أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عماد يوسف - -الشرط المجتمعي السوري للتغيير- لم ينضج بعد!















المزيد.....

-الشرط المجتمعي السوري للتغيير- لم ينضج بعد!


عماد يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3321 - 2011 / 3 / 30 - 18:05
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


"الشرط المجتمعي السوري للتغيير"
لم ينضج بعد!
كانت بداية السبعينيات من حكم الرئيس الراحل حافظ الأسد عقب قيام حركته التصحيحية، امتداداً متقارباً للخارطة السياسية السورية التي كانت سائدة في الخمسينيات وبداية الستينيات من القرن الماضي حتى جاء الإخوان المسلمين بحراكهم العسكري ضد هذا النظام. حين بدؤوا باغتيال رموزاً فيه، والقيام بتفجيرات في سوريا. كان أكثرها إيلاماً مشهد مذبحة كلية المدفعية في حلب على يد النقيب ابراهيم اليوسف أحد ضباطها. ذهب ضحية تلك المجزرة عشرات طلاب الضباط، وشكلت بأسلوبها هزّة مخيفة للنظام آنذاك من خلال قدرة هذا التيار على اختراق حصونه المختلفة في ذلك الزمن! في عام 1982 طفح كيل السلطة وقررت الرد بالقمع العاري على الإخوان في معقلهم في مدينة حماة، وكانت النتيجة أحداثاً أدمت ذاكرة التاريخ السوري المعاصر!
خلال هذه المرحلة التي امتدت ما يقارب الإثني عشر عاماً، كان الشيوعيون والتيارات القومية الأخرى المناوئة للنظام البعثي السوري قد أطلقت اشارات تضامنية مع تيار الإخوان الذي يواجه السلطة بهدف اسقاطها. ولو أن هذه الإشارات كانت تكتيكية بالنسبة لأغلبية هذه التيارات، إلاّ أنها فتحت باب الإعتقال لكل ما له علاقة برأي، أو حراك سياسي في سوريا، وكانت النتيجة أن وجه النظام كل قوته لقمع المعارضة قمعاً عارياً ومكشوفاً. فزجّى أغلبها في المعتقلات، وطارد رموزها، ودمّر كل نشاط لها، حتى أنه سنَّ قانون إعدام بحق كل من يثبت إنتمائه إلى الإخوان المسلمين ومازال سارياً حتى اليوم. ويمكن توصيف تلك المرحلة بأنها شكلّت ما ُيسمى " بالرهاب السياسي" في سوريا إلى عقود قادمة ..!
في الضفة الأخرى للمتوسط، كانت مصر أكبر بلد عربي تنوء تحت ثقل استحقاقات سياسية كثيرة على خلفية توقيع اتفاقية كامب ديفيد، وكانت مطالب التعددية السياسية وقوانين الأحزاب، ومبادىء حقوق الإنسان وإلغاء قانون الطوارىء، " ألغاه السادات، ثم أعاد الرئيس مبارك العمل به بعد عام ونصف"، من ضرورات المرحلة التي شكلّت بداية بعض الانفراجات على مستوى الشأن العام في مصر. انفتاح اقتصادي، خطط تنموية حديثة، مدنية معاصرة، وبعض تباشير نهضة متواضعة. استمرت تلك الفترة ما يقارب العشر سنوات حتى بدأ الرئيس حسني مبارك الالتفاف على تلك المكتسبات وتوظيفها لخدمة مصالحه والتأسيس لنظام قمعي شمولي بمظلّة الحزب الوطني الذي اخترق كل تفاصيل الحياة وأشكالها المجتمعية وذلك إلى مرحلة ما بعد العام 2000. وقد ساهمت بعض الفصائل الأصولية في اعطاء المسّوغ للسلطة في احكام قبضتها الحديدية على كل مفاصل الحياة ، بسبب التفجيرات وعمليات الإغتيال التي كانت تمارسها جماعة الإخوان المسلمين!
عندما كانت مصر تشهد هذه التبدلات، كانت سوريا ما قبل العام 2000 تعيش رتابة سياسية وركود اقتصادي وانعدام فرص تنمية، ومشاكل أخرى لا طائل لها. ما أدى إلى ظهور بوادر نقمة شعبية كبيرة، وشهدت البلاد نسبة كبيرة جداً من الهجرات إلى الخارج وشللاً كبيراً في الحياة السياسية المعارضة، وكانت الفرصة حينها " ربما" مهيئة لأي استجابة للتغيير لوالتوفر الشرط لذلك!" ولكن القدر كان أسرع باختراق الحصن السوري المنيع بوفاة الرئيس حافظ الأسد في 10 يونيو 2000.
عاش السوريون خوفاً مهولاً من انعدام توفر البديل السياسي لبلد تم تفريغها من أي حراك معارض أو موالي خلال ثلاثين عاماً، وتمنى الجميع من شمال القامشلي إلى جنوب السويداء أن يأتي من يشاء، على أن لا تقع البلاد في أتون ارتكاسات الفراغ السياسي في منطقة خطرة مثل سوريا ومحيطها..؟! جاء الرئيس بشار الأسد، الدكتور، الشاب، إبن مدرسة حافظ الأسد الذي يعد من أمهر سياسيي الشرق الأوسط في تاريخه المعاصر، جاء في أجواء واستحقاقات لا ُيحسد عليها، فالركود الاقتصادي بلغ أوجه. استحقاقات اقليمية معلّقة عصيّة على الحل أهمها اتفاق السلام، ثم في العام 2003 الغزو الأمريكي للعراق؟! وهنا لم يعد الأمر مجرد لعبة بلياردو، فأمريكا على الحدود الشرقية لمسافة 650 كيلومتراً، مضافاً إلى كل هذا، الملّف اللبناني الشائك..؟!
طرح الرئيس بشارخطابه حول الرأي والرأي الآخر عند تسلمه السلطة في يوليو 2000، فاستبشر به المثقفون السوريون في الوقت الذي كان الشعب السوري ينفض عنه غبار الجوع والفقر، والحرمان من تقنيات العالم المعاصر، والسيارات وحياة الرفاهية البسيطة التي افتقدها خلال عقود، وكانت حكراً على أبناء المسئولين والمتزّلفين. َرحَّب المثقف السوري النخبوي بالخطاب السياسي ومصطلحات الديمقراطية والرأي الآخر، والتي لا يعرفها المواطن السوري العادي الذي ابتهج بالاصلاح الاقتصادي، وبعض الزيادات في الرواتب والأجور، بعض المشاريع التنموية، بعض الوظائف وخاصة في قطاع التربية للجامعيين" من دون واسطة" وذلك ما لم يكن يعرفه السوريون سابقاً..؟!
إن التغيير الشامل يتطلب وعي جمعي جماهيري عام، وهذا بدوره يحتاج إلى أدوات لم تتوفر للمجتمع السوري بعد؟! أمّا الحراك النخبوي الذي أطلقته لجان المجتمع المدني في سوريا في العام 2000 ابتداءً ببيان 99 وأنتهاءً ببيان الألف، فقد تم وأده في المهد في أكتوبر العام 2005 بعد توقيع إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي. تللك المنابر كانت" على تواضعها" مهيأة لإحداث تغيير ما في العقل المجتمعي السوري! وقد تنبهت السلطة السورية لهذا الخطر فداهمته وسدّت طريقه بكل الوسائل المتاحة لها، رابطة نشاط هؤلاء بقدوم المشروع الأمريكي للمنطقة وتأجج نيران التوتر على الساحة اللبنانية بعد اغتيال الشخصية السياسية الأبرز فيه رفيق الحريري في 14 فبراير2005. ومع غياب أية أدوات ممكنة لتطوير الوعي الجمعي العام في سوريا على غرار مصر من خلال أدوات التواصل الاجتماعي الألكترونية وغيرها، من صحف معارضة ومجلات ومؤسسات مجتمع مدني كلها يفتقدها المجتمع السوري! مع افتراض أن تباشير التغييرفي مصر كانت في العام 2002 مع انبثاق حركة كفاية التي ساهمت في نشر الوعي العام، ما يفتقده المجتمع السوري أيضاً وبحاجة ماّسة له. مع غياب هذه الأدوات نجد أن الوعي السياسي لدى غالبية الشعب السوري، وخاصة فئة الشباب مازال متواضعاً قياساً بما وصلت إليه الأمور في تونس، أو مصر .؟!
باختصار؛ يمكن القول بأن -غالبية الشعب- السوري لم يفقد أمله من رئيسه الشاب، ولو أن الأوضاع في سوريا لا تختلف كثيراً عن باقي المنظومات العربية،" بإستثناء ما يتعلق منها بقضية الصراع مع إسرائيل"، ، لذلك نجد أننا على الأرجح سننتظر إمّا اصلاحاً تاريخياً يقوده الرئيس بشار نفسه؟! وإمّا انتظار سنوات أخرى حتى تكتمل شروط وأدوات الحامل الاجتماعي السوري لمشروع التغيير. وهذا سؤال برسم الزمن القادم ؟؟!



