أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طريف سردست - ماهو المقدس في القرآن؟














المزيد.....

ماهو المقدس في القرآن؟


طريف سردست

الحوار المتمدن-العدد: 2890 - 2010 / 1 / 16 - 14:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نسمع على الدوام صرخات وتحريض على الانتقام تحت حجة ان القرآن جرى تدنيسه. وعادة لايزيد عن ان يكون الامر تمزيق لصفحات القرآن او حرقه او رميه في المزبلة. بعض المرات يكون بحسن نية كما حدث مع احدى المعلمات الانكليزيات في مدرسة في الامارات انتهت بفصلها من وظيفتها وبعض المرات يكون تعبيرا عن الغيظ من افعال بعض المسلمين التي تزيد عن مجرد تمزيق الكتب المقدسة للاخرين.

والسؤال: هل "القرآن المقدس" هو الوريقات الفانية التي جرى كتابة الوحي الالهي عليها؟

منذ اعلان نزول الوحي وحتى اليوم جرى كتابة البلايين من نسخ القرآن التي لو لم يجري رميها بقيت محفوظة حتى اليوم وملئت مدن بكاملها، ولكن لانرى لها اليوم اثرا، مما يدل على ان هذه الوريقات التي رسمنا عليها كلمات الوحي كنا على الدوام نمزقها او نحرقها او نرميها او نفقدها لتتعفن او تهترئ وتتفسخ وتنتهي بدون ان نقول اننا ندس القرآن. وفي الحقيقة فإن الفقهاء انفسهم يوصون بحرق القرآن الذي يتمزق او يهترئ ويصبح غير قابل للاستعمال. فهل اوصى الفقهاء بإهانة القرآن الذي مزقناه؟

القرآن ليس هو الكتاب المكتوب عليه الوحي وانما المعاني ذاتها التي قالها الوحي. ان يجري كتابة هذه المعاني على ورق رخيص وبإستخدام حبر رخيص فاني هو محاولة لحفظ المعاني من التحريف والاندثار ولكن الورق والحبر والاشكال التي رسمناها بيدينا ليست هي القرآن ولاتمثله. القول انها اصبحت " صورة القرآن" يعادل قول المشركين الذين كانوا يصورون الالهة بتماثيل ويعبدونها. صحيح اننا لانعبد صورة القرآن الذي صنعناها بأيدينا ولكننا صنعنا مقدس، بالضبط على شاكلة المقدسات الوصنية واصبحنا نطالب بإحترامه والانتقام له، لتصبح الحياة الببشرية ارخص من بضعة وريقات لمجرد عليها "صورة" معاني، تماما مثل الاصنام الوثنية.

الايعني ذلك ان تقديس اوراق القرآن هو شكل من اشكال الوثنية القديمة؟

افهم ان نقدس المعاني السامية التي اوصى الله بها، ولكن ان نقدس الاوراق التي صنعناها بإيدينا ووضعنا رموزها لتذكرنا بالمعاني الالهية يعني اننا صنعنا اصناما جديدة، بديلة واكثر مكرا، إذ لم نتمكن من فهم المغزى ووقعت الغالبية في فخها. على الاغلب لانها لاتحتوي مبدأ الشرك بالله، ولكن ذلك لاينفي انها على ذات مبدأ الاصنام، بإعتباره تصوير لشئ اخر ليصبح مواز له في القداسة ايضا، وهذا هو الجنون.

كيف اصبحت " صورة القرآن" مساوية للوحي المعنوي والفكري في وعي الانسان المسلم اليوم ليعيد خلق وثنيته القديمة بطريقة جديدة بدون ان يلاحظ ذلك وبتشجيع من المؤسسة الكهنوتية الاسلامية على العموم، ولينتهي الامر بأن تصبح اوراق القرآن الفانية تستحق الموت او القتل او التنكيل من اجلها، معرضين بذلك المبادئ السامية نفسها الى التلوث بالوحل!!

كيف حصل اننا اصبحنا ضحايا مهزلة اخترعناها بأيدينا!






#طريف_سردست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحالف بين السحرة والشيطان
- العقل البشري يسعى للايمان
- لماذا نسعى للايمان بالخرافات والاديان، من وجهة نظر بيلوجيا ا ...
- العلاقة بين فقدان الابداع وفقدان الحرية
- نظرية المصمم الذكي
- رجال الدين، علماء ام كهنة؟
- هل الديكتاتورية الاسلامية بديل عن انظمة الاستبداد الراهن؟
- وهم الدولة الدينية
- ازمة اليسار، ازمتنا نحن
- العولمة: هل ستقتنص الفرص المتاحة؟


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طريف سردست - ماهو المقدس في القرآن؟