أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - امنة محمد باقر - حبوبي عمو ناصر ..!














المزيد.....

حبوبي عمو ناصر ..!


امنة محمد باقر

الحوار المتمدن-العدد: 3463 - 2011 / 8 / 21 - 00:08
المحور: الصحافة والاعلام
    



اذا اردت ان ترفه عن نفسك ، وتنفس عن همومك ، استمع الى العم ناصر ، فهو بصراوي حبوبي ، يطل علينا كل ليلة في رمضانيات العم ناصر من على قناة الفيحاء ، وفي الايام العادية حكايات عمو ناصر ... عمو ناصر ( اللي ما يتابعك عمره خسارة ) ! بصراحة انتظر كل ليلة رغم تعبي ، ان اشاهد الحلقة والا ينتهي يومي بكآبة ..

العم ناصر الطيب ، و الدلال المنصوبة امامه ومضيف الكرم الذي يجلس فيه ، وحكاياته الشعبية ، وكيف ينصح الناس ب ( سالفة ) توقظ النائم ... في زمن صرنا فيه جميعا نائمون ...

تحية الى العم الطيب .. ناصر .. وهو يطل كل ليلة ببرنامجه التوجيهي ، الكوميدي ، العقلائي .. من على شاشة الفيحاء .. برنامج يفضح اساليب الفساد ، ويشير باصبع البنان الى الاخطاء وينادي بالاصلاح .. كنت اتمنى لو انتخبنا شخصا مثل العم ناصر ... يجلس فيطالب بحقوقنا في برلمان الرواتب الخيالية... ولا اعتقد العم ناصر يرضى براتب البرلمان .. سيطلب اقل القليل وينشد الاصلاح في كل شئ ...

والعم ناصر لم يصم هذه السنة ، لاسباب صحية ، وكهربائية ... فلقد منعت الكهرباء كثيرا من رجالنا السبعيينين او حتى الشباب من الصوم بطريقة او بأخرى الا وهي ... نقطع الكهرباء في العهد الحالي كي لاتنتخبوا الحكومة الحالية وتنتخبو قائمة اخرى ... وهكذا هو دأب حكوماتنا في الحض على الخطيئة ، ففي عهد هدام اللعين كان الدين خطيئة ، وجاء متدينون اليوم الى حكوماتنا الحالية فاذا بهم يأكلون الاخضر واليابس ويقلدوا هداما وغيره في تحطيم عقائد الناس ... حتى اصبح القابض على دينه كالقابض على جمرة ، ويجب ان تتحمل .. تصوم بدون كهرباء ، كأننا في جزر الواق واق ... ولسنا في مدينة البصرة التي تضخ خيرات نفطها الى العراق بأجمعه ... وتقبض الفتات ...

يجلس العم ناصر في ديوانه العامر بخيرات رمضان ، ويعتذر انه ليس بصائم ، ويدعو الناس الى اجتناب التخمة ... في اشارة الى تخمة حكوماتنا وجوع الشعب الصائم ، فالشعب صائم بدون صوم ... في الايام العادية ، ثم يصوم صومين في شهر رمضان ، والصوم الثالث هو انقطاع الكهرباء ....

وانا استغرب ان كان هنالك احد لازال لحد الان لا يعرف العم ناصر ...

عمو ناصر البصراوي الطيب .. حبوبي ... يجلس في في ديوانية جميلة ويحمل قلما ، وينقط لسانه عن السكر ، وكلماته جميلة جدا ، وطريقته في الاقناع بسيطة وذكية ، سرق الانظار ، بدون استديوهات هوليود بل بحكاية شعبية بسيطة ، تنبه الناس الى ما صرح المسؤول الفلاني في البرلمان ، ويقول : انا لم اقل ، بل فلان الفلاني في البرلمان قال ذلك ، ثم يستشيط غضبا ان الناس لم تنتبه لما يقوله البرلمانيوون .... وفي نهاية الحلقة ... ينشد انشودة عجيبة غريبة مليئة بالتهكم ... عن محبوبته التي ذهبت ، وانها كانت اذا اتت يأتيه الهوا من كل جانب ... وهو يعتبرها حزورة .. والجواب واضح الرجل المسكين يسأل عن الكهرباء ...

