أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - وسط أنواء بحر الظلمات















المزيد.....

وسط أنواء بحر الظلمات


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3615 - 2012 / 1 / 22 - 20:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إنه اليوم الأكثر إظلاما في تاريخ مصر المعاصرة (( هكذا كتب رع فى دفتر أحوال قاربه)) أن يحتل هؤلاء الارذال الشرهين للسلطة والمال( بالخداع والغش) مقاعد نواب الشعب .. بشر قادمون من عمق التاريخ يضيق تفكيرهم ليقتصر علي النصف السفلي من النساء ولا يشغلهم الا طقوس الحمام والسرير، لا يقرأون الا ما تقدمه لهم كتب زمن المماليك الصفراء من معلومات عن الجن والسحر واستخدامهما أو إبطال مفعولهما .. نواب جدد من طول تمثلهم بالسلف الصالح انفصلوا عن العالم وأصبحوا نماذجا مشوهة من ما يتصورون أن رجال صدر الاسلام كانوا عليه ... للاسف أن 18 مليون مصريا ومصرية أوكلوا لهؤلاء بناء مجتمعهم القادم ويرجون الخير علي أيديهم في حين أن كل ما يشغل المختار هو كيف يظل يحتل الكرسي للأبد كما فعل من سبقه حتي لو استخدم كل الاساليب الملتوية التي اوصلته لباب البرلمان .
الدولة العصرية القائمه علي حقوق الانسان ، المساواة والمواطنة تبعد فراسخا مديدة عمن يحللون العبودية وسبي الحريم وتحويلهن الي جوارى تباع في اسواق النخاسة وتمثل مصدرا أساسيا لاقتصاد دولتهم .. الشريعة الاسلامية الانتقامية التي تعتبر المخطيء خصما يجب التنكيل به بقطع يده او لسانه او قدمه كما يقدمها ابن حنبل وأتباعه ، لا تصلح لزمن توصل فيه العلم الي ان المذنب يحتاج لعلاج وتقويم حتي لو تم عقابه فيكون دون الاضرار الابدى به وتشويهه..الاسلام ليس حلا لمشاكل مجتمع القرن الحادى والعشرين وإذا ما خلط اللبن بالماء وجاء الدستور مرصعا بأفكار تشبه ان يدفع القبط الجزية ويعفون من ضريبة الدم فهذا هو الفشل بعينه ، ان الدستور الذى يفرق بين المواطنين علي اساس الجنس او اللون او الدين هو دستور فاشيستي لا يليق الا بالأغنام والمواشي والقوانين الناتجة عنه قوانين ضد الانسانية يحاكم صاحبها امام مؤسسات العدل الدولية .. محاولة فرض زى معين او مظهر معين علي المواطنين بقانون لن يقبله المصريون حتي لو أشاع عملاء السعودية ان الشعب يؤيدهم .. ان صناديق الاقتراع في مصر مؤشرات فاسدة وغير دقيقة وانتشار الحجاب لا يعني ان المحجبات أصبحن جوارى وأتباع لذوي اللحى الذين يبيعون الوهم للممولين فيحصلون علي المليارات أو لأتباعهم فيقنعونهم كذبا أن الاسلام سيحل لهم مشاكلهم .
الاسلام لا يعرف معني تداول السلطة ، إنها مرة واحدة و بعدها علي المحكومين طاعة المختار طاعة العبد للسيد حتي لو ظلمهم حتي لو ساطهم وسرقهم .. لقد كانوا يركعون امام حسني مبارك ويصلون له و يريدون الآن أن نتشبه بهم ..الحاكم الاسلامي علي مدى التاريخ ديكتاتورا بطبعه وعنده السياسة مخادعة وغش ومؤمرات لا تنتهي الا بالتصفية ، ولنا في الصومال وغزة نماذج يتعامل فيها مليشيات الحكام بقسوة متناهية تصل الي منع الطعام عن الجوعى او القاء المعارضين من الشبابيك والبلكونات لوقف نشاطهم .
الانظمة الاسلامية الثلاث ( السعودية ، ايران ، باكستان ) بالاضافه الي الاخوان والسلفيين و أحزابهما لا تعرف معني الشفافية ، ان الرئيس أو الحاكم هناك صاحب الكلمة النهائية ولا راد لارادته حتي لو كان معناها التضحية بآلاف المواطنين، والاعلامي الذى يحاول الكشف او التفسير او الفضح هو عدو أساسي للنظام يجب تأديبه او تصفيته .. و هكذا تصبح العدالة كلمة لا معني لها ، ان مايريده مولانا هو عدلهم وهو حقوق الانسان وهو القانون وهو الدستور ولا تعقيب عليه .. الاسلام كما تم تداوله عبر جميع العصور والازمنه هو حلا فاشلا لقضايا العدل والشفافية وتداول السلطة.
