أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد يوسف - سرقات فكرية وأدبية -وقحة-، على صفحات الفيس بوك ؟!














المزيد.....

سرقات فكرية وأدبية -وقحة-، على صفحات الفيس بوك ؟!


عماد يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3608 - 2012 / 1 / 15 - 00:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الإبداع الفكري والثقافي، يُمثل ابداعاً استثنائياً، لا يتساوى معه أي ابداع آخر. فالإبداع العلمي مثلاً يقوم على قانون ومبدأ طبيعي ثمَّ يأتي الإختراع. بينما يقوم الإبداع الفكري والأدبي على الخيال الصرف. لذلك نجده أكثر أهمية من أي ابداع آخر. فهذا يُخاطب الروح، والقلب، والعقل الإنساني، بينما الإبداع الثاني، العلمي، فهو يُخاطب المادة، أو الآلة، أو أي شيء آخر. إلاّ أنه لا يُخاطب الروح أو القلب، أو الفكر الإنساني، الذي هو مصدر الإبداع العلمي بكل أشكاله. وبدون ابداع إنساني في الأصل، لا يوجد ابداع علمي.
يُمكن أن نعدّ في أي مجتمع في العالم آلاف الأطبّاء، عشرات الآلاف المهندسين. وربّما ألوف مؤلفة من التقنيين والفنيين وغيرهم. لكننا لا نرى في أي مجتمع في العالم، مئات او آلاف الشعراء والكتّاب المبدعين، أو المفكرين الكبار. فهؤلاء أعدادهم لا تتجاوز العشرات في أحسن الأحوال. وجديرُ بالذكر أنَّ المفكرّ هو الذي يرسم مستقبل المجتمعات، ويُحدد مساراتها. ولاحقاً تأتي الاختراعات والإبداعات العلمية. لذلك، كان لمفكري عصر التنوير الأوروبي الدور الكبير و الأساسي، في نقل أوروبا من عصر الظلمات إلى عصر النور. فالعقل الذي يعيش في الظلام، لا يُمكن له أن يُبدع. أما العقل المتنوّر فهو سيّد الإبداع وعنوانه. يأتي الإبداع الأدبي والثقافي رافداً للإبداع الفكري. يعرّي هنا، ويكشف هناك. يطرح حلولاً هنا، ويُبيّن هناك، وصولاً إلى قولبة المجتمع وتنظيفه من شروره التي تعيق تطوره. لذلك كان لماركس وكانت وهيجل وفولتير وسميث وستندال وهيجو ومونتسكيو وروسو وشكسبير وبلزالك وديكارت وغيرهم دوراً أساسياً في قيام الثورات الأوروبية وتثبيت أركانها. تلك التي أسست لعصر التنوير الأوروبي الذي مازال يعيش مجده إلى يومنا هذا.
في دول العالم الثالث، لا يعرفون معنى الثقافة. ولايدركون كنهها، أو قيمتها. فالمثقف عرضة للسخرية في الكثير من الحالات، والمفكّر، يعيش ويموت ولا يعرفه أحد. وعندما يموت يخرج في جنازته بضع عشرات من الناس ، من زملائه المثقفين، ولا أحد يسمع به. كما حصل في جنازة الكاتب والروائي الكبير عبد الرحمن منيف عندما مات في دمشق في نهاية عام 2003، وكنّا خلف جنازته ما نُقارب المائة وخمسين شخصاً.
فوق هذا وذاك، يأتي بعض ضِعاف النفوس، وأصحاب عُقد النقص ليحاولوا اظهار أنفسهم بأنهم جهابذة في الفكر، والثقافة. ويريدون أن يبرزوا على صفحات الفيس بوك لجمع أعداد كبيرة من اللايكات، لإظهار أنفسهم بأنهم ذوو مكانة ورفعة، وثقافة فكرية عالية. ولا نرمي هنا، إلى أخذ مقطع شعري من هنا، أو قصيدة نثرية بسيطة أوصغيرة من هناك. بل ما نقصده هو تلك السرقات الفكرية التي تُؤخذ كما هي من أصحابها المفكرين الكِبار وتوضع على صفحات البعض على أنها كلامهم، أو لسانهم الذي ينطق بهذه العبارات، أو هذه النصوص، صغيرة كانت أو كبيرة. وذلك دون أي ذكر للمصدر، أولإسم هذا المفكر العظيم الذي أفنى حياته في الدراسة والقراءة والتحليل والتمحيص ليصل إلى حقيقة فكرية قد تكون من كلمتين ولكنّها تُشكّل نظرية هامة جداُ، ومفصلية. فيأتي أحدهم ممن يقضون أوقاتهم في المقاهي ليل نهار، أو في لعب الورق. ليسرق هذه المقولات، أو العبارت، أو الجمل، ويضعها بإسمه الشخصي على صفحته في الفيس بوك. وعلى أنها من ابداعه، أيُّ صفاقة، وقذارة أكثر من ذلك؟!! إنَّ أدنى حدود الأخلاق الإنسانية تتطلب منّا ذكراً لإسم هذا المفكر الذي نقتبس منه، عقله، وابداعاته الفكرية العظيمة، حتى لو كان ذلك في كلمة واحدة منها.؟! من خلال قراءاتي الكثيرة على صفحات الفيس بوك، لاحظت مقولات يضعها البعض بأسمائهم الشخصية الصريحة وأنها تأليفهم، أو مقولاتهم، وهي للمفكر والشاعر الكبير أدونيس مثلاً، من نظريته، الثابت والمتحوّل. ومواد أخرى، أو نصوص مأخوذة من المفكر الكبير الياس مرقص في نقد العقل العربي. أو ياسين الحافظ. وفي مكانٍ آخر مقولات مسروقة من كتاب طبائع الإستبداد للفيلسوف عبد الرحمن الكواكبي. وأخرى للمفكر محمد عابد الجابري، وغيرها للعروي، وغيره كُثر، وهكذا دواليك. طبعاً هؤلاء لا يجرؤن على قول هذه الأشياء أمام مثقفين كبار. أو أن ينشرونها في مكان خارج الفيس بوك. لأنهم سيُفتضحوا فوراً. ولكنهم يستغلون صفحاتهم على الفيس. ويكونوا على دراية ببساطة وتواضع ثقافة أصدقائهم على الصفحة، وعدم معرفتهم العميقة واطلاعهم، فيرمون بمقولات فكرية عميقة من أقوال، أو من كتب هؤلاء المفكرين الكبار. وتبدأ اللايكات، والتعليقات، ويبدأون بمناداته أستاذنا. أنت عظيم أستاذنا. أنت مبدع أستاذنا. فيأخذ صفة سعى كل تاريخ حياته لإلصاقها بنفسه، ولم يفلح. فيأتى الفيس بوك الافتراضي، ليُحقق له، أستذة أيضاً، افتراضية. عبر سرقته لإبداع الآخرين. أيها السارقون، كفاكم وقاحةً. اتقوا الله في علمائكم، وبمفكريكم الذين لم يجدوا من يسمعهم في حياتهم. وتأتون هنا، لتسرقونهم في مماتهم. إنه زمن الوسخ.. الذي يزداد عفناً يوماً بعد يوماً.. جلّ ما أخشاه، أن يُنتج هذا الوسخ مرض كوليرا شامل قاتل يأخذنا جميعاً في طريقه ..؟؟!!

