أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - امنة محمد باقر - لماذا نلوم الضحية؟ نحن في العراق نلوم الضحايا اولاً















المزيد.....

لماذا نلوم الضحية؟ نحن في العراق نلوم الضحايا اولاً


امنة محمد باقر

الحوار المتمدن-العدد: 3606 - 2012 / 1 / 13 - 09:21
المحور: حقوق الانسان
    



يؤلمني ما يقوله بعض الناس ضد المشاية وهي ظاهرة حضارية جدا ، يمشي الناس في مختلف انحاء العالم لغايات انسانية ... هنالك مشية السرطان ... ترى الاعلانات في محطات المترو ، باصات المترو ، وقطارات المترو وغيرها ..والتوسلات لأجل ان يذهب عدد معين يساند النساء المصابات بسرطان الثدي .. او غيره من انواع السرطان وعادة مايكون ريع المشية لخدمة اهداف البحوث العلمية ... فالمشاية ظاهرة حضارية ... وبرستيج ولايف ستايل متحضر ... الا عندما يخصنا فانهم يعتبرونه غير حضاري ... وخطر وتوقف ..! لماذا ؟ لماذا اتوقف عما اعتقد به كي يسعد غيري؟ وانا اعلم ان رضا الناس غاية لاتدرك ... مثل جحا يوم مشى مع حماره وابنه ... ولامه الجميع حتى حمل الحمار فوق ظهره هو في النكتة المعروفة!

انني انظر الى موضوع الحسين عادة من ناحيتين ... ناحية عقائدية ، وناحية عاطفية وناحية انسانية ...
من الناحية العقائدية ... لو فهم ابا ذر ما في قلب سلمان ... لفهمنا بعضنا بشكل افضل ... لكن حتى اعلى الناس ايمانا .. لايفهم بعضها ... تماما مثل قصة موسى والخضر ... والمشاية لا احد يفهمهم ... لهذا ... لاتتدخلوا بأمرهم .. فانهم يعلمون من الله مالاتعلمون ويرجون منه مالا ترجون ...

من الناحية العاطفية ... انت تحط من قدر المقابل بل تهينه عندما تقول له لاتفعل كيت وكذا ، وخاصة في امور مباحة .. وكل امور بني ادم لاتخرج عن حلال او حرام .. مستحب ومكروه او مباح ... فلو فرضنا ان المباح يعرض حياتك للخطر ...اذن لاتذهب ... ولكن من يستطيع ان يعطي هكذا فتوى؟ خاصة وان زيارة الحسين عليه السلام من المستحبات ... وقد تكون مسألة المشاية اكثر امنا من السيارات المفخخة ... وشاهدنا في بغداد كيف يفجرون الكيا الذاهبة الى العمل وغيرها ... ان المسألة تعرض حياة الناس للخطر وتستهدفهم حتى لو ذهبوا الى موقع العمل ...

ومرة اخرى من الناحية العاطفية ... يذكرني حادث المشاية ونهينا لهم ... بأننا غالبا مانلوم الضحية ... فالمترجمون المساكين قتلوا في العراق ... حتى لو لم يعملوا كمترجمين بل فقط لأن مليشيا البعث السابق ... تعتبرهم عملاء ... واي شخص عمل مع منظمة انسانية هددوه بالقتل ... فحتى الخروج للعمل في العراق يلومون فيه الضحية وليس الجلاد ..

بعض الناس تلوم اهل المقابر الجماعية اليوم ... لأنهم خرجوا ضد صدام .. ( امشي بصف الحائط ) وتأمن صدام ... ولا ادري متى يكون الانسان انسانا ان كان يقضي طول عمره يمشي بصف الحائط ... حتى الحمار يمشي بصف الحائط ... ولو بقي اهل المقابر بصف الحائط لما سقط هدام ..أنهم فتية امنوا بربهم وزدناهم هدى ولهذا تسقط عروش الطغاة ... والجماهير اقوى من الطغاة ولو تفرعنوا مثلما قالها محمد باقر الصدر رحمه الله ، ولو كان اصبعي بعثيا لقطعته .. وغيرها من كلمات هزت عروش الطغاة ...
اذن مخلص الموضوع او الباتم لاين ... ( بالانكليزي ) ... هو ان الناس احرار ... ومن الهوان ان تأمر غيرك بأن يطيعك في باطل ... او في مباح ... وقد خلقت انفسكم وليس لها الا الجنة فلاتبيعوها بغيرها ...

من الناحية العاطفية ايضا ... يعبر الناس عن مشاعرهم بطرق شتى ... واحد شعراء المشاية يقول ...
تدري الناس ليش تعنتك يحسين ... لأن كلهم جروح ويم ضريحك ينلكة المرهم ..
فغالبا مايكون موضوع المشاية موضوع الانسان العادي ، الانسان الفقير ، الانسان ابن الحلة البسيط ، الانسان الطيب ... وهو ايضا موضوع الاستاذ الجامعي والطالب الجامعي والبرستيج ... وبيت القصيد اعلاه صادق جدا ... وقد تمنيت مدى عمري ان ازور الامام الحسين عليه السلام مع المشاية لما لها من معاني روحية عميقة .. وفي حياتنا المتعبة هذه ... يكون من الصعب جدا الحصول على لحظات روحانية ... احيانا تزور المراقد المقدسة في العراق وتعرف قيمة وعمق المعنى .. وقد ورد التأكيد على زيارة الاربعين كنصرة للموضوع الذي خرج من اجله الامام عليه السلام الا وهو طلب الاصلاح فلماذا نضيق الطريق على الانسان الذي يطمح الى السمو دائما؟ ام نحن قاطعي طريق وكفى ؟
متى نتوقف عن لوم الضحايا متى؟