دكتور عبد العظيم رمضان في كتابه (( مصر في عصر السادات )) تساءل هل كان 23 يوليو 1952 ثورة أم إجهاض للثورة (( إن مصر عند 23 يوليو كانت حبلي بالثورة و لمد الثوري الشعبي العارم ضد النظام الملكي الاقطاعي وألوان الفساد الذى يزخر به .. وكانت الشوارع ملأى بالمظاهرات الشعبية التي تهتف بسقوط الاستعمار واسم الملك فاروق يلعن بأعلي الاصوات وبجرأة في ساحات الجامعات وبين العمال وكانت اضرابات العمال في معاقل الراسمالية تخلع قلوب السلطة العميلة وتجعلها تضيق بالدور الطفيلي لفاروق وبطانته الفاسدة وبدأ القلق يساورها علي النظام الذى كان يحقق مصالحها ان تهدمه ثورة اجتماعية تهز أرض المنطقة وأخذت تفكر في انقاذه عن طريق انقلاب مصرى علوى يطيح بفاروق ويحتفظ بأسس النظام وأعمدته )) ثم قدم حججه وأسانيده بأن الثورة كانت إجهاضا للثورة الحقيقية سأوجزها في :ـ ((
1ـ صلة حركة الضباط الاحرار بالمخابرات الامريكية كما جاء في كتاب مايلز كوبلاند
لعبة الامم .
2 ـ الدوائر الامبريالية لم تنزعج بقيام الثورة حتي بالرغم من صدور القوانين الخاصة
بالاصلاح الزراعي .
3 ـ اتبعت الثورة سياسة الاقصاء والسجن والوصاية علي القوى الثورية السابقة لها.
4 ـ كبت حرية الرأى وصل الى درجة لم تحدث في أشد عهود الرجعية ظلاما .
5 ـ فرضت عهدا من الارهاب لم تعرفة الانظمة الفاشية نفسها .
6 ـ اعتمدت دوما علي القوى الرجعية .
7 ـ انتقلت مصر بثورة يوليو الي حكم عسكرى طويل ورغم هذا فقد قاست من هزائم عسكرية عديدة .
8 ـ قادت حركة التصنيع بقيادات بيروقراطية أدت لتدهور الصناعة)). ما أشبه اليوم بالبارحة .. نقلت عن عبد العظيم رمضان لان هذا الكتاب صدر منذ ثلاثين سنة قبل أن ينتفض الشعب في ميدان التحرير و تسرق ثورته ويوقف اكتمالها لصالح نفس القوى التي أهدرت ثورة الشعب التي كان من الممكن أن تنقل مصر الي المعاصرة وبنفس الادوات القوات المسلحة المنقلبة والتي أطاحت بالرموز الفاشلة المنتهي صلاحياتها وعملاء السعودية أجلاف الوهابية أعداء مصر المتربعين علي كراسي البرلمان .
الشعب المصرى يحتاج لجهاز بيروقراطي يدير البلاد بعدالة وشفافية واستقامة تعصى علي الفساد الذى تتيحه الكراسي وهذا لن يحدث الا اذا تحركت القيادة السياسية علي محورين الأول بناء الانسان بالتعليم العصرى العلمي وهو أمر يفتقده هؤلاء الذين تعلموا في الكتاتيب و لم يحفظوا القرآن ( رغم غموض الفاظه وبعدها عن التداول اليومي ) الا خوفا من فلكة سيدنا .. يتبع هذا إعلام محترم يترفع عن المنافسة والسبق بتلميع المسخ والقراقوزات الذين يريدون المستمع ان يلغي عقله ويعترف بأن إبنه من زوجته التي فارقها منذ أربع سنوات جالس في رحمها منتظرا عودته من الغربة الطويلة .. ومتوازى معه خطاب بعلي من القيم السامية للتسامح والحب والانتماء في أماكن العبادة .. المحور الثاني يتصل بالانتاج .. وهو الامر الذى لا يصلح فيه تطبيق الشرائع او تعليمات الأديان .. فالعالم أصبح قرية واحدة يعتمد في انتاجه علي التكامل العالمي في سوق واسعة لا ترحم ولا تقبل الا الجيد والمبتكر والرخيص وهو أمر أصبح مستحيلا مع أساليب الانتاج المتخلفة التي نزاول بها اعمالنا مما جعل المستورد أرخص وافضل وقفل باب التصدير .. في مصر لدينا ما لا يمكن منافسته في اى مكان موقع جغرافي متميز يمر منه بترول الخليج الي اوروبا ويعود منه بضائعها للاغنياء أصحاب الجاز .. واستغلال هذا الموقع يمكن ان يجعل للضائقة المالية حلولا جزء منها استغلال الشواطيء والشمس لجذب الملايين من سكان اوروبا الجوعي لمثل هذه الطبيعة . كذلك لدينا اعظم وأقدم آثار العالم التى يحرص كل طفل نشأ في مجتمع مهذب ان يشاهدها .. هذين الميزتين تقف أمامهما عقبه كئود اسمها تخلف أصحاب اللحي والعقول المعطوبة .. و بذلك نفقد حتي الفرصة الوحيدة المحدودة التي يمكننا أن نبدأ بها رحلة المعاصرة .. إن المسلمين السلفيين بوم تنعب وخراب لا أعجب ان لازال يعيش بيننا الي يومنا هذا .
