أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وسام غملوش - الله وسياسة الاديان (البقاء للاقوى)














المزيد.....

الله وسياسة الاديان (البقاء للاقوى)


وسام غملوش

الحوار المتمدن-العدد: 3511 - 2011 / 10 / 9 - 16:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الله و سياسة الاديان (البقاء للاقوى)
يقول ماكيافيللي في كتابه الامير الذي يعد من اهم الكتب السياسية ( هلك الانبياء العزل وانتصر جميع الانبياء غير العزل لان طبيعة البشر متقلبة ومن السهل آن نستميلهم الى امر من الأمور ولكن من الصعب آن نبقي على ايمانهم هذا)
حين انزل الله الاديان كان له سياستة و حكمته ربما، ولكن.. لماذا ؟!
وكان اول الاديان السماوية صحائف موسى او فيما بعد كتاب العهد القديم، ولكن باختصار كان الدين اليهودي دين دموي جدا، متغطرس وغير معترف بالاخر وله الحق باستباحة كل الحرمات، و هو شعب الله المختار لدرجة التطفل على الله في كثير من الاقوال، وربما هذا التطفل كان نتيجة انه الطفل المدلل عند الله وهذا على الاقل من وجهة نظرهم الدينية .
واكثر ما كتب في التطفل لدى اليهود هو ما كتب بالتلمود وهو الكتاب الاهم لديهم و الذي يعطي نظرة حقيقية عن هذا الشعب وكيف اراده الله، رغم تحول نظرة الله عنه في الكتب السماوية الاخرى كما ذكرت تلك الكتب.
وهذا بعض ما جاء في التلمود (حين يصعد الحاخام الى الله يقف الله منتصبا على قدميه) ، و ايضا (عندما يكون هناك جدال بين الحاخامات والله يكون الحق مع الحاخامات دون الله)، و غيرها من الاقوال التي تعطي نظرة عن قوة و بطش هذا الشعب والاستهتار بكل انواع الخُلق و الخلق، وسفك كل الدماء ومن دون مبرر، فكان الدين اليهودي هو دين القوة ويجسد نزعة الانسان في حب السيطرة و التملك دون النظر الى المعايير الانسانية و تحت عنوان البقاء للاقوى وهي شريعة الغاب.
ونزل الدين المسيحي ليجعل من الناس اكثر رحمة فانزل الله دين المحبة و التسامح ليبشر الناس بحياة ملؤها المحبة بعيدة عن العنف، ويتحمل هذا الدين كل الخطايا، وكان المسيح.. نبي او رب، متسامح الى ابعد ما يمكن، فكان مجسدا لصفة المحبة و التسامح وقال ( من ضربك على خدك الايمن فدر له الايسر) و هذا القول يحمل معاني كثيرة عن الدين المسيحي دين التسامح بأسلوب عقلي و روحي يوصل الى طهارة النفس ويبعدها عن كل انواع الشرور، والسمو بها الى ملكوت السماء.
ومن خلال هذه الحكمة يستطيع الانسان ان يروض نفسه كترويض حيوان مفترس و يصبح لدينا مجتمع تسوده المحبة و الالفة وهذا ما يقوله احد المنظرين (انك ان وقفت امام غورلا وجها لوجه سوف تسحقك ولكن ان جلست امامها على ارض دون نزاع لن تقدم على اذيتك) ولكن هذه النظرية لم تنجح مع المسيح وعذب وصلب وكل المحبة و التسامح قوبلوا بنظرة ازدراء.
و عاد الله ناظرا شاخصا الى هذه البشرية لا ادري ان كان عن حكمة او عن غاية في نفس يعقوب او عن فن توصيل الرسالة لهكذا مخلوقات، فانزل الاسلام وكان( امة وسطى) ما بين الرحمة و السيف وكان من اهم مبادئها وهي (العين بالعين والسن بالسن والبادئ اظلم)، وكانت مقولة اذا ضربوك على خدك الايمن فدر لهم الايسر، ولكن الايسر بلغة الاسلام كان السيف و ليس الخد، فالنبي محمد لم يصلب لانه كان مسلح وعسكريا وغزا المدن ودعى للاسلام بالمحبة و لكن كان السيف موجودا فوق الرؤوس، فلولا السلاح والقوة العسكرية لكان قُتل كما قتل المسيح.
