أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - طريف سردست - حواء من الرببوية في الوثنية الى الاستلاب في الاديان 3















المزيد.....


حواء من الرببوية في الوثنية الى الاستلاب في الاديان 3


طريف سردست

الحوار المتمدن-العدد: 2939 - 2010 / 3 / 9 - 22:57
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    



3- الجنة، حديقة الالهة
وكما اشرنا سابقا، لم تقتصر عملية نزع الالوهية عن حواء وحدها، بل في علاقتها الى الطبيعة بآسرها، حيث جرى تجسيدها، عندما غضب يهوة عليها وعلى آدم، الامر الذي جلب الموت على الطبيعة وانهى عملية الفيض الالهي، ليتحول الخصب من دورة دائمة الى عملية متوازية. " اللعنة هي من اجل مصلحتك، في الحزن ستأكل كل ايام حياتك" . (Gen. 3:17-18) قبل وضع آدم في الجنة من اجل " الباسها والمحافظة عليها" (Gen. 2:15) وبعد اللعنة اعيد الى القاع من حيث جرى جلبه (Gen. 3:23). هنا نرى كيف ان العلاقة بين البشر والطبيعة هي التي اصابتها اللعنة ولم يعد هناك كلام عن جنة وانما عن ارض صلبة تطالب بالعمل لتعويض السقوط البشري. " من التراب جئت والى التراب تعود" (Gen. 3:19) ومع الاله الجديد لم تعد البشرية جزء من الفيض الالهي المقدس ليعود الى واهبة الحياة على إعتبار انه جزء من فيضها، وانما اصبحت العودة الى الموت كعقوبة من الاب يهوة الغاضب.

من الضروري الاشارة الى انه في التوراة يوجد عدم تطابق بين الجنة والحديقة، التي يأتي ذكرها بطريقة موازية. الكلمة العبرية " عدن" تعني مكان للمتعة في حين ان كلمة ‘paradise’ ذات اصل فارسي وجاءت لاحقا. النص الوارد في (موسى 2:10) يذكر ان" يهوة زرع شرق الجنة وهناك وضع الرجل الذي خلقه. ومن شرق الجنة خرج نهر ليصب في ماء الحديقة ليتفرع ويصبح اربعة انهار". منها نرى ان الجنة تقع في الشرق، كرمز تعبيرا عن شروق وعي الانسان ولكن ماذا يوجد في غرب وشمال وجنوب عدن؟
الصورة العبرية للخلق تمتلئ بالرموز إمتداد للرمزية السابقة لها، في حين ان هذه الرمزية تموت نهائيا في الاسلام لينشئ التجسيد التعبيري التام. صورة الانهار الاربعة الصادرة من منبع مركزي كتعبير عن الفصول الاربعة او لحواس الاربعة والاشجار في مركز الخلق، كل ذلك يعكس الوحدة في الصورة العامة. ولكن هذه الصورة للشجرة التي يلبسها ويحفظها الانسان معروفة لنا من الاسطورة السومرية، حيث عشتار تسمي حبيبها الملك سرجون براعي الحديقة. ولكن الحديقة في المعنى السومري كانت هي الالهة نفسها، في فيضها للطبيعة، في حين انها بالمعنى الابراهيمي الاكثر تجسيدا كانت الحديقة مخلوقة بكلمة من يهوة وبالتالي يمكن له ببساطة الغائها بلعنته.

4- شجرة الحياة وشجرة المعرفة

شجرة الحياة كانت احدى الصور الاساسية للربة الخالقة نفسها تعكس جميع اطياف الصورة. النباتات على سطح الارض، وجذورها المنغرسة في التربة وفروعها المتوجهة نحو السماء كانت الشجرة هي الوحدة التي توحد الارض وعالم ماتحت الارض بالسماء، ومن خلالها تدفق الفيض الالهي لتنشأ دورة الخلق الدائم على الارض. القوة الروحية التي كانت تسري في الشجرة لتقدم الحياة كانت هي الحية، وهي ذاتها حارسة الثمار وحارسة الحياة. وعلى الرغم من ان الرواية الاسلامية لم تتمكن من فهم الرمزية التي تقف خلف الصورة، انطلاقا من منطق التجسيد الحرفي الطاغي، مما دعاها الى تبديل الحية بالشيطان، إلا انها حافظت على الوظائف وفوضت امرهم الى ملائكة.

