|
ليست السياسة لعق على الالسن
وسام غملوش
الحوار المتمدن-العدد: 3486 - 2011 / 9 / 14 - 09:06
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
(خير القرون الذين كان حكماؤهم حكامهم، ويليهم في الفضل من كان مستشاريهم ووزرائهم، وجلساء حكامهم، حكماؤهم، وشر القرون الذين يكون حكامهم "فرعونية"، ومستشاروهم "هامانية"، وجلساؤهم "قارونية)". السياسة:( لغويا من ساس يسوس بمعنى قاد وترأس، واصطلاحا تعني رعاية شؤون الدولة الداخلية والخارجية،و كلمة سياسة يمكن أن تستخدم أيضا للدلالة على تسيير أمور أي جماعة وقيادتها ومعرفة كيفية التوفيق بين التوجهات الإنسانية المختلفة والتفاعلات بين أفراد المجتمع الواحد، بما في ذلك التجمعات الدينية والأكاديميات والمنظمات) وهذا اقل تعريف ايجابي للسياسة. فالسياسي ليس بكثرة الرواية والحفظ، وذلاقة اللسان، والمكر و البهتان وانما بالاعمال وايضا ليس بالنيات. ولكن للأسف ما نراه في لبنان خاصة و هو اعتماده على اكثرية من السياسيين الذين يعتمدون سياسة النفاق بدلا من الانفاق وسياسة فرق تسد بدل اجمع و اربح وطن، وسياسة (من بعد جحشي ما يطلع ربيع) ولكن عندما يذهب الربيع لن ينبت العشب في اي مكان، وسياسة (كل ديك على مزبلتو صياح) ( بدل من الدجاجة ترعى وين ماكان والبيضة للكل) وسياسة المشروع الظرفي للزعيم بدل من سياسة الوطن الباقي للجميع . وهذا كله بسبب من يمتهن السياسة وعلى اي خلفية ثقافية نمت هذه السياسة، ولا اقصد فقط السياسة الحزبية بل ايضا البيئة الفاسدة التي نمت فيها هذه السياسة التي تساعد على افساد المنطق السياسي الصحيح. هناك ما هو اساس ليصبح الانسان سياسي، الا وهو الثقافة الفكرية التي ستنتج سياسة صحيحة و مفيدة حتى لو كان هذا السياسي قد تربى في بيئة غير صحية للسياسة، فعندما يصل الانسان لمرحلة الحكيم لن تأثر عليه ابوئة العالم كلها بأفكارها الرثة. فنحن في زمن اصبحت السياسة لعق على اللسان فكل شخص لا يعرف مهنة يفيد بها الناس يمتهن السياسة ،لأنها في وطننا هي فقط اقوال وخطب على المنابر و جماهير غفيرة تصفق، وتقاسم للارباح التائه في غياهب المشاريع، ويصبح نجم في ليلة وضحاها. ونجومية السياسي في لبنان خاصة هي اسرع من نجومية الفنان، ويكفي ان تكون ابن زعيم سياسي او لديك تحصيل علمي في العلوم السياسية او حتى القانون، اوان تكون مسؤول في حزب ما، فهذه العوامل كفيلة ان تجعل من اي مواطن ان يمتهن السياسة ليصبح كالديك الفصيح وفي كل ازمة تراه بالترهات يصيح. اما فيما مضى كان من يريد ان يمتهن السياسة عليه اولا ان يلم بعلوم كثير واهمها الفلسفة الصوفية فهي تجعل من السياسي قيادي يمتلك الحكمة في التعاطي و الفضيلة اتجاه خبث المال وغرور الكرسي. وحتى الحكام التي كانت تنقصهم الحكمة كانوا يستعينون بمن هو احكم منهم، فكان لدى الحكام والملوك حكماء يمتلكون من العلوم ما يجعلهم قادرين على اعطاء الحكمة، لذلك كانوا يتقنون فن السياسة من خلال علوم كثيرة وعلى رأسها كما ذكرنا الفلسفة و الصوفية التي هي منبع الحكمة وبعدها يمتهنون السياسة التي اصبح رأسها الحكمة وليس حفنة من كتب الشعر و الادب ومن كتب سياسية كتبها من تربع على عرش السياسة في طرق تسييسية امتهنها سياسيي من قبله اخذوا معنى السياسة التي تخدم المصلحة الشخصية