أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وسام غملوش - إرم واسلام ومجاعة














المزيد.....

إرم واسلام ومجاعة


وسام غملوش

الحوار المتمدن-العدد: 3457 - 2011 / 8 / 15 - 16:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



تشهد الصومال هذه الفترة اسوأ انواع المجاعات رغم انها كانت على مدار 20 سنة من معاناة القحط و الفقر ،و الامراض التي تحصد يوميا عددا من الاطفال و الشيوخ و النساء، و كأن الموت نصب خيمته و استقر بينما الاموال العربية استقرت خارجا تمول كل الانشطة الامريكية التي تستبيح العالم الاسلامي تارة في معنى الديمقراطية وتارة في ثقافة الفوضى الخلاقة.
هذه الاموال التي ليست فقط تعدت حدود البزخ العادي وانما تعدت حدود الافراط الغير مبرر لا شرعيا ولا اخلاقيا عند المواطن العربي حتى وصل به الامر الى حد الفجور وارتكاب كل انواع الرذائل.
مليارات الدولارات تنفق يوميا على شتى انواع الاهواء و الشهوات، وهي اموال غير متعوب بها بل هي هبة من الله لهذه الشعوب ولكن لأي مدى؟
هبة تبخل ان تعطي منها اخوانها من المسلمين ما يساعد فقط على العيش ،المسلمون الذين يموتون جوعا ومرضا ، فكيف لو كانت اموال من كد وتعب.
أين مقولة رسول الله صلى الله عليه وسلم: المسلم للمسلم كالجسد الواحد إذا اشتكى تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر، وقوله: المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا، وقوله: ليس منا من لم يهتم بأمر المسلمين، وقوله: من لم يهتم بأمر المسلمين ليس منهم.
يتغنون بالدين ليل نهار ام التطبيق فلا يتعدى حدود التنظير الا بالقيل بالنسبة لم لديهم من نتاج مالي.
فالمسلمون اليوم هم شعب فقط خطابي بامتياز، منتقد لكل انواع التحرر، بينما هو يعيش التحرر بكل انواعه بالخفاء، ويعيشه بطرق سادية مفرطة بالمجون ،ولا يرى في المتحرر الغربي الذي ما زال يمول حملات الاغاثة الا كفره في عدم العبادة التي لم توصله هو الى بر الامان الديني المنشود، ينتقده على شرب الخمر، ولا يسير في نهجه في حملات الاعانة للدول الفقيرة ،بل تراه يمول الحروب ويضع الفائض المالي في بنوك الغرب ليستفيد الغربي من هذه الاموال على كافة الاصعدة، واذا اصابه العجز اي (المجتمع الغربي )يقوم بحالة افلاس كما حصل في عام 2008 وتطير الاموال، ولكن العربي لا يتعلم ويعود ليستثمر امواله في البنوك الغربية ويترك أشقائه من العرب و المسلمين يموتون من حاجة العوز لضروريات الحياة ، ونحن الان على حافة فيلم جديد في الافلاس الغربي.
وترى الانسان العربي يخطب على المنابر جامعا حوله جمهور من المعجبين وعند انتهاء الخطبة يسأل كيف كان ادائي، وقلة قليلة هي التي تهتم وتطبق ماتقول من الخطبة. وتراه ليلا نهار باحثا عن رغبة تشبع شهواته العطشى، ولكن كأس من الخمر لهو افضل من عقود الرغبة المخفية في دهاليز الخوف.
تراهم يشيدون الجوامع التي تشبه القصور ولكن هناك قول اصبح عرف عند المتدينين الذين اصبحو عملة نادرة الا وهو(لو كان زيت القنديل الذي في المسجد هو اعانة لفقير ما، فهذا الزيت يحرم على المسجد ويعطى للفقير) وهنا تطبق مقولة العطاء الذي ذكرها "جبران خليل جبران" (هو ان العطاء ان تعطي ما انت بحاجة اليه وليس ما هو فائض عنك)، فماذا سنقول عن أكثرية الحكام الذين لا يقدمون حتى ما فاض عنهم بل الانكى من كل هذا ان كثير من الاموال العربية استعملت لتمويل الحروب العربية و الاسلامية و استعلمت في ثورات لا تخدم الا الغرب ،و استعملت في اشعال حروب لتبيع المصانع اسلحتها لمجتمعات غارقة بالتخلف ليعود من في الغرب من شركات ومصانع تبني ما هدم بأمول عربية.
فما اوجده الله اعانة لهذه الشعوب اصبح ايضا نقمة عليها .
فأين الحكمة الالهية من هذا العطاء للمسلمين واين حكمة المسلمين الذي تقول ان المسلمين هم خير امة اخرجت للناس، ربما الحكمة الالهية هي ابتلائهم بالاموال ليحق القول منه أي (الله) بعد ان يفسقو فيرسل عليهم غضبه ويدمرهم تدميرا ؟
نراهم يتسابقون على تشييد الابراج العالية ويتباهون في القصور وكأن أرم ذات العماد ستولد يوما من هذا القوم، وبعدها سيرسل الله عليهم ريح صرصرا، وكأن الزمن يعيد بهم الى الوراء، فهم في نفس منطقة عاد بن شداد ملك مدينة ارم الذي بنيت كما يقال ما بين الربع الخالي و حضرموت وعمان قبل 3000سنة ق.م، فهم قوم ارادو ان يبنو جنتهم على الارض، و الارض على مر العصور كانت ترفض ان تبنى عليها الجنان وكان دوما سخط الطبيعة او القانون الالهي يدمر هذه الجنان وكأن الارض هي معقل وليست للراحة و الترفيه، وهذا ما حصل في مدينة سبأ ايضا التي هي تقريبا في نفس البقعة من البسيطة ،وهناك عدة امثلة على هذا الكوكب.
فهل سيتعلم هذا القوم معنى التقوى الانسانية التي لم يعرفها في غابر الزمان اجداده من الآدميين؟
هل ستكون ارم ذات العماد عبرة لهم ام انهم سيكونون عبرة جديدة لجيل جديد؟
ولكن ما نراه هو ما ينذر بإرم جديدة و عاد جديد وريح صرصرا.



#وسام_غملوش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آدم بين فضيلة الشيطان و ذكائه
- الحياة اجمل لولا الرسل
- لو كان النبي محمد (ص) روسيا


المزيد.....




- فوق السلطة: شيخ عقل يخطئ في القرآن بينما تؤذن مسيحية لبنانية ...
- شيخ الأزهر يدين العدوان على إيران ويحذر من مؤامرة نشر الفوضى ...
- مسيرة مليونية في السبعين باليمن للتضامن مع غزة والجمهورية ال ...
- إسرائيل تعرقل صلاة الجمعة بالأقصى وتمنعها في المسجد الإبراهي ...
- أوقاف الخليل: إسرائيل تمنع الصلاة بالمسجد الإبراهيمي لليوم ا ...
- من -مشروع أجاكس- إلى -الثورة الإسلامية-.. نظرة على جهود أمري ...
- قائد الثورة الاسلامية: العدو الصهيوني يُعاقب.. انه يُعاقب ال ...
- الشرطة الأمريكية تحقق في تهديدات ضد مرشح مسلم لرئاسة بلدية ن ...
- بابا الفاتيكان يحث قادة العالم على السعي لتحقيق السلام بـ-أي ...
- مرجعية العراق الدينية تدعو لوقف الحرب


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وسام غملوش - إرم واسلام ومجاعة