وهو كغيره من كبار السن في العراق ، يعاني من ويلات التقاعد ، وويلات الكهرباء ... ثم يحكي العم ناصر عن خطيئته ايام الطفولة ، وكيف انه كان يمارس الفساد الاداري في اخذ دينار او اثنين للذهاب الى السينما يأخذه من اموال الجارة العجوز التي كان قد توفي ولدها ويعطف عليها اهل الحي من باب كفالة الضعيف -وهي من اخلاقنا التي فقدناها – وكانت تأتمنه على مالها وتعطيه شيئا منه ، لكنه يأخذ بعض المال ويذهب الى السينما ايام مراهقته ، وهي راضية بذلك ولكنه يحاسب نفسه ... ويقول بأنه كان فاسد اداريا وماليا ، فياليت حكومتنا تتعظ من كلمات العم ناصر ...

العم ناصر مثل ذلك الحكيم في قرية قرر ملكها ان يقتل كل كبار السن والحكماء ، ثم حار اهل القرية حين توفي والد الملك وولد له مولود ماذا يقولون له ، وكان اهل القرية قد اخفوا حكيما واحدا عن انظار الملك كي لا يقتله ، فجاءوه وسألوه ماذا يقولون للملك في هكذا مناسبة اجابهم قولو له : نهنئك بالمولود ونعزيك بالمفقود ... فتعجب الملك من كلامهم وقرر ان لا يقتل الحكماء وكبار السن ... وهكذا كان ...

يبدو لي ان العم ناصر هو الحكيم الوحيد الذي بقي بيننا ينصح هؤلاء الجالسين في البرلمان والقابعين على رؤوسنا يسيرون امورنا كحكومات وقد كرهنا كل الحكومات ... والامر الوحيد المفيد في شأن كل حكومة هي ان لا تترك الامور سىدى ووتقضي على من اراد في الارض فسادا فاذا كان اهل المليشيا وقطاع الطرق ... هم عملاء كل حكومة ؟ فمالفائدة اذن من وجود هكذا حكومات ؟

في النهاية يختم العم ناصر حلقته بنصح الحكومة والشد على اياديها بطريقة عقلائية ابوية ، وهي لا تستحق ولكنه ( يكسر ويجبر ) في كل حلقة ... وينصحهم ويهديهم سبل الرشاد ... يذكرني العم ناصر برجل يأتي من اقصى المدينة في سورة ياسين .. يقول ... يا قوم اتبعو المرسلين ... رجل يهدي الى الصلاح ... في زمن يصعب فيه الاصلاح .. ( وجاء من اقصى المدينة رجل يسعى ) ... واجمل مافيه هو النهايات التهكمية التي يختم بها حلقاته قبل ان يختم بالنصح والارشاد ، في الامس كانت النهاية التهكمية ... ان قال ان برنامجه برعاية ( شركة ميو ميو بزونة للاغاني العراقية ) ... ! والذي شاهد الطريقة التي يسخر بها من حرامي البيت في انشودته الشعبية ... يعرف تماما .... كيف يهزأ ويسخر وتهكم من واقع ... لم يعد امامنا تجاهه سوى ان نتهكم !



#امنة_محمد_باقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكريات اطفال حرب القادسية ...
- متلازمة الدكتاتورية .. واعراضها ..
- عن الفقراء والكهرباء ...
- في كبرياء وهوى .. الرواية والفيلم
- نساء صغيرات : القصة والفيلم
- عندما عشت في الزمن القذر
- من ادب الطف ... لقاء مع الحسين ..
- قمر على نهر دجلة .. يوم 24 حزيران 2006
- وقالت لأخته قصيه ...
- من ادب الطف !
- ضحكات الخالة ام محسن ..
- من هم الذين صنعو التغيير في العراق عام 2003؟
- يأجوج ومأجوج زمننا ...
- لا يعني شيئا ان تكون رجلا ....
- اوجه التشابه عراق 2003 واميركا 1865
- ثورة الفكر ... وقرن المعلوماتية .. ( واهل مصر ! )
- تحية للفراعنة ..
- لنتكلم في السياسة .. مرة اخرى ..
- فلسفة القتل .. واوباش الكوفة والشام
- تشريعات خطرة .. يستغلها الرجال .. وضحيتها النساء


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - امنة محمد باقر - حبوبي عمو ناصر ..!