|
إنطباعات 3
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 3602 - 2012 / 1 / 9 - 10:20
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
رئيس بلدية السور في آمد أو ديار بكر " عبدالله دميرباش " .. كان يتحدث خلال العشاء الذي دعانا إليه ، في أمور عديدة ... ومن ضمن ما قاله : " ... بقيَ لي سنتين وشهرَين وبضعة أيام في هذا المنصب ، وأنا أعُد الأيام حتى تنتهي ، ولن اُرشِح نفسي ثانيةً ! " . من البديهي ، ان قوله هذا ، ليسَ شيئاً طبيعياً ، لأنهُ قالَ ذلك بنبرةٍ يفوحُ منها الإستياء وعدم الرِضا ! .. هو الحاصل على نسبة مُهمة من الأصوات في الإنتخابات الأخيرة ، حيث كان مُرشحاً مِنْ قِبَل " حزب السلام والديمقراطية " ، ويتمتع كما يبدو بشعبيةٍ كبيرة في المدينة ، " ورغم أمراضه التي يعاني منها " فأنه لازال يمتلك الكثير من النشاط والحيوية . فسألته عن السبب ؟ أجاب : ... سوف أذكُر لك بعض الأمثلة التي ستُظهِر ، مدى التدخلات في عملي ، والضغوطات المتعددة التي تُمارَس عليّ ... طبعاً ضغوطات الحكومة شئ مفهوم ومُتوّقع ، حيث ان هنالك صراعٌ متعدد الأوجه بيننا نحن حزب السلام والديمقراطية وبالتالي الكُرد عموماً ، وبين حكومة العدالة والتنمية برئاسة رجب طيب أردوغان .. ولا تتردد الحكومة في وضع العراقيل أمامنا ، وخلق الصعوبات .. من أجل إفشال مشاريعنا ، في الوقت الذي تدعم بصورةٍ غير مُباشرة ، البلديات التي تُدار مِنْ قِبَل حزب العدالة والتنمية ، وتُتيح لها التسهيلات . ناهيكَ عن ان الكثير من رؤساء البلديات المُنتخبين في الانتخابات الاخيرة والمُنتمين او المحسوبين على حزبنا ، قابعون في المعتقلات ، وبعضهم منذ سنوات ، بِتُهمٍ غير معقولة وبأساليب بعيدة كُل البُعد عن الديمقراطية ! .. وأنا نفسي كنتُ نزيل السجن واُخرجتُ لأسباب صحية .. وكذلك رئيس بلدية دياربكر الكبيرة ، الأخ " عثمان " كان في السجن .. ولا يمُر اسبوع دون أن يُعتَقَل العشرات من مؤيدينا هنا وفي البلدات الأخرى .. والكثير منهم يُحكَم عليهم بالسجن لسبعة سنوات ، [[ لإشتراكهم في المظاهرات المُطالبة بحقوق الشعب الكردي ]] .. هذه هي ديمقراطية أردوغان وهذه هي عدالة حزبه ! ... كُل هذا مُتوقع وطبيعي الى حدٍ ما ، ولا يُزعجني كثيراً .. لأن هنالك منافسة سياسية محتدمة بيننا وبين أردوغان وغيره ، ولأننا في السنوات الأخيرة ، كسبنا الكثير من المواقع ، التي كانتْ تؤيد العدالة والتنمية في السابق ، وسحبنا البساط من تحت أقدامهم . لكن الذي يُؤلمني ويحز في نفسي .. هي الطعنات في الظهر من أقرب المُقرَبين ! .. الكُل يعلم ان أحد أبنائي مُلتحقٌ بالكَريلا .. وقبلَ فترة بُثَتْ دعاية ان ولدي شوهد في دياربكر وانه رجع الى المدينة " علماُ ان الكَريلا الذي يعود ، يكون ذلك لأمرَين : أما ان هنالك إتفاقية سلام بين الكَريلا من ناحية ، والحكومة التركية من ناحية اُخرى ( وهذا غير موجود حالياً ) ، أو ان المُقاتل قد خان القضية وإعترف على رفاقه وتعاونَ مع الجهات الأمنية ( وذلك يُسبب العار له ولعائلته ) .. وكُل هذا لم يحدث على الإطلاق .. والغاية من الدعاية المُغرِضة ، هي كسر معنوياتي والتشكيك فيّ .. ولشد ما أزعجني ، ان قسماً من المحسوبين علينا ، كانوا من ضمن الذين يروجون هذه الأقاويل !.. إضافةً الى الأكاذيب التي تُطلَق ، وغايتها النَيل من نزاهتي ونظافة يدي ... فقبل أسابيع ، وكُنا في ندوةٍ لبحث