يرى البعض (منا ) أن عالمنا (هذا ) يحيطه من كل جانب بحارا متسعة لا حدود لنهايتها يطلقون عليها ( بحر الظلمات ) تسكنه كائنات خرافية أطلت علينا من خلال قصص الاقدمين سنوحي المصرى ، أوديسا هوميروس ، رحلات سندباد وجليفر ، جحيم دانتي وغيرها من الاساطير.
المبحر في بحور الظلمات مفقود ( كما كان شائعا ) أما العائد منها فهو مولود يروى ما لم يشهده بشر من نوائب ومصاعب وأحداث مؤسفة يشيب لها الولدان .
رحلات بحر الظلمات ( كما كشف عنها علماء المصريات ) وجدت مرسومة علي اوراق البردى المودعة مع موميات الصفوة من ملوك وأعيان تحكي عن رحلات (رع ) فوق مياه الازل من لحظة الغروب حتي ميلاده الجديد مبحرا بمركبته المسائية علي مدى اثني عشرساعة من منطقة خطرة الي أخرى أكثر خطورة عبر بوابات تحرسها ثعابين هائلة لها أكثر من وجه وكائنات شريرة تعذب الارواح الضالة وزواحف سامة تحاول أن تعوق مسيرة الرب ومن يصاحبه من الابرار .
الرب المبحر في أنواء الظلمات لملايين الليالي وآلاف السنين لم ينجح وحوش الاعداء من وقف اشراقته كل صباح بسبب كفاءة وقدرة الربان (ماعت ) ربة الاستقامة والعدل التي تقود قارب الاله لا تخرج قيد انملة عن السراط المستقيم الذى خطط له ورسمه (تحوت ) رب الحكمة والعقل والعلم .
اليوم الاحد 22 يناير 2012 ( كتب رع في مذكرات رحلة قاربه ملايين السنين ) (( في طقس عاصف شديد البرودة نظرت من عليائي الي مدينة القاهرة فوجدت أن سفينة مصر تتقاذفها أنواء بحر الظلمات ويحيط بها من كل جانب كائنات متحفية إختفت من آلاف السنين و ظهرت منذ مدة ( حوال السنة ) تطلق لحاها وتصيح بأعلي صوت ( طظ في مصر ) (اسلامية اسلامية ) بعد أن قرر عشرة ملايين مواطن من محدودى الرؤية فاقدى التمييز والبصيرة أن يكون مندوبيهم في أول برلمان بعد سقوط المبارك من بين الذين اعتنقوا الارهاب والتدمير والبلطجة مذهبا وكان أسلوبهم عبر تاريخهم الاسود الدامي مشينا يدور حول بث الرعب بين الآمنين .. و قرر سبعة مليون و نصف مليون مواطن مغيب عن الزمن أن يكون مندبيهم من السلفيين الهطل الذين يصرون علي ان يعيشون علي مسيرة 1400 سنة من الحاضر )) .
مركب مصر كما رآها رع من عليائه تتخبط خارج مسارات ( تحوت ) و بدون قيادة ( ماعت ) بدون هدف ، بدون غاية ، بدون قدرة ، تتحرك في بحور معتمة ، مجهولة ، واتجاهات سرابية ، لتعود بالوطن القهقرى .. تسحق المرأة ، تضطهد المخالفين دينيا ، تغتال الابداع ، تطفيء أنوار الفن والابتكار والعلم لتتوقف عند ما قاله السلف الصالح وقدّسه (ابن حنبل ) وتابعوه محمد عبد الوهاب ، حسن البنا ، سيد قطب وحتي آخر المرشدين .





#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمة ثابتة أما الدين فمتغير.
- أحاديث الكهانة..أم قصص للأطفال.
- تجريف الشخصية المصرية
- قول للطبيعة كمان تبطل دلع.
- مشاكل الوطن و الفكر المتحفي
- من الملك نقراؤش حتي الملكه دلوكة .
- حجب العلم عن أبناء السفلة
- من علم العبد (.....) مكرمة.
- فقر الفكر .. وفكر الفقر
- ديموقراطية خلط الحليب بالمجارى
- في مصر مجتمعات يحكمها البهاليل .
- الريف ينتقم و المدينة عاجزة
- أبدا ..لن تسرقوا احلامنا
- تغيير جلد النظام .. ثم الكمون.
- انتخابات اليوم ..تقديم طلب الانضمام للعصابة
- النوح ، و البوح أمام مقابر الشهداء .
- لكي لا تحرثوا في البحر.
- و.. جعلوا أعزة أهلها أذلة.
- هل ضاع كفاح قرن في عشرة شهور!!.
- انا مضاد للسلفية..حتي النهاية.


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - وسط أنواء بحر الظلمات