أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد يوسف - الصراع على سوريا عبر الاحتجاجات الفئوية .؟!















المزيد.....

الصراع على سوريا عبر الاحتجاجات الفئوية .؟!


عماد يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3480 - 2011 / 9 / 8 - 16:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس الحراك السوري، والاحتجاجات القائمة تحت مظلّته هو انعكاس لصراع داخلي فقط بين سلطة مستبّدة، و شريحة كبيرة من السوريين تسعى إلى تغيير هذا الواقع الذي تجاوزه الزمن ولم يعد يصلح لمنظورات المستقبل. إلاّ أنَّ، موقع سوريا الجيوسايسي، وأوراقها الإقليمية التي رسمتها من تحالفات، وتشابكات اقليمية " ايران- لبنان، حزب الله، وحماس، والعراق وغيره "، جعلتها لاعباً رئيساً قي المنطقة، تُمسك خيوط اللعبة السياسية من كل جوانبها. لاشك أنَّ الواقع السوري كان مهياُ لاستنهاض قوى تسعى إلى محاولة تغيير نظام الحكم، وكانت تتحين الفرصة لفرض التغيير المنشود لمصلحة شريحة من السوريين تُطالب بالتغيير، ولمصلحة شرائح سياسية متنوعة تسعى إلى السلطة في اطار مشاريع عديدة تطرح نفسها على الواقع المحلي والإقليمي. يقوّي ويعزز صراع هذه المشاريع، صراعُ قوى دولية كبرى ترتبط هنا وهناك بمصالح وامتيازات، ووجود كوني فاعل يعزز نمو هذه القوى ويسعى إلى تصدير أزماتها وتوسعها إلى الخارج القريب والبعيد. يبدأ ذلك بالصين ولا ينتهي عند الهند وروسيا وأوروبا وأمريكا وغيرها من مراكز قوة عالمية.
إذاّ، تبقى سوريا هي بيضة القبان في المنطقة، من يحكمها يسيطر على المنطقة وما حولها، ومن يخسرها يحتاج الكثير من الجهد للسيطرة على المنطقة، وهذا بالمعنى السياسي بالدرجة الأولى. بمعنى أن سوريا قد لا تؤثر على مصالح اقتصادية لدول غربية في الأردن ( مثلاً)، ولكنها تستطيع التأثير بقوة على حلف سياسي، أو مشروع اقليمي سياسي، وهذا ما فعلته في العراق في كبحها للمشروع الأمريكي في المنطقة، وهذا ما فعلته في فلسطين في منعها من تمييع القضية الفلسطينية وتقويضها وتسويتها بالهزيمة، وهذا ما حصل أيضاً في لبنان من خلال سدّ الطريق على السيادة الأمريكية على القسم الأكبر منه، ومنع الوهابية السعودية من السيطرة على قرار الحكم فيه وافشال مآربها.
يلوحُ في الأفق صراع جديد بين شرق وغرب، يتجلى الأول في روسيا والصين والهند، ويتجسد الثاني بأمريكا وأوروبا وحلقاؤهم. والصراع الآخر هو الصراع المذهبي بين المدّ الشيعي والمدّ السني الوهابي. وهذا اقليمياً. أمّا محلياً فيتجلى الصراع تحت عناوين كثيرة يتداخل فيها؛ الصراع بين التيارات القومية والتيارات الليبرالية، التيارات المدنية الديمقراطية والتيارات الاستبدادية ذات اللون والإيديولوجية الواحدة. والصراع على السلطة بين متشبثين بها، وبين طامحين لها، وهناك الصراع الطائفي المذهبي الذي يقوم بين الطائفتين الإسلاميتين الأكبر في سوريا، تُدعم إحداها من السعودية وتركيا، وتُدعم الأخرى من ايران والمقاومة في لبنان، والحق يُقال بأن هذا الدعم من ايران لا يأتي بسبب ديني، بقدر ما هو تحالف ايديولوجي استراتيجي ضدّ الأميركان والمشروع الصهيوني ومشاريع الانهزامية العربية في المنطقة. متمثلة بقطر والسعودية والأردن، وتركيا كراعِ لهذا المد الإسلامي المتصالح مع القوى الليبرالية العالمية، والذي يتخاصم مع قوى مثل الصين وروسيا لاعتبارات كثيرة. ثم هناك الصراع بين التيارات العلمانية والتيارات الدينية في سوريا، ممثلة بالإخوان المسلمين والتيارات الأصولية الوهابية والسلفية والتي لها حوامل اجتماعية لايُستهان بها على الأرض. ثمَّ هناك التيار القومي الذي يتصارع مع تيار عولمي معاصر يتماهى مع ارهاصات العصر وضياع الهُوية، وفقدان ثقافة الشعوب واستلابها باتجاه منظومة العولمة التي ترنحت لسنوات خلت، وتحاول النهوض بشراسة اليوم لتعوّض ما فقدته من موقعها، ولتصدّر أزماتها التي أرهقتها، وتهدد كيانها كلّه بالوجود على حساب يسار عالمي بدأ يتنامى هنا وهناك " الاحتجاجات الفرنسية منذ ثلاثة أعوام، الاحتجاجات البريطانية، أزمات الرهن العقاري، وغيرها" ويهدد كيانها وسيرورتها التاريخية. وهناك صراع آخر في سوريا ويتجلى في شرائح كبيرة من الشارع السوري تٌقارع وتناهض المشروع الصهيوني وترفض إسرائيل، وبين تيارات تسعى للصلح معها وانهاء كل حالات الصراع القائمة حتى لو كان على حسابهم وحساب أوطانهم، على الطريقة الأردنية والمصرية والقطرية. كل هذه الصراعات تُرخي بذيولها على الواقع السوري الحالي. وكل هذه الصراعات لم تجد لها منفذاً سوى تلك الاحتجاجات التي بدأت صغيرة، وكبرت مثل كرة الثلج، ثم انكقأ بعضها، ثم تحولت إلى بعض البؤر المسلحة، ثمَ عملت القوى المتصارعة في المنطقة وفي العالم على ركوبها والولوج من خلالها إلى عمق الواقع السوري الذي كان عصياً على الاختراق لسنوات قليلة خلَت.
كل المشاريع سالفة الذكر، لها حوامل اجتماعية قد تضيق وتتسع بحسب قدرة هذا أو ذاك من أطراف الصراع على توظيف كوادره وأمواله في هذا الجزء أو ذاك. لكنَّ الأكثر ملاحظة ودقة، هو أن الحامل الاجتماعي الأعرض هو للسطلة، لذلك نجد أن الأغلبية الساحقة في سوريا مازالت مع مشروع السلطة الاصلاحي وهذا لأسباب كثيرة، أهمها، هو قئوية الحراك وطغيان التيار الديني المذهبي الأصولي عليه، مما حدا بغالبية السوريين إلى الاحجام عن المشاركة. ثانياً، ليس الوضع الاقتصادي السوري بهذا السوء الذي وصلت إليه مصر أو بعض البلدان الأخرى مما يعكس شريحة اجتماعية واسعة في سوريا تعيش حياة جيدة، بل وبدأت تباشير طبقة متوسطة تلوح في الأفق بعد الزيادات في الدخل التي أقرتها الحكومة مما انعكس جيداً على الانفاق العام لدى الناس. وثالثاً: أن السلطة القائمة هي سلطة مقاومة وممانعة وهذه حقيقة لا يستطيع نكرانها إلاّ كل جاحد ومهما حاول البعض توظيف النظرية المعاكسة عن الأمر فهذا واقع. وهذه المقاومة وعدم الصلح مع إسرائيل، ومناهضة المشروع الأمريكي في المنطقة وفي لبنان، يتلاقى بشكل كبير مع غالبية الشعب السوري ذو الإنتماء القومي العروبي الأصيل، حتى من الطائفة السنّية، ولولا التوظيف السعودي في لبنان للصراع وتعويم صورة الحريري لكان الوضع أيضاً أفضل بكثير. وهذا ما يدعم وجود هذه السلطة ويقويها. ورابعاً: هو الاصلاحات التي بدأت السلطة تقدمها، وبالرغم من عدم ارضائها للكثيرين، "ومنهم كاتب هذه السطور "، ولكن الحقيقة أنها أرضت شريحة واسعة جداً من الشعب السوري الذي يُراهن على شخص الرئيس بشار الأسد كرئيس اصلاحي قادر على تحقيق النقلة النوعية لسوريا باتجاه الحداثة المنشودة. وخامساً: غالبية السوريين لديه حساسية رهيبة ضد اي خارج بكل أنواعه، لذلك نجد أنه يقبل بالممكن على حساب وجوده وكرامته، على أن لا يأتي خارج ما يحرق له وطنه الذي يسكن في قلب كل سوري بشكل متجذر لايستطيع أحد أن يزحزح مكانته لديه..؟!

