أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد العزيز الحيدر - في البناء الروائي















المزيد.....

في البناء الروائي


عبد العزيز الحيدر

الحوار المتمدن-العدد: 3626 - 2012 / 2 / 2 - 17:47
المحور: الادب والفن
    


في البناء الروائي
اورهان باموق والرؤيا السحرية للتاريخ .....في اسمي احمر



أورهان باموق، روائي تركي فاز بجائزة نوبل للأداب، لعام 2006. من مواليد إسطنبول في 7 يونيو عام 1952 وهو ينتمي لأسرة تركية مثقفة. درس العمارة والصحافة قبل أن يتجه الي الأدب والكتابة كما يعد أحد أهم الكتاب المعاصرين في تركياوربما في العالم, وترجمت اعماله الي 34 لغة حتي الآن، ويقرأه الناس في أكثر من 100 دولة. في فبراير 2003 صرح باموق لمجلة سويسرية بأن "مليون أرمني و30 ألف كردي قتلوا على هذه الأرض، لكن لا أحد غيري يجرؤ على قول ذلك".
تمت ملاحقته قضائيا أمام القضاء التركي بسبب "إهانة الهوية التركية"،ولشخصية شبه مقدسة عند الأتراك وهي شخصية (مصطفى كمال أتاتورك) وهما جريمتان يعاقب عليهما القانون بحسب الفقرة 301, وقد عفى من الملاحقة القضائية أخيرا في نهاية 2006. بجانب تصريحاته حول "مذابح" الأرمن والأكراد، كان باموق أول كاتب في العالم الإسلامي يدين الفتوى الإيرانية التي تبيح دم الكاتب سلمان رشدي بسبب كتاباته المسيئة للإسلام. حصل على جائزة نوبل للآداب عام 2006م.
في فبراير 2007 وبعد مقتل أحد الصحفيين الاتراك من اصل ارمينى لكتاباتة التي تندد بمذابح الارمن تلقى أورهان باموق تهديدات بالقتل واخبرتة السلطات الأمنية ان هذة التهديدات جدية فقام بسحب ما يقارب المليون دولار وسافر هاربا إلى الولايات المتحدة الأمريكية. اختير كعضو في لجنة تحكيم مهرجان كان السينمائي لعام 2007.
واهم أعماله
• جودت بيك وأبناؤه (رواية) صدرت عام 1982 م
• المنزل الصامت (رواية) صدرت عام 1991 م
• القلعة البيضاء (رواية) صدرت عام 1995
• الكتاب الأسود (رواية) صدرت عام 1997 م
• ورد في دمشق (رواية) صدرت عام 2000 م
• الحياة الجديدة (رواية) صدرت عام 2001 م
• اسمي أحمر (رواية) صدرت عام 2003 م
• ثلج (رواية) صدرت عام 2004 م
وله كتاب واحد عن حياته إسطنبول (رواية) صدرت عام 2003
نحاول هنا ان نلقي ببعض الاضواء على اسلوبه الروائي المميز من خلال روايته اسمي احمر والتي نبهت العالم الى روائي مميز استحق جائزة نوبل للاداب عام 2006
قوة حضور المكان وحضور الاكسسوارات والديكور في البناءالروائي الفني لاورهان واضحة بل تصل الجراة الفنيه لديه لحد اشراك الاشياء (الكلب..النقود ...) في الحوارات والسرد كشواهد تتلاعب بالمصائر بنفسها او بكناها من خلال استمراريات البحث الفلسفي القائم في روايته (اسمي احمر) وكخط متوازي مع البحث التاريخي والبحث الدرامي(ان جاز التعبير هنا) حيث ان البناء الدرامي للقص لدى اورهان بناء مستحكم , ودقيق يصبو به كاتبه الى الكمال الفني ولذلك يجوز اطلاق مصطلح البحث الدرامي عليه وليس مصطلح الدراما لوحدها, واورهان الى جانب مميزاته المتعددة كباحث تاريخي متمكن وناقد فني بارع وضمن النص الروائي ذاته وليس بعيدا عنه, يبدو بالاضافةالى هذاكله , كاتبا مسرحيا خالصاً ولكنه يعمل بمعول الروائي .....انه كاتب مسرحي يخشى لسبب او اخر اعلان كونه كاتب مسرحي ,ان براعته مميزة في استخدام التقنية المسرحية الحديثة او ما يسمى بتقنية الاغتراب او المسرح الملحمي البريختي والتي تماثل ميكانيكيا تقنية تعدد الاصوات الفوكنري في الروايه والذي اصبح من بعد (الصخب والعنف )تقنية شائعة ومحببه تجنب الروائيين الكثيرمن التفكير المقلق في كيفيه ربط تعدد وجهات النظر وجماليةالاسلوب متعدد الطبقات السردية كبدعة فنية ,
ان اورهان من ناحية استخدامه تقنيةالمسرح لا يتعامل مع مسرحة روايته ككاتب مسرحي فقط بل كمخرج ايضا من خلال تحديدة لحركات ابطاله ضمن رقعة المشهد واختيار اماكن العمق اوجوانب المسرح حيث كثافة الظلال والعتمه والديكورالغامق (ان جازالتعبير) , وكذلك فان استخدامه للاصوات الخارجية للايحاء المسرحي كاصوات الكلاب التي تتكرر في اكثر من موضع وكظهور الروات بالتتابع ثم اشارات من الاداء المسرحي الملحمي البريختي من قبيل همس الممثل للمشاهدين واشراكهم في الحوار واتخاذ المواقف مع النهايات المفتوحة التي تشتغل على وعي المتلقي واشركة في المشكله المطروحة وتركة امام محنة دور الوعي لدى المتلقي.