في الشرق القديم، مثل مصر وكريتيا واليونان نجد ان الشجرة كان يجري زرعها في المعابد وعلى الاخص التين والزيتون والنخيل والتفاح والجميز. في مصر كانت الربات ايسيس وهازار معروفتان بإسم " ربة الجميز"، وعصائر الفواكه كانت تعتبر كشرب الحليب من ثدي المرأة كما نرى في الصورة المرسومة في المعابد.

في القرن الحادي عشر قبل الميلاد نجد صور للربة هازار او نوت او ايسيس وهي تعكس شجرة الربة التي تقدم الطعام والشراب. شجرة الحياة كانت لها ايضا علاقة بالحية (او التنين كحية لها عدة رؤس)، وذلك قبل الف سنة من كتابة قصة الخلق التوراتية. عام 2025 قبل الميلاد وعلى كأس من العهد السومري للملك Gudea of Lagash نرى تنينين يقومون بإبقاء الممر مفتوحاً الى منظر شجرة الحياة (الحية). هنا يكون Ningizzida وهو احد اسماء قرين الربة الام، والذي يحمل صفة: "رب شجرة المعرفة، على شكل مزدوج ومتناظر، وهو رب ماتحت الارض ويسمى في الاغريقية القدوس caduceus"، ويعتبره البعض الشخصية التي تحولت الى شيطان في الميثالوجيا العبرية.

في الاسطورة الاغريقية التي تعود الى اعوام مابين 700-500 قبل االميلاد يجري التحدث عن شجرة تفاح ذهبية يملكها the Hesperides. هذه الشجرة تنمو عند طرف العالم في البلاد التي تغيب فيها الشمس، والشجرة كانت هدية الى هيرا Hera بمناسبة زواجه، وقد وضع التنين العظيم لحراستها. الهيسبيريديين كانوا حوريات من بنات الربة Night, يظهرون مع الجرار الممتلئة بمياه الحياة القادمة من الشجرة المقدسة. وهنا ايضا توجد افعى كبيرة تحرس الشجرة وأفعتين متشابكتين مصل عصى ذهبية ترمز للتحول من هيرميس وهو الاله القادر على تخطى العتبة بين الموت والحياة، في حين ان احد الثعابين يعود للاله Asclepius, وهو إله الشفاء.

وكما نرى فإن الحية تملك معاني متتداخلة، فهي حارسة الشجرة المقدسة وقوة الحياة في دورتها المتصاعدة او الهابطة وهي قرين الربة إضافة الى انها طيف الحياة والموت في المبادئ الازلية للشجرة المقدسة نفسها. حسب المرحلة التي يراد عكسها يمكن ان تكون الابن-االعشيق المولود من الشجرة (مثل ادونيس)، او الحي فيها (مثل تموز) او المدفون فيها (مثل اوسيريس في نعشها من خشب الارز). السومريين في اريدو تكلموا عن شجرة رائعة لها جذور من الكريستال الابيض " تمتد عميقا حيث مقرها له مكانة مركزية، وحيث اوراقها اريكة للام الاولى وفي وسط كل ذلك كان هناك تموز". بهذا يكون الموت جزء من طقس الولادة، غير قادر على منع العودة الى الحياة، بدرجة قريبة من مفهوم التقمص الهندوسي او الدرزي اليوم.

