أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - وليد ياسين - المواطنة في دولة الأبارتهايد














المزيد.....

المواطنة في دولة الأبارتهايد


وليد ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 3605 - 2012 / 1 / 12 - 18:50
المحور: حقوق الانسان
    


استكملت اسرائيل، عبر جهازها القضائي الأعلى، هذا الأسبوع، المصادقة على قانون المواطنة الذي يتوجها دولة عنصرية متكاملة الصفات، بل يجعلها أول دولة تشرع تقطيع أوصال العائلات الفلسطينية حصراً، وفصل الآباء/الأمهات عن أولادهم، بشكل عنصري سادي قلما شهد التاريخ مثله، إلا في حقبة أنظمة فاشية ميزت بين دم الآري وغير الآري، وفعلت فعل هذا القانون، بالذات بحق اليهود الذين وبدل أن يتعظوا من تلك المآسي التي أنزلها التمييز العنصري بشعبهم، ذهبوا إلى أبعد من ذلك بتشريع سلسلة متواصلة من القوانين التي تكمل تلك الأنظمة البائدة، لا بل تجعل من إسرائيل دولة الأبارتهايد الوحيدة المتبقية في العالم بعد زوال آخر أنظمة حقبة العنصرية في القارة السوداء.
لقد جاء قانون المواطنة الذي سبق سنه في الكنيست وصادقت عليه الحكومة، وشرعته، هذا الاسبوع (الاربعاء 11.1.2012) لتمزيق المئات من العائلات الفلسطينية المقيمة في وطنها الذي بات يسمى اسرائيل بفعل النكبة. فهذا القانون الذي تهديه اسرائيل للعالم الحر في مطلع العام الجديد، يقضي بمنع الفلسطينيين المواطنين في إسرائيل من ممارسة حياتهم العائليّة في حال تزوجوا من أبناء شعبهم الفلسطيني وأمتهم العربية سواء في الأراضي الفلسطينية المحتلّة أو في الدول التي يعتبرها القانون الإسرائيلي "دول معادية" كالعراق وسورية ولبنان وإيران، وقد تطول هذه القائمة لتشمل دولا أخرى في ظل التطورات الحاصلة في العالم العربي، اليوم، حيث يلوح الربيع العربي بقلب أنظمة تخاذلت ووقعت اتفاقيات انفرادية مع اسرائيل، او تربطها بها علاقات اقتصادية وسياسية خفية. ففي حال تشكلت في تلك الدول حكومات ترفض الاعتراف باسرائيل، ستصبح هي ايضاً معادية ويسري القانون على من يتزوج من مواطنيها.
في نظرة عامة إلى التركيبة السياسية للمجتمع الاسرائيلي، وتفشي العنصرية وترسيخها عبر سلسلة من القوانين التي شرعتها حكومات اليمين المتطرف المدعومة من قوى فاشية في توجهها ونهجها، لا يفاجئنا إضافة قانون المواطنة الى سلسلة القوانين العنصرية الطويلة التي تستهدف حصرا المواطنين العرب. ونقول العرب، لأن هذه القوانين لا تسري على أي مهاجر يهودي حتى لو كان أصله من احدى الدول التي تشملها قائمة الدول المعادية. فاليهودي يبقى يهودي، مهما كان منشأه، ومهما كانت فصيلة دمه، أما العربي، صاحب الأرض الشرعي، فيصبح ممنوعاً حتى من اختيار شريك/ة حياته، ما دام متمسكا بوطنه وبأرضه.
شخصياً لم أتوقع من المحكمة العليا الاسرائيلية غير القرار الذي شرعته هذا الأسبوع، فالمحكمة العليا، أيضا، ككل الأجهزة النظامية والقانونية الاسرائيلية، فتحت أبوابها لقضاة معروفين بتوجهاتهم العنصرية المعادية لكل ما هو عربي، ومن بين هؤلاء قضاة وقعوا هذا الأسبوع على القانون العنصري. لقد تدهورت المحكمة العليا وجرفتها رياح العنصرية التي تجتاح الشارع والمؤسسة في اسرائيل، في عهد بات فيه رجل المافيا، صاحب العدد الكبير من ملفات التحقيقات الجنائية، ليبرمان، ممثلا رفيعا لأعلى مناصب الدبلوماسية الاسرائيلية. فالدولة التي تعين فاشيا ينادي ليل نهار بإباحة سفك دماء العرب وطردهم من وطنهم، وزيراً لخارجيتها، لا يتوقع منها حماية حقوق الانسان الأساسية، والتي يعتبر الحق في اختيار شريك الحياة، أحد أركانها الأساسية.
ليس من أمل يرجى في المحكمة العليا الاسرائيلية، التي أرفض منذ أمسكت بالقلم تسميتها بمحكمة العدل، لأنه لا عدالة في مجتمع يعتمد العنصرية مركبا أساسيا في نهجه السياسي، وعلينا الآن، أن نعزز من حربنا ضد هذا النظام العنصري في المؤسسات التي منحت اسرائيل مكانة مرموقة وسمحت لها بالانضمام إلى معاهدات واتفاقيات تنادي بضمان حقوق الانسان، بينما هي، اسرائيل، تخرق ليلا ونهاراً، تلك المعاهدات دون حسيب أو رقيب. يجب التوجه إلى الأمم المتحدة بمذكرة تطالب بسحب توقيع اسرائيل على اتفاقيات حقوق الانسان المختلفة، ومحاسبتها على عدم الالتزام بما وقعت عليه، بل يجب تأليب العالم لسحب الاعتراف بنظام يدعي الديموقراطية والحرية بينما ينهج على أرض الواقع أشد أساليب الأنظمة العنصرية.
لدينا مؤسسات حقوقية وسياسية تملك موارد بشرية ومادية كبيرة تمكنها من مكافحة النظام العنصري على اعلى المنابر الدولية، وهذا هو الوقت لاستغلال هذه الموارد في النضال القانوني، على الحلبة الدولية لاسقاط كافة القوانين العنصرية والزام اسرائيل على الالتزام بمعاهدات حقوق الانسان. فحين يصح المواطن ممنوعا من ممارسة حقه الشرعي والانساني بالزواج ممن يرغب، وحين يجيز القانون فصله عن أحبته، شريك/ة حياته وأولاده، لا يتبقى من ديموقراطية وحرية اسرائيل المزعومة إلا رمادا تذره في عيون العالم الذي تنهج انظمته سلوك العاهرة في صمتها إزاء كل الخروقات التي تقوم بها اسرائيل وفي مقدمتها دوس معاهدة حقوق الانسان تحت جنازير دباباتها وأقدام رجال المافيا الممثلين في حكومتها.
يجب عدم الاكتفاء بالتوجه الى اعلى منبر دولي، الأمم المتحدة، بل، أيضاً، إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي، والى الجامعة العربية، وكل منبر يمكنه ممارسة الضغط من أجل تحقيق هذا المطلب الشرعي بعزل اسرائيل عن منظومة العالم الديموقراطي والحر، حتى تلغي كل قوانينها المعادية لحقوق الانسان.
(وليد ياسين)



