أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عنان عكروتي - (( سكرات الانبعاث ))














المزيد.....

(( سكرات الانبعاث ))


عنان عكروتي

الحوار المتمدن-العدد: 3617 - 2012 / 1 / 24 - 16:30
المحور: الادب والفن
    



((قصة من وحي آمال المرسى))

خُذيني ...خُذي يديَّ وبضعة ورَيقات زيَّتيها بنظرَتيَّ......وأجلسي في ذاك الركن القديم....تَخُطيني.....وكل ما يدور برأسي....عليَّ.....وأرسمي تلك الزوارق......أهل كانت هي مَن تعانق البحارة.....أم همُّ....يتمتعون بفك الشبِااااك تلعب بروحي....قيّدَ مقلتيكِ....و مُقلَتَيَّ...

كان ذلك آخر شيء :همسه لِروحها..في هذا المكان:المرسى القديم ..مكانها الذي تعشقه أكثر من كل شيء..هامت بها الصبابة وهي تسترجع ذكرياتها معه..يملأها الوله وهي كطفلة صغيرة عثرت بما تحبه..صورته..كلامُهُ..أشياءُهُ..حتى هربه منها أحيانا..
كانت لا تعي لحظتها..سافرت مع روحها إلى هناك .:حتى أن بعض مرتادي المقهى لا حظوا شرودها..أو قل غيبوبتها..

من ينظر إلى وجهها في هذه اللحظة المقدسة يجده خليطا بين جمال البحر بصفائه أحيانا و بانتفاض أمواجه أحيانا أخرى..وبين الواحة بصمودها وامتدادها الضائع في الصحراء..مَن يراها يَعرفُ أن قلبها:امتزاج بين الثلج ببياضه الناصع لكنه كالجبال بشموخها الحائر ألتوق لِفسحة أو شَق ٍ بين الغيمات:لتزهوَ بنعيم طلعة شمس نبضاته ..كانت جميلة زادتها هالة العشق سحرا وفتنة.. يَملأها الانتظار بهاء ورهبة..
كانت سكرة الحب أقوى منهما ....انجرفا ولم يدركا كيفَ بالتيار أخذهما..كانا ظمآنين يريدان الارتواء..بحثا عن نفسيهما عبر التاريخ ..عبراه آلاف المرات..من لحظتهم إلى الكرخ وليالي الرشيد حتى بلقيس.. و استمرا ليصلا بالوجد:كليوباترا..طال البحث حتى وصلا البداية..فوجدا حل اللغز:هي حواء وهو آدم.

كان يقول لها: أفتش عن امرأة تنتهي في أحرفها كلماتي..امرأة: يكون عشقها سكرة..وحبها نشوة : تتجدد..وغرامها شجن لا ينتهي..
معها يكون للحياة معنى جديد وبين أحضانها يكون القتل المقدس..
وكانت تقول له:في غيابك يكبر الحنين بداخلي ويهيج بي الشوق..يدفعني اشتياقك الى السكن في شبابيك الانتظار..يخرج الطفل من وسط أعماقي ليسرح في جنائنك..أحبك ..أحب لحظات انتظارك لأنها ترجعني صغيرتك..أحب لحظات غضبك لأنها تهزمني..:أحبُ شرودك ،..جُنونك ..حتى هروبك..أعشق كل شيء يصلني بك..فحبك سبب وجودي..
وعشقك: كان يومَ ميلادي..

كانت تبكي أحيانا و تنهمر دموعها أمامه..فيحس بعجزه أمامها ويحاول مساومتها..لكنها كانت تقول له:إنها ليست دموعا..هي صفاء النفس ورضاها..مادمت معي ...:ملَكتُ الكون..وجهتي قلبك..لأن الطريق مجرد وهم نظلل به أنفسنا..وحبك سيكون عنواني ..أينما :كنت آتيك..

كان يقول لها هذا ما يعذبني.أعرف من أنا بالنسبة إليكِ وأكثر..هذا ما يزيد في وجعي يا بسمة شروقي وشمس صباحاتي.
أنا أحاول أن أكتبك في ذاكرتي الآن تغتالني رياحُ أنفاسك
ربما أصعب شيء: أن تكتب َامرأةٌ غامضةٌ كالروح القدس
ومجنونة كنساءِ الأساطير
وغارقة ٌكالمحارة..
لماذا تنسابين كأغنية المطر !!..
والفكرة يانعة فيِك كالضوء
لِما: معك لا أشعر بالاغتراب
أو الغياب
وتكونين أنتِ وجه اللحظة!!..
لِيشرق الجنون شمسا تضيء للجميع
ويصير العقل فانوسا لا يضيء إلا نفسه!!..
يا زهر الملكوت:
_اللحظة ُالتي تجيء بك، .....لَيست من فصولِ الأرض
أبتهلُ فيها وأصلي
و أي صلاة هي؟؟.. ألهَمْتَني هذا البوح
أهيَ :تلك التي صَليُتها ذات انتصافَ قمر ٍعلى حافة ِإحدى الغيمات؟؟...
حيثُ أنسَكبُ في إنائَك كالنبيذ
وأشجانُ ذاك َالمدى يتسع للكثير مني
فأسبلتُ الليالي.. بِقرار انسكابي في زواياه
أُعاقر جسده كالحمى

انتبهت إلى نفسها فجأة وعادت إلى لحظتها..تساءلت بينها وبين نفسها:ما هذا الأرق الذي يملؤني..كأنه نشيد الموت، أو صلاة في موكب الكهان..
ما هذا الوجع القاتل..؟؟؟!!
كأنه احتفال مجوسي لصلبها؟؟
أو.......لِتُمَدَ طبقَ تِلكَ الملامحِ ....و بلا مقاومة.....يخرجون من جيدها ابن الفكرةَ الحلال.......ليكون الحياة رغم كل الموت.....

عنان عكروتي



#عنان_عكروتي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحركة النسوية في تونس والتغيير الديمقراطي
- ((( شروق الفواصل )))
- (( صفير الريح ))
- الثورة التونسية والثورة المضادة
- ( على حافة وجعي )
- (عطر الغواية)
- مَس اللحضة
- (أحبك ....هل تكفي؟؟..)
- قراءة للصفر
- (صلاة على حافة الرغبة !!)
- ( ليلي.. وأسمك)
- نشوى العليل
- مواعيد للنسسيان
- (اعترافات لحرف مجنون)
- أغنبة الى عذراء مسبية
- كبر صمتي
- تراتيل من الجنون
- اصطفاء
- (وجهتي :عينيك!!..)
- وجدُكَ ونثر العيون


المزيد.....




- قصة احتكارات وتسويق.. كيف ابتُكر خاتم الخطوبة الماسي وبِيع ح ...
- باريس تودّع كلوديا كاردينال... تكريم مهيب لنجمة السينما الإي ...
- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...
- آلة السانتور الموسيقية الكشميرية تتحدى خطر الاندثار
- ترامب يعلن تفاصيل خطة -حكم غزة- ونتنياهو يوافق..ما مصير المق ...
- دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ
- جون طلب من جاره خفض صوت الموسيقى – فتعرّض لتهديد بالقتل بسكي ...
- أخطاء ترجمة غيّرت العالم: من النووي إلى -أعضاء بولندا الحساس ...
- -جيهان-.. رواية جديدة للكاتب عزام توفيق أبو السعود
- ترامب ونتنياهو.. مسرحية السلام أم هندسة الانتصار في غزة؟


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عنان عكروتي - (( سكرات الانبعاث ))