أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وسام غملوش - الحياة اجمل لولا الرسل















المزيد.....

الحياة اجمل لولا الرسل


وسام غملوش

الحوار المتمدن-العدد: 3444 - 2011 / 8 / 1 - 01:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الحياة اجمل لولا الرسل
حياة بلا رسل جنة لا خوف فيها من الموت
ما اعظم الانبياء حين يبثون فينا آياتهم مولّدين نبوءات..تومض وتبحث عن فطرة الالم و الخوف المغروسة فينا وهم يوقيظونها ليولد عبث الجحيم!!
دائما كان هناك قانون يحاكم المجتمع البشري على افعاله و لو اختلف التطبيق بين كل حقبة زمنية و اخرى لكن دائما كان هناك قانون لكل جرم و كان العقاب موجود على مدار التاريخ يختلف في تفاصيله من جماعة لأخرى لكنه يبقى عقاب.حتى اقرت شريعة حمورابي وكانت اول شريعة مكتوبة ومطبقة على الناس ، فمن اخطئ اتجاه الناس حوكم بما يرضي الناس.
لكن الله هو من خلق الخلق ،وهو صاحب النهي و الامر، فمن المفروض ان يكون له قانون ايضا على هذا المخلوق وهذا من وجهة نظر سماوية رسولية ولو اقتص القانون الارضي من الانسان يبقى قانون السماء قائما ويجب ان يقتص ايضا منه ولو كان الجرم ذاته، كالسرقة والقتل و غيرها، فعلى الانسان ان يتحمل العقابين الارضي والسماوي وهنا تكمن المأساة الكبرى و عدم الانصاف، والعدل الذي يصبح اشبه بزبد البحر متى لامسته الشمس اختفى، و من جهة اخرى فرغم تعاسة الانسان الدنيوية الذي طغى على مفهومها العام البؤس و الحظ القليل لأكثرية المجتمع البشري، وقلة قليلة هي التي تتمتع بحظ وافر ولكن لا يخلو من شبح الشيخوخة و غيرها من النكسات المتفرقة، فقد قال الامام علي ع (اذا انصفك الدهر يوم لك ويوم عليك) هذا اذا انصفك وايضا هذا قول محبط للمتدين لأنه يضعه امام عائق وهو عدم الوصول الى سعادة طويلة الامد .
و ايضا و رغم تحمله( الانسان) مشقات الحياة التي تحمل في طياتها الكثير من التعب و الالم و الطموح الباهت المنتهي بالموت، و رغم مدتها القصيرة العبور من نفق الى اخر فلم يكفي السماء هذا القدر العالي من العقاب و التعب حتى ارسلت الرسل ليكونوا منذرين( تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا ) الفرقان"قرآن كريم و النذير عكس التبشير ليصبح التبشير بوجود الجحيم لغة سماوية حيث ذكر في القرآن 26 مرة ، اما في العهد الجديد وردت 15 مرة بأسم الهاوية اي الجحيم وهناك تفسيرات عدة لمعنى كلمة الهاوية ولكنني أردت فقط ان اتطرق للتعذيب المتداول فيهم فحدث ولا حرج و سنظن للوهلة الاولى اننا نتكلم عن اسوأ مافيات التعذيب التي نراها فقط بالافلام ليصبح الجحيم اهول بمرات من عقاب الارض وتصبح رحمة الاله المطلقة غير موجودة لتحل محلها سادية التعذيب.
و ايضا هناك عذاب ما قبل الاثنين وهو ما ينتظر الانسان في البرزخ الاسلامي او المطهر المسيحي ويليهما تلك النار التي وقودها الناس و الحجارة و اذا سألها الله هل امتلأتي قالت هل من مزيد {يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ}قرآن، و(الهاوية والهلاك لا يشبعان وكذا عينا الإنسان لا تشبعان) " أمثال سليمان الحكيم 27-20 "، ويستخدم المسيح صورا معبرة لوصف نار جهنم أيضا، ظلمة خارجية، نار لا تنطفئ، أتون متقد، يصرخ فيه الناس، ويصرون بأسنانهم.
فالهاوية التي فيها العذاب الابدي لكل مجرم بعدما يكون قد اقتص القانون الارضي من جرمه أتى الرسل لينذروه عن العقاب المكرر في السماء، و عقاب اخر لنا اذا اخطئنا اتجاه اله لم نعرفه يوما ولا تؤثر الخطيئة عليه لا سلبا ولا ايجابا، ونحن ايضا لم ندنو من جنة ذاك الاله الذي خلق الصالح و الطالح ليس فقط اتجاه البشر، رغم ان السماء لم تستشر احدا عندما خلقته ليتحمل عواقب هذا الخلق الذي صنعه الاله و انتجه بالكامل ووضع من الشر في الانسان ما يكفي ليقوم بأسوء انواع الشرور ورغم كل هذا يصيح رجل الدين قائلا لكن هناك جنة نعيم ، ولكن دهر من الفرح لا يساوي دقيقة ألم وألم عبثي غير مبرر
لولا الرسل لكان الانسان يعيش هانئا مطمئنا وكان سينتج لنفسه فلسفة متواضعة تذهب به لخط مستقم دون قلق ولا تطمح الى يقين تلفه حلقات من الخوف ، فلولا كابوس ما بعد الموت الذي ينتظره حيث نادت به وجعلت من رحلة الموت شقاء لا ينتهي وآلام متكررة في لعنة ابدية لا تعرف ميناء ترسو عليها. وفي قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيمًا) [النساء: قرآن5.
فكثير من الناس تطبق القانون الارضي و هي راضية عن كل اعمالها ولا تخشى شيء و اذا عوقبت هي تعرف انها سببت الضرر لغيرها لذلك عوقبت، وهي تعاقب ولكن لا يخلو عقابها من الشكوى رغم انها تعلم شر فعلتها.
فقانون الارض هو قانون لنا وعقابه على افعالنا، لذلك أقر به الانسان رغم امتعاضه ،ولكن عقاب السماء هو خارج عن قدرتنا، فنحن نحاكم بطريقة مكررة نهيك عن اعمال تضر فقط بنا من عدم عبادة او شرب خمر او اشتهاءات متعددة هي مجازة ارضية.
فنحن نسير حسب القانون الطبيعي، ولكن للسماء أو رُسلها وجهة نظر خاصة، فلولا وجود الرسل و القاء الحجة الذي عكرت صفو الحياة و جعلتنا نعاني شتى الهواجس ولا نصل الى نتيجة حتمية، فرغم كل الفلاسفة الملحدين الذين حاولوا جاهدين بتر ما اتت به الاديان لكن عبثا كان الدين له الصبغة التي لا تزول وخصوصا عند لحظة مفارقة الحياة، فكل الافكار التي كانت تدور في خلد الانسان تتلاشى بلحظة وتسيطر عليه فكرة المجهول الذي ينتظره بعد الموت ويضيع بين ما اتت به الرسل وبين ما قرأه في طيات القانون الطبيعي ، فعلى سبيل المثال كارل ماركس الذي قال وهو على فراش الموت (اخاف ان يكون هناك رب يحاسبني على ما فعلت)