#وليد_ياسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقطة الصفر.. بين عامين!
- سالم جبران.. وداعاً
- توفيق طوبي الإنسان كما عرفته...
- بوعزيزي شعلة الانتفاضة التونسية
- مشاعر مختلطة في -أسبوع الآلام-
- مجزرة أسطول الحرية ومسألة الارهاب!
- على هامش مئوية شفاعمرو برعاية بيرس: بحر الدم الهادر من كفر ق ...
- في واحة -شاباك لاند-
- ناجي فرح يروي حكاية وطن ضاع يوم -قامت لِقْيامِة-
- شفاعمريون - من يخلد هذه الأسماء؟
- وداعا أخي احمد سعد، أيها الراسخ كحجارة البروة في وجه العاصفة
- حكاية يوم الأرض 1976
- كلينتون، صمتت دهرا ونطقت عهرا
- المواطنة مقابل الولاء لاسرائيل ورموز الصهيوينة، مشروع قانون ...
- عيد العشاق... الأحمر في فلسطين لون الحب... والحقد
- أجنّة لم ترَ النور في العدوان الأخير على غزّة... أنابيب موال ...
- لماذا يجب أن نصوت في انتخابات الكنيست ولمن؟
- عندما ينتفض أطفال 1948... أمام حقيقة أنهم فلسطينيون!
- التفجيرات الانتحارية والعمالة ...وجهان لعملة البطالة الفلسطي ...
- لماذا هذا الاستغلال؟ رسالة مفتوحة الى بيت الشعر الفلسطيني


المزيد.....




- السعودية تأسف لفشل مجلس الأمن في اعتماد مشروع عضوية فلسطين ا ...
- فيتو أمريكي يمنع عضوية فلسطين في الأمم المتحدة وتنديد فلسطين ...
- الرياض -تأسف- لعدم قبول عضوية فلسطينية كاملة في الأمم المتحد ...
- السعودية تعلق على تداعيات الفيتو الأمريكي بشأن عضوية فلسطين ...
- فيتو أمريكي في مجلس الأمن يطيح بآمال فلسطين بالحصول على عضوي ...
- حماس تحذّر من مساع -خبيثة- لاستبدال الأونروا
- الجزائر تتعهد بإعادة طرح قضية العضوية الفلسطينية بالأمم المت ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- بيان رسمي مصري عن توقيت حرج بعد الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلس ...
- مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة: عدم تبني قرار عضوية ف ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - وليد ياسين - المواطنة في دولة الأبارتهايد