أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وسام غملوش - ليست المشكلة في المحرّم (الخمر حلال عند الاعتدال)















المزيد.....

ليست المشكلة في المحرّم (الخمر حلال عند الاعتدال)


وسام غملوش

الحوار المتمدن-العدد: 3589 - 2011 / 12 / 27 - 15:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



من قديم الازل و الانسان يتعامل مع الطبيعة و مافيها اما عداوة او تعبدا، فإن كانت الطبيعة جدا مزجمرة لدرجة القتل كان يعبدها، و ان وجد فيها شيئا يسبب له الضرر لسوء الاستعمال جعله محرما وشريرا.
ولسوء الاستعمال حكم على كثير من نتاج الطبيعة بالضار واعلنت له المقاطعة المحرمة، وحكم عليه بالسوء، ولم يدرك انه هو(الانسان) من يجعل من كل نتاج شيئا ايجابيا او سلبيا، وبقي في حالة هروب من كل شيئ لا يستطيع ان يستخلص منه النافع وجعله محرما لضعف ارادته وعقله وقلة ادراكه و خوفا من تسلط الشيء عليه و الانصياع له بغريزته الحيوانية التي لم يستطع ان يروضها لأنه لم يستعمل العقل الذي يثقل الارادة ويجعلها لجاما له وقت الضعف و عند الوصول الى تخوم الممنوع الذي تحويه الطبيعة في نتاجها ،و لنأخذ مثالا على ذلك، الخمر لأنه من الاكثر شيوعا في عالمنا.