ان واحدة من اصعب الاقحامات التي مارسها اورهان في هذه الرواية عبر الحوارات الواسعه والمكثفة حول بعض الجوانب في فلسفة الفن وهي حاله نادرة في الادب الروائي يمكن ان تميل بالاسلوب كله الى النهج الفلسفي للقص خاصة عند ارتباطه مع المحتوى التاريخي للحكايه وهي هنا محتوى مدروس وواقعي ومرتبط بدراسة سوسيولوجيه تختص بدراسة تعامل المجتمع الاسلامي في فترة القرنين الخامس والسادس عشر ابان احتدام الصراعات بين الصفويين والعثمانيين وايام تاسس الامارات والاتابكيات وبروز سيطرة الولاه من الباشوات والخانات ومحاوله تشبه السلاطين بالاساليب الارستقراطية لحياة الطبقات الغربية المترفه وكذلك ابرازه لصراع الحضارت او تاثيرات الحداثوية الغربية في اوج عصر النهضة الاوربية على الاقل في مساله الموقف من الرسم او ما كان يسىمى بالنقش تقيةوتخوفا من الاتهام بالكفر بالاقتراب من المجسمات عموما , مع اظهارة لامتدادات فكرة التكفير وتهديد اي حامل لفكرة جديدة واتهامه بالكفر والخروج على الدين ان جملة واسعه من بث اقحامات البحث التاريخي لاورهان والتي استغرقت منه بحثا على مدا عدة سنوات استغرقها الاعداد والكتابه لهذه الرواية تجعلنا حقا نقف منبهرين بمنهج واسلوب للسرد يمكن ان نطلق عليه منهج التاريخية وربما (التاريخية السحرية )تحديدا لما يشتمل عليه من غرائبيه دقة الاختيارات المؤثره شعريا كالشوراع المهجورة وتساقط الثلج ونباح الكلاب واختيار الاماكن المعتمه وتكرار ذكر الظلام وايقاد الشموع ووصف جوانب الشوارع المزروعه باشجار السرووالتشرد في الازقه وملامسة الاسوار والاطلالات من زوايا الرؤية المتعددة في الفصل الخاص بمراسم دفن (النقاش ظريف) ثم هذا الاحساس الشاعري الرقيق بتقلص صورة المكان وانكماشه مع بعد الزمن الطويل لاخر لقاء به(اي المكان)والكثير الكثير من صور وايحاءات الشعر التي هي ايحاءات سحرية بطبيعتها تلقي ظلالا من التباين اللوني والشعوري على المنهج التاريخي للقصص فتكمله على الوجه الذي نحدده هنا بالتاريخية السحرية.
ان رواية اسمي احمر هي بحق رواية تاريخية - فلسفية - فنية - دينية - بوليسية تتظافر فيها قصص الاغتيالات والمؤامرات والدسائس بين رسامي المنمنمات الإسلامية في البلاط العثماني في القرن السادس عشر، مع قصص الغيرة والحنين والأحقاد والحب الممنوع. انها حكاية فنان تركي قُتل إذ كان يرسم لوحة بأسلوب غربي،من خلال استخدام تقنية المنظور والابعاد والظلال وكلها تقع في دوائر المحرمات الاسلامية المؤلمة حد الموت .
ان اللون عند اورهان يقع في دائرة الانتباه الاولى ولذلك فان معظم رواياته تحمل في عناوينها الدلالة اللونية ولذلك فإن اللون الاحمر في هذه الرواية هو لون الدم والجريمة بقدر ما هو لون الجنة التي تنتظر روح الفنان بعد الموت، انه الاحمر المتوهج "على اجنحة الملائكة وعلى شفاه النساء"، بقدر ما هو ذلك النازف "من جروح القتلى والرؤوس المقطوعة". انما يمكن القول انها في شكل رئيسي رواية حول الفن ودوره في المجتمع والاخلاق والدين، إذ تتضمن شبه دراسة عن المنمنمات الإسلامية وتاريخها والتأثيرات الصينية التي جلبها المغول إليها وتطورها في بلاد فارس .
رواية حافلة بالمناقشات حول الشكل والأسلوب، وبقصص عن كبار رسامي المنمنمات وعن العالم مرئياً من وجهة نظرهم، فضلاً عن بعدها الفلسفي، كتطرّقها إلى معنى العمى من خلال الرسام الذي يدرك العظمة بعد فقدان بصره لأن الصور والألوان محفورة في ذاكرته. وهي بالتالي رواية ذات نفس شمولي، بلا زمان ولا مكان، وإن كانت تُبرز صورة تركيا القديمة الجديدة، الخالدة والعابرة. وجدير بالذكر ان اورهان الذي كان يحلم في صغره بأن يكون رساماً، يصف بعض اللوحات بلغة تحاذي الشعر وهي في اكثر من موضع وموضع على طول الرواية التي تقع في اكثر من ستمائة صفحة والتي قامت دار المدى للنشر بطبعهاعام 2003. وتحمل الرواية كذلك بعض تفاصيل طفولته من خلال شخصيــة اورهـــان، أي انها تملك عناصر السيرة الذاتية،.



