أوجاع الوطن

عبدالله صقر

الحوار المتمدن-العدد: 3585 - 2011 / 12 / 23 - 08:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لا شك أن هناك خللأ على ساحة الآحداث التى تجرى على قدم وساق وكان نتاجها قتل وحرق وإنتكهاكات , لسنا فى حاجة لها , ولا سيما أن هذه الآحداث ليس لها صلة بما قاموا بالثورة , لآن الثوار , لهم ميثاق شرف , ألا وهو عدم الآضرار بالممتلكات العامة للوطن , وهذه الآحداث إن دلت فإنما تدل على أن هناك إنتكاسة فى المنظومة كلها .

إن من ينادى بصوت عالى بإسقاط الدولة بمؤسساتها إنما هم عملاء وخونة , وضد مصالح الوطن , وهم يغلبون مصالحهم فوق مصالح الوطن , الذى هو فى أمس الحاجة لكل إنسان شريف يأخذ بيد ه , حتى يخرج من هذه الكبوة , هؤلاء الذين ينادون بصوت عالى لدحر ونحر مصر , نحن فى غنى عنهم وعما يفعلون , إن إسقاط نظام الدولة يعنى إسقاط مصر كلها , وبكل مؤسساتها المدنية والعسكرية .

إن هذا الجهل المتفشى , إنما يضر بالوطن ومصالحه , أنهم أنفسهم حاولوا مرارا وتكرارا بأن يدسوا السم فى العسل , بمحاولاتهم الوقيعة بين الجيش والشعب , ولم يدركوا أن الجيش هو الحصن المنيع والدرع الواقى للوطن وأمنه , ونحن ألتجأنا اليه ونحن فى أحلك الآوقات , وإذا ما كان الجيش يرغب فى السلطة لكان سطا عليها منذ الآيام الآولى , أيام ما كان هناك فراغ رهيب فى السلطة , والحكم كان للرعاع من البلطجية والحرامية , عندما حاولوا ذبح رجال الآمن , كى يحيدوا دور الشرطة , لتصبح الحياة جميلة لهم , وينهبوا من خيرات البلد بالترويع والقتل فى الآمنين من الناس , أنا لا أدافع عن الجيش , إنما هى كلمة حق للتاريخ .

الجيش ليس له رغبة فى السلطة , وهم يقفون ويساندون الشعب , ويتعرضون للقتل من فئات مأجورة من أولاد الشوارع , الثورة قامت وفرحنا جميعا للخلاص من قهر دام أكثر من مئات السنين , لكن ما نراه من صدامات , لم يكن فى الحسبان , إن الثوار لا يدمرون تراث مصر , ولا يسيئون الى ثورتهم , نعم هذه الآعمال التخريبية لم تأتى من فراغ , إنهم المدمرون الذين لا يتبعون الثورة , إنما هم جماعة مأجورين لتدمير منشأت ومؤسسات الدولة بأحكام وعمل مدبر من قبلهم , فهم لهم أسياد يحركونهم , ويعطونهم بسخاء , ولذا نرى الفرد منهم يجابه النيران بصدره ولا يهابها , كى يحلل الجنيهات التى حصل عليها من أسياده الذين أشتروه لتدمير مصر .

أنا لن أدعى على أحد ولكن الشواهد والآحداث هى التى أظهرت هذه الحثالة المأجورة على مصر وأهلها , لآنهم يحالون الشقاق بين الآمة وزرع الفتنة , فهناك من يكرهون مصر , وهم لا يظهرون إلا وقت المحن التى يمر بها الوطن , نعم نحن نعلم جميعا بأن الوطن فى محنة , وله الكثير من الآوجاع الجسام ويجب على الجميع رأب الصدع وعدم التهويل فى الآمور وتغليب مصلحة الوطن على المصالح الشخصية لآننا فى يوم من الآيام سنزول وتبقى الآوطان , ويلزم الوطن عقول نيرة وحكيمة كى تخرج الوطن من ألام وأوجاعه .

للأسف الشديد أن هناك أناس يظهرون على شاشات التليفزيون يحللون ويثرثرون على هواهم وأمزجتهم الشخصية , وكأننا فقدنا الذاكرة , أين الغقول والقوى الوطنية المستنيرة والقادرة على وأد هذه الآحداث التى أندس فيها الجهلاء , من يقول أن هناك إنسان عاقل ومستنير الفكر تمتد يده على تاريخ وتراث مصر العلمى ويحرق ويدمر الكيان العلمى لمصر ؟ ! , إننا يجب أن نتجاوز هذه الحنة العصيبة التى تمر بها مصر , وذلك لعدم إحداث فوضى عارمة تهدد امننا جميعا وحتى لا نعود الى عهود الغاب .

نحن نعلم أن عملية التحول من نظام الديكتاتورية الذى عايشناه سنيتا , الى النظام الديمقراطى الذى ننشده , يلزمه وعى جماهيرى بأهمية الديمقراطية لنا , حتى نستطيع أن نحافظ على تراثنا وثورتنا وتاريخنا , وأن يكون هذا التحول بسلاسة ويسر حتى لا نتخبط كالعميان , لكن من الملاحظ من خلال الآحداث التى نمر بها , أن هذه العصبيات والتهورات لا تتمشى مع روح الثورة المجيدة , ولزاما علينا أن نحافظ على ما أنجزناه من خلال ثورتنا , ونخاف على وطننا لآن الآوطان إذا ضاعت لاقدر الله , فلا يمكن أن نعوضها أبدا .

إن تنامى المليونيات وعدم وضوح الرؤية , وعدم الوفاق فى الآراء بين القوى السياسية , لهو دليل واضح على أن الثورة يلزمها قائد ومخطط يدير حركتها حتى لا يكون هناك تخبط وتناحر وتطاحن بين القوى السياسية , حتى لا يكون هناك أجتراء على المجتمع , لآن ما فعله القلة المستهترة من أطفال الشوارع فى حق مصر لهو خارج عن الآطار الخلقى لشعبنا , لآن أى ثائر غيورعلى ثورته لا يفعل ما فعله هؤلاء المارقين , لآن كل شعبنا رفض تلك الآفعال المشينة جملة وتقصيلا , وحتى لا تتحول الثورة الى عورة .

#عبدالله_صقر (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل