أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - فهمي الكتوت - يوم التضامن العالمي مع ضحايا الأزمة














المزيد.....

يوم التضامن العالمي مع ضحايا الأزمة


فهمي الكتوت

الحوار المتمدن-العدد: 3522 - 2011 / 10 / 21 - 23:20
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


اجتاحت مختلف عواصم العالم ثورات شعبية ضد الراسمالية، الاف العمال يتظاهرون في أكثر من 80 دولة، منددين بالسياسات المالية والاقتصادية، وبالاجراءات التقشفية التي طبقتها معظم الدول الراسمالية. جسد يوم 15 اكتوبر رمزا "للوحدة من أجل التغيير العالمي" مستلهمين حراكهم الشعبي من ساحات وول ستريت التي شهدت منذ عدة اسابيع اعتصامات عمالية احتجاجا على جشع واستغلال البرجوازية واستيلائها على الثروة الوطنية وافقار الشعب الاميركي، المعتصمون في 950 مدينة يوجهون اصابع الاتهام الى البرجوازية وممثليها من الاحزاب التي تداولت السلطة باعتبارها ممثلا للاحتكارات الراسمالية والطغمة المالية المسؤولة عن الازمة الاقتصادية التي دفعت ثمنها الطبقة العاملة في البلدان الراسمالية ومعظم شعوب العالم وفي عدادها الشعوب العربية.
التحركات العمالية الواسعة في عواصم العالم ضد الراسمالية تحمل دلالات خاصة في هذه المرحلة التاريخية التي تمر بها الازمة الاقتصادية العالمية، فهي تشكل ارهاصات لبزوغ فجر جديد في حياة البشرية، تنبئ في بروز حركات سياسية جديدة في مواجهة احزاب الاحتكارات الراسمالية التي تتحمل مسؤولية الازمة التي انفجرت في سبتمبر 2008 ، اعتاد العالم على نوعين من الاحزاب السياسية التي تداولت السلطة في النظام الراسمالي، الاولى تمثل الاحتكارات الراسمالية والثانية تمثل الاحتكارات الراسمالية، والفارق بينهما الاولى يطلق عليها "احزاب محافظة او نيو كلاسك" تسعى لتخفيض الضرائب على الاحتكارات الراسمالية، وهي اكثر تشددا في تعاملها مع قضايا العمال والفقراء، وتعمل على زيادة بؤر التوتر في العالم، وشن الحروب لتحقيق اطماع الراسمالية في نهب ثروات البلدان النامية، والثانية تمثل الاحتكارات لكنها تستجيب لبعض المطالب العمالية لكي تتجنب الدخول في صراعات عنيفة مع النقابات والحركات العمالية، وتتميز باسلوبها الناعم في استغلالها للطبقة العاملة واستيلائها على ثروات البلدان النامية من خلال العلاقات الدولية غير المتكافئة مستخدمة نفوذها في تمرير سياساتها من خلال المنظمات الدولية. لكن عمق واتساع الازمة الاقتصادية العالمية، لم تعد تسمح لهذا النوع من الاحزاب في التميز عن النوع الاول، فاخذ يتحول تدريجيا الى الاسلوب الخشن ويمارس نفس الاساليب في التقشف وتحميل العمال والشرائح الوسطى في المجتمع اعباء الازمة. الاختلاف بينهم الان بالاسماء لكن النتيجة واحدة سواء كان الديمقراطي او الجمهوري، العمال او المحافظين، وغيرها من المسميات التي تداولت السلطة .
في غمرة التحركات الشعبة والعمالية يلفت انتباهك ما يردده المتظاهرون الذين قضوا ليلتهم أمام الكتدرائية، يقول ناتان لبي بي سي "السبب الذي دفعني للحضور إلى هنا هو جشع الشركات، لقد استطاعت تلك الشركات أن تتسلل إلى حكومتنا وإلى الأسلوب الذي تقرر به السياسات". بكل بساطة ادرك ناتان اسباب المشكلة "جشع الشركات " لكنه اعتقد ان الشركات تسللت الى الحكومات وسيطرت على القرارات والسياسات العامة للدولة، ليسمح لي ناتان بتصحيح بسيط، الشركات لم تتسلل الى الحكومات بل هي التي صنعتها، فالحكومة ليست فوق الطبقات او التناقضات، بل هي تمثل طبقة وتدافع عن المضطهدين، وتفرض القوانين وتدافع عن المطهِضدين بكسر الهاء وتسخر كافة ادوات الدولة السياسية والامنية للدفاع عن مصالحها، قد يتمتع العمال وضحايا الاستغلال في بعض المزايا في الدولة والمجتمع نتيجة نضالات النقابات والاحزاب اليسارية تاريخيا عبر مئات السنين، كما يتمتعون بحقوق سياسية ومدنية في الديمقراطيات العريقة، لكن سطوة راس المال هي المقررة من يصل الى السلطة، على الرغم من الحرية والديمقراطية التي يتمتع بها المواطن في النظام الراسمالي . لكن تزوير ارادة العمال لم تأت عبرصناديق الاقتراع على الطريقة العربية، بل بسيطرة راس المال على اجهزة الاعلام والمراكز التي تسهم في تشكيل الرأي العام سياسيا وثقافيا، والا كيف نفسر ان الاقلية تصدر القوانين التقشفية التي تخفض الرواتب، وتزيد الضرائب على العمال، وتحرم اوساط واسعة من الفقراء من الرعاية الصحية، وتستخدم هذه الاموال لمكافئة الاقلية المهيمنة على المصارف والشركات التي تسببت في الازمة، وعلى الاكثرية ان تخضع لقرارت الاقلية، وقد ادرك المتظاهرون هذه الحقيقة حين رددوا في مسيراتهم شعارات تعكس استيعابهم لجوهر الاستغلال الطبقي "نحن ال99%، نحن الشعب، لقد باعونا". هذه الشعارات تعبر بدقة عن تحكم سلطة الاقلية بالاكثرية، فالبرجوازية تملك مهارات في تضليل الرأي العام وقلب الحقائق، من خلال الضخ الاعلامي المتواصل، فقد نجحت ادارة بوش في تضليل الرأي العام الاميركي والعالمي بوثائق مزورة "تثبت" فيها ان العراق يمتلك اسلحة دمار شامل، لتأخذها ذريعة في شن عدوانها الاجرامي على العراق وتدميره واحتلاله وفرض وصايتها عليه. مراكز الاعلام العملاقة تصنع الرأي العام الذي لا يعبر سوى عن مصالح الاحتكارات الرأسمالية التي وظفته لهذا الغرض.
اعتقد ان البلدان الراسمالية مقبلة على تبدلات سياسية واقتصادية واسعة خلال المرحلة القادمة، لم تعد قادرة هذه البلدان على مواصلة حكمها وفرض سلطتها كما كانت سابقا، فالازمة البنيوية التي تعيشها تفرض عليها صيغ اقتصادية جديدة تراعي فيها مصالح الغالبية العظمى في المجتمع، وتعالج قضايا الفقر والبطالة، والوصول الى مجتمع يسوده الرفاهية والعدالة الاجتماعية.



