أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فهمي الكتوت - الأزمات السياسية والاقتصادية تتفاقم














المزيد.....

الأزمات السياسية والاقتصادية تتفاقم


فهمي الكتوت

الحوار المتمدن-العدد: 3516 - 2011 / 10 / 14 - 22:12
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


ازمات سياسية واقتصادية وادارية تتفاقم من دون حلول، لم يرق اهتمام الجهات الرسمية لمستوى الظروف والاوضاع الصعبة التي تعيشها البلاد، لم تفلح الحكومة بتفكيك الازمات التي جاءت لمواجهتها، ليس هذا فحسب بل توالت الازمات الاكثر خطورة خلال الشهور التسعة الماضية من عمر الحكومة وهي منهمكة في تشكيل اللجان والحديث عن الاصلاحات السياسية والدستورية ومحاربة الفساد ومعالجة مشاكل الاقتصاد الوطني، واذا سجلت الحكومة خطوة للامام في هذا المجال بالمقابل تراجعت خطوتين الى الوراء، ونسفت كافة ادعاءاتها المتصلة بالاصلاح باصدار المادة 23 من قانون هيئة مكافحة الفساد، التي تهدد الكتاب والصحافيين والمواطنين الذين يتناولون قضايا الفساد بغرامة تصل الى 60 الف دينار، فالتعديل الجديد يكمم الافواه ويغلق الابواب في وجه مكافحة الفساد ويحمي الفاسدين، وقد سبق وقدم الاستاذ طاهر العدوان استقالته من الحكومة احتجاجا على هذا التعديل محذرا من التضييق على الصحافة، وعلى الرغم من التأكيد على ان الحكومة تراجعت عن تقديم هذا التعديل لمجلس النواب الا انها عادت وطرحته بقوة، ومارست الضغوط على بعض النواب لتمرير التعديل سيئ الذكر، وازاء ردود الافعال القوية من قبل مختلف الاوساط الصحفية والسياسية والشعبية وفي مقدمتها موقف نقابة الصحافيين، حين اعلنت استقالة مجلسها احتجاجا على القانون، الامر الذي دفع الجهات المعنية بتأجيل جلسة مجلس الاعيان وتعليق البت في التعديل.
على اهمية التعديلات الدستورية التي اقرها مجلس الامة الا انها قاصرة عن تحقيق الاهداف النبيلة للشعب الاردني في بناء الدولة الديمقراطية، وتحقيق التداول السلمي للسلطة، فكان ينبغي فتح مواد جديدة مرتبطة بتحقيق الولاية الكاملة للحكومة في ادارة البلاد، وتحاسب على اخطائها وتتحمل مسؤولية اعمالها، من دون الغمز واللمز عن تعليمات تأتي من فوق، فقد مل الاردنيون هذه العبارات التي مازالت تتكرر للتهرب من المسؤولية، اضافة الى ضرورة تضمين التعديلات الدستورية حق ممثل الاغلبية بتشكيل الحكومة، والغاء المحاكم الخاصة التي بقيت في التعديلات الدستورية. ولم تر النور بعد التعديلات المقترحة على قانوني الانتخابات والاحزاب، اما موضوع البلديات فقد لوحظ بروز حالة من الفوضى لوجود قرارات ادارية ينقصها المعرفة والدراية بمشاكل المواطنين في مختلف المحافظات، فقد اعلن عن انشاء عشرات البلديات الجديدة خلال الايام الماضية، كما برزت مشاكل مرتبطة بعمليات الفك والدمج لمناطق من دون اطلاع المواطنين عليها وعكس رغباتهم ومصالحهم، الامر الذي دفع العديد من المواطنين بالاحتجاج على الاجراءات واغلاق الطرق وشوارع رئيسية في مناطق مختلفة يوم الاربعاء الماضي ورغم استمرار حالة الاغلاق حتى المساء لم تقم الحكومة باي اجراء للاتصال بالمحتجين والتعرف على مطالبهم وبحثها.
