أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وسام غملوش - آدم بين فضيلة الشيطان و ذكائه















المزيد.....

آدم بين فضيلة الشيطان و ذكائه


وسام غملوش

الحوار المتمدن-العدد: 3450 - 2011 / 8 / 8 - 09:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


آدم بين فضيلة الشيطان و ذكائه
رماه في اليم مكتوفا وقال له اياك اياك انا تبتل بالماء(الحلاج)
الله الذي لا يخطئ، ويرتكب الخطأ عمدا ،لم يترك مجال للصدفة ،حتى العبثية قدرها بقدر، فما ذراه من رماد في العيون وما جعله يطوف في بحر الظنون كلها كانت مشيئته و المشيئة هي القانون، ولكن القانون وجد ليخرق..
فمن هوالشيطان ؟ الشرير الملعون ام الخادم المصون ام الوجه الاخر لكينونة الوجود ام دمية الاله الجميلة التي اصطفاها من بين براثن الهلاك، فهو صديق العبادة القديم الذي كان افضل قومه، اصطفاه الله لعبادته واصعده سلم الارتقاء و السمو حتى اصبح خطيب الملائكة الكروبيون في السماء، ملائكة الملأ الاعلى اي الافضل بين الملائكة،( وهم المهيّمون ،الملائكة المهيمّة في شهود جمال الله الذين لم يعلموا ان الله خلق آدم لشدة اشتغالهم بمشاهدةالحق وهم العالّون الذين لم يكلفو بالسجود لغيبتهم عما سوى الحق)" ابن الفارض" ، وقال الله للشيطان في القرآن(قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي استكبرت أم كنت من العالين) و العالين كما ورد في عدت احاديث ومنهم حديث الطبطبائي( هم الملائكة الكروبيون) فابليس لم يسجد ليكون من العالين الذين لم يسجدوا، فهذا الشيطان الذي لم يكن مجرد جن اسلم بل كان عابد مطيع ومعلم صفوة الملائكة ان السجود لله وحده حتى ظهر آدم الذي كان الشيطان قبله بآلاف السنين ومحنته التى لم تكن محنته بل كانت محنة الشيطان ،و نعم كان الامتحان امتحان الشيطان ومن يُمتحن هو من يكرم، فهو عصى امر الله محبة لله وآدم عصى الله محبة لنفسه .
فالشيطان الذي كان يجب عليه اثبات هذه المحبة لله و عدم السجود لأمره ولو كان هناك عقاب فهو عقاب واه امام حقيقة معرفة الاخلاص لله وحده، فهو القديم بالسجود له فكان الامتحان لهذه العبادة المطولة التي رفضت الانصياع لأمر ينافي اخلاق الشيطان وهو يُعتبر المعلم.
ايضا فما قيمة امتحان آدم وهو حديث التكوين، هذا من وجهة ومن وجهة اخرى هو امتحان طاعة العبد لخالقه، اما الشيطان فكان امتحانه امتحان المحبة و الاخلاص وصعوبة الامتحان هو من شيم المحبة فجميع الاديان تقر ان الله دائما يبتلي اوليائه (واذا الله احب عبدا ابتلاه )فكيف اذا كان الابتلاء هو ابتلاء الاخلاص.
السجود
ان عدم سجود الشيطان هو تلبية لم في داخله من فطرة فطر عليها عندما خلقه الله وركبه من مارج من نار ولم يخلقه كآدم من ماء مهين من حمإ مسنون( طين أسود متغير منتن) {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ )قرآن كريم، و من (طين لازب) ثم جعل نسله يتكون من ماء قذر تتقزز منه النفس البشرية ذاتها وتمقته اليد ان تمسكه والعين ان تنظره، وماء أجاج اي ماء مالح وليس مالح كماء البحر وانما ماء غير صالح للاستعمال.
فهل خلقنا الله في هذه التركيبة ليذلنا نحن؟ ولكن نحن غير مدركين لهذا السوء في أول نشئتنا او لهذه الهيكلية الرخيصة، فالمذلة ليست لنا وليست لمن سيمتحن بنا اي (الشيطان)و انما هي لتخفيف وقع الامتحان عليه و هذا الامتحان كان رأفة بالشيطان كي لا يسجد، فقد سهل الله الامتحان عليه من محبته له و امره بالسجود لملخلوق فيه الكثير من النقص و الشوائب بتركيبته، فلم يكن آدم سوى كبش فداء للشيطان الذي لم يكفر للله بشيء ويقال ان الشيطان كان يسجد سجدة واحدة بمقدار الف سنة من عمر الارض او اكثر.
ويقال ان يوم الحساب الكل يورد النار، و الورود الدخول، " روي عن جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول::
" " لا يبقى بر ولا فاجر إلا دخلها فتكون على المؤمينن برداً وسلاماً كما كانت على إبراهيم ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا " فالنار ليست فقط خالية من الشوائب بل هي عنصر مطهر، فكيف اذا كان من خلق من مارج من نار اي من اللهيب الذي يعلو النار ان يسجد لمن اقل منه تركيبا حينها ما قيمة سجوده للله الذي هو يمجده ويعلم الملأ الاعلى عدم السجود لغيره، ومن ناحية ثانية فالله امر ولكن شاء شيء اخر ،فالمشيئة اقوى من الامر لذلك لم يستطع الشيطان الاستجابة للأمر وبقي على المشيئة متحملا مشقة الاخلاص.
