أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - طريف سردست - من الله الى الكمبيوتر















المزيد.....

من الله الى الكمبيوتر


طريف سردست

الحوار المتمدن-العدد: 3607 - 2012 / 1 / 14 - 16:45
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


من الله الى الكمبيوتر

اينشتاين كان يشعر بعدم الارتياح لكون العالم يعطي الامكانية لوصفه بالمعادلات الرياضية. غير ان الفيلسوف Nick Boström يجد ان ذلك يدلل على ان الكون جرى صنعه من قبل كمبيوتر يستخدم برنامج قائم على الرياضيات والمعادلات البسيطة. فهل العالم الفيزيائي نتيجة لطبيعته ام بسبب خالق إله ام مُبرمج؟

القول ان الكون نتاج computer simulation (محاكاة بالكمبيوتر) سيرفضه غالبية العلماء ويعتبروه هراء. غير انه يوجد بضعة علماء يعتقدون بجدية ان العالم وهم كمبيوتري. ويدعون انه عثروا على مؤشرات تدلل ان العالم الفيزيائي انتاج كمبيوتر

لربما نتذكر الفيلم The matrix, والحلقة الثانية منه والتي تسمى Matrix Reloaded, وتدور عن ان البشر يعيشون في virtual universe, (عالم افتراضي) جرى انتاجه بالمحاكاة الكمبيوترية. فكرة الفيلم تعبر عنها الفكرة الفلسفية في السؤال التالي:
هل تعيش في عالم حقيقي ام اصطناعي؟
الفكرة ليست بالجديدة، إذ منذ عصر الفلاسفة الاغريق كانت البشرية تتسائل فيما إذا كان العالم حقيقي ام وهم خلقه خيالنا. في الهندوسية والفلسفة الشرقية يأخذ الامر ابعادا اكبر إذ يسعى الانسان للاتحاد مع الفكرة الاصلية التي يكون الانسان جزء منها.

غالبية الناس يحاولون التخلص من مثل هذه الافكار غير انه يوجد باحثين يعملون بكل جدية على التحقق من هذه الفكرة. الفرضية الاستفزازية التي يضعونها تقول ان العالم بأسره عبارة عن برنامج يتحكم فيه كمبيوتر هائل.

البراهين على هذه الفرضية توجد في كل شئ حولنا. العالم الفيزيائي يمكن وصفه بإستخدام ارقام صغيرة ومعادلات بسيطة، وهذا بالذات الذي يجعله عالم ظاهري، يتطابق مع عوالم المحاكاة الكمبيوترية.

نلاحظ مثلا ان جميع المكونات البيلوجية والكيمائية المعقدة تقوم على اقل من مئة عنصر اساسي، وجميعها تتكون من بنية الالكترون والبروتون والنيترون. وهذه المكونات الثلاثة يمسكهم اربعة قوى وفقط الجاذبية الارضية نشعر بها مباشرة. وخلف هذا الكون المعقد يوجد موديل بسيط. وحسب اينشتاين فإن اكبر العقد ان الكون يسمح لنا بوصفه بمعادلات رياضية.

الفيلسوف نيك بوستروم، الذي يدافع عن فكرة ان العالم عبارة عن مجرد محاكاة كمبيوترية، عدا عن إمكانية وصف العالم بالمعادلات، يحتج بالمنطق الفلسفي. ينطلق من الافتراض ان الكمبوتر سيصل يوما ما الى مستوى يستطيع فيه محاكاة الوعي الانساني المعقد كاملا. عند الوصول الى هذا المستوى سيكون من السهل تركيب البرنامج في بيئة طبيعية تسمح له بالتطور. بذلك يكون تم خلق عالم اصطناعي. وهو يقدم ثلاثة إمكانيات لاستمرار هذا التطور.

الامكانية الاولى ان البشرية ستنقرض قبل ان نتمكن من الوصول الى هذه المحاكاة. عندها لامشكلة، إذ ذلك يعني ان الكون حقيقة.
الامكانية الثانية اننا نتمكن من تطوير هذا التكنيك ولكن نمنع استخدامه بسبب الاخطار الاخلاقية المحتملة والغير ممكن التنبوء بها. ولكن منذ متى كان الانسان يمتنع عن استخدام تكنيك جديد لاسباب اخلاقية؟
الامكانية الثالثة ةالاخيرة والاكثر احتمالا، حسب بوستروم، ان نتمكن من تطويرها ونستخدمها. وإذا تحقق ذلك فإن العوالم الافتراضية ستتزايد بسرعة. الكثير من البشر، على الاغلب، ستصبح آلهة تملك عالمها الخاص لايخاصمها فيه إله اخر حتى لايفسد ولكون لايستحق الخصام، فالعوالم الافتراضية يمكن خلقها بلا نهاية. ولكن عندما تصبح العوالم الافتراضية اكثر من العوالم الفعلية فذلك سيعني ان عالمنا، على الاغلب، افتراضي بدوره.