كاتب سوري



#عماد_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحراك السوري، والارتكاسات المذهبية المضّادة.؟!
- العرب وسوق العهر السياسي
- سوريا يا حبيبتي ؟ سأترك الحديث في السياسة ( 1& 2)
- حزب البعث العربي الاشتراكي -بين النظرية والتطبيق-
- مزايدة علنية بالظرف الجماهيري المفتوح
- سوريا؛ ونزعات السياسة والنفاق
- المعارضة السورية، واحتجاجات الأشهر الثلاث ؟
- سوريا وإرهاصات الأزمة الطائفية ؟!
- إلى أصحاب الرهان الخاسر
- مملكة للصمت
- سوريا؛ آخر المعاقل العلمانية..؟
- -الشرط المجتمعي السوري للتغيير- لم ينضج بعد!
- ممنوع من السفر
- واقع التغيير السياسي العربي
- سقوط مفهوم النخب السياسية العربية
- دعاء إلى الفيس بوك والتويتر
- العمل الحزبي العربي وآفاقه النضالية
- مفهوم الاستلاب العقلي، الفكري والثقافي رؤيا في نهج الاستلاب
- الرفاق الطيبيين أسرة الحوار المتمدن
- ما بعد شافيز وموراليس وأورتيغا ؟؟


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد يوسف - الصراع على سوريا عبر الاحتجاجات الفئوية .؟!