جدلية السجود
آدم .. اصبح ايضا مجرد رهان بين الله و الشيطان وكي يثبت الله للشيطان ان بني آدم يحبون الله قال للشيطان اني اسلطك عليهم فقال الشيطان: ( قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين ( 82 ) إلا عبادك منهم المخلصين) قرآن كريم ،الا المخلصين فهم اصدقاء الشيطان و البقية اذا تم اغوائهم هم من يحاسب و هذا الحساب هو تكريما للشيطان وثمن جهده على ما فعله من جهد ليثبت لله انه هو الافضل ،وقال له اي( الشيطان) انك تعود الى نارك الى دارك فلم يقل له سوف اعاقبك بالطين كما قال لبني آدم سأعاقبك بالنار،فكما يحرق الجسد بالنار تطفئ النار بالطين، وهذا يدل على ان الشيطان قد اجتاز امتحانه بنجاح و واصبح هو من يمتحن الانسان ومن لا يسجد للشيطان اصطفاه الله كما فعل الشيطان عندما لم يسجد للانسان فهذه هي جدلية السجود و النتيجة هو الاخلاص لله فعدم سجود الانسان للشيطان كعدم سجود الشيطان للانسان هو فكرة الاخلاص لله رغم تحمل العذاب الذي سينزله الشيطان على الانسان في الارض كما فعل الله بالشيطان ولكن بعد خروجه منها اي( الانسان) سيفوز برضى الله كما سيحصل مع الشيطان بعدما تنتهي هذه الحلقة من دوامة الوجود ولكن الشيطان هو الرابح الاكبر لأن امتحانه كان امتحانا لفضيلته وآدم كان امتحانه امتحانا لشهوته.
المعصية بين الحمق و الذكاء
عندما أكل آدم من الشجرة كما يقال عصى وقال لربه لقد ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا لنكون من الخاسرين ( قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين)قرآن كريم، هنا كان الغباء فقد نسب فعل المعصية له ليقول للله انا احدد ما اريد ولله لا يحب من يقول انا فالانا هي للتكبر و لله يقول في حديثه القدسي :(الكبرياء ردائي و العظمة اذاري فمن نازعني واحدا منهما قصمته)
التبرير
(كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين)قرآن كريم فالشيطان لم يكفر يوما بالله وعندما عصى كأنه اراد ان يقول :(خلقتني لم تشاء وكيفما تشاء ولم تشاء ولو شئت لم خلقتني) فقد اقر بالمقدرة المطلقة لله وحده ولم ينسب لقدرته اي فعل، فقد قال لله بما اغويتني{قَالَ رَبِّ بِمَاأَغْوَيْتَنِي}الحجر39قرآن ولكنه لم يسجد ولم يقع في الغواية كما فعل آدم وقال ربنا انّا ظلمنا انفسنا و اكل من الشجرة ووقع في فخ الغواية و الشيطان امتحن مباشرة من الله و آدم امتحن من قبل الشيطان ،و اللبيب من الاشارة يفهم
صوفية الشيطان
اذا اردنا ان نعمل مقارنة بين ما قام به الشيطان في محبة الله وتحمل العقاب لأجل وحدانية السجود له فهو اشبه بالصوفي الذي رفض ان يكون في الكون غير الله صاحب القدرة المطلقة كما رآه ابن عربي في وحدة الوجود و الحلاج في الحلول وكما قال الحلاج حين ارادوا صلبه ( قد اجتمعوا لقتلي تعصّبًا لدينك، وتقرّبًا إليك، فاغفر لهم،فإنّك لو كشفتَ لهم ما كشفتَ لي لَما فعلوا ما فعلوا"(6
وكلام الحلاّج على الصليب يذكّر بما قاله المسيح يسوع على الصليب اغفر لهم يا ابت انهم لا يعلمون ما يفعلون فهو يدفع ثمن الاخلاص لرسالة الله
كان الحلاّج على قناعة ذاتيّة في أنّ صلبه وعذابه هما من مشيئة ربّه، وقد خاطبه قائلاً:
(فاعفُ عن الخلق ولا تعفُ عنّي، وارحمهم ولا ترحمني، فلا أخاصمك لنفسي، ولا أسائلك بحقّي، فافعل بي ما تريد) هنا يجسد لقومه عدم الاذعان، و الاخلاص لربه كما فعل الشيطان،و مع المسيح حين صلبوه وتقبل الصلب او العذاب ثمن الاخلاص لله
ودعاء احلاج هذا يماثل في جوهره ما قاله المسيح لأبيه السماويّ: "(يا أبتِ، إن شئت فاصرف عني هذا الكأس، ولكن مشيئتك لا مشيئتي) (لو22/42) فكلهم كانوا اصحاب بصيرة نافذة.
هذا هو الشيطان وما صدر عنه من اخلاص لله ،لم يتمرد على الله في عدم السجود انما جعل خرقة الصوفية ملاذا لعذابه ،تحمّل العقاب ،لم يساوم على محبة الله ،اما آدم فقد سقط عند أول امتحان..



#وسام_غملوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحياة اجمل لولا الرسل
- لو كان النبي محمد (ص) روسيا


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وسام غملوش - آدم بين فضيلة الشيطان و ذكائه