اما في الجانب الاقتصادي والاجتماعي لم يعد ممكنا استمرار النهج السائد في السياسات المالية والاقتصادية التي اوصلت البلاد الى كارثة اقتصادية، لا تقل خطورة عما شهدناه عام 89 والتي ادت الى اختفاء احتياط البلاد للعملات الاجنبية، وانهيار سعر صرف الدينار، ولولا المساعدات الخارجية الاستثنائية التي حصلت عليها الخزينة خلال العام الحالي لتعرض الاقتصاد الوطني وموازنة الدولة، الى ازمة خطيرة بسبب ارتفاع معدلات الانفاق بشكل غير مسبوق مع تراجع الايرادات المحلية. في ظل تراجع النمو الاقتصادي، وانخفاض احتياط البلاد من العملات الاجنبية ، وتراجع الايرادات من السياحة. في ظل هذه الاوضاع واصلت الحكومة سياساتها الاقتصادية على خطى الحكومات السابقة، على الرغم من الضخ الاعلامي حول الخطط والبرامج لمواجهة الازمة المالية والاقتصادية التي تواجه البلاد، فلم نشهد اجراءات حكومية تعكس نتائجها على حياة المواطنين بشكل ملموس، فقد تعهدت الحكومة منذ تشكيلها في بداية العام الحالي بدعم الفئات الفقيرة، وتوسيع الطبقة الوسطى من خلال التوزيع العادل للدخل، وجسر الهوة بين الاغنياء والفقراء، لم تقدم الحكومة إجراءات محددة على هذا الصعيد ولم تصمد توجهاتها المزعومة امام الواقع فقد واصل الاقتصاد الوطني تباطؤه فالتقارير الرسمية تشير الى تراجع النمو الاقتصادي للنصف الاول من العام الحالي الى حوالي 2.3%، وارتفاع معدل التضخم الى حوالي 4.7%، ومن غير المتوقع ان تحقق ايرادات الموازنة اهدافها المعلنة، بسبب تباطؤ النمو الاقتصادي من جهة، والسياسات الضريبية المتحيزة ضد الفقراء والتي خفضت نسبة مساهمة القطاع المصرفي وكبار التجار من جهة اخرى. وارتفعت معدلات البطالة، ومع ذلك تعلن الحكومة نيتها فرض مزيد من الضرائب وفقا لما نشرته جريدة "العرب اليوم" بان هناك قرارا وشيكا لزيادة ضريبة المبيعات على البنزين بنسبة 10% على اوكتان 95 لتصبح نسبة الضريبة 50% و 8% على اوكتان 90 لتصبح نسبة الضريبة 30%، علما ان الدستور الاردني لا يسمح بفرض ضريبة بلا قانون، فاعطاء الحكومة حق رفع نسبة الضريبة على السلع اجراء غير دستوري كونه يترتب على هذا الاجراء اعباء اضافية على المواطنين، عدا عن كون المحروقات مادة ارتكازية يؤثر ارتفاعها على مختلف السلع والخدمات.
لهذه الاسباب مجتمعة سواء ما يتعلق منها بقضايا الاصلاح، اوالمشاكل الملحة للمواطنين، يقتضي التوجه نحو تشكيل حكومة انقاذ وطني تضع البلاد على اعتاب مرحلة جديدة، لتحقيق مهام الاصلاح واعداد البلاد لانتخابات ديمقراطية نزيهة مبكرة، لكي تتولى حكومة ما بعد الانتخابات بطرح برنامج اصلاح سياسي واقتصادي واجتماعي يضمن معالجة المشاكل الاساسية في البلاد.



#فهمي_الكتوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لليبرالية المستبدة ..!
- هل يستجيب النظام العربي لاستحقاقات المرحلة...؟
- الايرادات والنفقات في الموازنة العامة للدولة الاردنية
- حلول متوحشة للازمة الاقتصادية
- إيصال الدعم لمستحقيه
- تراجع الدولار وتآكل الاستثمارات العربية
- ملفات الإصلاح أمام مجلس النواب
- افتقار النظام الرأسمالي لأدوات الحل
- الذكرى العاشرة لرحيل سليمان النجاب
- الدولار يدفع ثمن تفاقم المديونية
- ازمة الدين الامريكي
- المنح .. الانفاق ..الأزمة
- أَزمات تنتظر حلول
- ازمة الديون تنتقل الى ايطاليا
- فهمي الكتوت في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول قضايا الإص ...
- نريد حكومة تؤمن بالاصلاح
- الشعب الفلسطيني يعاني من اضطهاد مزدوج
- حول مخرجات لجنة الحوار الوطني
- الاحتواء الناعم للثورات العربية
- النهوض الثوري والتبدلات الجارية في العالم العربي


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فهمي الكتوت - الأزمات السياسية والاقتصادية تتفاقم