أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طريف سردست - شهادة ان لا إله الا الله، هل هي شهادة زور؟















المزيد.....

شهادة ان لا إله الا الله، هل هي شهادة زور؟


طريف سردست

الحوار المتمدن-العدد: 3082 - 2010 / 8 / 2 - 19:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سؤال لطالما قض مضجعي، وارغب ان اشرككم فيه، لعلنا نصل الى جواب معا:

نعلم ان الانتماء الى الاسلام اليوم يتم إما بالوراثة او بالتلفظ العلني للشهادة وامام شهود فنقول: " لا إله إلا الله، محمد رسول الله". ولكن اليس ذلك تحريض على شهادة الزور، وتحريض على قبول شهادة الزور لتبدأ رحلة الاسلام بإلغاء مكونات الفكر المنطقي؟

من يستطيع الإدعاء انه " شهد" ان لا إله إلا الله، حسب منطق الشهادة المعترف فيه عقليا وعمليا؟

و ماذا لو جاء احد وقال ان لا إله الا عشيرة او إلا بعل او رع او سين او اينكي او كامي او إيل؟
ماهو الفرق في ادلة اصحاب هذه الادعاءات لنصدق شهادتهم؟
وإذا لم يكن هناك فرق، من حيثان لااحد منهم قد شهد شهادة عين، او سمع سماع أذن، فكيف يمكن ان نصدق بإحدى الشهادات ونرفض البقية ونوصمهم بالكذب او شهادة الزور؟ ماهو المنطق الذي يعمل على اساسه مثل هذا " العقل"؟

من رأى الله حتى يشهد على وجوده عداك عن ان لا إله غيره؟

ولنفترض انك حصلت على فرصة رؤية الله، على عظم الكذبة، فهل يكفي ذلك لتشهد بعدم وجود سواه، الايعني ذلك انك كنت في مملكة الالوهية وبحثت هناك وتمعنت وتأكدت من عدم وجود سواه، ام اننا اكتفينا بتصديق ادعاء شخص ما وبنينا عليه تصوراتنا؟

من الغريب ان القرآن يحدثنا ان ابراهيم غالبه الشك، على الرغم من انه خليل الله وابو الانبياء والشعب المختار وكان يخاطب الله مباشرة، ومع ذلك لم يكفيه كل ذلك بل طالب بدليل ايضا، يخبرنا القرآن:
{وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا واعلم أن الله عزيز حكيم}
سورة البقرة آية رقم 260


الله خاطب خليله مباشرة، ومع ذلك عانى الخليل من الشك ولم يكن الصوت والنور والخطاب كافية لازالة الشك والشهادة بالالوهية فتجرأ على طلب إعجاز إضافي عيني، وذلك لم يغضب الله، بل سارع لتلبية طلبه حسب الرواية التي لاشهادة على صحة مصدرها غير القائل نفسه. فلماذا يطالبنا الله بالشهادة على العمياني تحت التهديد والوعيد والسيف على الرقاب وسوء العاقبة؟ مثل هذه المطالبة امر لاارى فيه اي مصداقية على صحة المصدر وجدارة المطالبة بالانتساب الى إله سامي.

اليس يفترض اننا احق من ابراهيم بالمطالبة ببرهان عملي لتطمئن قلوبنا وتكون الشهادة شهادة من رأى، وليس شهادة خضوع وخوف وإلغاء للعقل والمنطق، وخصوصا ان التكليف بالعقل، والعقل يطالب بالبرهان!
وهذا الامر نجد له دعما حتى في منطق النبي نفسه عندما يقول: نحن احق بالشك من ابراهيم. (راجع تفسير الطبري)

ثم كيف لنا ان نشهد ان محمد رسول الله، ونحن لم نكن موجودين عند حصوله على التفويض، وليس لنا شاهد على ذلك الا المدعي وحده. هل منكم من رأى او سمع الوحي ينزل عليه؟ هل هناك من شهد انه رأى او سمع الوحي ينزل ويختار محمد رسولا؟ كيف نشهد اذن ومع ذلك نعتبر الامر اخلاقي، ويجوز فرضه على الاخرين وادارة الامم بناء عليه؟

