أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد ماجد ديُوب - عندما يتكسر المنطق














المزيد.....

عندما يتكسر المنطق


محمد ماجد ديُوب

الحوار المتمدن-العدد: 3590 - 2011 / 12 / 28 - 01:14
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


قد يبدو العنوان غريباً بعض الشيء ولكنه بكل أسف واقع حقيقي يعبر في جوهره عن إفتقاد العقل لقدرته على ممارسة النقد الموضوعي بل ومن المؤسف أنه يعبر عن إستسلام هذا العقل لما هو سائد من ثقافة ومعرفة عليهما رداء القداسة

إن أخطر ما يواجهه الإنسان في مسيرة حياته الثقافية والمعرفية هو أن يستسلم لما هو في بيئته الحاضنة المقدسة من فكر وعلم وثقافة

ترى العربي أكثر كائن على هذه الأرض لديه مقدسات فمن تقديس الأب إلى تقديس الأم إلى تقديس الكبير إلى تقديس الرموز التاريخية إلى تقديس الأولياء والصالحين إلى تقديس الزعيم إلى تقديس كل ما يرى أن له مصلحة في تقديسه

النبي مقدس الخلفاء مقدسون الصحابة مقدسون الأئمة مقدسون القرآن مقدس كتب الصحاح مقدسة كتب التاريخ مقدسة ما يقوله القادة والزعماء مقدس إلخ .....

فعل القداسة هذا هو ما يجعل العقل العربي عقلاً منكسراً في منطقه مهزوماً في معاركه مستسلماً إستسلام دابة للذبح

فعل القداسة يجعل العقل العربي عقلاً متعصباً مغلقاً مشرنقاً لايستطيع أن يخطو بإتجاه حريته ولا بإتجاه إطلاق طاقاته الخلاقة المختزنة والكامنة فيه

فعل القداسة هذا يجعل العقل العربي أسير النص وأسير اللحظة التي ثبتها التاريخ

كثيراً ما نزين جدران منازلنا بصور لنا أو صور لغيرنا ممن نضعهم في دائرة القداسة وما الصورة إلا فعل تثبيت اللحظة وكأننا في أعماقنا نتمنى لو وقف الزمن عند هذه اللحظة

مايقوله الكبير مقدس حتى باتت القداسة ترخي بظلالها على الكتب التعليمية ولا مهمة لنا سوى نقل ما فيها من معلومات إلى الطالب دون التفكير فيها أو مجرد الدخول في عملية نقدها

هل مازلنا أسرى الفكرة المقدسة التي تقول أن في القرآن كل شيء ؟

هل عممنا هذه الفكرة لتنسحب إلى كل مايمس عالم المعرفة والثقافة بل وحتى إلى كل مايمت إلى حياتنا بصلة ؟

العقل المنكسر في منطقه هو عقل لايرى التناقض البسيط الكائن بين تعريف ودستور مبني عليه ويصر على نقلهما كما هما دون تبصر في ما يحمله هذا التعريف وهذا الدستور من تناقض بينهما

الدائرة وكما يعرف أي طالب مدرسة في مستوى المرحلة المتوسطة لها تعريف بسيط هو الدائرة هي خط منحني مغلق جميع نقاطه متساوية البعد عن نقطة ثابتة تدعى مركز الدائرة

واضح من التعريف أن الدائرة هي خط

لو سألت أي طالب ممن قصدتهم سابقاً عن الخط لأجابك وبثقة أنه شكل هندسي له بعد واحد فقط هو الطول

لو طرحت سؤالاً إضافياً آخر هل للخط ساحة ؟ لأجابك الطالب نفسه هذا مستحيل

بعد كل ذلك تجد أن كل المراجع للغة الرياضيات تصر على أن للدائرة مساحة وتقول وبسؤال واقعي لأي طالب أمامه دائرة عرف نصف قطرها :أحسب مساحة الدائرة !!!!!!؟؟؟؟؟

بل والأنكى والأدهى هو الطلب إلى هذا الطالب أن يحسب محيط الدائرة أي أن يحسب محيط الخط الذي هو الدائرة

هنا تجد أن العقل العربي يتبنى ماسبق في المراجع العلمية ودون تبصر في التناقض الكائن الصارخ والفاضح بين تعريف الدائرة والطلب إلى الطالبأن يحسب مساحتها أي أن يحسب مساحة الخط الذي لامساحة له

