أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد ماجد ديُوب - الطغيان














المزيد.....

الطغيان


محمد ماجد ديُوب

الحوار المتمدن-العدد: 3599 - 2012 / 1 / 6 - 13:46
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الطغيان مفردة كريهة يرفضها الإنسان لمجرد ورودها في أي حدبث يسمعه

فهذه المفردة ما إن ترد في أي حديث حتى يتبادر إلى ذهن سامعها أن المقصود منها طغيان سلطة ما وترتبط هذه المفرة بسلوكيات الحكام المتوحشة فكثيراً ما يوصف الحاكم الظالم بأنه طاغية

مفردة الطغيان هذه إرتبطت بشكل عام بمفهوم سياسي حيث بات ذها المفهوم هو المفهوم السائد

كتب الكثير من الكتاب السياسيين عن الطغيان وبحثوا في العمق عن معنى الطغيان وأسبابه فكانت النتجية أن الطغيان عند جُلهم هو معنى معاكس للديمقراطية وبالتالي هو معاكس في العمق لمعنى الحرية

لكن المشكلة التي وقع فيها كل من كتب عن الطغيان هي أنمه قصروه على المعنى السياسي

هل الطغيان هو فعلاً مقصور على المعنى السياسي ؟

عندما نبحث عن معنى مفردة الطغيان في أي قاموس لغوي نجد أن معناها لايتجاوز معنى الشمول والتعميم فعندما نقول طغى السيل نقصد عمً وشمل

وعندما نقول طغى الحبيب نقصد أنه تحكم فينا تحكماً عاما وشاملاً

ولكثرة إستخدام هذه المفردة نجد أنه من اللازم والضروري تحديد نوع هذا الطغيان كأن نقول هو طغيان سياسي أو هو طغيان عاطفي أو هو طغيان إعلامي أو هو طغيان مادي أو هو طغيان وبائي أو هو طغيان فكري أو هو طغيان عقائدي أو هو طغيان ديني إلخ .....

يلاحظ المدقق في مسيرة البشرية أنها لم تخرج يوماً من دائرة الطغيان أكان على الصعيد العام أم على الصعيد الفردي

فمن الطغيان السياسي إلى الطغيان الفكري إلى الطغيان الديني إلى الطغيان السلطوي إلى آخره على الصعيد العام

أو من الطغيان الغرائزي إلى الطغيان العاطفي إلى الطغيان الأبوي أو الطغيان الأمومي إلى آخره على الصعيد الفردي

كما أنه من نافل القول أن الطغيان أياً كان إسمه أو سببه هو أمر مرفوض لأنه على النقيض التام مع مفهوم الديمقراطية والذي يجعله في العمق على التناقض التام مع مفهوم الحرية

لكن علينا إن كنا جادين في رفضنا للطغيان تحت أي شكل وقع أن نحدد أولاً أي أنواع الطغيان هو الأشد خطراً على البشرية في مسيرتها

ما من شك أن البشرية على الصعيد العام والفردي لاتفاخر بشيء أكثر من مفاخرتها بالعقل هذا العقل الذي لايقبل أي إنسان أن تشكك بقدرته التي يمتلكها فهو عنوان إنسانيته في أعمق معانيها وعنوان وجوده في أدق معانيه

هذا الإنسان الذي يتوهم أنه حر في تفكيره سوي في عقله لايقل قدرة على الفهم من أي عالم أو عبقري من البشر

الدين ولنقل العقائد عندما تتملك العقل تمارس عليه طغياناً أين منها بقية الطغيانات الأخرى والتي يرى فيها طغيانات يجب أن تحارب بكل القوة وبكل السبل ومع ذلك لايرى الطغيان الذي تمارسه العقائد والأفكار التي تملؤ دماغه وتحشو ذهنه غير منتبه إلى أن الطغيان لهذه العقائد والأفكار هي الأكثر قذارة ووحشية في ممارستها للطغيان إذ أنها تصيب العقل بالشلل التام والعمى التام فلا تجعله يرى إلاها ولايستطيع منها فكاكاً وتمنعه من التفكير بشكل مغاير لما ترسمه له إذ نرى ان المتدين لايمكن له بأية حال من الأحوال أن يصدق ما يأتي العلم إن وجده مخالفاً لما يؤمن به ويعتقده صحيحاً ومن مسلماته الإيمانية ألم يرفض إبن باز مفتي آل سعود القول بكروية الأرض؟

ألم يرفض ألكهنة في الديانات المدعوة سماوية الإستنساخ لأنه وليس قالوا يتناقض مع الأخلاق الإلهية ولكنه بسبب أنه ينسف فكرة الخلق التوراتية من جذورها ؟

ولو علم هؤلاء الكهنة أن النظرية النسبية تبرهن بشكل قاطع على أن إلههم خالد بسبب تحركه بسرعة تقترب لانهائياً من سرعة الضوء فأضحى خالداً وكلي القدرة أي أنه لوكان يتحرك بسرعة بطيئة نسبياً تعادل سرعة تحركنا الكونية لكان مثلنا عمره قصير وقدرته محدودة