ان الشهادة الوحيدة على نبوية الرسول هو النبي نفسه، فهل يمكن ان نصبح شهداء على إدعاء لم نشهد اصلا له او شاهد موضوعي يشهد به؟؟ كيف تم تمرير هذا السيناريو؟

والحقيقة ان القرآن نفسه يقدم لنا مشهدا عن تعدد الالهة في القرآن:
1- القرآن يقسم بآلهة اخرى فيقول: " يسن، والقرآن الحكيم". فنلاحظ ان الياء اداة نداء والمنادى هو سين، تماما على نمط يالله. فعلى هذا يكون " يسن " قسما . وقاله ابن عباس (تفسير القرطبي) . ومع تبلبل المفسرين في اصل الكلمة الا ان البعض يصل الى انها اسم من اسماء الله (الاله)( راجع التفاسير) وهي عمليا اسم إله الشمس لدى المصريين ومنه اسم صحراء سيناء، وهو اسم جاء ذكره ايضا في القرآن.. ( وشجرة تخرج من طور سيناء) المؤمنون 20. بل ان القرآن يقسم بـــ (طور سينين) التين، 2. وسين هذا في الوادي المقدس طوى، وذلك يتطابق مع اعتقادات المصريين القديمة التي تقدس ارض سين إله الشمس وسيناء الحالية.

2- وفي آية التوبة، 8، يقول القرآن: كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً . وكتب التفاسير تعترف ان إلا المقصود به الله، على الرغم من ان إلا هي إله السومريين القديم إيل، والمؤنث منها إله، وهذه الصيغ بقيت في الاديان اللاحقة بمختلف صيغها المذكر والمؤنث والجمع ( إلا، إله، اللهم). ونرى ذلك بوضوح في تعابير اسرائيل ، جبرائيل ، ميكائيل () وهي كلمات منحدرة عن العبرية وبدورها عن الارامية القديمة، من نمط عبد الله. ويرى ابن (خالوية) في كتابه (اعراب ثلاثين سورة من القرآن) أن الأصل في كلمة (الله) هو (الإله) ويرى أن لفظ الإله أسبق من لفظ (الله) والشاهد على كلامه قول عبد الله بن رواحه: باسم الإله ويد بدينا ولو عبدنا غيره شقينا. ولذلك لاشك في ان المقصود بالله هو إيل إله السومرية القديمة حيث بابل تعني باب ايل. ولكن إيل كان يملك خصائص مختلفة عن خصائص الله الاسلامي، تختلف في التفاصيل الرئيسية عن خصائص الله ومع ذلك جرى تبني الاسم الوثني كأحد اسماء الله التي لامعنى لها في العربية، على الرغم من انها في الاصل صفة فقدت معناها لعجميتها.

3-بحسب قاموس المحيط المحيط فإن تعبير الاله ليس مرتبطا بالله في الاصل وانما يقصد به " كل مااتخذ من دونه معبودا" والجمع منها " آلهة" ولذلك فليس هناك شئ يخص الله على التحديد. بل ان الله نفسها ( مؤنثة) انحدرت عن آلهة الوثنيين القدماء. يقول المعجم :
( وروى المنذري عن أَبي الهيثم أَنه سأَله عن اشتقاق اسم الله تعالى في اللغة فقال : كان حقه إلاهٌ , أُدخلت الأَلف واللام تعريفًا , فقيل أَلإلاهُ , ثم حذفت العرب الهمزة استثقالًا لها , فلما تركوا الهمزة حَوَّلوا كسرتها في اللام التي هي لام التعريف , وذهبت الهمزة أَصلًا فقالوا أَلِلاهٌ , فحرَّكوا لام التعريف التي لا تكون إلاَّ ساكنة , ثم التقى لامان متحركتان فأَدغموا الأُولى في الثانية , فقالوا الله , كما قال الله الكهف آية 38 لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي معناه لكنْ أَنا , ثم إن العرب لما سمعوا اللهم جرت في كلام الخلق توهموا أَنه إذا أُلقيت الأَلف واللام من الله كان الباقي لاه , فقالوا لاهُمَّ)

ويقول: ( قال أَبو زيد : قال لي الكسائي أَلَّفت كتابًا في معاني القرآن فقلت له : أَسمعتَ الحمدُ لاهِ رَبِّ العالمين ؟ فقال : لا , فقلت : اسمَعْها .)
بل هناك علاقة بين الشمس والاله، فيقول قاموس المحيط المحيط: (. وقد سمت العرب الشمس لما عبدوها إلاهَةً و الأُلَهةُ الشمسُ الحارَّةُ ; حكي عن ثعلب , و الأَلِيهَةُ و الأَلاهَةُ و الإلاهَةُ و أُلاهَةُ كلُّه : الشمسُ اسم لها )، وهذا يفسر احترام العرب للاله سين ايضا.

