أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مراد سليمان علو - اسطورة الشهادة














المزيد.....

اسطورة الشهادة


مراد سليمان علو
شاعر وكاتب

(Murad Hakrash)


الحوار المتمدن-العدد: 3602 - 2012 / 1 / 9 - 08:46
المحور: كتابات ساخرة
    


أسطورة (الشهادة)

كل واحد منا يحرص على بلوغ أعلى المراتب وارفع المناصب ولا يريد أن يسبقه أو ينافسه أحد في صعود سلم النجاح والترقيات بل لا يتمنى أن يوجد من هو أفضل منه في أي شيء حتى في اختيار ربطات العنق التي يرتديها ربما باستثناء أبنه ظنا منه إنه يجب أن يكمّل ما فاته في مسيرته طالما يحمل أسمه فإذا لم يحقق ما كان يصبوا إليه في حياته تراه يشجع ابنه بل يضغط عليه للسير في نفس دربه القديم وربما لا يرغب الابن المسكين سلوك هذا الدرب الذي قد لا يتلاءم وقدراته النفسية والذهنية ولكن الأب الفاشل كما الناجح إلا في تربيته يردد على مسامعه ليل نهار إن نيل الشهادة الفلانية هي مفتاح النجاح وتحقيق الأماني ونيل احترام المجتمع وهي الطريق للوصول إلى الأهداف الكبرى في الحياة والوظيفة العلانية وهي التي يتهافت عليها علية القوم ويسمعه ليل نهار شعارات جوفاء أكل عليها الدهر وشرب مثل : من جد وجد ومن قرأ ودرس ساعة أكثر حصل على درجة أعلى .
لاشك إن الشهادة الدراسية هي خير بوابة لدخول الواقع الشبيه بالغابة وبدونها يصعب الحصول على محط رجل وقد يكون الدخول إلى الحياة العامة بشهادة مزورة فرصة لن تتكرر في بلد ما مثل بلدنا إلا بدخول جيش غاشم مثل الجيش الأمريكي وهكذا يكون نيل منصب سياسي بشهادة مختومة من سوق مريدي مختلفا عن العمل كمعاون طبيب يوصف حب البارستمول وكبسول الكفليكس لكل مرضاه فأول مريض متعلم قد يفضح ذلك الذي يمارس الطب ، ومثله مثل الذي يتعلم (الحجامة برؤوس اليتامى) ربما قد ينجح لفترة ما في مكان تغلب على أهله الأمية على شرط أن تكون المنطقة خالية من الرقابة مكان قصي مثل مجمع الجزيرة والتي يحق عليها القول (حارة كلمن أيدو ألو ) كما يقال في اللهجة السورية المحببة أما ذلك السياسي فمن يكشف حقيقته قد يدفع حياته ثمنا لذلك أو ربما أثار فضيحة سياسية يهز بها أركان الدولة حينها سيضطر المسئولون عن السياسة العامة سد الباب الذي يأتي منه الريح والإشادة علنا بدور المناضل أبو الشهادة المريدية وإنه مخلص ويذوب هياما في خدمة الوطن والمواطن ولا يسعنا إلا أن نكرر مع الشاعر قوله :عين الرضا عن كل عيب كليلة ... ولكن عين السخط تبدي المساويا .
يحاول البعض الحصول على تلك الشهادات المزيفة وبشتى الطرق ليس طلبا للرزق فهم ميسوري الحال والحمد لله وإنما لتحقيق ما يشعرون به من نقص في شخصياتهم من جهة ومن جهة أخرى بعض أصحاب الشهادات أنفسهم يعتبرون الذين لم يحصلوا على شهادة ما كسالى وأغبياء وعاجزين وكذلك يقولون عنهم لو كان فيهم خير لحصلوا على أعلى الشهادات وهكذا فالغني المتمكن يرفض أن يقال عنه غبي وخالي من (الخير) وهو يملك مال قارون ويستطيع أن يطعم ألف مسكين هندي في اليوم ، ودائما مسألة الناس والشهادات تذكرني بذلك الشخص الذي أراد أن يكون أديبا مثل جاره فذهب معه إلى شارع النجفي في الموصل ظنا منه إن مجرد دخوله إلى المكتبات ستجعل منه أديبا .
