أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حسن طويل - حركة 20 فبراير : نقذ ذاتي














المزيد.....

حركة 20 فبراير : نقذ ذاتي


حسن طويل

الحوار المتمدن-العدد: 3621 - 2012 / 1 / 28 - 01:24
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


يكاد يمر عام على إنطلاق حركة 20 فبراير في المغرب ، والتي أدت إلى حراك جماهيري كان عنوانه الأبرز " من أجل ملكية برلمانية " وأطرته مجموعة من الشعارات؛ لعل أبرزها الحق في العيش الكريم و الديمقراطية و الحرية والعدالة الإجتماعية . إلاأنه يلاحظ أنه المقابل السياسي لهذا الحراك لم يكن في مستوى مطالب الحركة ؛ فبنية المخزن مازالت قوية ، بل تقوت أكثر سواء داخليا أوخارجيا حيث تم تسويق صورة إيجابية لطريقة تعامله مع مطالب الإصلاح ،بإعتماد دستور "جديد" مازال محافظا على النواة الصلبة للطابع المخزني الفردي للحكم في المغرب، و بإخراجه لمسرحية "النجاح الإنتخابي " للحزب الممثل للحركة الأصولية للإخوان المسلمين وهو حزب العدالة والتنمية مما يساهم في تأثيث المشهد السياسي التي عرفته بعض البلدان كتونس ومصر في سيطرة الحركات الأصولية على صناديق الإقتراع محولة ماسمي الربيع العربي إلى كابوس يهدد كل المطالب بالحرية و الديمقراطية وحقوق الإنسان .هذا " الفشل " في عدم تحويل وقود الحراك إلى إصلاحات ملموسة يجد أسبابه في عدة عوامل ذاتية و موضوعية، وساكتفي في هذا المقا ل للعوامل الذاتية و التي يمكن إجمالها في مايلي :
-ضعف التعامل الجيد للحركة مع "الزمن السياسي " (العكس الذي وقع في تونس ومصر حيث الأنظمة هي التي كانت لها البلادة السياسية فيس التعامل مع الزمن )؛ حيث كانت تتحرك بما يمكن أن نسميه بمتتالية حسابية بينما المخزن كان يتحرك بمتتالية هندسية ( ان استعرنا الخطاب المالتوسي )، فرد فعل الحركة كان متأخرا عن ماتتطلبة كل مرحلة و يستوجبه الزخم الجماهيري خاصة في بداية الحراك ؛
-عدم تطوير الحركة ألى ألة تنظيمية وطنية تعتمد أهداف واضحة وتضع إستراتيجيات و ميكانيزمات نضالية لتحويل الحراك إلى أهذاف ملموسة بدل إحراقه في حراك يؤمن بأن " الحركة هي كل شيء والهدف لاشيء "؛
-عدم ملائمة وتطوير الشعارات و الأشكال النضالية للتكيف مع مناورات المخزن و ردود أ فعاله ، ( لعل أحسن مثال لذلك شعارات ضد الهمة " الخصم الواجهاتي لبنكيران وحزبه " في الوقت الذي كانت تتعرض الحركة فيه لهجوم شرس من طرف بنكيران وهو ما جعله يستغل الحركة لإبرام صفقات مريحة مع المخزن . مما جعل بنكيران العدو الواضح للحركة يكون نجاحه الإنتخابي أحد معاول الهدم للحركة )؛
- نقص في الإنفتاح و التواصل مع قوى الإنتاج من عمال وشغيلة و ممثليها وعدم إستغلال الأوضاع الكارثية التي يعيشون فيها ؛ فهذه الفئة هي إحدى اهم الفئات التي يعتمد عليها في أي حراك يهذف إلى خلخلة البنى الإجتماعية ؛
-ضعف في إستغلال الزخم التي عرفته الحركة في بداياتها للتواصل أكثر مع الجماهير عبر مبادرات واشكال تواصلية تلائم مستوى المواطنين و تخضعهم لتعبئة شاملة ( هنا استحضر تجربة الحراك المصري عبر حملات مثل حملة " اعرف حقك "؛
-غياب الإعتصامات كشكل نضالي فعال في التغيير و الإكتفاء بشكل واحد " المسيرا ت" التي تحولت مع الأيام الى شكل تنفيسي للنظام أكثر منه شكل نضالي لمحاولة تغييره ؛
- تفادي إحراج النخب الرثة في الشعارات والمسيرات ،مما جعلها تكشر عن أنيابها في الدفاع عن المخزن و الهجوم على الحركة بكل وقاحة؛
-نقص في إستغلال المعارك التي تخوضها بعض الفئات ( عمال –معطلون –طلبة ...) عبر التضامن معهم و خلق جبهات معهم ؛
- روتينية الشكل النضالي المتبع ، الذي تحول مع الوقت الى عوذ ثقاب يحرق مجهودات مناضلي الحركة و المتعاطفين معها .
إن أي حركة نضالية تهدف إلى تغيير بنية إجتماعية ساكنة كالمغرب بفضل نظام سياسي متكلس و مدافع شرس عن مصالح الفئات التي يدافع عنها ، يجب أن تتكيف مع كل مرحلة من تطور الحراك و أن تصحح من أخطائها لتكون في مستوى تطلعات الجما هير في العيش الكريم و الحرية والديمقراطية . وأظن أن اهم الخطوات في هذا المجال هو بناء أداة تنظيمية ذات أهداف وأسترتيجيات واضحة تتكيف مع الوضعيات و تخلق الآليات و الميكانيزمات التي تنقدها من السداجة السياسية ( تجعل من واحد مثل المهرج بنكيران و حزبه يستغلانها )، و تغير أشكالها النضالية لتجعلها أكثر نجاعة و فعالية و ترتبط أكثر بقوى الإنتاج خاصة العمال و الشغالين و تنفتح على الجماهير بوسائل تلائمها و تبحث على أشكال التمويل للقيام بانشطتها . أطن ان أحداث مثل التي وقعت في تازة او اجلموس او حراك المعطلين في الرباط او احداث طنجة الاخيرة هي أحطاب وقود لإنتفاضات أشمل واعم و اعمق مشكلتها فقط في عدم وجود آذان تصغي لها ، و هي توصل لنا بالملموس رسالتين :
-أولهما أن الشعب المغربي يعيش اوضاع كارثية و له القدرة على الإنتفاضة ضد القهر متى إستطاع ذلك ( ضد اسطورة الإستتناءالمغربي )؛
-ثانيهما تلاقي نضالات الفئات المختلفة وتلاقيها و تضامنها في المعارك يمكن أن يخلق الحدث ( في تازة تضامن الطلبة و سائقي سيارات الأجرة و المعطلين و حركة 20 فبراير ).
إن جلذ الذات بعض الأحيان ضرورة لتغييرها و إن أهم خطوة للبناء هو النقذ الذاتي و الذي لايخشى المعاول و هدم الثقة الزائفة . الشعوب الأخرى رغم كل القمع والدم مازالت متشبثة بدخولها للتاريخ ، مما يجعلنا نتسائل وبكثير من المرارة ألا يحق للمغاربة أن يرموا بوضعية " الرعايا " ليرتدوا قيم المواطنة و يتحولوا من واقع بئيس ينعموا به بكل مظاهر الموت الأنيقة الى أفراد مواطنين أحياء و يتمتعون بكل اشكال الكرامة و الحريات والحقوق . بعض الأحيان يتسائل المرء وبمرارة : هل فعلا لوجود "جين " مورث للخنوع والعبودية المختارة ؟



