أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - امنة محمد باقر - عندما عشت في الزمن القذر















المزيد.....

عندما عشت في الزمن القذر


امنة محمد باقر

الحوار المتمدن-العدد: 3412 - 2011 / 6 / 30 - 03:12
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


عندما عشت في الزمن القذر!

حكاية .... امرأة عراقية ... من زمن البعثية !

امنة : ومن جور الزمان على الفتى ... ان يرى عدوا ما من مصاحبته بد ...

كتبت لي تقول: ( اشعر انني كمواطنة ... محطمة من الداخل ... وانني انتمي الى بلد ... اساء الى انسانيتي كثيرا .... دمر كل شئ جميل في داخلي .... وبت اعيش على الهامش ... وليس يعنيني من امر حياتي شيئا ) ...

سنا ... تروي لنا قصتها :: ( الموضوع عادي جدا ... ويعرفه كل احد ... ولكن .. البعض يريد ان ينسينا ما حدث .. بل باتت الابواق .. تطالبنا بأن ننسى ... وكيف ننسى؟ )

سنا : بل من جوره ايضا ان يعيش تحت كنف البعثية .... والعبثية ...( وكل من حالفهم ولف لفهم )........ (استعارة من كلامهم!) وتكتب له الاقدار ان يعيش زمن الحكام العرب .. العار على البشرية ! ماهي قيمتك كأنسان .. وانت عشت طيلة عمرك ... يحكمك هدام ؟
الا تشعر بالاسى حين تذكر انه يوما ما كان حاكمك .. اسمه هدام .. سفاح وابن ..........؟ واسفة لاستعمال هكذا كلمات على الويب وعلى رؤوس الملأ ...... والسائر على خطى آكلة الاكباد ...

اين هي كرامتك كأنسان ... ولا يحق لك ان تفتح فاك بكلمة طيلة عمرك ... فأي عمر هذا؟ ام كما يصفه الشاعر:

عمر ومحزم بـ (لوعات .. ) ........

وغربة الفرهدته وباكت سنينة ...

و حكم ... ما عنده ... كل وجدان ... عالمظلوم تنصب كل قوانينه !

الكل ... فرحوا بحكامهم وازمانهم ... يذكر اجدادنا ( الذين لم يعيشوا زمن الانترنت ) ازمانهم ورؤسائهم بكل محبة ... وحنين الى الماضي الطيب .. الذي قيل لجيلنا انه زمن متخلف ... عاشوا زمن الملوك والفلس والعانة والزعيم فماذا اعطانا ابن صبحة ؟ من زمنه القذر ...

تعز علي نفسي ... واعاتب الاقدار واعاتب زمني ... واعيبه ... أجل اعيبه .... فيا لسوء الحظ ...( وساعة السودة ! ) انني ولدت في مرحلة السبعينات .. كي اعطي كل شبابي لهدام المجرم ...
عشنا في ظلمة .... سرت طيلة عمري في ظلمة... اتلمس خطاي بصعوبة ... فطفولتي حرب القادسية ... يا ويحي ! وهنيئا لي رؤية صور من المعركة ! ومراهقتي حرب الكويت .... وشبابي حرب الكويت .... وتكللت ايامي بالحصار الاقتصادي ... وعصر الارهاب بعدها ...

اطلعت على بكاء الامهات صغيرة .... ورأيت ثكل النساء ... وانا لم ابلغ التاسعة ... وفرضت علي التقاليد ان البس السواد لأن كل الشباب من ابناء عمي قد ذهبوا ضحية القادسية ... وغيرهم ضحية السجون لأنهم رفضوا المشاركة في القادسية او الانتماء للعبثية ... في زمن كان الرفض فيه سما زؤاما ...تعيش فيه الحزن والمرار ابد الابدين ... اذ لا غسل ولا قبر ولا كفن لمن تبحث عنه او تحزن عليه ... ويمحى الانسان بكل كيانه .... من لوحة الوجود ... كأنه لم يكن ... لماذا ؟ ولمن ؟ لبطل التحرير القومي ... والامة العربية ... وتلك الاسماء القبيحة التي مرمرت سنيني ...

وكان الزمن كأنه قد توقف عند تلك اللحظة ... وكنت ارى القرى التي تختفي ثم تعود لتظهر في حكايات السندباد ... ولكنني في الحقيقة كنت اعيش في ذلك البلد الذي اختفى من لوحة الوجود عام 1979 يوم نصبوا هداما ... هادما لبلدنا ...ومصيرنا ... ومسخ الجميع بوجوده ... قردة خاسئين ... الا فتية امنوا بربهم وازدادوا هدى ...
نهضت يوما ووجدت ان بلدنا اختفى من الوجود في تلك اللحظة ... واننا كنا نعيش زمن النسيان ... واختفى وجودنا من خارطة العالم ... ولكن لم يدرك ايا منا هذا ... لأننا في الحقيقة كنا موجودين ... ولازلنا على قيد الحياة ... ولكنها ... لم تكن تملك من مواصفات الحياة سوى الاكل والشرب ليس اكثر ... وكنا نتجرع مع اكلنا وشربنا ... طعاما من ضريع ... نوع اخر .. اسمه الهم والغم .. كنا نتناوله على دفعات ... حتى تحطمت نفوسنا ....