هذا مجرد مثال بسيط عن إنكسار منطق العقل وبالتالي إنهزامه وإستسلامه لما هو سائد

في القرآن مثال بسيط آخر على ذلك

تقول آية قرآنية عن التأويل التالي :وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمن كل من عند ربنا

في هذه الآية إعراب الواو بعد لفظة الله يعربها كل المتبحرين في علوم اللغة العربية بانها حرف إستئناف وحرف الإستئناف هذا يدل على أن الراسخين في العلم لايعرفون التأويل ولايعرفه سوى الله

مع ذلك ومع الإنسياق مع مقدس التفسير يصر المجميع على أن الراسخين في العلم يعرفون التأويل هذا المقدس الذي هو على إتساق مع مصلحة الحاكم أو المفسر وكلاهما مقدسان فكان الشقاق والفرقة ومن ثم الحرب المذهبية التي نراها الآن

أمر آخر القرآن يصر على وجود أربعة شهود لتثبت حالة الزنى على رجل وإمرأة ولها شرطها وهو الذي طبقه المشرعون الفقهيون في الإسلام وهو أن يُرى الرجل يدخل فيها كما يدخل الميل في المكحلة والسؤال هل يستطيع أحد أن يثبت ذلك على أحد ؟؟ وهنا السؤال الأكثر خطورة هو كيف يرى الإسلام العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة ؟

أكان علي إبن أبي طالب على علم بإعراب هذه الواو الحقيقي وكيف خالفها المفسرون حين قال لأصحابه يوم ذهبوا لحوار مع الخوارج لاتجادلوهم في القرآن فإنه حمال أوجه ؟

أو حين قال القرآن كتاب مسطور بين دفتين ينطق بما ينطق به الرجال ؟

الحرية في فلسفات العالم كلها هي في قدرتك على إتخاذ قرارك دون أية قيود ومع ذلك تجد الذين يقدسون ما تفرضه مصالحهم عليهم يتحفونك بأنهم مناضلون في سبيل الحرية ولايتحدثون ببنت شفة عن التوزيع العادل للثروة الذي هو الشرط اللازم وغير الكافي ليكون للإنسان قراره الحر

فإذا لم تكن حراً فعن أية ديمقراطية تتحدث ؟

أليست الديمقراطية بالتعربف العلمي الدقيق هي حكم الشعب ؟

هل يمكن لعبد حاجياته أن يكون حراً في إتخاذ قراره وبالتالي يمقراطياً ؟

قد يجد البعض فيما نقول نوعاً من تكسير المجاذيف في سفينة حراكه ولكن هذا الرأي هو غير صحيح فليست الغاية تكسير المجاذيف إنما الغاية هي تصحيح مسار الحراك

إذ قبل النضال في سبيل الديمقراطية علينا النضال في سبيل العدالة الإجتماعية وإعادة توزيع الثروة لكي لانبقي هذا العقل منكسراً في منطقه ونظل نخسر من عمرنا وطاقاتنا ومستقبلنا هل هي دعوة مقبولة؟

آمل ذلك



#محمد_ماجد_ديُوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديموقراطية وعلاقتها المتضادة مع رأس المال
- اليسار والديموقراطية
- ولدي وإنفجارا دمشق
- تباً لأحلامي فقد أرهقتني
- عندما يهرب العقل
- بعيداً عن الشعارات هذا ما يجري في الشرق الأوسط
- التدين عبادة صادقة لله أم خوف من المجهول ؟
- اليسار وغياب القائد التاريخي
- الخوف من عري الجسد
- أنسنة الله والقائد التاريخي
- عفواً توماس فريدمان : السوريون يكتبون تاريخ القرن الواحد وال ...
- متى ساعة الصفر ليوم القيامة في الشرق الأوسط ؟
- زوجُكِ هو إبنك زوجتُكَ هي أمُك
- الإنسان عارياً
- جاذبية المرأة وجاذبية الأرض
- ربيع أمريكا السوري وخيارات بشٌار الأسد
- الإنسان يصنع قيده
- إيٌاك أن تعرف الحقيقة
- إلهكم جزٌار بَشَر
- الإنسان مشروع وجود


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد ماجد ديُوب - عندما يتكسر المنطق