في فترو ظرفية لتصبح السياسة كصفة في كل استشهاد او وصف للخبث والغدر والفساد في السلوك والاخلاق والتعامل. فعلى من يريد ان يمتهن السياسة عليه ان يتعلم كيف تمارس السياسة وليس كيف يلقي خطبات سياسية، ويتعلم كيف ينتقد اخطاء الاخرين وليس التطاول على من يفوقه حكمة ومعرفة. واما مقولة السياسي الشهيرة الذي لا يقولها للملأ ويقولها فقط لاتباعه الا وهي مقولة ماكيافيللي الشهيرة (الغاية تبرر الوسيلة)، ولنتخيل لو كل سياسي انتهج هذه المقولة للوصول الى منافعه الشخصية فماذا سيبقى للوطن. فالسياسي في بلدنا رجل يمتلك الكفاءة والقدرة على المراوغات والهروب من الحقيقة.. و طريق نجاحه في حزبه مرهونة بمدى حسن التخلص من الوقوع في الفخاف وتجنب الكمائن وحسن الإفلات من التهم والجرائم التي ارتكبها حزبه أو حكومته أو هيئته. فعليه ان يلعب دور المحامي الذكي مرة ،واخرى دور الحمل بين قطيع الذئاب. وهذه الصفات تصبح عدوى يمارسها الشعب كافة وهو لا يدري، وهذه حقيقة نراها في العالم العربي وفي لبنان خاصة ففي كل المجالات نرى الفساء بكل انواعه، حتى الدين الذي هو محصن اصبح على نفس النهج وكما يقال المثل (الثلم الاعوج من الثور الكبير). عندما طرح المفكر المصري الكبير فهمي هويدي في كتابه أزمة الوعي الديني سؤالا وهو هل الدولة مسؤولة عن أخلاق الناس؟ كان الجواب بنعم بعدما استطرد مجموعة من الأسباب منها نتيجة الانعكاسات السلبية لسياساتها وبرامجها وطرق تسييرها التي كلها كذب ونفاق وتزييف وخداع.. فالى متى ستبقى السياسة رهينة جهل معتنقيها وتبقى الشعوب مسلوبة لا تدرك معنى المواطنية وحقها في بناء الاوطان.
#وسام_غملوش (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
امركة الفوضى الخلاقة
-
إرم واسلام ومجاعة
-
آدم بين فضيلة الشيطان و ذكائه
-
الحياة اجمل لولا الرسل
-
لو كان النبي محمد (ص) روسيا
المزيد.....
-
فيديو منسوب لإدلاء نتنياهو بتصريحات حول السيسي وغزة.. ما حقي
...
-
تحذيرات قصوى في اليابان جراء فيضانات وانهيارات أرضية تضرب كي
...
-
بعد خطوات مماثلة اتخذتها سيول.. كوريا الشمالية تفكك بعض مكبر
...
-
بعد توقيفه لمخالفته شروط الإقامة.. مالك -ترامب برغر- في تكسا
...
-
شرطة لندن توقف المئات خلال مظاهرة ضد حظر -فلسطين أكشن-
-
ألمانيا تؤكد استمرار دعمها لإسرائيل رغم قرار وقف تصدير بعض ا
...
-
مذكرة توقيف دولية بحق دبلوماسي في السفارة الجزائرية بباريس ف
...
-
-هنا نبقى.. وهنا نموت-.. الغزيون يتحدّون تهديد الاجتياح
-
ترحيب دولي واسع باتفاق أذربيجان وأرمينيا وإيران تحذر
-
معركة الفنادق مع -بوكينغ-.. ما الذي تعنيه للمسافرين؟
المزيد.....
-
المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد
/ علي عبد الواحد محمد
-
شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية
/ علي الخطيب
-
من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل
...
/ حامد فضل الله
-
حيث ال تطير العقبان
/ عبدالاله السباهي
-
حكايات
/ ترجمه عبدالاله السباهي
-
أوالد المهرجان
/ عبدالاله السباهي
-
اللطالطة
/ عبدالاله السباهي
-
ليلة في عش النسر
/ عبدالاله السباهي
-
كشف الاسرار عن سحر الاحجار
/ عبدالاله السباهي
-
زمن العزلة
/ عبدالاله السباهي
المزيد.....
|