ودارت الايام حتى قتل حفيده الحسين شر قتلة لأنه لم يكن لديه الجيش المدافع عنه، فالشعب ان استمالته فكرة ما او عقيدة ما من السهل ان يعود ويقتنع باخرى لذلك يجب ان تدعم العقيدة بسلاح لحماية العقيدة و الافراد، فالقوة تشعر الفرد بالامان.
وهكذا كانت سياسة الاديان او السياسة السماوية ومن نادى بالمحبة و التسامح هو اول من بعد عن دينه و هو المجتمع المسيحي لأنه دين الصلب وتحمل الخطايا، والمجتمع البشري دين عنف و قوة وبطش، واول من نادى بالعلمنة والانفصال عن الدين هم المسيحيين لأنه لم يلبي حاجات الفرد من تحقيق ذاته تحت راية العنف والدفاع عن حقه بالقوة و عدم التسامح، ولذلك اكثر من حافظ على دينه هم اليهود لأنه الاكثر بطشا وعنفا، وكما نرى الان ان المجتمع اليهودي هو المسيطر رغم قلة العدد ولكنه الاكثر عنفا عقائديا، و بعده الاسلام لأنه يلبي حاجة الفرد بالعنف، فالانسان مفطور على العنف.
ويبقى للمسلم جانب اخر الا وهو سلام الروح الذي يحتاجها الانسان في بعض مراحل حياته، لذلك ما زال عدد كبير من المسلمين يحافطون على دينهم لان فيه ملاذا للعنف و ملاذا للتسامح، وبسبب هذا العنف نرى التناحر بين اليهود والمسلمين لانهم يحملون في جعبة دينهم ذات العنف، ولان الدين المسيحي دين تسامح كان عرضة للابتزاز من قبل اليهود والسيطرة عليه في عدة اماكن وتشويه بعض حقائقه والاستفادة من بعض ما لديه.
فالمجتمع البشري مهما تحضر و مهما تعلم فهو مفطور على شريعة الغاب، لا يمكن ان يبنى وطن من دون قانون عقاب و سجون ،وكما نرى الان ان من يحكم الكرة الارضية هو من يملك اكبر ترسانة عسكرية و ليس من يملك اهم جمعيات خيرية.
وايضا اذا نظرنا الى قانون الطبيعة و هو قانون النشوء و التطور نرى ان الاجناس الضعيفة تنقرض و تستمر الاجناس القوية و هذا القانون هو من يحكم هذا الكوكب مهما الفنا من مجلدات عن التسامح و الحب فالاغلبية الساحقة من البشر يسيرهم القانون الطبيعي الفطري والقلة القليلة التي تجنح نحوى المحبة والسلام ولكن دون طائل، وقد قال الامام علي (الناس ثلاث انواع عالم افاد الناس بعلمه و عابد على سبيل النجاة و همج رعاع ينعقون مع كل ناعق)
فالاكثرية الساحقة من الناس لا يمكن ان تهجن وتصبح ذات فضيلة ولا يمكن ان يؤتمن مجتمع ما على خدمته الجماعية الا اذا كان هناك راع يحمل العصا.
فالمسيح عذب وصلب بسبب محبته وتسامحه و النبي محمد سمم في اخر ايامه لأنه لم يتخلى عن مبدأ التسامح و المحبة اما انبياء اليهود لم يُقتلو بل كان اليهود هم قتلة الانبياء.



#وسام_غملوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانسان بين رذيلته والاستهزاء به
- البشرية مشروع فاشل
- هل يلتقي حزب الله الامريكي على (المخلّص)؟
- ليست السياسة لعق على الالسن
- امركة الفوضى الخلاقة
- إرم واسلام ومجاعة
- آدم بين فضيلة الشيطان و ذكائه
- الحياة اجمل لولا الرسل
- لو كان النبي محمد (ص) روسيا


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وسام غملوش - الله وسياسة الاديان (البقاء للاقوى)