على هذه الخلفية، إذا رجعنا الى قصة الخلق التوراتية، نجد ان آدم وحواء لم يكتشفوا ماء الحياة وانما اكتشفوا انهم عراة مما جعلهم يضطرون لوضع اوراق الشجرة على عورتهم، هذه الشجرة ذات الاوراق الكبيرة من الاقرب ان تكون شجرة التين المذكورة في القرآن وهي ذات الشجرة التي كانت مقدسة في معابد الربة عشيرة Asherah في كنعان. وفي مصر وجزيرة كريتا. فقط في العصور الوسطى، عندما اصبح هناك توراة باللغة اللاتينية، بدأ ينمو عادة الاعتقاد ان شجرة المعرفة كانت شجرة تفاح على إعتبار انها جزء من لعبة لغوية. كلمة التفاح في اللاتينية هي malus وهي تملك الجذر نفسه مع كلمة الشر malum.

في شمال بابل كانت ربة شجرة الحياة تسمى " سيدة عدن" في حين كانت تسمى في الشمال " Lady of the Vine", وهو تبديل بالاسماء يمكن تفهمه، على إعتبار ان الرمز السومري الذي كان يرمز للحياة في الاصل كان ورقة عنب. (10)، وعلى كل الاحوال، في اسطورة عدن، حيث لم يكن هناك صورة كاملة لربة واحدة، لم يعد يوجد ايضا شجرة واحدة وانما شجرتين (في الرواية التوراتية)، او يمكن القول ان شجرة واحدة اصبحت شجرتين، والان الثمار من كلا الشجرتين اصبحتا محرمات. في الاسطورة الاصلية كانت احدى الشجرتين تقدم المعرفة والحياة او الحكمة والخلود. في التوراة يصبح الخير والشر متفرقان ومنعزلان عن الخلود، بحيث نشأت مفاهيم بسيطة ومنعزلة بدلا عن وحدة الاضداد. لذلك نجد ان الصورة التوراتية تقدم لنا شجرة واحدة تقف في المركز، كما كان الامر في الرواية السومرية، في حين ان الرواية المكتوبة تفصلهم الى شجرتين: " ومن الارض جعل يهوة بالامكان لكل شجرة ان تنمو لتصبح متعة للناظر، شجرة الحياة في منتصف الحديقة، وشجرة المعرفة بالخير والشر. (Gen. 2-:9) في الاسلام لم يبقى لهذا التناقض اي مكان إذ ان الاسلام قضى على الصورة ولم يفهم التجريد لصالح التجسيد، لتصبح الحياة والمعرفة يأتيان من الله مباشرة، فهو الذي علم آدم الاسماء كلها، وهو الذي يهدي ويضل، راجع الحاشية رقم 2.

وتستمر القصة الابراهيمة تضع الشجرة في المركز إذ تقول حواء للحية:" وبسبب الخوف من الشجرة التي في منتصف الحديقة، يقول الرب لايجوز لكم الاكل منها، ولايجوز لكم لمسها حتى لاتموتوا" (Gen 3:3). هنا نرى ان الشجرة كانت شجرة الحياة، المنفصلة عن شجرة المعرفة، مما يعطي يهوة الفرصة ان لايمنحهم الابدية قبل ان يظيقهم طعم شجرة المعرفة (الحق والضلال). هذا الامر نجده واضحا في النص الاسلامي الذي يشير الى ان هدف الخلق منذ اللحظات الاولى كان لإنزالهم الى الارض، الامر الذي احتاج الى سيناريو الخطيئة لتبرير نزعهم من الجنة وتحميلهم المسؤولية وإطلاق التجربة، مستغلا حب الاطلاع في الفطري لدى الانسان الذي كان جهولاً، وهو جهل لم يمنع الله من عرض الامانة عليه. (راجع الحاشية رقم ثلاثة).

بهذا يمكن القول انه فقط عندما يتذوقون من شجرة المعرفة يفقدون شجرة الخلود، ويصبح بالامكان استخدام الرغبة بالعودة الى الخلود كجزرة. وعلى الرغم من ان هذا المنطق واضح، الا انه منطق بدائي ، إذ من الصعب تصور ان شجرة المعرفة يمكن وضعها بالتضاد من شجرة الخلود، ليصبح ثمن الخلود هو التخلي عن رغبة حب الاطلاع والسعي للكشف عن المجهول، لينتهي الامر الى تجربة تفصل بين الذي تم كسر شوكة حب الاطلاع لديه وبين من بقي انساناً ليفقد بذلك طمأنينته الى الابد كعقوبة. ولكن الامر كذلك في جميع انواع الدوجما التي لاتحتاج الى منطق.

