أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - امنة محمد باقر - ذكريات اطفال حرب القادسية ...















المزيد.....

ذكريات اطفال حرب القادسية ...


امنة محمد باقر

الحوار المتمدن-العدد: 3449 - 2011 / 8 / 6 - 08:26
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


حكايات عفا عليها الزمن كما يقال ... لكنها ... كما يقول الفرزدق :

لم تعف للأيام والسنوات ........

اشار هوغو ... في البؤساء الى امرين : تقزيم الطفولة بالجهل ... وامتهان كرامة المرأة بالفقر ...........

اما وقد ... حطت الحروب رحاها .. فقد آن الاوان ... لأطفال الحرب ان ينطقوا ... وينبئوا عما مر بهم ... فقد حرم عليهم ان يتفوهوا ببنت شفة ... من حرب الى حرب ... قاد رحاها ... اشرس طاغية على وجه الارض ... مذ خلق البشر الى يومنا هذا ولعله من قالت عنه الملائكة ... " اتخلق فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء" بالموازاة لجرائم يزيد اللعين ... وقتلة الانبياء وابناء الانبياء ... وقتلة الابرياء على مر العصور ... بل بأبشع الصور ... وقد كان مجيئه كارثة ورحيله كارثة ... وبقاءه اكبر الكوارث ... فاخترنا اهون الشر برحيله ... حيث سلط الله ظالم على ظلم ... وقضي الامر ...
لكن ..............
هل فكر احد في حقوق اطفال العراق ... الذين عاشوا طفولتهم .. مراهقتهم ... شبابهم ومرحلة التخرج ... بلا عمل ... من الحرب الى الحصار ؟ ثم اذا ارادوا العمل بعد سقوط الطاغية ... واجههم ارهابيو هدام من جماعة الشعبة الخمسة وفدائيو هدام ... والخ ... من مسميات قبيحة ؟ كجيش القدس .. او جيش الردس ... ؟ هل فكر احد يوما بحقوق هؤلاء الاطفال الابرياء؟
.......
هل فكر احد .... ماهي التراكمات التي ارهقت تلكم الشخصيات البريئة ؟ وكيف تطورت سايكولوجياتها ؟ هل فكر احد ..؟ بالطبع لا ... فالانسان ارخص من اي شئ اخر على هذه الارض ... كل شئ رخيص خارج اسوار الخضراء سابقا وحاضرا .. بل ان العوائل التي تعرضت للظلم في عهد اللعين باتت تظلم اليوم ايضا بالارهاب ... كأنها حصلت على مصير واحد فلا تغيير في اقدارها ... كبش الفداء في كل حرب ... وما بعد الحرب ... وهي ليست الاقدار بقدر ماهي الوحشية التي دأب عليها هؤلاء القوم ... فقذر المجتمع ... بأناس يزكمون الانوف ... بفسادهم وطغيانهم ... فهم تربية وتنشئة ذلك العهد ...
.........
الاطفال الذين عاشوا تلكم الفترة هم اليوم شباب في سن النضج ... ثقلت عليهم وطأة السنين ... فلا تستغرب الكآبة والحزن والالم يملأ نفوسهم ... تراكمت ... تجارب الالم فاختزنوها ... اطفال فتحوا اذهانهم على اغاني تحلل الحرام ... تقول ان دم اخيك المسلم حلال .... وان دول الجوار ... توسعية ؟ ونحن نحمي البوابة الشرقية ... ونصد ريحا قادمة من قم وطهران ... كلام تعلمنا كتابته في دفاتر الانشاء وحفظناه عن ظهر قلب ... وكان اسهل مايكون في درس الانشاء ان تكتب عن هدام وحروبه وثورته ومنجزاتها ... والكل يسجلون فولمارك .. في درس الوطنية ... ونحن جيل مللنا سماع تلك الكلمة وكرهناها تذكرنا بميشيل عفلق اللعين ...وغيرها من اسماء ... تذكرنا بأغاني تطن على رؤسنا كل ليلة ... وصور نشاهد بشاعتها كل ليلة ... فكان تعذيب السايك ... يومي ... وحتمي ... ولا مفر ولا خلاص ... من اراد الخلاص ... ذهب مهاجرا الى ايران ... او من كان محظوظها الى اوربا ... ونحن الاطفال المساكين ... كانت ... تزكم انوفنا رائحة الجنائز القادمة ... وتعمي عيوننا صور الجثث التي نراها ... تعرض على الشاشة ( صور من المعركة ) ... وتخلق في دواخلنا ذاتا اخرى ... حتى انفصلنا عن ارض الواقع بأحلام اليقظة وما شاكل ... محاولين الهروب ... جيل معقد ... تعقدنا من الكبار الذين يتكلمون بصيغة الامر حتى مع اصدقائهم .... تذهب لصديقك يخيفك .... بكلمات تقول ان ( السيد الرئيس ) بطل ... وفارس ومغوار فلا تستطيع ان تعبر عما يختلج في نفسك ... فتعيش طيلة العمر ... مخنوقا بهذه الغصة ... ولمن تحكيها لا تدري ... وتبنى على تلك الانقاص الام واحزان بفقد الاعزاء من الاهل والاقرباء .. فابن العم الذي اعتاد على ان يعطيك مصروفك اليومي قد نصبوا مأتمه وتزوره في قبره ( قفص الشهداء ) ... او ( غرفة الشهيد ) ... وهلم جرى ... تعرف وانت طفل يافع معنى مقبرة النجف ... وكل المقابر الاخرى خالية الا مقبرة النجف ... فقد ملأوها بأهل البصرة واهل العمارة واهل الناصرية المغضوب عليهم او الضالين ؟ وترن فوق اذنك ... كلمات : احنه مشينة للحرب .... وهذا العراقي من يحب ... يفنى ولاعايل يمس محبوبته ؟ فقصص الحب التي تنتهي بالقتل .... بطولة وشجاعة ؟ ويا كاع ترابك كافوري؟ كأن الكاع او الارض لاتروى بالعلم والرقي والصناعة والزراعة ؟ لا .... تروى فقط بقتل الايرانيين ؟ ومن هم الايرانيون ؟ ناس مسلمين ابرياء .... جيرانك ؟ ثم حرب الكويت ... ثم الحصار ... يوم تنام الاسر العراقية ولأول مرة في تاريخ جلجامش وحمورابي... بلا عشاء ؟ حتى سرجون الاكدي يزعل لو سمع هذا الكلام .... بل صار الابله يريد ان يقرن اسمه بنبوخذ نصر ؟؟؟ وكانت اغاني اخرى ترن على اسماعنا تقول : نبوخذ نصر شيد بيت وعلاه لصدام حسين ؟ لمن ... للزنديق ؟ الزاني ...؟ اذهبوا واقرأوا اليوم قصصه وقصص ابنه في الاعتداء على النساء العراقيات ... ويسميهن ماجدات ؟؟؟ في حرب ... تعترف كتب التاريخ الامريكية نفسها ...بأنها كانت تصفية حسابات للحرب الباردة بين الاميركان والسوفيت ليس اكثر ... وضحيتها المسلمين لتجريب السلاح على الدول النامية ... وفي بلاد المسلمين الابرياء العزل ... يقتل بعضهم بعضا ..

