أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد يوسف - العرب وسوق العهر السياسي














المزيد.....

العرب وسوق العهر السياسي


عماد يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3464 - 2011 / 8 / 22 - 17:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العهر أنواع، قد يكون العهر السياسي واحدا منها، وهو يُشبه كثيراً العهر الجسدي الذي يندرج تحت مسمى البغاء. وكما للبغاء أسعار، ومنافسة، وأثمان مقبوضة يُتفق على قيمتها بحسب الوضعية، أو الوقت الذي يمضيه العارض، أو الجسد أو المكان. فأيضاً للعهر السياسي أنواع كثيرة، وأثمان تُقبض بحسب قيمة التلاعب بهذا المصطلح أو ذاك، هذه المفردة أو تلك. فالتسهيلات للدخول لها ثمن، والمظاهرة المسلّحة لها ثمن. والمطالبة باسقاظ نظام وادخال بديل سياسي عنه له ثمن . وهكذا لكل شيء ثمن في هذا العالم الذي فقد أخلاقه وقيمه عبر اندراجه في سوق الأمركة واللبرلة، والعهر السياسي الدولي الذي بات يسود نُظم العالم وسياساته.
ربّما يكون النموذج الأكبر للعهر السياسي في عالمنا العربي المعاصر هو " درس العراق " فمعارضة العراق وصلت في يوم من الأيام إلى التأسيس لأول " كرخانة " للعهر السياسي في المنطقة. فتحولت العراق بعد تأسيس هذه الكرخانة إلى بلد في مهب الريح. لايملك من قراره شيء، ولايملك من مقدّراته شيء، وبات كانتونات تتلاعب به القوى المحيطة من هنا وهناك. ليتحول من بلد الألف وأربعمئة عالم كيميائي وذري وفيزيائي إلى بلد يأخذ أطفاله دروسهم في الصفوف الإبتدائية تحت ظلّ الأشجار " غير الوارفة حتى ". وليتحول من بلد ذو سيادة له سطوته وحظوته الإقليمية وُمهدد لإسرائيل، وبمعنى ما، يحقق بعض التوازن الإستراتيجي تجاه الآلة والمشروع الإسرائيلين، إلى بلد متعدد الأقاليم لا يتجرأ على قرار إدانة، ربما، بحق إسرائيل. طبعاً هذا كلّه غيض من فيض وما خفي كان أعظم. فالفساد في العراق اليوم أسوأ بكثير مما كان أيام صدّام، بل بمئات المرّات، والمحسوبيات، والطائفية، والصراعات، والتفجيرات، والنزاعات، وإلى ما هنالك من انحطاط فكري وعلمي.. إذ ماذا يُقدم العراق للعالم العربي اليوم؟؟! في المستوى الاقتصادي، السياسي، العسكري، الاجتماعي، الثقافي، العلمي، الفكري، التربوي و الاستراتيجي؟؟! من يجيب على هذا السؤال؟؟! وهل يُمكن للعراق أن يبني نهضته على ما هو فيه الآن من شرذمة وصراعات وانشقاقات ومحاصصة طائفية؟! أيكون العراق اليوم أفضل حالاً من زمن صدّام؟ أشك في ذلك ؟! وأظن أن الكثيرين يشاركوني ظني هذا؟! لن تقوم قائمة للعراق الطبيعي الذي نعرفه بعد اليوم؟ ولن يدخل العراق عالم الحداثة، ولا ما بعد الحداثة، وسيبقى رهينة الصراعات الإقليمية والدولية والعسكرية التي يدور رَحاها في المنطقة. وسيبقى بلداً في مهب الريح بعد أن كان لاعباً قوياً أساسياً في المنطقة، والأمة العربية. وقوة يُحسب لها حساب في سوق القوميات الأممية ؟!
ذهب صدّام واحتفلت الناس على أبراج الدبابات، ألا لعنَ الله أمةٍ ترقص طرباً لغزو مُستعمِر لبلادها. واليوم يرقص الليبيون. وغداً يبكون كما بكى العراقيون من قبلهم. إنها تحصل فقط في سوق الدعارة السياسي العربي. أن يطلب حثالة من الناس من مستعمِر أن يدخل بلاده ويقضي على حاكمها مهما كثرت مظالم هذا الحاكم، فهي مهما عظمُت تبقى أهون بكثير من شرّ الإستعمار وكوارثه.؟!
دور من غداً، دور من، في أمةِ مستباحة؟ دور من في أمةِ تهوى لعق أحذية غازيها!! دور من في أمةٍ يمتهن بعض أبنائها ممارسة الدعارة السياسية، فيعملون على ادارة خلفياتهم لغازِ اعتاد حرقهم وحرق ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم، نعم ادارة مؤخراتهم لهذا الغازي، لإستباحتها..!! نعم لإستباحتها على قذارتها. ومن ثمَّ يقيبضون أثمان بغاؤهم. ألم يتعلموا من دروس التاريخ بأنَّ هؤلاء هم حثالة القوم، ووسخ التاريخ وقذارته، وهم سينتهون إلى مزابل التاريخ خلال وقت قصير من ذهاب الوطن. لماذا لأنَّ لا أحد يحتمل عفونتهم ورائحة قذاراتهم التي أزكت أنوف البشر. هذه عناوين ومفاتيح لبيوت الدعارة العربية التي كثرت في الآونة الأخيرة. من جاء بهذا الديكتاتور أو ذاك؟ أليست هذه القوى ؟ أليست هي من دعمَ وعزز وأسّس لأنظمة الدكتاتورية العاتية، أليست هي من سكت عن هؤلاء عندما كانوا يقمعون شعوبهم؟ اليوم يتباكون على ماذا؟ علينا على الشعب العربي؟! هل يُعقل أن يصدقَ احدُ هذا؟ هل يُعقل أن تفعل إسرائيل ما تفعل وهي التي زرعوها في المنطقة لضرب أي مشروع نهضوي عربي يرقى إلى مستوى الحداثة ومضاهاة الأمم الأخرى بالصناعة والتجارة، وبالتالي استنزاق الأمة العربية قاطبة بصراعاتها مع هذا الكيان الحقير الذي يُسمى إسرائيل ؟! أليست هي الجزء الأكبر والأعظم الذي تسبب بكوارثنا ومصائبنا؟
عراق الأمس، عراق الحجاج بن يوسف الثقفي كان أفضل من عراق اليوم، وربما تكون ليبيا الأمس أفضل من ليبيا بعد سقوط القذافي على يد الناتو وعملائه من أصحاب بيوت الدعارة المنتشرة على طول العالم العربي. نحن نقدّم الدماء والضحايا، وهم يقومون بالتخطيط، واعطاء التعليمات الاستراتيجية لبناء وطن الغد، إن كان قد بقي هناك من وطن !!
قضية واحدة يغفل عنها الكثيرون، هي مسئولية مفكرو هذه الأمة الخرٍبة، هذه الأمة المتعفنة بقذاراتها. تتمثل تلك القضية بأن لا ديمقراطية في العالم العربي ناجزة قبل انجاز مشروع النهضة، النهضة الصناعية والحداثوية والزراعية والثقافية. ليست الديمقراطية هي في تبديل حسني مبارك، أو في تبديل معمر القذافي أو بشار الأسد أو غيره، إنها فعل، وعمل، وتراكم، وثقافة، ووعي، وتربية، وسلوك، ومنهج، ومفهوم، ومراكمات ثقافية وتربوية في البنى العقلية والتربوية والسلوكية للبشر. وهذه العوامل كلّها لايُمكن توفرها بمجرد ذهاب هذا الرئيس أو ذاك، أو هذا الملك أو آخر هناك. إنها ترتبط بعلاقات الانتاج المجتمعية، والبنى السلوكية للبشر، وطالما أنَّ هذه البُنى لم تخرج من سلوكياتها الرَعوية، وأنماط الانتاج الزراعية الأولى، وثقافة القبيلة، وانتماءات العشيرة، وقدسية النص والموروث الديني، فستبقى أي تجربة ديمقراطية هي نموذجاً لبنانياًُ أو عراقياً بأحسن أحوالها. أفلا يكون بذلك، اصلاح مأمول وممنهج، أفضل حالاً من بيت للدعارة السياسية يعمل على بناؤه بعض حثالات سوريا في الخارج. من يكون الأفضل ؟!!