#حسن_طويل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تسويق الوهم : حزب بنكيران و الإصلاح
- المغربي الصغير
- قوى اليسار والانتفاضات العربية : الادوار والمهام
- العدالة والتنمية في المغرب :محاولة المخزن لادارة الازمة
- خواطر و أغلال
- بؤس التفكير الأصولي
- مشاهد مغربية بئيسة
- مشاهد مغربية
- وهم النجاح في المجتمعات المتخلفة
- اللغات بالمغرب : مجال للهيمنة
- تفجير أركانة : المطالبة بالديمقراطية أكثر أحسن رد
- كلمات خارجة عن القانون
- حركة 20 فبراير و عيد العمال الأممي
- حركة 20 فبراير : السلفية الجهادية لغم ظلامي
- مجتمع الزيف الأنيق
- تقرير المجلس الأعلى للحسابات : وقاحة الفساد في المغرب
- الأصولية و الإستبداد : قصة حب جميلة
- حركة 20 فبراير : حان الوقت لإعلان مبادئ التغيير
- رسالة إلى الأنظمة الإستبدادية : عدو الشعوب الرئيسي هي أنتم
- حركة 20 فبراير : لتبدع أشكال نضالية جديدة


المزيد.....




- لعلها -المرة الأولى بالتاريخ-.. فيديو رفع أذان المغرب بمنزل ...
- مصدر سوري: غارات إسرائيلية على حلب تسفر عن سقوط ضحايا عسكريي ...
- المرصد: ارتفاع حصيلة -الضربات الإسرائيلية- على سوريا إلى 42 ...
- سقوط قتلى وجرحى جرّاء الغارات الجوية الإسرائيلية بالقرب من م ...
- خبراء ألمان: نشر أحادي لقوات في أوكرانيا لن يجعل الناتو طرفا ...
- خبراء روس ينشرون مشاهد لمكونات صاروخ -ستورم شادو- بريطاني فر ...
- كم تستغرق وتكلف إعادة بناء الجسر المنهار في بالتيمور؟
- -بكرة هموت-.. 30 ثانية تشعل السوشيال ميديا وتنتهي بجثة -رحاب ...
- الهنود الحمر ووحش بحيرة شامبلين الغامض!
- مسلمو روسيا يقيمون الصلاة أمام مجمع -كروكوس- على أرواح ضحايا ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حسن طويل - حركة 20 فبراير : نقذ ذاتي