لاتلومني على ذكر هذه الامور ... فأنني الوم يوتيوب ليس اكثر ... كنت ابحث عن كوميديا عراقية ... واذا بالبحث يأخذني الى اغاني حرب القادسية ...ونحن في هذا الشهر الكريم ... ولكنها تأملات صائم ... في اقدار حاكها الاشرار ... واجبروا الناس على ان يكونوا طائعين صاغرين لشلة ... العبث ... فلقد رأيت اليوم ... شلة الطبالين التي كنا نسمعها في الطفولة او نراها من على شاشة التلفزة ... وكيف ان هذه الشلة القذرة الصغيرة كانت تزين للطاغية .... جرمه ... فهو يصفق لشاعر لا اود ان اذكر اسمه ها هنا ... اذ يقول له انه جاءه من البصرة بثلاثة قبل... قبلة منه واخرى من امه ... واخرى من العباس ...يأمره باطاعة المسؤول الحزبي ؟ وهي قصيدة شعبية تستطيعون ... البحث عنها في يوتيوب ... ولربما تعرفون من هو هذا الشاعر الاغبر ... وشلة الطبالين والراقصين ... عازفوك ومطربوك ذئاب تعوي ؟ هؤلاء الذين كانوا يعينون الظلمة.... وركزوا حالة الخنوع والجبن لدى شعب .. لا يعرف كيف يقول كلا ... ومن قال كلا ... قطعوا رأسه فسكت الجميع عن الكلام ... لأن قلة قليلة كأصحاب الكهف .. كانت تجرأ على ذلك فحسب ...( فلا تلوموني ... ولوموا انفسكم بحسب القرآن ...)
يقول هوغو : ان الخزي ليتعطش الى الاحترام ...........