امنة: لهذا ترين يا سنا .... كيف ان العراقيين يختلفون عن غيرهم من الامم ... انهم يملكون شخصيات عنيفة .... ويحتاج كل شخص منهم الى اخصائي نفساني للنظر في حالته ...

سنا: وكان المطبلون والمزمرون والمطربون قد حزنوا بسقوط صنمه ... ويلومون على الزمن الحالي ويلاته ... هل نسي الجميع ويلاتنا .... انني اتعجب ... هل يفهم الناس حياتنا في العراق فهما واقعيا ... ام انهم يريدون ان يغضوا الطرف عن واقعنا .... اننا نعيش خمسين سنة او اكثر متأخرين عن بقية الامم والشعوب ... انه التدحرج الى الخلف ..

حتى اذا خرجت قريتنا الى حيز الوجود مرة اخرى ... تعجب الناس لأمرنا .... هل عاد اصحاب الكهف؟ نحن نظن انفسنا جنسا اخر من البشر ونفضل انفسنا على غيرنا ... كأننا افضل عرق على وجه الارض ... ولسنا كذلك ... اننا نستقل من بقية البشر ولسنا بأفضلهم ...

امنة: انه مركب النقص وداء العظمة الذي زرعه الدجال في انفسهم .... وليس لعربي فضل على اعجمي الا بالتقوى ...

سنا: انني اكرر اسفي انني عشت في الزمن القذر ... وعندما انظر داخل نفسي .... اشعر تماما ... بمدى الدمار الذي يسكنها ... ليس الحزن وليس اليأس .... ولست اتحدث عن الكآبة او اي شئ اخر ... بل اشعر انني كمواطنة ... محطمة من الداخل ... وانني انتمي الى بلد ... اساء الى انسانيتي كثيرا .... دمر كل شئ جميل في داخلي .... وبت اعيش على الهامش ... وليس يعنيني من امر حياتي شيئا .... سوى انني احاول ان ابني او اصلح في اخريات عمري ... ما دمره الطاغية في اولياته ! لعلي اجد نفسي التي ضعيتها في غياهب كهف العراق المظلم ... ! اما فلسفة حزب العبث ..وكي عاثت في الارض فسادا ... فهي امر اخر ... تحزنني طفولتي وبساطتي وانا طالبة في الصف الثالث المتوسط يوم دخل علينا المسؤول الحزبي ... واوقع وانا الطفلة الصغيرة ورقة ... مفادها انني اتعرض للاعدام ان لم انتمي الى حزب البعث او ثبت انتمائي الى اي حزب اخر!

اذا كان هنالك اي جهة لحقوق الانسان ... فأنني اطالبها بتلك الورقة .... ورقة طفلة توقع على اعدامها ... صف كامل ... مرحلة دراسية كاملة .... 150 طالبة ... وبالتأكيد نفس الشئ في بقية المدارس ولكل الفئات العمرية من عام 1979 الى 2003 ...

انما اشكر لزمني القذر يوما واحدا ...ينبغي ان اسجد فيه لله شكرا منذ طلوع فجره الى نهاية يومه 9 نيسان من كل عام... على ما اولانا الله من نعمة ! وكان ذلك اسعد ايام حياتي ... اسعدها على الاطلاق .... اذ كانت سعادتي مقتصرة على ايام الدراسة والنجاح نهاية العام الدراسي ...! لم ار يوما سعيدا في حياتي سوى ذاك ...

ويا لايمنة اعلة دمع العين ...
نفرح ليش؟
شو كلي الفرح وينة؟

امنة : ارجو ان يدرك كل عراقي .. معنى هذا الكلام ... لأن من الظلم ان تمدح ايام طاغية ضيع اعمار شبابنا ... ومن احب قوما حشر معهم ... وليهنئوا بالحشر ... مع قرين هامان وفرعون ! وهم في الحقيقة اهون امرا!




#امنة_محمد_باقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ادب الطف ... لقاء مع الحسين ..
- قمر على نهر دجلة .. يوم 24 حزيران 2006
- وقالت لأخته قصيه ...
- من ادب الطف !
- ضحكات الخالة ام محسن ..
- من هم الذين صنعو التغيير في العراق عام 2003؟
- يأجوج ومأجوج زمننا ...
- لا يعني شيئا ان تكون رجلا ....
- اوجه التشابه عراق 2003 واميركا 1865
- ثورة الفكر ... وقرن المعلوماتية .. ( واهل مصر ! )
- تحية للفراعنة ..
- لنتكلم في السياسة .. مرة اخرى ..
- فلسفة القتل .. واوباش الكوفة والشام
- تشريعات خطرة .. يستغلها الرجال .. وضحيتها النساء
- ولو ردوا لعادوا ...
- ابناء السيدة العذراء .. طوبى لكم
- اكاذيب فترة الخطوبة !!
- وماذا بعد الارهاب ؟
- رجعت الشتوية
- من ملامح الحياة الاجتماعية في العراق ...


المزيد.....




- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - امنة محمد باقر - عندما عشت في الزمن القذر