من يتأتى للعقيدة هذا الحجم الهائل من الطغيان ؟

عندما يؤمن المرء بحبيته تملكه وتبدأ بممارسة طغيانها عليه وعندما ينجرف وراء لذة ما .تأسره ويبدأ بالوقوع فريسة لطغيانها عليه

هناك الكثير من مثل هذه الطغيانات ولكنها يمكن الفكاك من تأثيرها بعد أن يتم عقد العزم على ذلك بما فيها الطغيان السياسي أو الطغيان الإجتماعي أو الطغيان الطبقي

لكن المشكلة في طغيان العقائد أنه يرتدي لبوس القداسة والتي أوهموه أنها مفروضة من السماء التي تملك عليه مستقبله بعد الموت وهو لايدري ما الذي سيحل به إلا بما تخبره به هذه العقائد المقدسة

فأي خروج عما تفرضه هذه العقائد ستجعل نهايته في نار وقودها الناس والحجارة

هناك ديانات كثيرة وضعية أو كالمفترضة أنها سماوية ولكنها لاتمارس تدخلها في كل شاردة وواردة أو في كل كبيرة وصغيرة في حياة الفرد وتترك للفرد هامشاً مقبولاً من الحرية إن على الصعيدين الفردي والعام

أما الإسلام الذي يجد المرء نفسه فيه مقيداً بسلوك الرسول ففيه أسوة حسنة والكتاب الذي لم يفرط في من شيء وأنه عليه الإمتثال في كل ثانية من ثواني حياته لتعاليم الإسلام المقدسة فهو لم يخلق إلا ليأكل ويشرب ويتناكح ويعبد الله صلاة وزكاة وحجاً وصوماً وقبل كل ذلك عدم الشرك بالله بشهادته له أنه لاإله غيره وأن محمد رسوله

وفوق ذلك كله أن ما عداه من البشر إما كافر أو مشرك أو ضال أو مغضوب عليه وأنه يوم القيامة لايقبل منه شيء إن لم يكن مسلما بمعنى أن الآخر اياً يكن الآخر فهو مرفوض وأنه(المسلم ) لوجاء يوم القيامة ملء قراب الأرض خطايا لقوبل ملؤها مفغرة بشرط عدم الإشراك بهذا الإله

أبعد هذا طغيان ؟ وأي طغيان أكثر وحشية منه ؟طغيان المقدس هذا

ومع ذلك هناك من يدعونا لنبارك إستلام الإسلاميين السلطة في بلدان تغييب العقل والمنطق تحت ستار ديمقراطية لايمكن أن يؤمنوا بها فهي ضد عقائدهم المقدسة وتحت ستار حرية هم وإلههم أبعد ما يكونون عنها

عجبي!!!!!



#محمد_ماجد_ديُوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بؤس الثقافة أم بؤس المثقفين ؟
- عندما يتكسر المنطق
- الديموقراطية وعلاقتها المتضادة مع رأس المال
- اليسار والديموقراطية
- ولدي وإنفجارا دمشق
- تباً لأحلامي فقد أرهقتني
- عندما يهرب العقل
- بعيداً عن الشعارات هذا ما يجري في الشرق الأوسط
- التدين عبادة صادقة لله أم خوف من المجهول ؟
- اليسار وغياب القائد التاريخي
- الخوف من عري الجسد
- أنسنة الله والقائد التاريخي
- عفواً توماس فريدمان : السوريون يكتبون تاريخ القرن الواحد وال ...
- متى ساعة الصفر ليوم القيامة في الشرق الأوسط ؟
- زوجُكِ هو إبنك زوجتُكَ هي أمُك
- الإنسان عارياً
- جاذبية المرأة وجاذبية الأرض
- ربيع أمريكا السوري وخيارات بشٌار الأسد
- الإنسان يصنع قيده
- إيٌاك أن تعرف الحقيقة


المزيد.....




- فن الغرافيتي -يكتسح- مجمّعا مهجورا وسط لوس أنجلوس بأمريكا..ك ...
- إماراتي يوثق -وردة الموت- في سماء أبوظبي بمشهد مثير للإعجاب ...
- بعد التشويش بأنظمة تحديد المواقع.. رئيس -هيئة الاتصالات- الأ ...
- قبل ساعات من هجوم إسرائيل.. ماذا قال وزير خارجية إيران لـCNN ...
- قائد الجيش الإيراني يوضح حقيقة سبب الانفجارات في سماء أصفهان ...
- فيديو: في خان يونس... فلسطينيون ينبشون القبور المؤقتة أملًا ...
- ضريبة الإعجاب! السجن لمعجبة أمطرت هاري ستايلز بـ8 آلاف رسالة ...
- لافروف في مقابلة مع وسائل إعلام روسية يتحدث عن أولويات السيا ...
- بدعوى وجود حشرة في الطعام.. وافدان بالإمارات يطلبان 100 ألف ...
- إصابة جنديين إسرائيليين بجروح باشتباك مع فلسطينيين في مخيم ن ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد ماجد ديُوب - الطغيان