لنعد قليلا في التاريخ الى ايام السيد المسيح فالخمرة على سبيل المثال لا الحصر كانت محللة و قد قدمها السيد المسيح في العشاء الاخير وقال: "هذا دمي".
اما داود النبي حين كان يسبّح الله الخالق،عظيم الجلال،الباسط السماوات ومؤسس الأرض جاء من ضمن تسابيحه في المزمور 104 ما يلي: "باركي يا نفسي الرب.. اللابس النور كثوب الباسط السماوات…المنبت عشباً للبهائم،وخضرة لخدمة الإنسان فإخراج خبز من الأرض وخمر تفرح قلب الإنسان.. "(مزمور 1:104 و2 و14 و15)
و هناك في الدين المسيحي عدة آيات تحرم من الادمان على الخمر و هناك آيات قليلة تحرم شربه و وهو ذات السبب الذي جعل الدين الاسلامي يحرم الخمر وسنوضح المسألة في سياق البحث، وايضا هناك في الانجيل بعض الايات تكون بمثابة وعظ عن سيئات الخمر اذا استعمل في غير محله فهي تقول للقاضي ان لا يتناول الخمر خلال وظيفته و الاسقف ان لا يكون مدمن خمر، ويقول بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس بأن يتناول قليلاً من الخمر لأجل معدته وأسقامه الكثيرة،أي أن يستعمل الخمر كدواء.فقد ورد في قوله له: ".. استعمل خمراً قليلاً من أجل معدتك وأسقامك الكثيرة" (1تيموثاوس .
لذا فتحريم الخمر في بعض ايات الانجيل لم يحرم تحريما يارد به التحريم و انما كما في الدين الاسلامي عندما استعمل الخمر بطريقة سيئة و كانت الغريزة هي المحرك الاساسي لكل التصرفات عند عامة الناس اقتضى التعامل معها بالحزم.
اما في ايام النبي محمد كانت الناس تكثر من شرب الخمر، فقال لهم و كانت الاية الاولى التي تنزل في حق الخمر وهي: لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى" بمعنى ان اشربوا الخمر واستمتعوا بما فيها من لذة ولكن فتلكن انت المسيطر و ليس الخمرة ، وعند الصلاة كن واع ولتصلي لله ليس لغيره، ولكن لسوء الاستعمال وضعف الارادة او تغيب الارادة في ذلك الزمن ادى الى الصرامة في التعامل.
و كانت الاية الثانية وهي:“يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلناسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نفْعِهِمَا.
ثم الاية الاخيرة و التي كانت التحريم بالمطلق وذلك ليس لسوء الخمر و انما لسوء التعامل مع هذا النتاج من الطبيعة و الاية الثالة هي: يَا أَيهَا الذِينَ آمَنُواْ إِنمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ منْ عَمَلِ الشيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلكُمْ تُفْلِحُونَ”، (المائدة.).
و ورد في كتاب (دفاع عن السنة) ان عمر لم يتوقف عن شرب الخمر الا بعد نزول هذه الاية وهي في اخر سورة نزلت من القرآن وهي المائدة (إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر) فقال عمر انتهينا انتهينا ص 65 وهذا ان دل على شيء يدل على ان عمر تركها ليكون قدوة للآخرين فقط وليس لحرمتها.
و اذا اراد الدين ان يحرم ما كثيره ضار فكل شيئ على هذه البسيطة هو ضار.
كل شي يتم الإكثار منه يصبح ضار و يسبب الامراض و الاوجاع ،حتى الطعام ،الجنس، الذين هما اساسيات الحياة، عند الاكثار منهم لا نسلم من بعض المشاكل الصحية.
فالناس عبيد ما جهلوا
هذا هو الانسان ابن الطبيعة الأم التي جادت عليه بكل ما هو ضروري لوجوده في هذه الغربة الوجودية فما عليه الا ان يطفو قليلا مع عقله الخلاق ليدرك ان ما فرزه الدين بحقبة زمنية معينة هو فقط لأهل تلك الحقبة التي لم تدرك مقدور العقل وما ينتظره في المستقبل، لذلك ليس علينا ان نتقيد ونعامل كأطفال عديمي التمييز بين الضار و النافع فكل ما هو هنا على هذه البسيطة هو ملك لنا و لنا حرية التعامل معه ولكن من المنظور العقلي وليس الغرائزي لنبسط تسلطنا على كل الاشياء المحرمة ويكون التناغم بيننا وبين الطبيعة كطفل يعرف متى يتوقف عن رشف الحليب من ثدي امه
ليبقى الدين دين التسابيح و الشكر وليس قانون يفرض على جميع الناس بسبب جهل بعض الناس ،فالدين تعامل مع الناس بالحقب الزمنية الغابرة من مفهوم انهم مخلوقات همجية همها الغزو و السبي اي بمعنى الطعام و الجنس ، لذلك لا نر في الجنة الا هاتين الخصلتين و هذا يدل على مدى عدم وعي الناس في تلك الحقبة بشكل عام فلا ننسى طبعا انه كان هناك فلاسفة و مفكرين ولكن الحالة السائدة كانت هي الهمجية و ندرة استعمال العقل، لذلك كانت الجنة خالية من كل انواع المعرفة و العقل مع الذكر انا العقل هو كان اول ما خلق الله و كان احب مخلوق لديه ،و ايضا هناك حديث قدسي عن الله للنبي محمد و هو:" خاطب الناس على قدر عقولهم" و هذا ان دل على شيئ فهو يدل على ان اما روجه الدين من حلال و حرام كان بسبب تلك الجماعات التي كانت على ايام الرسل وليس النبي محمد بل كل الرسل، لذلك على الانسان ان يستعمل العقل ليصبح اله ذاته فالانسان خليفة الله على الارض و اذا كان هذا القول صحيح فما علينا الا ان نكون كالالهة ،و الله لا يعرف الحرام و الحلال فهو خارج حدود الممنوع ،اذاً فلنجعل من العقل الهنا و نريح الاله من تنظيم حياتنا
فلتملك عقلا لتطفو فوق الحلال و الحرام ليسقط عنك الثواب و العقاب و ما سمي بالحساب فترسم جنتك على قدر معرفتك فالوجود مليء بالجنان فلماذا نحصر جنتنا بما روجته فقط الاديان.



#وسام_غملوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النور الاسود (الجزء الخامس و الاخير)
- النور الاسود (الجزء الرابع)
- النور الاسود (الجزء الثالث)
- النور الاسود (الجزء الثاني)
- النور ألأسوَد (الجزء الاول)
- الهبوط من الجنة بمركبة البراق ام فرضية رمزية؟
- تشيطن و انشاد
- اليسار شمعة تنطفئ في العالم الاسلامي
- رجال الدين على حافة الانقراض
- العالم،والعالم الاسلامي بعد زوال اسرائيل
- هل اله المسلمين زعيم مافيا؟
- اين تذهب النساء بعد الموت
- الله وسياسة الاديان (البقاء للاقوى)
- الانسان بين رذيلته والاستهزاء به
- البشرية مشروع فاشل
- هل يلتقي حزب الله الامريكي على (المخلّص)؟
- ليست السياسة لعق على الالسن
- امركة الفوضى الخلاقة
- إرم واسلام ومجاعة
- آدم بين فضيلة الشيطان و ذكائه


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وسام غملوش - ليست المشكلة في المحرّم (الخمر حلال عند الاعتدال)