أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - امنة محمد باقر - عن الفقراء والكهرباء ...















المزيد.....

عن الفقراء والكهرباء ...


امنة محمد باقر

الحوار المتمدن-العدد: 3434 - 2011 / 7 / 22 - 20:40
المحور: حقوق الانسان
    


لم يعد الفقر في العراق .. يعني ان تأكل او ان تشرب او ان تلبس .... ( اجل حتى ان تشرب ... من الصعوبة بمكان ان تجد ماءا صافيا في بلاد بين نهرين ... ) ...

كنت قد قررت عدم الكتابة... لأنها ... وسيلة للتخلص .. مما لا تريد ... كبته ... لكنها ايضا ... مؤلمة ... حين تراجع كلماتك ... كأنك تراجع الالم ...وتنظره مرة اخرى ... لهذا ايضا .. لا احبها ... حتى بعد ان يأويها .. النت ...

لكن .. المتني كلمات عجوز وادع .. لا استطيع امام معاناته شيئا ... كنت سأقول له ... اذهب واسأل الحكومة ... يؤلمني ... ان الانسان يمر على ارض الخراب ... منذ مولده ... فلا يرى في ارض الخراب سوى العناء ... ويعيش اخر ايامه يجتر العناء ... بعد ان اخذت منه الحياة كل شئ ... فعجوز كهذا ... كانت قد اخذت امواله ... واولاده .. وصحته وعافيته ... ويريد نسمة من هواء .. وساعة من رخاء .... في اخريات العمر ... فلا ينالها ... لأن الحكومة ...نامت ... تحت اضواء الخضراء ... وغفى المسؤلون كما غفى غيرهم ... تحت ( بخيخ سبالت ) القصر الجمهوري .... والله قد رأيت الامر بعيني ...زرت الخضراء يوما ... فوجدت ...اننا امامهم لسنا اكثر من كلاب مسعورة .... تنبح وتصيح ... في حر الهجير ... وكأننا لاننتمي اليهم ولا ينتمون لنا ... وان كنا من نفس الطائفة ... بمناسبة الطائفية التي توزع فيها الكهرباء بالقحط على كل الطوائف ... وضحكت علينا وعليهم ... فنحن نتقاتل خارج اسوارها ... انت من طائفة كذا وانا من كذا ويقتل بعضنا بعضا ... في حين لايهم من يجلس هناك ان كنا نحصل على امبير واحد ... من الكهرباء ...ام لا ... وان كان الحرمان من الكهرباء سيودي بأرواحنا ...

تؤلمني كلمتان ... كلمة الفقر ... واليوم اضفت لها رديفا .. الكهرباء .... ذلك الكائن الذي درسته فكرهته .. ما احببت يوما قط ... ان اعرف كيف تعمل مكائن ال أي سي والـ دي سي ...كرهتها مذ عرفتها ... اذ لا فائدة اطلاقا في معرفتها ... لهذا فأنني انسب الاشخاص ... لسب الكهرباء ... ومن يملك بيده زمام امورها ! ههههههههههههه

انني لا اود ان اعكس صورة ( الآن ) عن سوء حال طبقة منسية .... تعاني الامرين في كل عهد وآن ... لأنني اذا تحدثت عنها اليوم فأنني لا امدح وضعها سابقا .. تخيل كيف يكون حال الفقراء في عهد طاغية كهدام اللعين ؟ تخيل .. لكن ..الان .... لسوء الوضع الامني من جهة ... ومحاولة حكومة العبث السابق للعودة للعبث من جديد .. بمصائر الناس ... باسم الحزبية والتعددية ... التي لم نستفد منها في الحالتين .. فسابقا كنا ننادي بالتعددية... يقطعون رؤوسنا ... لأن حكومة الحزب الواحد لا مجال فيها الا لفرعون زمانه ... هو ربكم الاعلى .. ومخطأ من يريد ان يدحض هذه الحقيقة . ودجال من اراد ان يمحو عين الشمس ! وظالم ... من ظن في نفسه خيرا ابان عهد الصنم ... فلا يرى في العهد السابق ظلما ... لأنه كان المستفيد الوحيد من وجود الطغاة ... وحكومة العبث ..تلك الانانية البغيضة لدى البعض وهو يرى نفسه فقط ..ولا يرى الاخر ... الاخر الذي يموت جوعا وقهرا .... في كل ان وزمان ... ( ما مر عام والعراق ليس فيه جوع ... السياب ) ... ومامر عهد والسلطات فيه تنتبه لفقير ...و اليوم ايضا صارت التعددية لعنة ... فعدة احزاب كلها .. حزب العبث... فحتى التعددية تصب في مصلحة طغاة سابقين ...