5- الحية
في العصر الحجري الحديث، ظهرت الحية للمرة الاولى كرمز للربة الام، وكانت تصور ملتفة في منطقة الرحم علامة على مبدأ التجديد. في مدينة او واوروك السومريتين، في الطبقات الابكر، ظهرت رسمتين قديمات للغاية تصور الام الربة وابنائها وكلاهما يملكون رأس حية (11). المعادل الذكري للالهة الام كانوا مشوهين حيث الحية اصبحت قضيب التخصيب، الذي كانت صورة الاله الذكر، ابن الربة وزوجها، الذي ولد منها وتزوج بها ومات فيها، ليولد من جديد في تكرار لانهاية له.

كما رأينا في الصور، نجد الحية على الدوام قريبة من الربة. تقف خلفها او تأكل من يدها ولاتفارق شجرتها او على صورة تيامات، وهو احد اشكال الربة الام ذاتها. في صور قصة الخلق التوراتية لانجد اختلافات كبيرة، فقط ان من يجري الكلام عنها ليست ربة، وأنما امرأة تحمل اسم الربة نفسها. ولكن لو قرأنا الكلام سنجد ان الحية التي كانت احد تجليات قوة الخصب الرببوية، اصبحت هنا " الوسواس الخناس" بعكس الرؤية القديمة، من اجل خلق الموت بالتعاون مع حواء. وحتى الصورة تملك تشابها مع حية جلجامش التي سرقت نبتة الخلود التي كانت مخصصة للبشرية، وبذلك تقوم الحية بالاحتيال على النوع البشري لاسقاطه في الموت، ومع تحول حواء الى امرأة، ومع تحول الحية الالهية الى مجرد زواحف ينتهي الترابط الرمزي بينهم.

ان تكون الحية شيطان في الرواية الاسلامية لايبتعد كثيرا عن الرواية السومرية، من حيث ان الحية كانت لها ايضا تجليات في اشكال تتشابه مع الاشكال التي تُرسم للشيطان في الميثالوجيا الاسلامية. غير ان قصة الخلق التوراتية تبقي الشيطان في صورة الحية الى الابد، ويحرم عليه الوقوف عموديا كما كانت تصوره الصور، (Gen. 3:14) مع انها، وعلى شاكلة الرواية الاسلامية، يلعنه ويستمهله يهوة والله على السواء الى يوم يبعثون مرافقا للانسان على الارض. ومع ذلك نجد ان صورة الحية باعثة الحياة والموت لازالت حية في العهد القديم عندما امر يهوة موسى ان يضنع حية من نحاس لتعيد الحياة لمن ينظر اليها بعد ان تلدغة افعى (Num. 21:8-9). هذه الصنم للحية بقي في الهيكل الى جانب صورة عشيرة الام الربة لمدة 200 عاما الى ان جاء الملك حيزيقيا " الذي عمل الصواب في نظر الرب" (2 Kgs. 18:3). (Num. 21:8-9).
في البدايات المبكرة ، ظهر يهوة لموسى على شكل حية، عندما اجابه على شكواه بانهم يقولون ان يهوة تركه، سأله يهوة: ماهذا الذي في يدك؟ اجاب عصا. قال له: ارميها الى الارض، فرماها لتصبح افعى ارعبت موسى . (Exod. 4:1-4).
----------------------------------------------------------------------



