أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد يوسف - المعارضة السورية، واحتجاجات الأشهر الثلاث ؟














المزيد.....

المعارضة السورية، واحتجاجات الأشهر الثلاث ؟


عماد يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3395 - 2011 / 6 / 13 - 14:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثلاثة أشهر على عمر الاحتجاجات، لا صدى مدّوي في عموم الشارع السوري، مظاهرات هنا وهناك لا ترقَ إلى مصطلح ثورة عاّمة وفاعلة تشكّل ضغطاً حقيقياً بالمعنى المفصلي للنظام.! ما زال الجزء الأكبر من الشارع والذي يمثّل أكثر من ثمانين بالمئة من الشعب السوري مقارنة بمن يخرجون للتظاهر، مازال هذا الجزء قابعاً في البيوت، يأبى المشاركة، وربما لو كان الظرف الأمني يسمح لخرجوا للتنديد بما يحصل من بعض الشرائح في الاحتجاجات التي تستخدم العنف والقتل الممنهج والتمثيل بالجثث، أو ربّما أعلنت هذه الأغلبية الصامتة تأييدها للنظام الذي يمهد لاصلاحات شاملة وقد نفذ جزءاً منها. فالمعادلة بالنسبة لهؤلاء غير محمودة العواقب أو النتائج، لجهة فقدان وجود معارضة سياسية واضحة التوجه والبرنامج الشمولي صاحبة مشروع التغيير السياسي الشامل. فحتى الآن لم ترَ هذه الأغلبية سوى مظاهر احتجاجات شعبية ضبابية، اختلط فيها السياسي والعنفي والمطلبي. وكل ما لديها هو شعارات تبدأ من الحرّية وتنتهي بإسقاط النظام. كما أنَّ الأخطاء التي رافقت هذه الاحتجاجات، من شعارات طائفية في بعضها، وخروجها من المساجد لتعكس انطباعاً دينياً مذهبياً على الحراك، ولو كانت الحقيقة غير ذلك، وممارسة أعمال تخريب مؤسسات وقتل مدنيين من قبل البعض في بعض المناطق مختلفين في الطائفة أو الدين، وقتل عناصر الجيش وضباطه، كل ذلك، قد دفعَ الكثيرين من الطوائف الأخرى التي لم تعد تشكّل أقلّية في سوريا، بل تشكّل ما يقارب نصف المجتمع السوري مجتمعة، من مسيحيين وطوائف اسلامية وأكراد، لاسترجاع واستحضار الدرس العراقي والليبي واليمني، وإلى الإحجام عن المشاركة في هذا الحراك. وهناك عامل آخر شديد الأهمية والتأثير وهو أنَّ القسم الأكبر من الشعب السوري بات اليوم على قناعة كبيرة بأنَّ هناك فعلاً مؤامرة خارجية كبيرة تشترك في كل هذه التحوّلات، وقد استند في ذلك على إثباتات وشهادات موضوعية من آخرين حياديين. مثل غسان بن جدّو الإعلامي المعروف. وهيثم منّاع الذي قال بأن هناك من طلب منه ادخال أسلحة إلى سوريا، ومقابر الجيش والأمن، وعناصرهم التي تُقتل في مناطق كثيرة. وغير ذلك من اعترافات لأطراف من قادة الاحتجاجات، كالصياصنة مثلاً. ثم مؤتمر انطاليا الموجه علانية وبوضوح من قبل الدول الغربية وبدعم أميركي ليشكّل جعجعة إعلامية تهز ضمير المواطن السوري، وما اختلاف أطياف المعارضة السورية حول هذا المؤتمر ومقاطعة بعضهم له سوى دلائل إضافية ضمّها الشعب السوري إلى سلّة الأدلّة التي باتت بالنسبة له واضحة كالشمس. وانَّ تيار الإخوان المسلمين في سوريا هو صاحب الحجر في ميزان معاييرهم التي يقيسون بها الحراك، وهذا التيار ليس له حامل سوسيولوجي عريض لدى غالبية الشعب السوري. وهذا بالتأكيد لا يشكّل منهجية عمل سياسي يمكن له أن يملأ فراغاً سياسياً كبيراً مدّويا في بلد مثل سوريا بتعقيداتها المجتمعية الفسيفسائية، وملّفاتها الإقليمية الساخنة التي تشغل بال أعظم القوى العالمية، حتى أنَّ هذه الملّفات تشغل حيزاً كبيراً من تأثيرات الحملات الانتخابية لهذه الدول؟!
إنَّ قلّة الدراية لدى هؤلاء الذين يحرّكون هذه الاحتجاجات التي بدأ عضها يأخذ طابع التمرّد المسلّح على نظام الدولة والمجتمع، تعكس قصور الرؤيا السياسية التي يتمتعون بها. فحتى اليوم لا يتجاوز هذا الحراك مفهوم الاحتجاجات المطلبية أو التظاهرات الشعبية. هذا إذا استثنينا الشريحة المسلّحة التي تمارس العنف المسلح، وتحرق المؤسسات وتدمر الطرق والبنى التحتية، ويعتبر التصدي لهذه الفئة مشروعاً عند الجميع، نظاماً، وشعباً، وحتى المجتمع الدولي لا يستطيع أن يدافع عن قمعها. وحتى لو وصلت هذه الشرائح جميعها إلى المطالبة بإسقاط النظام، لكنها تبقى فئوية، وتمثيلها في الشارع لا يتجاوز بعض المناطق والبلدات في سوريا التي لا تمثل ربع سكان سوريا أو أقل حتى ..؟
بعد ثلاثة أشهر، نجد أنَّ مؤسسات الحكم والنظام في سوريا تزداد قوة وتماسكاً. لا استقالات ظهرت، لا فردية ولا جماعية من مؤسسات السلطة. المؤسسة العسكرية تُظهر تماسكاً مع المؤسسة الأمنية ووزارة الداخلية بإمكانياتها الضخمة هي صنو الجيش في تصديه للعناصر المسلّحة. والمجتمع بغالبيته بدأ بالالتفاف باتجاه النظام، بدلاً من العكس. وليس هذا وحسب بل وأيضاً الكثيرين من كوادر المعارضة في سوريا غيرت اتجاهها، لتفضّل توجيه سفينتها إلى شاطئ الأمان السوري بدلاً من المجهول القادم من الخارج. وحتى اليوم والحراك في الشارع مازال هو نفسه، لا بل هو تناقص في مناطق، واختفى في مناطق أخرى، وبدأ في مناطق جديدة. وهذا يؤدي إلى تشرذم هذه القوى بالرغم من كل حملات التجييش والتحشيد الخطيرة التي تبثّها أكثر من عشرة محطات فضائية ضد سوريا، وبرغم المتاجرة بدماء الأطفال، والقتلى بطريقة توحي بأنَّ من فعل ذلك ربّما أطراف أخرى غير الأمن بحسب ما يتهمونه به، وذلك لغاية توظيفها في حملتها الدعائية هذه؟!
عبر هذه القراءة السريعة نرى أنه قد آن الأوان للوقوف على محطة تأمل لبعض الوقت ومراجعة الذات من أجل إيجاد مخارج سياسية حقيقية، عبر التفاوض، أو عبر المظاهرات السلمية الشعبية التي يمكن أن يشارك فيها كل شرائح المجتمع السوري بكل طوائفه وانتماءاته، فيما إذا تغيرت الطروحات من إسقاط نظام إلى إصلاحات جذرية شاملة، وفيما إذا اختفت الشعارات الداعية إلى الفتنة وحرق البلاد طائفياً، كما أنَّ رمز يوم الجمعة وصَلاتها، والخروج بعدها من الجوامع لا يمثّل بحال من الأحوال شريحة واسعة من المجتمع السوري التي تشكّل مفصل وأداة أي تغيير محتمل، فهل لنداء كهذا صدى لدى أولئك المجهولين الذين يحرّكون الشارع تارةَ هنا، وساعة هناك..؟!
كاتب سوري



