أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريتا عودة - أحلامٌ صغيرة ** قصة قصيرة














المزيد.....

أحلامٌ صغيرة ** قصة قصيرة


ريتا عودة

الحوار المتمدن-العدد: 1068 - 2005 / 1 / 4 - 11:53
المحور: الادب والفن
    


غطى أ ُذُنَيْهِ بكلتا يديْهِ.. لكنَّ صوتها ظَلَّ يلاحقه كَضَرْ بـَةِ بَرْقِ:"أ ُحِبُّ رجلا آخر". أخذتْ تراقبُ حركاتِهِ كقطّة تتر بَّصُ بعصفور صغير..ثمّ واصلتْ طَعْنَهُ بكلماتها الحَادّة "حاول أن تفهم!".
قفزَ عن السرير كطلقةِ رصاصةٍ تنفلتُ من مسدس.لم يُصَدِّقْ ما قالته.لم يشّك في حبِّها له ولو مرّة!! انطلقَ نحوها كالسهم.أخذ يهزُّها من كتفيها النحيلين لكنّ صوتها ظلّ يكرر بإعياء:"أ ُحِبُّ رجلا آخَر". حاولتْ الافلاتَ من قبضةِ يديْهِ لكنَّه اعتقلَ خطواتــِها:"مَنْ هُوَ؟!!!! قولي!!!"
-لا أحد..
*ماذا؟!
-لا أحد..
*لا تكذبي.قولي فورا.مَنْ هُوَ!؟
شعرتْ بالرهبة . فَقَدَتْ ظـِلّ صوتـِها وهي تُتَمْتـِمُ:"قلت لكَ لا أحد".
عاد يهزُّها مِنْ كتفيها. صارَ قطّا مذعورًا وهو يــتمتم:"كذابة..كذابة.."..
أخذَ يَتحَرَكُ داخل الغرفة كَكُرَةٍ مطَّاطِيَّة دونَمَا هَدَفٍ. اتجهتْ هي نحوَ النافذة تبحثُ عن شُعَاع ِ شَمْسْ.لَمَحَتْ صورةَ زفافِـهـما مصلوبة على الحائط منذُ سنة. شعَرَتْ كأنّ الصورة تستنجد بها لتحررها من سجنها المؤبد.
عادَ صوتُهُ كالرعد المفاجىء:"خائنة..خائنة..." .. فهمَسَتْ بإعْيَاء ٍ.. كقاض ٍ في محكمةٍ بعدَ عناء يوم عمل طو يل:" إنْ كُنْتُ أنا خائنة فأنْتَ مَنْ دفعَني لذلك!! انتَ السبَبْ."
"خائنَة..خائنَة.." ظلَّ يكرر كأنه كُرَةٌ تسقطُ من ارتفاع ٍ شاهِق.اتجه نحو الباب. عاد الى السرير.. اتجه يمينا..اتجه يسارا.أخفى وجهه بين أحضانِ يديه..وسأل:" أتحبينه! أم تحتاجينَ نقودًا.!!"
-ما أحتاجه اثمن بكثير من النقود
*ماذا؟
-أحْتَاجُ عاطفة صادقة. أحتاج رجلا يحترمني ويفهمني ..لا رجلا يتملكني. أنتَ تتعاملُ معي كما تتعامل مع "اشياء" البيت. . كأداة.. لا ككائن بشري. وأنــــا ...أحتاجُ رجلا يشاركني حياتي يرافقني..يساندني واسانده..لا يغيب عنّي ساعات وساعات سعيا وراء المادة..لا أراهُ إلاّ نادرا..صورة على حائط.. أحتاج رفيق طر يق.. لا.. "مُعيل"..احتاجُ "شر يكَ حياة " لا.."سَيِّد".....
*كفى !! كفى! خيال.. أوهام!! أمْقُتُ هذه الرومانسيّة الفارغة...
-دائما تقولُ أنّني رومانسية وأنك تكره رومانسيتي. أنا انسانة.!!! أتُجَردُّني من انسانيتي..لترضى ان تحيا معي.! أنا انسانة(رددت بارهاق وبصوت متقطع).. وهذه م ش ا ع ري ..