#عماد_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ممنوع من السفر
- واقع التغيير السياسي العربي
- سقوط مفهوم النخب السياسية العربية
- دعاء إلى الفيس بوك والتويتر
- العمل الحزبي العربي وآفاقه النضالية
- مفهوم الاستلاب العقلي، الفكري والثقافي رؤيا في نهج الاستلاب
- الرفاق الطيبيين أسرة الحوار المتمدن
- ما بعد شافيز وموراليس وأورتيغا ؟؟
- حرب أكتوبر والحرب السادسة - العرب بين الحربين -
- اليسار العالمي يولد من جديد ...؟!
- هل يمكن التعايش مع إسرائيل حقاً ؟!
- بعيداً عن ما يسمى بالإنتماء الوطني والقومي...!
- آن الأوان لإزاحة الأقنعة عن الوجوه..
- الإخوان المسلمين والشرط المجتمعي السوري
- العالم يتجه إلى الدمار تحت راية الأصولية الدينية
- عندما تخطىء السياسة الأمريكية في قراءة الشرق الأوسط
- عندما تقوم بعض أطراف المعارضة السورية بتعرية ذاتها
- تحرير الأرض أم تحرير العقل - قطاع غزة بين الصحوة والحلم ..!
- صراع أمريكا وسوريا في الشرق الأوسط - من يحارب من - ؟
- هكذا تموت الإبتسامة في وطني - إلى منتدى جمال الأتاسي -


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عماد يوسف - -الشرط المجتمعي السوري للتغيير- لم ينضج بعد!