الأوضاع السياسية المستجدة على الساحة .. ولقد حظرَ أحد الشخصيات الكُرد من المُقربين الى حزب السلام والديمقراطية وحزب العمال وهو من كِبار الأثرياء .. حظر بسيارته التي يتجاوز سعرها مئة وخمسين ألف دولار ، بِكُل اُبهة .. هذا الشخص الذي يعيش عيشة الأمراء ويرتاد أبناءه المدارس الخاصة العالية التكاليف .. قالَ ضمن ما قال : "... يجب ان يتصاعد النضال ، حتى لو سقط آلاف الشُهداء يومياً ! .." .. فتدخلتُ وقلتُ : ان هذا الكلام خطير وغير جائز .. وان الذين سيُقتلون هُم ليسوا أبناءك البعيدين كل البعد عن النضال .. بل هُم أبناءنا .. الذين سيضحون من أجل أمثالك الذين يبيعون الكلام فقط ! . المأساة ، ان أمثال هذا الشخص أعلاه .. هُم أكثر أهمية من أمثالي ويحوزون على التقدير من " كافة " الجهات ، أنا رئيس بلدية السور المُنتَخَب ، الذي لاأمتلك سيارة شخصية تساوي بضعة آلاف من الدولارات .. وحتى قبل فترة قصيرة ، كان ابني الآخر ، يعمل في سوق الخضار شأنه شأن أي عامل .. وأُقيم في دارٍ متواضعة مثل معظم الناس ... وبالرغم من كُل هذا .. هناك مَنْ يُرّوِج الدعايات السخيفة ضدي ... فكيف تُريدني ان اُرِشح نفسي ثانيةً في الإنتخابات القادمة ؟! ......................... عندما نهضنا ، قلتُ للسيد " عبدالله دميرباش " : هل تسمح لي ، ان أنشر ما دارَ من حديث في مقال .. قالَ : نعم !.
#امين_يونس (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إنطباعات 2
-
إنطباعات 1
-
الرأي السديد
-
العصائبُ والتَيار
-
إصلاحات جذرية .. دهوك نموذجاً
-
هل تحبون المسيحيين ؟
-
مُجّرَد دعايات كُردستانية
-
طارق الهاشمي ، المُطارَدْ
-
الأمور عال العالْ !
-
جاك شيراك المُدانْ
-
المالكي في واشنطن
-
أ ل ع ر ا ق
-
إنتخابات مجالس محافظات الأقليم / 4
-
بعض تداعيات حرق مقر الاتحاد الاسلامي في دهوك
-
تجاوزات اُسامة النُجيفي
-
القوات الامنية قليلة في الأقليم !
-
مُهاترات المالكي / النُجيفي
-
الله فوق الجميع
-
إنتكاسة خطيرة في دهوك
-
أيهما تُفّضِل : الأمان او الحقوق ؟
المزيد.....
-
الأردن.. ميلاد ولي العهد الأمير حسين وكم بلغ عمره يثير تفاعل
...
-
-صفقة معادن-.. ترامب يرعى اتفاق سلام بين رواندا والكونغو الد
...
-
الولايات المتحدة: المحكمة العليا تحد من صلاحيات القضاة في تع
...
-
فجوة -صارخة- في توزيع الملاجئ في القدس
-
احتجاجات في إسرائيل للمطالبة بصفقة تبادل ووقف حرب غزة
-
الاحتلال يواصل اقتحام مدن الضفة ويدمر منازل بجنين
-
هل انتهى حلم إيران النووي بضربة واحدة؟
-
ماذا أرادت إسرائيل من الغارات على جنوب لبنان؟
-
في حال التطبيع مع سوريا.. ساعر يتحدث عن -شرط الجولان-
-
بينها الكركم.. أفضل 5 أطعمة لتخفيف آلام التهاب المفاصل
المزيد.....
-
كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف
/ اكرم طربوش
-
كذبة الناسخ والمنسوخ
/ اكرم طربوش
-
الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر
...
/ عبدو اللهبي
-
في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك
/ عبد الرحمان النوضة
-
الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول
/ رسلان جادالله عامر
-
أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب
...
/ بشير الحامدي
-
الحرب الأهليةحرب على الدولة
/ محمد علي مقلد
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
المزيد.....
|