أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهمي الكتوت - الثورات العربية الى اين ؟














المزيد.....

الثورات العربية الى اين ؟


فهمي الكتوت

الحوار المتمدن-العدد: 3634 - 2012 / 2 / 10 - 20:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


احتفلت الشعوب العربية ومعها شعوب الارض بمرور عام على الثورات العربية, التي ايقظت الضمير الانساني, والهمت الشعوب العربية في مختلف ارجاء الوطن العربي. ولما كان الدافع الرئيسي للثورات العربية استرداد كرامة الانسان العربي, واحترام انسانيته, وازالة كافة التشوهات التي سادت في ظل النظم البوليسية المستبدة, وتوفير فرص العمل, ومكافحة الفساد السياسي والمالي والاداري. فقد احتفل الشعبان الشقيقان في تونس ومصر بمرور العام الاول على الثورات العربية في الميادين, ليعيدوا للذاكرة اهداف الثورات الشعبية, ويجددوا التأكيد على مواصلة النضال من اجل تحقيقها.
ومع مرور العام الاول تفاقمت الازمات الاقتصادية في مختلف البلدان العربية, فارتفعت البطالة في تونس من 500 الف عاطل عن العمل الى 800 الف, ويعتبر نصف الخريجين من الجامعات عاطلين عن العمل. واحتلت المطالب العمالية الصدارة في ميادين الاحتفال في كل من تونس والقاهرة, وكان أبرز المطالب العمالية حق العمال في الإضراب, ورفع الحد الأدنى للأجر, إضافة إلى المطالبة بمحاسبة الفاسدين, ومكافحة الاحتكار, ومعالجة قضايا الفقر والبطالة. واستبدل الشعار الرئيسي الذي ارتبط بالثورات العربية " الشعب يريد إسقاط النظام" بشعار جديد " الشعب يريد الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية " وقد عبر هذا الشعار عن معاناة الشعوب العربية عامة, فالجزء الأول من الشعار يحمل مضمونا جوهريا متعلقا بنوع الحكم من الناحية السياسية, وإنهاء مرحلة الاستبداد وتغول الأجهزة الأمنية. أما الجزء الثاني يتعلق بالعدالة الاجتماعية, يعكس عمق الفجوة بين الفقراء والأغنياء في الوطن العربي, وتنامي ثروات الطبقات الجديدة التي تشكلت خلال العقدين الاخيرين في معظم أرجاء الوطن العربي, وهي ليست الطبقة الرأسمالية المرتبطة بالإنتاج. ما نما في بلادنا شريحة من السماسرة الذين يجمعون الثروات مقابل التخلي عن مقدرات الوطن, طبقة طفيلية بيروقراطية شوهت الاقتصاد الوطني, عبر الصفقات المريبة ببيع مؤسسات الدولة وتسهيل مهمة الاحتكارات الأجنبية في الاستيلاء عليها, مقابل العمولات التي اودعتها في البنوك الأجنبية. وقفزت هذه الطبقة الى سدة الحكم مع انتشار المفاهيم الاقتصادية " لليبرالية الجديدة ". وما الجرائم التي ترتكب في مصر سوى حلقة من حلقات التآمر من قبل هذه الفئات التي تقود الثورة المضادة. وقد دعت عشرات المنظات الحزبية والعمالية والشبابية والطلابية للاضراب العام اعتبارا من 11 شباط على طريق العصيان المدني, لتحقيق اهداف الثورة, منها محاكمة المتورطين في قتل الثوار,تشكيل حكومة انقاذ وطني تشرف على الانتخابات, اصدار قانون يحدد الحدين الاقصى والادنى للاجور, والحد الادنى للمعاشات.
ومع مرور عام على الثورة في كل من مصر وتونس وبعد اجراء انتخابات نيابية في كلا البلدين وفشل الحركات السياسية التي تمثل شباب الثورة في الوصول الى المجالس النيابية المنتخبة ووصول أحزاب وحركات سياسية للبرلمان لا تمثل شباب الحراك الشعبي. يطرح السؤال التالي هل برامج الأحزاب السياسية التي وصلت إلى السلطة قادرة على استيعاب مهام الثورة الشعبية, وتحقيق الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية. خاصة ان الوطن العربي يفتقر للتجربة الديمقراطية ان لم نقل لم يمارسها بحياته بشكل حقيقي, اذا ما استثنينا التجربة اللبنانية التي لها خصوصيتها, اضافة الى بعض التجارب المتواضعة في المغرب العربي.
والاحزاب الاسلامية التي تصدرت قوائمها الانتخابية قيادة المجالس النيابية في عدد من البلدان, هي احزاب ايديولوجية شمولية, كغيرها من الاحزاب الشمولية التي حكمت في الحقبة الماضية مع الاختلاف في المنطلقات الفكرية. لذلك يبقى القلق يساور الجميع من النزعة الاقصائية ومحاولة التفرد بالسلطة, واعادة انتاج تجارب القرن الماضي من قبل اتجاهات فكرية جديدة.
اما الامر الاخر يتعلق في البعد الاقتصادي والاجتماعي, فقد جاء انتصار الحركات الاسلامية في عدد من الدول العربية في ظل تفاقم الازمة الاقتصادية العالمية وفشل النظام الراسمالي في ايجاد مخارج لازمته المستفحله, والتي وصلت الى طريق مسدود وفق رؤية ابرز المحللين الاقتصاديين الرأسماليين, منهم " نورييل روبيني " الذي تنبأ بفقاعة الرهن العقاري في امريكا. والاعتقاد السائد ان وصول الحركات الاسلامية للسلطة لا يغير النمط الاقتصادي السائد في هذه البلدان " اقتصاد السوق". على الرغم ان من اهم اسباب الثورات العربية فشل السياسات الاقتصادية الليبرالية في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة, وحل مشاكل الفقر والبطالة.