كاتب سوري



#عماد_يوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا يا حبيبتي ؟ سأترك الحديث في السياسة ( 1& 2)
- حزب البعث العربي الاشتراكي -بين النظرية والتطبيق-
- مزايدة علنية بالظرف الجماهيري المفتوح
- سوريا؛ ونزعات السياسة والنفاق
- المعارضة السورية، واحتجاجات الأشهر الثلاث ؟
- سوريا وإرهاصات الأزمة الطائفية ؟!
- إلى أصحاب الرهان الخاسر
- مملكة للصمت
- سوريا؛ آخر المعاقل العلمانية..؟
- -الشرط المجتمعي السوري للتغيير- لم ينضج بعد!
- ممنوع من السفر
- واقع التغيير السياسي العربي
- سقوط مفهوم النخب السياسية العربية
- دعاء إلى الفيس بوك والتويتر
- العمل الحزبي العربي وآفاقه النضالية
- مفهوم الاستلاب العقلي، الفكري والثقافي رؤيا في نهج الاستلاب
- الرفاق الطيبيين أسرة الحوار المتمدن
- ما بعد شافيز وموراليس وأورتيغا ؟؟
- حرب أكتوبر والحرب السادسة - العرب بين الحربين -
- اليسار العالمي يولد من جديد ...؟!


المزيد.....




- البنتاغون يؤكد استمرار مراجعة المساعدات العسكرية لأوكرانيا ب ...
- بعد حديث ترامب عن إعادة برنامج طهران النووي عقوداً للوراء، - ...
- يديعوت أحرونوت: مجموعات مسلحة تعمل ضد حماس مع عصابة أبو الشب ...
- إيران تعلق تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتنديد د ...
- مقتل جندي إسرائيلي وإصابة آخرين في كمين مركب بحي الشجاعية
- وباء الحمى الشوكية يضرب أطفال مخيمات غزة الشمالية
- تحقيق لأسوشيتدبرس: المتعاقدون الأميركيون بغزة يستخدمون الذخي ...
- منظمة أممية: طفل يقتل أو يشوّه بالشرق الأوسط كل 15 دقيقة
- وصول سفينة إماراتية جديدة تحمل 2500 طن من المساعدات إلى غزة ...
- قد تهلك الجسم.. 5 خرافات عن الماء


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد يوسف - العرب وسوق العهر السياسي