في داخل تلك الطفولة الموؤدة ... تربينا ... عبرنا السنين الخمس الاولى بحضن الام ... والسنين الاخرى بحضن الحرب .... نمت شخصياتنا .. من طعم الحنان ... واستعبدتنا سنين الحرب ... فضاعت شخصياتنا في فراغ من تعذيب السايك ... ليس له نهاية... ولا ادري متى ينتهي ... فصار كل منا بركان هائج ... لو قلت له كذا .. ينفجر .... ذكورا او اناث .... لهذا اتعجب للجيل الذي كانت طفولته في التسعينات ... كيف يمدح هدام ؟ عجيب امركم يا هؤلاء ... ويرددون كالببغاء ... بأن بغداد كانت اجمل ... على حساب من وماذا ؟ على حساب 18 محافظة من شمال العراق الى جنوبه ... وحقوق اطفال ابرياء اخرين ... ذاقوا المرار ... ونشأت نفوسهم ... يسوقها .... حزن متجذر ليس له ... من شفاء ... سوى بسمة الامل ... رسمها ... سقوط الصنم ... ولازلنا نجتر الذكريات ...
احزن على الاطفال الاخرين الذين نشأوا في العقود الاخيرة كيف واجهوا مشاهد الارهاب الذي ... نفذه اذناب هدام بعد ذهاب ملكهم ... وملك طاغيتهم ... قوم اقذر من الجيف يريدون ان يحكموا العراق ويتحكموا بمصير ابناءه الى قيام يوم الدين ... يلومون النازية وهي انتهت بذهاب هتلر ؟؟؟؟ فكيف الحال بنا اليوم ... هل يجب ان يظل جيل الحرب المظلوم ... يدفع الثمن وتدفعها اجيال اخرى ... جراء قوم رضوا بفعل طاغيتهم ؟؟؟ متى يعرف هؤلاء ان الراضي بفعل قوم كالمشترك فيه معهم ؟ وكفى انانية .... واذكروا .... الطفول الموؤدة ...في كل حرب .... قد كبر الصغار والحمد لله ... ولكن ... ماهو الثمن ؟



#امنة_محمد_باقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متلازمة الدكتاتورية .. واعراضها ..
- عن الفقراء والكهرباء ...
- في كبرياء وهوى .. الرواية والفيلم
- نساء صغيرات : القصة والفيلم
- عندما عشت في الزمن القذر
- من ادب الطف ... لقاء مع الحسين ..
- قمر على نهر دجلة .. يوم 24 حزيران 2006
- وقالت لأخته قصيه ...
- من ادب الطف !
- ضحكات الخالة ام محسن ..
- من هم الذين صنعو التغيير في العراق عام 2003؟
- يأجوج ومأجوج زمننا ...
- لا يعني شيئا ان تكون رجلا ....
- اوجه التشابه عراق 2003 واميركا 1865
- ثورة الفكر ... وقرن المعلوماتية .. ( واهل مصر ! )
- تحية للفراعنة ..
- لنتكلم في السياسة .. مرة اخرى ..
- فلسفة القتل .. واوباش الكوفة والشام
- تشريعات خطرة .. يستغلها الرجال .. وضحيتها النساء
- ولو ردوا لعادوا ...


المزيد.....




- الرياض -تأسف- لعدم قبول عضوية فلسطينية كاملة في الأمم المتحد ...
- السعودية تعلق على تداعيات الفيتو الأمريكي بشأن عضوية فلسطين ...
- فيتو أمريكي في مجلس الأمن يطيح بآمال فلسطين بالحصول على عضوي ...
- حماس تحذّر من مساع -خبيثة- لاستبدال الأونروا
- الجزائر تتعهد بإعادة طرح قضية العضوية الفلسطينية بالأمم المت ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- بيان رسمي مصري عن توقيت حرج بعد الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلس ...
- مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة: عدم تبني قرار عضوية ف ...
- الأردن يعرب عن أسفه الشديد لفشل مجلس الأمن في تبني قرار قبول ...
- انتقاد فلسطيني لفيتو واشنطن ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - امنة محمد باقر - ذكريات اطفال حرب القادسية ...