران
- تأملات في العقل الإسلامي
- الخوف أهم عوامل الإيمان
- اعبدوا الإنسان !
- جولة في تشريعات الإسلام الغريبة


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح يوسف - رأساً على عقب !