أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهمي الكتوت - لا جديد في السياسات المالية والاقتصادية














المزيد.....

لا جديد في السياسات المالية والاقتصادية


فهمي الكتوت

الحوار المتمدن-العدد: 3557 - 2011 / 11 / 25 - 20:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تناول بيان حكومة عون الخصاونه الإصلاح الاقتصادي في خمس نقاط اساسية - فإذا ما استثنينا النقطة الأولى التي سأتناولها بالتفصيل - معظم ما ورد في النقاط الأربع التالية يدخل في الإطار العام حول التحديث والتطوير الإداري وتوفير البيئة الاستثمارية وغيرها من المفردات التي استخدمتها كافة الحكومات السابقة من دون نتائج ملموسة، وقد جاء تناول القطاعين الصناعي والزراعي باهتا لا ينم عن وجود توجه لإعادة الاعتبار لأهم القطاعات الاقتصادية، فالمشكلة التي تواجه القطاع الزراعي لا تنحصر بالتسويق كما ورد في البيان الوزاري فهي أعمق من ذلك بكثير، فهذا القطاع يحتاج الى دعم الانتاج الزراعي وتحفيزه وتطويره باعتباره من أهم ركائز الاقتصاد الوطني، ومعول عليه بتحقيق الأمن الغذائي، فالقطاعان الصناعي والزراعي لهما دورا اساسيا في تطوير الدخل الوطني، ومعالجة قضايا الفقر والبطالة، وتصويب انحراف الميزان التجاري والحفاظ على احتياطات البلاد من العملات الاجنبية، واي حديث عن تطوير القطاعات الانتاجية بمعزل عن خطة اقتصادية محددة يشارك في تنفيذها القطاعان العام والخاص، لا تكتسب اهمية الا اذا تم توجيه أموال الخزينة نحو هذه الأهداف، بإحداث تغييرات جوهرية في بنية الموازنة العامة للدولة، وإعطاء الاولوية في النفقات الرأسمالية لمشاريع استثمارية مولدة للدخل. وهذا يتطلب سياسات اقتصادية جديدة تؤمن بدور تنموي للدولة يسهم في استثمار الثروات الوطنية المتنوعة في البلاد. ويضع حدا لسياسة التخاصية التي أفرغت الدولة الأردنية من مقوماتها الاقتصادية.
اما النقطة الاولى تناولت لسياسات المالية والنقدية، فقد اكد البيان الوزاري على ضرورة الاستقرار المالي والنقدي المتمثل في تخفيض عجز الموازنة وتخفيض نسبة الدين العام الى الناتج المحلي ضمن مستويات آمنة، ويستدعي ذلك ضبط النفقات الحكومية، وتحسين مبدأ الإفصاح والشفافية، والعمل على زيادة إيرادات الخزينة من خلال مكافحة التهرب الضريبي، مع تأكيد موقف الحكومة بتوجيه الدعم للمستحقين من ذوي الدخل المتوسط والمتدني. لا احد يختلف على هذه المضامين، ولكي يتمتع برنامج الحكومة بالمصداقية لا بد ان يتوافق خطابها السياسي بالاجراءات العملية الملموسة، ويترجم بنقاط محددة في الموازنة العامة للدولة، والتي تعكس السياسات الحكومية بشكل دقيق، وغير ذلك يعتبر خطاباً سياسياً لا قيمة له ، لنرى مدى التوافق بين برنامج الحكومة وبلاغ الموازنة، يتحدث البيان الوزاري عن تخفيض عجز الموازنة... بينما تعلن الحكومة في بلاغها حول الموازنة عن عجز متوقع بحوالي 1.245مليار دينار بعد المساعدات، اي اكثر من العجز المعلن في موازنة 2011 بحوالي 85 مليون دينار، وهو مرشح للارتفاع بسبب المبالغة في تقديرات النمو الاقتصادي للعام المقبل، فقد أعلن بلاغ الموازنة عن نسبة نمو 9% بالاسعار الجارية، في ظل تباطوء النمو الاقتصادي، وفي ظروف اقتصادية دولية مرشحة