ما بال الفقر وهؤلاء ... لسبب ما بت احلم بمكان بلا حكومات ... وقد لاتكون الحكومة هي السبب ... لكن اذا كان سوء الادارة يمكن الانتهازيين من تحقيق المال .. والفقراء ان يكونوا افقر حالا .. واسوأ بالا ... فأن الحكومة ايا كانت ... حتى لو كنا نعتقد فيها الوطنية والولاء للرعية ... ( ولا اقول الشعب ... لأننا مللنا استخدام تلك الكلمة ... لكثرة استخدامها من قبل الطغاة ) .. تكون اشد حالا ... على الفقير ... او كما في الفيزياء ... يوم يكون مركز الثقل على الجانب الايسر ... اجل يرمون بكل ثقلهم ... على فقير ... اضاع الحياة .. وضيعته بكل فرصها ... كأن الله ما خلق لقمة لفقير ... الا تلقفتها ايد اخرى ... اعتادت ان تنال ما ليس لها ...

كأن الصيف في العراق ... يوم البعث والنشور ... والوقوف على جهنم ... كأننا نعرض كل عام للحساب ... حتى اذا جاء رمضان ... خان البعض ايمانهم ... في السابق كانت الحكومة الوضيعة المريضة بنظريات عفلق تحث الناس على المعصية ... فالصلاة في بيتك جريمة ... والحديث عن الدين جريمة ... اتذكر انني في الصف الخامس الابتدائي .. وطلبت مني امي ان لا اتحدث عن تعلمي للصلاة ... وقد المني هذا الكبت ... ان اكبت واكتم انني تعلمت الصلاة ... حتى لم اعد اخفي سرا ! صرت اهوى ... ان لا اضم سرا ... وها قد صرت افشيه للنت !

اجل نعرض كل صيف في العراق امام ابواب جهنم ... وعلينا ان نقبل طائعين ان نكون العتاة المردة الذين يجب ان يذوقوا ريح السموم ... حتى لو كنا في غاية الطاعة لله .. لانعصيه في مخلوق ولا نؤذي له عبدا .. ولا نسرق المال العام .. ولا نقرب الفساد الاداري ...

يقول علي الوردي ان الموظف الصغير ... يتمتم على الموظف الكبير كونه سارق ... ومرتشي .. لكن في الحقيقة ... الموظف الصغير .. قد يكون نزيها ... لا يسرق المال العام ولا يرتشي ... ويظل يعاني الامرين ... فقر ابيه وفقره ... وفقر ابائه واجداده ...

لقد عشت في زمن رأيت فيه الوصول صعبا ... لا تستطيع في يوم وليلة... ان تكون شيئا ما .. والذكاء وحده لا يكفي ... ولو كنت تملك الذكاء الكافي .... قد يقودك الى حتفك ... لأن لا احد يريد الاذكياء ... يريديون المرتشين ... ومن كان ذكيا بقدر كافي ... لا يرتشي بل يعتمد على مواهبه ... فقط .. وليس على الدهاء ...

على حد قول علي عليه السلام ... ما معناه ان معاوية ليس بأدهى مني ... ولكنه استخدم عقله في الحرام ...

وهكذا فأنني قد قطعت الامل .... ولا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون ... لكني يأست من الحكومات ... وهي ليست ضمن ( روح الله ) ... انني ارى فيها شيطانا مريدا ... يملك امرنا .. ويسير امورنا ... بوقاحة ... ونذالة ... فنحن المنسيون ... نموت من القهر والحر والمرض ... نموت من الكهرباء ... نموت من الارهاب ... من كل شئ ... ( وكل ما نحبه نموت - السياب) ... و ( مرة نموت في الحياة ... ومرة نموت عند الموت .. درويش ) ... لكن لا يهم .... نحن العاصون العاقون ... نستحق ماجرى لنا ... لا احد جرب ان يكون تحت الحر

واذا كان كل الناس يأكلون ويشربون في العراق ... ( وقد تكون هذه مبالغة ... الله اعلم بمن ينام بلا عشاء ... فنحن دائما نبالغ ... نقول... لا يجوع من كان يعيش في العراق ..) ... فأن الناس تعاني الويلات ... من امر الخدمات ...

قال لي رجل عجوز ... طيب وادع .. حكيم ... من اهالي العمارة ... ان الامور سائرة من سئ الى اسوأ ... ( وهو كان يقصد الكهرباء بالدرجة الاساس ... وبقية الامور بالتأكيد )...

بالطبع ... كيف تهدأ مدينة شربت من دماء الفقراء .. كيف تهدأ مدينة ... تقبع في ارض حمئة ... لو حققت الحكومة المركزية في شأن المسلحين ....

المتني كلمات العجوز المسكين .... ان الامور تسئ من سئ الى اسوأ ... كان يتحدث الي وهو تحت حرارة الشمس الحارقة ... والصيف المحزن البغيض الطويل في العراق ... ( الذي لم يعد صديق الفقير ..كان الفقير في زمن اجدادنا صديقا للصيف لأنه لا يحتاج الى ملابس ... واليوم لو بقي عاريا لما اجداه ... ان يخلص من افة الكهرباء في العراق ) ...

