أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهمي الكتوت - لإنقاذ سورية ... مطلوب مبادرة شعبية عربية














المزيد.....

لإنقاذ سورية ... مطلوب مبادرة شعبية عربية


فهمي الكتوت

الحوار المتمدن-العدد: 3571 - 2011 / 12 / 9 - 23:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من المفارقات الغريبة التي يشهدها الوطن العربي في هذه الايام، اصطفاف دول الجامعة العربية بكافة دولها ومكوناتها السياسية كافة الى جانب الشعب السوري في نضاله من اجل الحرية والديمقراطية، وعلى اهمية انحياز النظام العربي الى قضايا الحرية والديمقراطية- ان صح التعبير- الا ان ذلك يثير السخرية.. لان فاقد الشيء لا يعطيه، حبذا لو قامت دول الجامعة العربية بمراجعة ملفاتها الداخلية، المتعلقة بقضايا الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان، والتزمت بالمواثيق الدولية، باعتبارها حقاً من حقوق شعوب الارض، وذلك انسجاما مع الادعاء بمناصرة الشعب السوري. وهنا لا بد من التدقيق في الدوافع الحقيقية وراء الموقف الرسمي للجامعة العربية والقوى المحركة، خاصة وان شعوب الدول الاكثر تشددا في الجامعة العربية، تعاني اكثر من غيرها من الاضطهاد السياسي ومصادرة الحريات العامة والقمع والاعتقال والقتل والحرمان من التعبير السياسي. اما السؤال الاهم; هل اهتمام الادارة الاميركية وحلف الناتو نابع من الحرص على حرية وديمقراطية الشعب السوري، ام هي مناسبة لتمزيق سورية وضرب حركات المقاومة.
لقد عبرت الدول العربية عن موقفها بمقاطعة سورية تجاريا واقتصاديا، بحزمة اجراءات اتخذتها الجامعة العربية، من دون التدقيق في حجم الاضرار التي تنعكس على الاقتصاد السوري والشعب السوري، الذي سيدفع ثمنا باهظا لهذه القرارات، التي تضمنت وقف التعامل مع البنك المركزي والبنك التجاري السوري، ووقف المبادلات التجارية، وتجميد الأرصدة المالية للحكومة السورية، الامر الذي يحرم سورية من استيراد السلع، كما يحرم الصناعات السورية من المواد الاولية، ويغلق الاسواق العربية في وجه المنتجات السورية، وينعش الاسواق الموازية غير الرسمية بهدف الحصول على العملات الاجنبية لتوفير بعض السلع بوسائل بديلة، ما يعرض العملة السورية الى المضاربات وانخفاض قيمتها، كل ذلك باتجاه خلق مقدمات مادية نحو انهيار الاقتصاد السوري، الامر الذي يعرض الشعب السوري والدولة السورية الى افدح الاخطار.
ان التوجهات والاجراءات التي بدأتها الجامعة العربية ضد سورية لا تعبر عن حرص عربي على مستقبل الشعب السوري او على مبدأ الحرية والديمقرطية، والخشية من ان تفضي هذه الاجراءات الفريدة من نوعها في الجامعة العربية الى شرعنة التدخلات العسكرية، وكان على الجامعة العربية ان تسلك طريقا آخر يسهم في تفكيك الازمة السورية بالوصول الى حلول سياسية عبر المفاوضات مع كافة الاطراف بهدف ردم الهوة وتحقيق الحرية والديمقراطية والتعددية السياسية، والتداول السلمي للسلطة، ووقف شلال الدماء، وقطع الطريق على التدخلات الاجنبية، وحماية الدولة السورية من الاختراق الصهيوني والتفتت الطائفي والمذهبي والحروب الاهلية. إن دعم الشعب السوري في نضاله من اجل الحرية والديمقراطية والتعددية السياسية واجب وطني وقومي، كما ان حماية سورية من التدخلات الخارجية لإخراج الشعب السوري من محنته هو ايضا من اولى الواجبات القومية، لتجنيب سورية ما هو اسوأ.
لقد عبرت كل من لبنان والعراق عن عدم مشاركتهما بتنفيذ قرارات المقاطعة، كما طلب الاردن من الجامعة العربية استثناء قطاعي التجارة والطيران الأردنيين من العقوبات العربية على سورية. وبذلك يعتبر الاردن المتضرر الاول بعد سورية - وبعد خروج العراق ولبنان - من المقاطعة، حيث تعتبرسورية البوابة الرئيسية للتجارة الاردنية والمعبر الرئيسي للبضائع والمواد الاولية والمعدات الصناعية الواردة والصادرة الى لبنان وتركيا وشرق اوروبا، خاصة بعد اقامة " المنطقة الحرة السورية الاردنية " في جابر التي تصلها البضائع الواردة من الدول المجاورة ومن الموانىء السورية واللبنانية، ويمتلك التجار الاردنيون والسوريون المستودعات المجهزة في المنطقة الحرة لتأمين جزء مهم من احتياجات الاسواق الاردنية ، كما تعتمد عليها معظم الصناعات التحويلية الاردنية، والمقاطعة ستفرض تحويل مسار هذه المواد باتجاه البحر الاحمر ما يرفع تكلفة السلع التي سيتحملها المواطن الاردني. وسيعرض التبادل التجاري الاردني - السوري للضرر. لذا على الحكومة الاردنية ان لا تنزلق إلى أية مواقف معادية لسورية، وكان على الدبلوماسية الاردنية اتخاذ موقف مشابه لكل من العراق ولبنان، اما الآن لا بد من مراجعة حساباتها كي تكتشف حجم الخسائر التي تلحق بالاقتصاد الوطني خاصة والشعب الاردني عامة. وتعتبر الاردن ولبنان والعراق من اكثر الدول العربية استيرادا للسلع السورية حيث تقدرنسبة الصادرات السورية لهذه البلدان حوالي 62% من اجمالي الصادرات السورية للبلدان العربية، وتحتل العراق المرتبة الاولى.
وعلى الرغم مما وصلت اليه الازمة السورية من تعقيدات، الا ان الممكن الوحيد للخروج من الازمة البحث عن حلول سلمية، ليس لاهمية تحقيق هذا الهدف النبيل فحسب، بل تجنبا لحلول امنية وعسكرية مدمرة، ولاخراج سورية من محنتها، اضم صوتي الى اصوات الشرفاء في الوطن العربي بضرورة التحرك جديا والتقدم بمبادرة شعبية عربية تنهي الصراع المحتدم، وتكفل حقن الدم السوري، وتسهم بتحقيق الحرية والديمقراطية والتعددية السياسية للشعب السوري، وتوصد الابواب في وجه التدخلات الاجنبية.