4- وفي القرآن مقارنة مذهلة مع بقية الالهة ، يقول (أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ)، وعلى الرغم من معرفته المباشرة بأن بعل هو اسم إله مرفوض الوجود ، يجري تحطيم هيبته في نفوس القرشيين، يستخدم القرآن اسم هذا الاله في اشتقاق اخر له فيقول: (وبعولتهن أحق بردهن).
ان بعل تعني في لغته الاصلية " السيد"، وهو ذات المعنى الذي يعنيه تعبير إيل في لغته الاصلية. اي لو ترجمنا الكلمتين الى العربية سيكون المعنى واحد " السيد الاعلى"، وبالتالي يفترض انه لاضرورة للتناقض بين ايل او بعل، الا إذا كان الاقتباس لهم بالمعنى المجازي على انها الاصوات التي كانت تطلق على اكبر آلهة الغرباء، فتصبح اسماء لكونها غير مفهومة من الاذن العربية في صفتها. ولكن في هذه الحالة يصدر سؤال مشروع: لماذا اختار العليم والحكيم تبني إيل ( السيد) ورفض بعل (السيد)، وخلق الالتباسات؟

والقرآن يرفض بعل إلها ومع ذلك يسوق اسمه في سياق مقارنة مع الله، على ان الله الاحسن. بذلك يكون بعل الاسوء في طرفيي المعادلة، غير ان المقارنة لاتجوز الا بين الصنف نفسه، اي لايجوز مقارنة الله الا بمثيل له في مستواه والا سيكون الامر في صورة الازدراء والاستخفاف وليس استعراض للقوة. مثلا لايجوز ان نقول ان الاستاذ احسن من تلاميذه إلا في معرض الذم والتحقير للاستاذ. في حين نقول في معرض المديح والاحترام وبيان القوة الفعلية ان الاستاذ هو احسن الاساتذة. اي المقارنة مع صنف الاستاذ، واي انحراف عن هذه القاعدة ستؤدي الى الالتباس وضرورة تدخل المؤولين البشر لتصحيح الصياغة الالهية التي انتجت سوء الفهم. في ذلك يكون القرآن وحده المسؤول عن البلبلة الناتجة واضعاف الدليل الوحيد المطروح: القرآن، وهذا لايشجع حتى على شهادة عقلية، مما يجعلنا نطرح قريبا موضوعا آخر: " هل يخاطب الله العقل المعرفي"؟



#طريف_سردست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من اجل اجتثاث الاحزاب الطائفية
- حواء من الرببوية في الوثنية الى الاستلاب في الاديان 3
- حواء من الرببوية في الوثنية الى الاستلاب في الاديان الابراهي ...
- كردستان موقع نشوء الزراعة الاولى 2
- كردستان موقع نشوء الزراعة الاولى
- اسباب نشوء الالهة في الحضارة السومرية
- ماهو المقدس في القرآن؟
- التحالف بين السحرة والشيطان
- العقل البشري يسعى للايمان
- لماذا نسعى للايمان بالخرافات والاديان، من وجهة نظر بيلوجيا ا ...
- العلاقة بين فقدان الابداع وفقدان الحرية
- نظرية المصمم الذكي
- رجال الدين، علماء ام كهنة؟
- هل الديكتاتورية الاسلامية بديل عن انظمة الاستبداد الراهن؟
- وهم الدولة الدينية
- ازمة اليسار، ازمتنا نحن
- العولمة: هل ستقتنص الفرص المتاحة؟


المزيد.....




- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طريف سردست - شهادة ان لا إله الا الله، هل هي شهادة زور؟