#فهمي_الكتوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأزمات السياسية والاقتصادية تتفاقم
- لليبرالية المستبدة ..!
- هل يستجيب النظام العربي لاستحقاقات المرحلة...؟
- الايرادات والنفقات في الموازنة العامة للدولة الاردنية
- حلول متوحشة للازمة الاقتصادية
- إيصال الدعم لمستحقيه
- تراجع الدولار وتآكل الاستثمارات العربية
- ملفات الإصلاح أمام مجلس النواب
- افتقار النظام الرأسمالي لأدوات الحل
- الذكرى العاشرة لرحيل سليمان النجاب
- الدولار يدفع ثمن تفاقم المديونية
- ازمة الدين الامريكي
- المنح .. الانفاق ..الأزمة
- أَزمات تنتظر حلول
- ازمة الديون تنتقل الى ايطاليا
- فهمي الكتوت في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول قضايا الإص ...
- نريد حكومة تؤمن بالاصلاح
- الشعب الفلسطيني يعاني من اضطهاد مزدوج
- حول مخرجات لجنة الحوار الوطني
- الاحتواء الناعم للثورات العربية


المزيد.....




- مصر.. الدولار يعود للصعود مرة أخرى
- طهران جاهزة لتقوية الخبرة التخصصية الاقتصادية في أفغانستان
- -حتى موناليزا ارتعبت-.. اقتصاد أوروبا تعرض لضربة ثلاثية
- الهلال الأحمر القطري ينفذ 151 مشروعا تنمويا في 2024
- البنوك الفلسطينية ستصبح معزولة عن العالم الاثنين المقبل
- روسيا تتجه لوقف استيراد معدن أساسي في صناعات استراتيجية والا ...
- تقسيم الماء بالليزر لإنتاج الهيدروجين وبيروكسيد الهيدروجين
- فوتسي تبقي على احتمال خفض تصنيف مصر على مؤشرها للأسهم
- خروجات الإفطار بمصر.. -اللمة- الرمضانية تتحدى الظروف الاقتصا ...
- هل تغض أميركا الطرف عن النفط الروسي؟


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - فهمي الكتوت - يوم التضامن العالمي مع ضحايا الأزمة