أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميسون نعيم الرومي - لوحةالاهية مقدسة














المزيد.....

لوحةالاهية مقدسة


ميسون نعيم الرومي

الحوار المتمدن-العدد: 3613 - 2012 / 1 / 20 - 15:28
المحور: الادب والفن
    



كتب احد الاصدقاء عن زهرة اللوتس (زنبقة الماء)، الزهـرة التي كانت لها مكانة كبيرة في اساطير الاديان القديمه , كالهندوسية ، والتي تشبه هذة الزهرة بقرص الشمس , وكبير آلهتهم انشأ الارض من برعمها.
والاعتقاد الديني السائد لدى البوذيين , أن بوذا جاء إلى الوجود من زهرة لوتس كانت طافية على سطح الماء. وكثيرا ما يُصَّور على عرش أساسه زهرة اللوتس ، التي كان يحبها.
كما أن الفرعونية تقول : انبثقت زنبقة ماء من اللـّـج ، وببطء تفتحت تويجاتها ليظهر الإله الطفل جالساً في قلبها . ذاك الطفل هو إله الخلق ، منبع الحياة إله
الشمس "رع "وزنابق النيل المقدسة كانت تقدم كقرابين خلال الشعائر الجنائزية.

وفي الصين.. تقطف براعم أزهار اللوتس غير المتفتحة وتقدم كقرابين للإله
أمـّـا في الميثولوجيا الآسيوية فإن هذة الزهرة ترمز إلى رحم المرأة , الذي تنبعث منه الحياة الجديدة.
حملتني زهرة اللوتس هذه الى منطقة اعتدت زيارتها قبل سنين ...

هناك في منطقة نكروسن في مدينة ستوكهولم بحيرة مترامية الاطراف , يغطي سطح الماء فيها بساط اخضر لأوراق دائرية , اصطفت متراصة كعيون شاخصة الى السماء تناجي آلهتها متذرعة ان يعيد لها مجدا انتزع منذ سنين وسنين

تحتضن البحيرة اشجارا تمتد فروعها ، متشابكة محاولة حمايتها من نظرات طيور تشدو متراقصة على ذرى اغصان متطاولة لتمسك قرص الشمس المتوج بشعاع ذهبي يمتد متفاخرا ليمتزج بلون السماء ، واغصان اخرى تجاهد الوصول الى الماء كاذرع ناسك مشمرة فاته موعد الصلاة ، والماء من تحت البساط يصارع متوسلا ليظهر حسنه وبهائه ... معلنا انتصاره بمساحات صغيرة زجاجية لامعة ، تراها هنا وهناك تزيد الجمال جمالا وبهاء .

وأزهار اللوتس المتدرجة الوانها بين ياقوت ومرجان تشع جمالا يباهي الشمس برونق وسحر اخاذ تطرز ذلك البساط السرمدي ممتزجة باللون الاخضر الجميل.... متعمدة ان تسلب اللب والوجدان.... مرتفعة بتويجاتها الى السماء كانها تناجي الإله ، ليعيد لها قدسية كانت لها في سابق الازمان فيهمس النسيم خاشعا متناغما مع هسيس اوراق الشجر بسمفونية ملكوتية يسجد لها الكون من حولها معلنا الصلاة ... الـصلاة

وفجأة تظهر بطات بيضاء لؤلؤية تنساب بأعناق متطاولة الى سماء فيروزية ازروردية كملائكة ارسلت من عالم اخر ، بعثها اله الزنبق لتظفي قدسية على المكان وتحقق دعاء اللوتس الفتان... فينثر عبقه النفاذ وتسجد الشمس محمرة خجلا معلنة المغيب محولة المكان الى معبد تذوب في فردوسه ويتيه الوجود من حولك لتصبح جزءا من لوحة الاهية مقدسة

يـازَهـْرَة الـلـوتـس !
يـاآلـِهـَـة الآبـاء الأولـيـن
يـاحـُلـوة الـصـورة والـتـَكـويـن
أسـتـَحـلـِفـُكِ بـِأولادك الـمـُقـَدسـيـن
أمـانـَةٌ يـَحـْضـُنـها قـَلـبـكِ الـحـَنـيـن
عـَتـَبُ عـاشـق أضـنـاهُ الأنـيـن
ذابـَت آمـالـه فـي غـَيـاهـب الـسـنـيـن
قـَـتـَـل احلامه الـعـَبـَث الـحـَزيـن
اعـتـَصـَرَتـْهُ يــَـد قـَـدر لـَعـيـن
فـَجـَـفّ دَمـعـَه فـي الـمـُقـلـَـتـَيـن
صـَبـره ضـاعَ ضـيـاع الـصابـريـن
احـمـلـيـه وَأنـتِ مـَع الـمـاء تــهـمـسـين
والأمـانـَة تـُحـفـَظُ كـَمـا تـَعـلـَمـيـن
خــَبـّـري حـَبـيـبـي ! دجـلـَـة
عـَمّا فـَعـَلـَهُ الـقـَوم الـظـالـمـيــن
عـَتـَبٌ لـَهُ مـِن الـقـَلـب الـحـَزيـن
يازهـرة اللـوتِـس أتحفـظـيـن؟
إلـى مـَتـى نـَبـقـى فـي الـمنافـيَ قـابـعـيـن

كانون الثاني/ 2012



#ميسون_نعيم_الرومي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تُرى..هَلْ تَسْمَعْينْ.. ؟
- مساء.. النور
- حَبيب.. أبيْ
- ثَورَةٌ...مُحاصَرةٌ...صامِدَةٌ
- تُحْفَةُ البِلاد
- لاتَمْشِ... مُخْتالاً
- يا... لائمي
- ألنصرُ للشعوبِ
- البلد المتمدن الاول...ومُشكلَة الشهادات المزَوَّرة
- دَعْ الأيامَ....تَجري
- إرتَقْي الأحزان.. والغَيْمَ سُلَما
- يا حُلوةَ العينَينْ
- عملية جراحية على مائدة الطعام
- كان ياما كان ... وَوَيلً لمأ كان
- ضاع العمر هباء
- انا الطفل ... انا العراق
- اسمعوا وعوا
- نادمون
- بلد يعوم على ذهب أسْود
- نَوابُ... َمهْلا


المزيد.....




- خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية بالاسم فقط “هنــــ ...
- في ذكرى رحيل فلاح إبراهيم فنان وهب حياته للتمثيل
- الفنان صبيح كلش .. حوار الرسم والتاريخ
- مرتديًا بذلته الضيقة ذاتها .. بينسون بون يُصدر فيديو كليب سا ...
- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية
- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميسون نعيم الرومي - لوحةالاهية مقدسة