#عبد_العزيز_الحيدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوظيفة الاجتماعية للشعر عند اليوت
- ذلك المتر
- نجوى وشجون
- لا معنى سوى باتجاه واحد
- الطنين
- اصبوحة ضاحك
- الزنابق ا لاخيرة
- تحت قوس القصيدة
- في امستردام
- اوهام الشيخ
- صرخة
- اسئلة طويلة مقلقة
- ما قبل وما بعد
- القمة
- الرجوع الى نقطة الصفر
- الزحف المخيف
- وداع
- خطوط صاعدةخطوط هابطة
- معرض
- صباحات المدن المباحة


المزيد.....




- وفاة الفنانة السورية القديرة خديجة العبد ونجلها الفنان قيس ا ...
- مطالبات متزايدة بانقاذ مغني الراب الإيراني توماج صالحي من ال ...
- -قناع بلون السماء- للأسير الفلسطيني باسم خندقجي تفوز بالجائز ...
- اشتُهر بدوره في -أبو الطيب المتنبي-.. رحيل الفنان العراقي عا ...
- عبد الرحمن بن معمر يرحل عن تاريخ غني بالصحافة والثقافة
- -كذب أبيض- المغربي يفوز بجائزة مالمو للسينما العربية
- الوثائقي المغربي -كذب أبيض- يتوج بجائزة مهرجان مالمو للسينما ...
- لا تشمل الآثار العربية.. المتاحف الفرنسية تبحث إعادة قطع أثر ...
- بوغدانوف للبرهان: -مجلس السيادة السوداني- هو السلطة الشرعية ...
- مارسيل خليفة في بيت الفلسفة.. أوبرا لـ-جدارية درويش-


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد العزيز الحيدر - في البناء الروائي