#عماد_يوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا وإرهاصات الأزمة الطائفية ؟!
- إلى أصحاب الرهان الخاسر
- مملكة للصمت
- سوريا؛ آخر المعاقل العلمانية..؟
- -الشرط المجتمعي السوري للتغيير- لم ينضج بعد!
- ممنوع من السفر
- واقع التغيير السياسي العربي
- سقوط مفهوم النخب السياسية العربية
- دعاء إلى الفيس بوك والتويتر
- العمل الحزبي العربي وآفاقه النضالية
- مفهوم الاستلاب العقلي، الفكري والثقافي رؤيا في نهج الاستلاب
- الرفاق الطيبيين أسرة الحوار المتمدن
- ما بعد شافيز وموراليس وأورتيغا ؟؟
- حرب أكتوبر والحرب السادسة - العرب بين الحربين -
- اليسار العالمي يولد من جديد ...؟!
- هل يمكن التعايش مع إسرائيل حقاً ؟!
- بعيداً عن ما يسمى بالإنتماء الوطني والقومي...!
- آن الأوان لإزاحة الأقنعة عن الوجوه..
- الإخوان المسلمين والشرط المجتمعي السوري
- العالم يتجه إلى الدمار تحت راية الأصولية الدينية


المزيد.....




- شاهد.. أب يقفز في المحيط لإنقاذ ابنته بعد سقوطها من سفينة سي ...
- تُعاني من فرط الحركة؟ هكذا تواجه صعوبات النوم
- انتبه للصيف.. تعقيم مكيف السيارة يحافظ على صحة الركاب
- تونس.. العثور على جثة طفلة جرفتها الأمواج من بين ذويها
- المغرب: استئنافية الرباط تؤيد الحكم بسجن الصحفي حميد المهداو ...
- مجموعة السبع تدعو إلى استئناف المحادثات بشأن نووي إيران
- -مهددة بفقدان البصر-.. الشرطة الأسترالية تعتدي على محامية خل ...
- ترحيب أممي بتسوية أوضاع 2400 من عديمي الجنسية في مالي
- الجوع يهدد 4 ملايين لاجئ سوداني في دول الجوار
- السيسي: لا سلام في المنطقة دون دولة فلسطينية على حدود 67


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد يوسف - المعارضة السورية، واحتجاجات الأشهر الثلاث ؟