ورغم هذا العقاب السماوي الذي ينتظرنا دون مبرر منطقي يقال ان الرسل هي تسجل انتصاراتها لله، واي انتصارات !،انها جعلت من جحيم الله سجنا لمخلوقاته و هو غني عن العالمين، ونصّبت ذاك الاله زعيما لا راعي لرعيته، فإذا كان الراعي ذئبا من يحمي الخراف.
هذا من وجهة نظر الرسل فهذه المغالطة تضعنا امام امر اخر الا وهو ان يكون الرسل تلقو تعاليم ليست فقط لكوكبنا و انما هناك تعاليم لكواكب اخرى مزجت مع رسالاتهم، فالتأمل يجعل الانسان بحالة من الاندماج الكوني و الوجودي ويصبح الوحي اوسع واشمل، فالانسان بطبيعته خطاء فقد قال المسيح: "لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحًاً. لَيْسَ أحَدٌ صَالِحًا إلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ" (مت17:19) وقال النبي محمد ص( كل بني آدم خطاء و افضل الخطائين التوابون) وقال كل بني آدم و هذا الجمع يشمل حتى الرسل و هو يصح يوما ما لألقاء الحجة على المخلوقات اذا احتجو على الاجحاف بحقهم فيبرر الاله ويقول:" لم اقل كل هذا" وهذا مثالا ،فالدنيا متاهة احاجي و هو اتصف بالمكر (ومكروا ومكر الله ولله خير الماكرين) (قرآن كريم) ولأن رسالات السماء تنافي في كثير من جوانبها الانتخاب الطبيعي و نحن ابناء الطبيعة الارضية وما جادت به الرسل ربما كان اكثره لمكان اخر في هذه المجرة او الوجود الفسيح وان كان لنا فهو اجحاف بحقنا..
مسكين هذا الانسان اذا اراد تجنب القانون الارضي بكل انواعه و شريعة السماء بدقة متناهية فحياة لانسان تصبح لا تطاق حيث ستكون اشبه بسجن وبوابة العبور الوحيدة هي الموت الذي يؤدي الى سجن ابدي إن كان جنة او نار فمن يسكن الابد تقتله الرتابة..



#وسام_غملوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لو كان النبي محمد (ص) روسيا


المزيد.....




- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وسام غملوش - الحياة اجمل لولا الرسل