**

تراخَتْ عضلاتُ جسده.نظر نحوها دون أن يراها.بدا كأنّه يستعرض في خياله كتاب حياته معها..صفحةً ..صفحًة. انه يمقتْ رومانسيتها لأنها تجعلها في نظره غير واقعيّة.مجرد مراهقة..لكن يبدو أنَّ مشاعره المتجمدة جرحتْ أحاسيسها. انّه مشغول عنها بشكل متواصل بمشاريعه وحساباته البنكيّة والأوراق الماليّة والزبائن..وأحلامه الإقتصاديّة..التي لا تنضبَ أبدًا.. والتي تستنفذ كل وقته ومشاعره وتعطيه الرضى الذاتي والاكتفاء .. حتّى أنّه ينسى أحيانا أنّه مرتبط بعائلة. وهو..يشعر نفسه كصندوق مغلق عاطفيّا..فهو يخجل أن يُعَبِّر لها عن ايّ مشاعر.هذا ما اكتسبه من المجتمع.. الرّجل الذّي يعبر عن مشاعره يعتبره المجتمع.. ضعيف الشخصيّة!! فكيف يمحو الآن رواسب سنوات!!

وقف قرب المقعد المتحرك. بدا له انّ المقعدَ جامدٌ في مكانه بشكل مرعب. أَقْلَعَ صوتُهُ عن حنجرته بإعياء وهو يتمتم: من هو .. من هو..من هو..
ناداهُ حنينُ صوتها لكنّه ظلّ يتمتم: من هو من هو...
اكتسح الأحمرُ غابتيّ عينيه. لم تتمكن من رؤيته ينهار أمامها.ارادتْ أن تكشف له كلّ أوراقها. سارَتْ نحوه وهتفتْ كلبؤةٍ تصطادها شبكة: لم تُعْطِني ولو مرّة فرصة التحدث معك.اعتدت أن تقاطعني بادعائك: خيال..مجرد خيال.( راقبتْ بوصلة عينيه وهمستْ) ..فاضطررتُ...الى ايجاد طريقة أ ُجبِرُكَ فيها على الاصغاء اليّ.
انا لا أحبُّ أحدا. . لكنّ الكآبة تنهشُ دمي ولحمي وكلّ وجودي. أريدك ان تعيد التفكير في حياتنا معا.

***

تراخى جسده فوق المقعد المتحرك.
بدأ المقعد يهتزُّ. فجاة * أدْرَكَ* أنَّ المقعد يتحرك.
قبل لحظات كان جامدًا كصندوق مغلق. . كتمثالٍ فرعونيّ في متحف.
ضحكَ . ضَحِكَ.
صارتْ ضحكته زَخَّةُ مطر ٍ مُفاجِىء في صيفٍ شديدِ الحَرّ. أخذَ يضحكُ و يسْعُلُ..وبعدَ دقائق هَتَفَ كطفل ٍ يُجَرِبُ أولَى خطواته في المشي
" المقعد المتحرك...أنا....أنا المَقْعَدْ".
1982-9



#ريتا_عودة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ** ستعيدُكَ إليَّ الحكاية **
- عودة ُ النّورس ** قصّة قصيرة
- هواجسُ الميلاد
- وقد لا يأتي ..؟! ** قصة قصيرة**
- الحبرُ أبْقَى منَ الحبّ ** شذرات **
- سأحاولكَ مرّة أخرى
- ومضاتٌ وجعيّة
- قصة قصيرة - فَرَاشَة ٌ في زمن غائم
- إصــْرَار - قصة قصيرة
- أنا جنونك - قصة قصيرة
- جَمَرَات
- يحـِــقّ لي كلّ ما يحِــقّ لكم
- الفستان الأحمر - قصة قصيرة
- حـلمٌ آخـَر - ومضة قصصيّة
- أميرةُ حكاياتِهِ - قصة قصيرة
- محكومون بالأمل - قصة قصيرة
- خمس ُ لوحات ٍ لجنون ِ لحظة
- أحبـــُّكَ إلى ما بعد الحــُلم
- الحَكايا العَشْر
- السنونوّة العاشقة - قصة قصيرة


المزيد.....




- وفاة الممثلة كيلي ماك عن عمر ناهز 33 عامًا بعد صراع مع السرط ...
- ليدي غاغا تتصدر ترشيحات جوائزMTV للأغاني المصورة لعام 2025
- عشرات الإعلاميين والفنانين الألمان يطالبون بحظر تصدير السلاح ...
- بين نهاية العباسي وأواخر العثماني.. دهاليز تظهر أثناء حفر شا ...
- ظهور جاستن ببير مع ابنه وزوجته في كليب أغنية Yukon من ألبومه ...
- تونس: مدينة حلق الوادي تستقبل الدورة الرابعة لمهرجان -نسمات ...
- عشرات الفنانين والإعلاميين يطالبون ميرتس بوقف توريد الأسلحة ...
- حكايات ملهمة -بالعربي- ترسم ملامح مستقبل مستدام
- مسرحية -لا سمح الله- بين قيد التعليمية وشرط الفنية
- أصالة والعودة المرتقبة لسوريا.. هذا ما كشفته نقابة الفنانين ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريتا عودة - أحلامٌ صغيرة ** قصة قصيرة