#فهمي_الكتوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعادة هيكلة الموازنة العامة للدولة
- التصعيد الامريكي ضد ايران
- مستقبل غامض للرأسمالية
- خطاب الموازنة
- لإنقاذ سورية ... مطلوب مبادرة شعبية عربية
- البيان الوزاري لحكومة الخصاونه
- لا جديد في السياسات المالية والاقتصادية
- الأزمة المالية والاقتصادية وسبل مواجهتها (3-3)
- الأزمة المالية والاقتصادية وسبل مواجهتها (2-3)
- الأزمة المالية والاقتصادية وسبل مواجهتها (1-3)
- الأزمة الأوروبية.. إلى أين؟
- يوم التضامن العالمي مع ضحايا الأزمة
- الأزمات السياسية والاقتصادية تتفاقم
- لليبرالية المستبدة ..!
- هل يستجيب النظام العربي لاستحقاقات المرحلة...؟
- الايرادات والنفقات في الموازنة العامة للدولة الاردنية
- حلول متوحشة للازمة الاقتصادية
- إيصال الدعم لمستحقيه
- تراجع الدولار وتآكل الاستثمارات العربية
- ملفات الإصلاح أمام مجلس النواب


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يسيطر على معبر رفح من الجانب الفلسطيني ويرف ...
- فرنسا: ارتفاع الهجمات المعادية للسامية بنسبة 300 بالمئة في ا ...
- ولي عهد السعودية يتصل برئيس الإمارات.. وهذا ما كشفته الرياض ...
- فولودين: بوتين يعد ميزة لروسيا
- الجيش الاسرائيلي: قوات اللواء 401 سيطرت على الجهة الفلسطينية ...
- في حفل ضخم.. روسيا تستعد لتنصيب بوتين رئيساً للبلاد لولاية خ ...
- ماكرون وفون دير لاين يلتقيان بالرئيس الصيني شي جينبينغ في با ...
- تغطية مستمرة| بايدن يحذر من الهجوم على رفح ومجلس الحرب الإسر ...
- فلسطينيون يشقون طريقهم وسط الدمار ويسافرون من منطقة إلى اخرى ...
- جدار بوروسيا دورتموند يقف أمام حلم باريس سان جيرمان!


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهمي الكتوت - الثورات العربية الى اين ؟