وربما يلجأ بعض الذين هم أقل غنى منهم إلى تلك الجامعات المفتوحة التي تمنح شهاداتها لقاء بعض المال رغم عدم اعتراف الدولة والجامعات العراقية بتلك الشهادات . يريد الحصول على شهادة عليا حتى لو كانت الفائدة الوحيدة من تلك الشهادة هي فقط تعليقها على الحائط والتباهي بها أمام بعض أصدقاءه وزواره .
على العكس من هؤلاء وأولئك نجد بعض الناس لم يجتازوا الدراسة الابتدائية ولكنهم مبدعون من الدرجة الأولى ولا يبزهم في إبداعهم أصحاب أطول شهادة وإذا ما استقصيت عن أسباب عدم استمرار أحدهم في دراسته ستجدها خارجة عن إرادته وكانت محكومة بالظروف والبيئة التي عاش فيها ولكنه قرأ فيما بعد وثقف نفسه بنفسه وأبدع في مجال صعب حتى على أساتذة الكليات أنفسهم مثل كتابة القصة وقرض الشعر أو التلحين والعزف والرسم والخط والغناء والنحت ... الخ قد تقول إنها موهبة وهذا استثناء . نعم ، إنها موهبة ولكن لولا السعي الحثيث والجهد الجبار وراء صقل هذه الموهبة لكانوا مثل غيرهم لا محل لهم من الأعراب .
إذا تسنى لك مقابلة أحد هؤلاء المبدعين وتجاذبتما أطراف الحديث وتطرقت إلى موضوع الشهادة الدراسية سينتفض قائلا بان الأولين لم يملكوا وثائق أكاديمية وكان الواحد منهم كدائرة معارف يستطيع مناقشة أي موضوع يطرح أمامه ويبرع في كل مجال يدخله وطبعا الأخ المبدع محق فيما ذهب إليه فكانوا كالطماطة يدخلون في كل أكلة نيئا أو مطبوخا بل حتى مشويا ولكنهم كانوا قلة كما هو حالهم الآن فبرأي المتواضع الحل يكمن في انتشالهم بطريقة ما ومساعدتهم لتكميل دراستهم .
أعرف العديد من هؤلاء بل إن بعضهم أصدقائي المقربين وكلما قام مركز من مراكزنا الثقافية بإقامة مهرجان أو أمسية يستعينون بهم ويعتمدون عليهم في الكثير من نشاطاتهم وإن أرادوا الانضمام إليهم ونيل شرف العضوية يقابلون بابتسامة صفراء ومقولة لطالما سمعوها ( ... بس أستاذ أنت ما عندك شهادة إعدادية ، ولو كان الأمر بيدي لغيرت النظام الداخلي للمركز ) .
مراد سليمان علو [email protected]



#مراد_سليمان_علو (هاشتاغ)       Murad_Hakrash#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بتلات الورد 15
- حكايات من شنكال (29) سينو ...صديق الله .
- البعض يذهب (لبحزانى) مرتين
- بتلات الورد 14
- بتلات الورد 13
- حكايات من شنكال 28
- بتلات الورد 12
- بتلات الورد 11
- حكاية من شنكال
- بتلات الورد 10
- حكايات من شنكال 26
- الأنسان
- حكايات من شنكال 25
- بتلات الورد 9
- حسن دربو / قصة قصيرة
- بتلات الورد 8
- سارق البقرة
- حكايات من شنكال 24
- بتلات الورد / 7
- حكايات من شنكال 23


المزيد.....




- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مراد سليمان علو - اسطورة الشهادة