بالدخول في أزمة عامة. فالحكومة لم تتقدم بأي خطوات ملموسة تؤدي إلى تخفيض عجز الموازنة. وهذا ينسحب على المديونية، فالعجز المعلن في بلاغ الموازنة سيؤدي الى زيادة المديونية بحد أدنى بالنسبة المعلنة 1.245 مليار دينار. وفي السياسة الضريبة اقتصر خطاب الحكومة على مكافحة التهرب الضريبي، وعلى أهمية ذلك لكنه غير كاف، فلم يتناول البيان الحكومي القضية المركزية في هذا المجال، وهي قضية الإصلاح الضريبي، والعودة عن القانون المؤقت لضريبة الدخل الذي حرم الخزينة من إيراداتها، وإصدار قانون جديد يعتمد على مبدأ الضريبة التصاعدية، أسوة في معظم دول العالم. فايرادات ضريبة دخل شركات وافراد وموظفين تشكل حوالي3.3% من الناتج المحلي الاجمالي، اما مساهمة الشركات فتقدر بحوالي 2.5% من الناتج المحلي الاجمالي، علما ان معدلات ضريبة الدخل يجب لا تقل عن 10% من الناتج المحلي الاجمالي . اما قضية ايصال الدعم لمستحقيه فهي قضية تستحق التوقف عندها، حيث ارتبط هذا الشعار برفع الاسعار، واستخدم غطاء لرفع اسعار السلع في اكثر من مرة، جرب اثناء كوبونات الحليب والارز، واستخدمته حكومة الكباريتي اثناء رفع اسعار الخبز، كما استخدمته حكومة البخيت الاولى اثناء تعويم اسعار المحروقات، حيث يستمر الدعم لبضعة شهور ثم يختفي، بينما تواصل الاسعار ارتفاعها، لذلك لم تثق الفئات الشعبية بهذا الشعار لتجربتها المريرة في هذا المجال، كما انها لم تثق بالحكومات التي ترفع مثل هذا الشعار، خاصة الحكومات التي فرخت فسادا وانفقت اموالا في غير مكانها، فالسبيل الوحيد لاستعادة الثقة بالحكومة اتخاذ اجراءات واسعة لمكافحة الفساد، ومعاقبة الفاسدين وتجفيف منابع الفساد، واولى هذه الاجراءات تحويل الفاسدين الى القضاء، وتصفية الوحدات الخاصة التي استحدثت كمرتع للفساد والافساد، حكومة تقدم على خطوات كهذه تستعيد ثقة الشعب وتستطيع ان تحقق الدعم لمستحقيه. والى ان يتم ذلك اعتقد ان على الحكومة ان تصدر قوانين ضريبية تحقق العدالة الاجتماعية، ضريبة دخل تصاعدية، واعفاء السلع الشعبية في قانون ضريبة المبيعات وزيادة الضريبة على السلع الكمالية والسلع التي تستخدم من قبل شرائح المجتمع العليا.



#فهمي_الكتوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأزمة المالية والاقتصادية وسبل مواجهتها (3-3)
- الأزمة المالية والاقتصادية وسبل مواجهتها (2-3)
- الأزمة المالية والاقتصادية وسبل مواجهتها (1-3)
- الأزمة الأوروبية.. إلى أين؟
- يوم التضامن العالمي مع ضحايا الأزمة
- الأزمات السياسية والاقتصادية تتفاقم
- لليبرالية المستبدة ..!
- هل يستجيب النظام العربي لاستحقاقات المرحلة...؟
- الايرادات والنفقات في الموازنة العامة للدولة الاردنية
- حلول متوحشة للازمة الاقتصادية
- إيصال الدعم لمستحقيه
- تراجع الدولار وتآكل الاستثمارات العربية
- ملفات الإصلاح أمام مجلس النواب
- افتقار النظام الرأسمالي لأدوات الحل
- الذكرى العاشرة لرحيل سليمان النجاب
- الدولار يدفع ثمن تفاقم المديونية
- ازمة الدين الامريكي
- المنح .. الانفاق ..الأزمة
- أَزمات تنتظر حلول
- ازمة الديون تنتقل الى ايطاليا


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهمي الكتوت - لا جديد في السياسات المالية والاقتصادية