* ملاحظة: من الضروري الاشارة الى ان المقال يفرق بين يهوة و الله، من حيث ان كلمة الله ليست موجودة في كتب اصحاب الكتاب وانما هي موروث عن عبادات الوثنيين االعرب قبل الاسلام، لذلك، وفي هذا المقال، جرى استخدام تعبير يهوة للاشارة الى معاني اهل الكتاب بالترابط مع اصول تراثهم الوثني السومري في حين جرى استخدام تعبير الله بالترابط مع الفكر الاسلامي اللاحق منحدرا من تراثه الوثني العربي.
-----------------------------------------------------------------------
الحاشية الاولى:
يروي الترمذي: حدثنا عبد بن حميد، حدثنا أبو نعيم، حدثنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لما خلق الله آدم مسح ظهره، فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة، وجعل بين عيني كل إنسان منهم وبيصاً من نور، ثم عرضهم على آدم فقال: أي رب من هؤلاء؟ قال: هؤلاء ذريتك، فرأى رجلاً فأعجبه وبيص ما بين عينيه، فقال: أي رب من هذا؟ قال هذا رجل من آخر الأمم من ذريتك يقال له داود، قال: رب وكم جعلت عمره؟ قال ستين سنة، قال: أي رب زده من عمري أربعين سنة. فلما انقضى عمر آدم جاءه ملك الموت، قال: أو لم يبق من عمري أربعون سنة؟ قال: أو لم تعطها ابنك داود؟ قال فجحد فجحدت ذريته، ونسي آدم فنسيت ذريته، وخطىء آدم فخطئت ذريته".

الحاشية الثانية:
" علم الانسان مالم يعلم" (العلق، 5)
الرحمن‏‏ علم القرآن‏ خلق الإنسان‏‏ علمه البيان‏[‏الرحمن‏:1‏ ـ‏4].‏
"وعلم آدم الاسماء كلها" (البقرة 31)
"وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاس ِ أَجْمَعِينَ "(السجدة 13)
"فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة" الاعراف 30))
"فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة" (النحل 36)
"ولو شاء الله لجعل الناس أمة واحدة ولايزالون مختلفين (119) إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك لاملأن جهنم من الجنة والناس اجمعين (119) سورة هود"
" وإذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة" البقرة 30.

الحاشية الثالثة:
{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ (30) وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاء إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ (33) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ (34) وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنْ الظَّالِمِينَ (35) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36) فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37) قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39)} (سورة البقرة : من الآية 30 إلى الآية 39).

حاشية رابعة:
يقول الحديث الشريف: "استوصوا بالنساء خيرا، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيرا" رواه البخاري في (كتاب النكاح) باب الوصاة بالنساء، حديث رقم (4787) ورواه مسلم في (كتاب الرضاع) باب الوصية بالنساء، حديث رقم (2671).
{لا شؤم إلا في ثلاث: البيت والفرس والمرأة}
{النساء ناقصات عقل ودين}

الحاشية الخامسة:
{ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها}
{هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها}
{فانكحوا ما طاب لكم من النساء}
[قل للنساء أن يُدنين عليهن من جلابيبهن]
[قل للمسلمات أن يُدنين عليهن من جلابيبهن]
{قل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن}
{وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فامسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف}
{واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر}
{ولا جناح عليكم فيما عرضتم من خطبة النساء}
{لا جناح عليكم إن طلقتم النساء ما لم تمسوهن}
{وآتوا النساء صدقاتهن نحلة}
{يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كُرهاً}


الحاشية السادسة: كان بين الاله اينكي والربة الام Ninhursag, وفي الاصل كانت هي ذاتها ، على الاغلب، امنا الارض Ki. الام الارض قامت بعمل ثمانية نبتات في حديقتها الإلهية. هذه النبتات قامت بإنتاج ثلاثة اجيال من الالهة ابناء للرب اينكي. هؤلاء الارباب جرى وصفهم على انهم "ولدوا بدون الم" لانهم ولدوا مثل النبات وليس من رحم.. ثم جاءت المشاكل عندما قام اينكي بأكل هذه النبتات التي امنا الارض كانت قد قامت بالاعتناء بها. نينهورشاغ اصبحت غاضبة على اينكي فقامت بقراءة تعويذة الموت عليه، بعدها بدأت صحة اينكي تسوء. ثمانية اعضاء من جسم اينكي بما فيهم احد اضلاعه، اصبحوا مرضى، كل عضو مقابل احدى النبتات.