#فهمي_الكتوت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البيان الوزاري لحكومة الخصاونه
- لا جديد في السياسات المالية والاقتصادية
- الأزمة المالية والاقتصادية وسبل مواجهتها (3-3)
- الأزمة المالية والاقتصادية وسبل مواجهتها (2-3)
- الأزمة المالية والاقتصادية وسبل مواجهتها (1-3)
- الأزمة الأوروبية.. إلى أين؟
- يوم التضامن العالمي مع ضحايا الأزمة
- الأزمات السياسية والاقتصادية تتفاقم
- لليبرالية المستبدة ..!
- هل يستجيب النظام العربي لاستحقاقات المرحلة...؟
- الايرادات والنفقات في الموازنة العامة للدولة الاردنية
- حلول متوحشة للازمة الاقتصادية
- إيصال الدعم لمستحقيه
- تراجع الدولار وتآكل الاستثمارات العربية
- ملفات الإصلاح أمام مجلس النواب
- افتقار النظام الرأسمالي لأدوات الحل
- الذكرى العاشرة لرحيل سليمان النجاب
- الدولار يدفع ثمن تفاقم المديونية
- ازمة الدين الامريكي
- المنح .. الانفاق ..الأزمة


المزيد.....




- أخذ -منعطفًا خاطئًا-.. سيارة رجل مسن تعلق على السلالم الإسبا ...
- الموقف من -اغتيال خامنئي وقلب نظام إيران-.. الكرملين يعلق بر ...
- طاقم CNN يرصد نشاطًا جويًا متزايدًا في سماء طهران.. شاهد ما ...
- عشرات القتلى في غزة جراء الغارات الإسرائيلية الأخيرة
- تحديث مباشر.. نتائج ضربة إيران بإسرائيل وتصريح جديد لنتنياهو ...
- أثناء استعراض مراسل CNN لأضرار هجوم إيراني على الهواء.. سقوط ...
- ما هو الدور المحتمل لبريطانيا إذا انخرطت واشنطن في الصراع ال ...
- موقف ألمانيا من نزاع إسرائيل وإيران في ضوء القانون الدولي!
- بيسكوف: الحديث عن اغتيال خامنئي أمر غير مقبول
- نهاية العالم بين -أم الحروب وأم أمهات القنابل-!


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهمي الكتوت - لإنقاذ سورية ... مطلوب مبادرة شعبية عربية