بصريا يبدو الكون ثابت ومادي ولكن ذلك ليس برهان على انه ليس افتراضي. هذه الثقة والقناعة القوية يمكن ان تكون ناتجة عن اننا ملتصقين بمنطق اللوغاريتم الذي يشكل ذاتنا ويجعلنا واحد مع العالم الافتراضي. فكر مثلا كيف ستقوم شخصية من شخصيات اللعبة الكمبيوترية بالتعايش مع عالمها إذا استوعبت ذلك على انه الحقيقة الفيزيائية. للاسف لانستطيع تجربة النظرية او الكشف عن الوجود للكمبيوتر الذي يديرها. هذا النوع من المعلومات لن يكون موجود في عالمنا الافتراضي. وشخصيات اللعبة الكمبيوترية، مهما اكتسبت من وعي، ايضا غير قادرة على إكتشاف ان عالمها افتراضي، اصطناعي، لان المعلومات ليست مخزنة في البرنامج .

ولكن، في هذه الحالة، من المحتمل اننا نستطيع الحصول على عينات من البراهين الضعيفة ولكن المميزة لمثل هذا الوضع. غالبية الكمبيوترات تملك في طياتها خطأ ما كما ان المُبرمِجين لايستطيعون الوقوف متفرجين بدون التتدخل في شؤون برامجهم وقتا طويلا. هذا النوع من المؤثرات سيسبب انقطاع غير منطقي ، غير لوغارتمي، في سلسلة مجرى الحوادث. بمعنى اخر ستظهر في عالمنا ظواهر غير طبيعية تتناقض وقوانين الطبيعة السارية والفعالة.

إذا وثقنا هذا النوع من الظواهر ووصلنا الى مرحلة الاعتراف بعدم وجود تفسير لها، سيعني ذلك ان الاعجازات الدينية والقدرة على التنبوء او النبوءات clairvoyance وعمليا كل شئ لاتفسير منطقي له، سيكون مؤشر على اعطال في الكمبيوتر استدعت تغيير في المكثفات او الذاكرة او تتدخلات المُبرمج لتطوير البرنامج او دفعه في اتجاه معين. إذا كان السبب الاخير هو الصحيح يجب علينا ان نتساءل ماهو الهدف من ذلك؟ هل ذلك مجرد لعبة من اجل المتعة وتضيع الوقت، عندها سيكون علينا اتباع الحذر والحذاقة والحرفية التي تمنع اخراجنا من اللعبة بسرعة. اما إذا كان ذلك برنامج لتجربة عوامل الصدامات والاوبئة فعلينا ان نكون هادئين ومتعقلين ونكتشف الوسائل التي تحييد نشوء هذه العوامل.


مُبرمج أم إله؟

وكما هو العادة تملك النظرية العديد من النقد والناقدين. يقول بعض النقاد ان الانسان على الدوام كان يفسر العالم من منظور سقفه المعرفي الثقافي. الانسان المبكر، مثلا، اخترع الله على صورته وصورة عالمه وزاد له بالقدرة ليكون قادر على الاجابة على كل الاسئلة، في حين ان الانسان اليوم، في عصر المعلومات، يحشر الكمبيوتر، الذي يشكل ثقافته الجديدة، ليصبح جزء من كل شئ، بمافيه جزء من صورة الله القديمة. وهذا الامر لايفسر لنا نشوء الكون نفسه بقدر مايخبرنا عن طبيعة تفكير الانسان في فهم العالم.

غير ان هذه النظرية يمكن ان تصبح مثيرة للاهتمام فعلا عندما يتمكن الانسان من الوصول الى برنامج قادر على محاكاة وعي الانسان.



#طريف_سردست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الربات التي انتصر عليهن الله
- الموديل الهلوغرامي: التخاطر ومعرفة الماضي والمستقبل
- الموديل الهلوجرامي: الوعي وتزامن الاحداث
- الموديل الهلوجرامي: الوعي واللاوعي
- الموديل الهلوجرامي للكون - الدماغ الهلوجرامي
- الموديل الهلوجرامي للكون - فيزياء الوهم
- حقيقة الكوارث العشرة وخروج شعب اسرائيل
- هل اسس القرآن لدونية ووضاعة الانثى في العقل الاسلامي؟
- هل يؤثر اللعان الالهي المقدس على سلوك واخلاق المسلمين؟
- التكليف بالعقل، فهل يخاطب الله العقل المعرفي؟
- شهادة ان لا إله الا الله، هل هي شهادة زور؟
- من اجل اجتثاث الاحزاب الطائفية
- حواء من الرببوية في الوثنية الى الاستلاب في الاديان 3
- حواء من الرببوية في الوثنية الى الاستلاب في الاديان الابراهي ...
- كردستان موقع نشوء الزراعة الاولى 2
- كردستان موقع نشوء الزراعة الاولى
- اسباب نشوء الالهة في الحضارة السومرية
- ماهو المقدس في القرآن؟
- التحالف بين السحرة والشيطان
- العقل البشري يسعى للايمان


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - طريف سردست - من الله الى الكمبيوتر