الام Ninhursaga اختفت من اجل ان لاتسمح لنفسها ان تعطف على اينكي وتغير تعويذتها التي حكمت بالموت عليه. ولكنها في النهاية ندمت وعادت لتشفي اينكي، ولم تشأ ان تتركه يموت. من اجل ان تشفيه قامت بخلق ثمانية ربات صحيحات، واحدة لكل عضو مريض لدى اينكي. الربة التي أشفت ضلع اينكي كانت تدعى Nin-ti, او " واهبة الحياة" وهو اسم يعني في السومرية " المرأة في الضلع"، الذي يأتي الينا لاحقا في العبرية بمواصفات جديدة، تحت اسم حواء.



1. Chapter 13a from The Myth of the Goddess: Evolution of an Image by Anne Baring and Jules Cashford (Penguin Books, 1991) pp. 486-513; copyright © Anne Baring and Jules Cashford, 1991. Reproduced by permission of Penguin Books Ltd.
2. W. B. Yeats, ‘The Philosophy of Shelley’s Poetry’, in Alexander Norman Jeffares (ed.), Yeats: Selected Criticism and Prose, London, Macmillan and Pan Books, 1980, p. 65.

3. C. G. Jung, Collected Works, Vol. 8, The Structure and Dynamics of thePsyche para. 805.

4. Joseph Campbell, Occidental Mythology, p. 17.

5. S. H. Hooke, Middle Eastern Mythology, p.115.

6. See Robert Graves and Raphael Patai, Hebrew Myths, p.69. They point out that Eve’s name is the Hebrew form of the goddess Heba, Khebet or Khiba who was the Hittite equivalent of Anath, who, in Babylonia, was Ishtar.

7.Campbell, op. cit., p. 31.

8. John A. Phillips, Eve: The History of an Idea, p.15

9.ibid., p. 15

10. See Gurdjieff’s exposition of understanding as the result of the union of Knowledge and Being. P. D. Ouspensky, In Search of the Miraculous, pp. 64-8

11. Erich Neumann, The Origins and History of Consciousness, p.49.



#طريف_سردست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حواء من الرببوية في الوثنية الى الاستلاب في الاديان الابراهي ...
- كردستان موقع نشوء الزراعة الاولى 2
- كردستان موقع نشوء الزراعة الاولى
- اسباب نشوء الالهة في الحضارة السومرية
- ماهو المقدس في القرآن؟
- التحالف بين السحرة والشيطان
- العقل البشري يسعى للايمان
- لماذا نسعى للايمان بالخرافات والاديان، من وجهة نظر بيلوجيا ا ...
- العلاقة بين فقدان الابداع وفقدان الحرية
- نظرية المصمم الذكي
- رجال الدين، علماء ام كهنة؟
- هل الديكتاتورية الاسلامية بديل عن انظمة الاستبداد الراهن؟
- وهم الدولة الدينية
- ازمة اليسار، ازمتنا نحن
- العولمة: هل ستقتنص الفرص المتاحة؟


المزيد.....




- مبنى قديم تجمّد بالزمن خلال ترميمه يكشف عن تقنية البناء الرو ...
- خبير يشرح كيف حدثت كارثة جسر بالتيمور بجهاز محاكاة من داخل س ...
- بيان من الخارجية السعودية ردا على تدابير محكمة العدل الدولية ...
- شاهد: الاحتفال بخميس العهد بموكب -الفيلق الإسباني- في ملقة ...
- فيديو: مقتل شخص على الأقل في أول قصف روسي لخاركيف منذ 2022
- شريحة بلاكويل الإلكترونية -ثورة- في الذكاء الاصطناعي
- بايدن يرد على سخرية ترامب بفيديو
- بعد أكثر من 10 سنوات من الغياب.. -سباق المقاهي- يعود إلى بار ...
- بافل دوروف يعلن حظر -تلغرام- آلاف الحسابات الداعية للإرهاب و ...
- مصر.. أنباء عن تعيين نائب أو أكثر للسيسي بعد أداء اليمين الد ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - طريف سردست - حواء من الرببوية في الوثنية الى الاستلاب في الاديان 3