كاتب سوري



#عماد_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -مع الثورة ضد النظام، مع النظام ضد الثورة..؟!-
- الديمقراطية في ثقافة المعارضة السورية ..؟!
- إلى خ - ب .... أو ما يسمّونه أديباً ..؟!
- مآلات الخارطة- الجيو- بوليتيكية- في الشرق الأوسط
- ايجابية الأزمات الوطنية ..!
- تحية طيبة للجميع
- الصراع على سوريا عبر الاحتجاجات الفئوية .؟!
- الحراك السوري، والارتكاسات المذهبية المضّادة.؟!
- العرب وسوق العهر السياسي
- سوريا يا حبيبتي ؟ سأترك الحديث في السياسة ( 1& 2)
- حزب البعث العربي الاشتراكي -بين النظرية والتطبيق-
- مزايدة علنية بالظرف الجماهيري المفتوح
- سوريا؛ ونزعات السياسة والنفاق
- المعارضة السورية، واحتجاجات الأشهر الثلاث ؟
- سوريا وإرهاصات الأزمة الطائفية ؟!
- إلى أصحاب الرهان الخاسر
- مملكة للصمت
- سوريا؛ آخر المعاقل العلمانية..؟
- -الشرط المجتمعي السوري للتغيير- لم ينضج بعد!
- ممنوع من السفر


المزيد.....




- مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف ...
- انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع ...
- انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
- محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
- هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ ...
- مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا ...
- الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ ...
- ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد يوسف - سرقات فكرية وأدبية -وقحة-، على صفحات الفيس بوك ؟!