في كل دول العالم عقائد واشكال مختلفة من النظريات والاعتقادات ... فاذا لم يتقبل الاخر هذه الاعتقادات فأنه يقلل من قيمة الانسانية ، واعتقد ان المشاية لهم كامل الحق ... في حقوق الانسان والشرعة الدولية في ان يعبروا عما يحلوا لهم وحرية التعبير تكفلها الارتكل 19 من الاعلان العالمي لحقوق الانسان ...
في العراق لانذهب الى طبيب نفساني .... لأن الطبيب النفساني والروحاني ... يعيش في قلوبنا ... وغالبا مانحتاج ان نذهب الي تلك الاماكن المقدسة لأن فيها تقرب روحاني وصفاء روحي اخلص من اماكن اخرى ... فاذا كانت ابواب السماء تفتح لدى نزول المطر ويستجاب الدعاء فمابلك في بقعة مباركة فيها ضحى سيد الثائرين لأجل المبدأ والعقيدة ...
مارتن لوثر كنج ، وغاندي ... هوشي منا .. جيفارا ... وغيرهم من ثوار العالم ... تكرمهم الناس بأيام معينة ... وهذه ايامنا ... لماذا نحرم منها ونحن قوم بسطاء؟ لماذا دائما نستهدف الانسان الطيب الفقير البسيط ... ونترك اهل الشذوذ من ذوي الاجرام ...
والله وبالله لم ار يوما اعتلت فيه صهوة الظالم على المظلوم مثل ايامنا هذه ، يوم نلوم الضحية ونسكت عن الجلاد ... لماذا تذهبون ولماذا تمشون ؟ لم يقل احد : لماذا يقتلون الابرياء؟

وانما امرنا كأمر اهل السفينة ... يوم قام اهل الطبقة السفلى بخرقها .. فغرقت السفينة ومن فيها ... لأن الناس هذه الايام مثل امر هؤلاء لا يضرون على يد الظالم ... ويقسون بشدة على المظلوم ....

انني بيني وبين نفسي استقرأ واستذكر الايام المريرة التي مرت على النساء في السبي واتذكر سبي النساء في ايامنا هذه وكيف يعذبون الامهات ويحرقون قلوبهن ... ان شاعر المشاية لم يكذب ابدا ... ان لهؤلاء الناس البسطاء جراحا ... لها من يداويها ... ولانستطيع ان نكون منهم او فيهم او مثلهم ... فلانكون عليهم .... والحليم من الاشارة يفهم ... هذه مشية تضامن مع زينب العقيلة ابنة سيدة نساء العالمين ... فدعوا الناس وعقائدها ... كي لانكون كأصحاب يزيد اللعين ...ولا تتحرشوا بهم ... احتراما لحقوق الانسان ... ان كنا نؤمن حقا بكلمة الانسانية ...

ومشاية اعتنينا ، يحسين بالمدامع ..



#امنة_محمد_باقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اهداء الى شهداء التفجيرات في بغداد وكربلا والناصرية ...
- عاشورا... استذكار متمدن
- كيف تصبحين عانساً!!!
- وثائقي ! عن العنف ضد المرأة ... وصناعة الجنس في اميركا!
- اوباما وايران
- لعل للسعادة معنى اخر!
- حبوبي عمو ناصر ..!
- ذكريات اطفال حرب القادسية ...
- متلازمة الدكتاتورية .. واعراضها ..
- عن الفقراء والكهرباء ...
- في كبرياء وهوى .. الرواية والفيلم
- نساء صغيرات : القصة والفيلم
- عندما عشت في الزمن القذر
- من ادب الطف ... لقاء مع الحسين ..
- قمر على نهر دجلة .. يوم 24 حزيران 2006
- وقالت لأخته قصيه ...
- من ادب الطف !
- ضحكات الخالة ام محسن ..
- من هم الذين صنعو التغيير في العراق عام 2003؟
- يأجوج ومأجوج زمننا ...


المزيد.....




- جامعة كولومبيا تكشف تفاصيل حول المحتجين المعتقلين بعد اقتحام ...
- منسق الإغاثة الأممي جريفيث: مقتل عمال إغاثة في السودان أمر ل ...
- اعتقال سياسي معارض في جزر القمر لأسباب سياسية
- المحكمة الجنائية الدولية تطالب بالتوقف عن ترهيب موظفيها
- مقتل خمسة أشخاص بينهم أطفال في انفجار قنبلة بمخيم لاجئين شرق ...
- يوم حرية الصحافة العالمي: قتل في غزة، قيود في إيران وسجن في ...
- الأمم المتحدة: إعادة إعمار جميع الوحدات السكنية التي دمرتها ...
- المحكمة الجنائية الدولية تحذّر من -التهديدات الانتقامية- ضد ...
- الأمم المتحدة: اجتياح رفح قد يتسبب بمذبحة للمدنيين
- طهران: مواجهة مظاهرات الطلاب بعنف أسقط قناع النفاق عن وجوه د ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - امنة محمد باقر - لماذا نلوم الضحية؟ نحن في العراق نلوم الضحايا اولاً