انني اشعر بالذنب ... اجل الذنب الكبير ... لأنني عملت في مديرية شبكات الجنوب الشرقي ... للكهرباء ... وكانت ساعات الدوام طويلة من السابعة الى الخامسة ... يتمتع فيها المهندسون والموظفون بالتبريد ... بالمكيفات ... عام 2000 يوم كانت الناس في الخارج تتلظى من الحر ... الحر المقيت ... لربما حصلت على عقد عمل .. لأنني كنت اريد شيئا من الكهرباء ....

الفقير ... حتى الطبقة المتوسطة صارت تشملها كلمة الفقير ... فماذا يفيدك التعليم... انسان بلا عنوان .. لا احد يدري اين يسكن الفقراء ... لا احد يدري اين يسكن الفقراء ...ماذا يحتاجه الفقراء ... كم امبير من الطاقة نصرفه على الفقراء ... ما استطاعت اي حكومة ان تولي الفقراء شأنا ...فهؤلاء .. من ( حصة المهدي المنتظر؟؟؟؟؟؟؟؟ او المخلص المسيح .... او من مسايا اليهود ... الله اعلم ...فلماذا تعبأ بهم حكوماتنا ) لربما ... او حصة المؤسسات... اجل مؤسسات الارامل ... ومؤسسات اليتامى ... ومؤسسات اخرى لربما في المريخ ... ... الطبقة المسحوقة التي تعيش الفقر او تحت خط الفقر ... ولا ادري ما هي النسبة المئوية ... لكن رؤية جائع واحد ... او انسان ... يصرخ بأن الامور تسير من سئ الى اسوأ ... تجعلني اختنق ... كأن لا مفر ... لانجاة ... كتب على ابناء الطبقة الفقيرة ... ان يكونوا هكذا منبوذين ... يموت الانسان مذبوحا ... فلا يعبأ احد .. ويموت محروما فلا يعبأ احد ...

اضحك من الالم ... عندما يأتي شهر رمضان ...( بل وكم ابكي واذرف الدموع وانا اشاهد عراقيين فقراء على سفرة رمضان ... يذبحني ذلك المنظر... لا تحتاج ان تكون ملاكا لكي يبكيك هذا المنظر ... بل تحتاج ان تكون في الحكومة وترأف لحالهم ... ) ... ويهدون فقيرا ما ثلاجة .. وسبلت يونت ... او مكيف ... وطباخ كهرباء ( او حتى غاز؟ ؟؟؟؟ ) ومروحة ... وحمل كامل يحتاج الى مولدة كذا امبير ..وكذا كيلو او ميكا واط ... ونقول نلنا الحرية ...

ينسب الى السود الاميركان بعد تحريرهم ... قول احدى النساء ((( لم ننل اي شئ ... سوى كلمة حرية !!!!!!! ))) ومن يقرأ تاريخ السود في اميركا ... يعرف تماما ماذا اقصد ...



#امنة_محمد_باقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في كبرياء وهوى .. الرواية والفيلم
- نساء صغيرات : القصة والفيلم
- عندما عشت في الزمن القذر
- من ادب الطف ... لقاء مع الحسين ..
- قمر على نهر دجلة .. يوم 24 حزيران 2006
- وقالت لأخته قصيه ...
- من ادب الطف !
- ضحكات الخالة ام محسن ..
- من هم الذين صنعو التغيير في العراق عام 2003؟
- يأجوج ومأجوج زمننا ...
- لا يعني شيئا ان تكون رجلا ....
- اوجه التشابه عراق 2003 واميركا 1865
- ثورة الفكر ... وقرن المعلوماتية .. ( واهل مصر ! )
- تحية للفراعنة ..
- لنتكلم في السياسة .. مرة اخرى ..
- فلسفة القتل .. واوباش الكوفة والشام
- تشريعات خطرة .. يستغلها الرجال .. وضحيتها النساء
- ولو ردوا لعادوا ...
- ابناء السيدة العذراء .. طوبى لكم
- اكاذيب فترة الخطوبة !!


المزيد.....




- -طعنها بآلة حادة-.. داخلية السعودية تعلن إعدام الرويلي بعد إ ...
- انتشال 19 جثة لمهاجرين غرقى بسواحل صفاقس التونسية
- غارتان إسرائيليتان تستهدفان خيام النازحين في حي زعرب برفح
- جندته عميلة أوكرانية.. اعتقال المشتبه به الثالث في محاولة اغ ...
- الحكومة اليمنية تطالب الأمم المتحدة بإعادة النظر في التعامل ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى إجراء تحقيق دولي بشأن المقابر الجماعي ...
- مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة: نحاول إعادة تشغيل مستشفى الأ ...
- الأمم المتحدة: توزيع مساعدات على نحو 14 ألف نازح حديث في الي ...
- خطة ترحيل اللاجئين إلى رواندا: انتقادات حقوقية ولندن تصر
- حملة -تطهير اجتماعي-.. الشرطة الفرنسية تزيل مخيما لمهاجرين و ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - امنة محمد باقر - عن الفقراء والكهرباء ...