أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله صقر - أجراس الخطر














المزيد.....

أجراس الخطر


عبدالله صقر

الحوار المتمدن-العدد: 3583 - 2011 / 12 / 21 - 09:08
المحور: الادب والفن
    


حقا إنها مشكلة من أكبر المشاكل التى تواحهها المجتمعات العربية , وهى من أصعب وأحرج المشاكل التى واجهتنى فى حياتى , لكن صاحبة المشكلة كانت تثق فى , وتعاملنى كوالدها الذى وجدت فيه حنان الآبوة المفقودة فى أغلب شبابنا وشاباتنا هذه الآيام , فحين كنت أعمل مدرسا فى مدارس البنات , فى مرحلة الآعدادى , شاهدت مشاكل لا حصر لها من البنات حيث تعتبر هذه الفترة العمرية من أصعب المراحل , لآنها فترة المراهقة , هذه الفترة تعتبر كالبركان الثائر , وإذا لم يوجد القائد والموجه للشاب أو الفتاة , فسوف يكون نتاجها الآنحراف عن المسار , والآنحدار الخلقى , وما يترتب عليه من سلبيات مجتمعية , نحن فى غنى عنها .

فى أحدى السنوات , جاءتنى تلميذة صغيرة فى الصف , وكنت جالسا بمفردى , خلال فترة الآستراحة , بنيانها الجسمانى ضعيف , فى نظرى لم تكتمل الآنوثة, كانت تبكى بكاءا شديدا , قلت لها ما بك يا أبنتى ؟ قالت أنا خائفة يا أستاذ , سألتها مما تخافين ؟ قالت لقد أتيت إليك لآنك فى حكم والدى , وسوف تدلنى على حل لمشكلتى , وقالت سوف أحكى لك حكايتى , وقالت : لقد أحببت صديقا لى حبا شديدا , سيطر على أفكارى وكيانى , بحكم كلماته وأخلاصه وخوفه على , لم أستطع أن أعصى له أمرا , هو فرش لى الدنيا ورودا وحريرا , أوهمنى بأنه يحبنى , وقال لى , سوف أتزوجك , قلت له نحن لازلنا صغارا على الزواج !! , فأنا لازلت فى الصف الثالث الآعدادى , وأنت فى أولى ثانوى .

أقنعنى حبيبى بأن هناك زواج يسمى عرفى , وهو زواج رسمى بين المحبين الذين غير قادرين على إعلان زواجهم للناس , وهو زواج بعقد بينى وبينك وبشهود , وأنا سوف أدبر الشهود من أصحابى وصديقاتى , فأنا أسنطيع أن أدبر كل شئ كما أريد , وأقنعنى بهذا الزواج , وأنه سوف يظل سرا بينى وبينك الى أن نكبر شويه فى السن , وأن له صديق لديه شقة خالية , لان والديه فى الخارج , أقتنعت بالفكرة , وفعلا ذهبنا الى هذه الشقة وكنت أهرب فى بعض الآيام من ,المدرسة , وأذهب معه , وكنا نعيش حياة الوزوجين , قالت المشكلة الكبرى وهى تبكى أننى حامل فى الشهر الثالث , وعلى الفور سألتها ألم تلاحظ والدتك بأى تغييرات على تصرفاتك أو أى أعراض للحمل ؟ ! ردت وقالت لآ , كما أن هناك مشكلة أكبر من كل هذا , ألا وهى أن هذا الشخص بدأ فى التهرب من هذه الفتاة المسكينة التى وثقت فى ذئب من ذئاب المجتمع , وبدأ يتملص من فعلته , ويهرب الى أماكن بعيدة عن الآعين , وهو لايعترف بما أقترفت يداه , قل لى يا أستاذ ماذا أفعل مع مشكلتى , بالله عليك !!! هل أنتحر وأخلص نفسى من هذه الحياة كلية , أنا أعيش فى عذاب نفسى فظيع .

قلت لها يا أبنتى , الانتحار ليس هى الوسيلة التى سوف تخرجنا من مشاكلنا , ,يا أبنتى حين نخطأ فى حق أنفسنا يجب أن نواجه هذه المشاكل بصلابة حتى نخرج بحلول إيجابية لها , لزاما عليك أن تواجهى هذه المشاكل بجسارة وشجاعة منك , وتكونى أكثر صراحة مع والدتك , لآن الآم هى القلب الحنون وهى مستودع الآسرار لبناتها بالذات إننا حين كنا نشعر بالضيق كنا نرتمى فى حضن أمهاتنا , ونحكى لآمنا عن مشاكنا , دون حرج , أنت فى مشكلة كبيرة ولن يحلها مدرس ولا مدير مدرسة , لآن حلها عند أمك , ولآن أمك سوف تتصدى للمشكلة بكل حزم مع هذا الندل الذى سلمتى نفسك له , أمك لن تكشف سرك لآحد , وستخاف عليك من العواقب , ولن تتوانى لحظة فى حل مشكلتك , ويجوز يا أبنتى أن أمك أن تأخذ عليه شروط وتهدده باللجوء للقانون , , وحاولت أن أهدئ تلك الفتاة المسكينة والمخدوعة فى ذئب من الذئاب البشرية , والتى كادت أن تنهار وهى تسرد لى قصتها الغربية .

وبعد مايقارب الآسبوع أنقطعت البنت عن المدرسة , بصراحة أنشغلت وخفت عليها , وكلفت بعضا من زميلاتها , بالذهاب والآطمئنان عليها , وفعلا كانت بخير وعلى ما يرام , وفى يوم ليس ببعيد وجدت الفتاة تاتينى وتقول لى بأنها فعلت كما قلت لها , والموضوع تم حله عن طريق العائلتين حيث أخذوا تعهدا على الولد بان يتزوج البنت بعقد عرفى , وعلى هذا سوف يكون الجنين أبنه , ويسير العقد العرفى ساريا , لكن دون المساس بالبنت لحين بلوغها سن الرشد , وأنه سوف يتزوجها قانونى ,

المشكلة كبيرة حقا , تواجهها المجتمعات العربية , لآن شرف البنت عندنا هو من أغلى وأثمن ما نملكه , وهو المعيار لكثير من الآسر المحافظة على بناتها , وإن لم يكن كل الآسر العربية , لآن شرف البنت كعود الكبريت , كما يقولون فى الآمثال العربية , وهذا الشرف لا يشتعل إلا مرة واحد , فكل أسرة تخاف على بناتها من مثل هذه العواقب الوخيمة , بالطبع هذه المشكلة من تراكمات التربية الخطأ , ويتدخل فيها العديد من العوامل , منها عامل التربية والنشئة الغير سوية , والتى يهمل الوالدين أبناءهم , ولا سيما الآم ( الآم مدرسة إذا أعدتها , أعددت شعبا طيب الآعراق ) , الآم دائما البنت تجنح لها فى كل شئ , ودائما البنت تحكى لآمها أسرارها , فهناك أمهات من نوع متسلط , ينفر منه جميع ألابناء , وهنا ينقطع قناة الحوار بين الآم والآبنة للأسف , أو أن الآم تكون مشغولة بنفسها , ولديها أنانية لحب الذات , وتهمل أولادها وبناتها .

أقول وأكرر أن التنشئة الآسرية , تكون كالبذرة التى نزرعها فى أرض خصبة , ولا يمكن أن نزرع البذرة فى أرض صحراء جرداء غير صالحة للزراعة , هذه البذرة , لا تنمو نموا صالحا للبيئة , كبقية النباتات الآخرى , نعم أنها التربية الصالحة تخرج لنا أجيالا صالحين مفيدون للوطن , وتخلق جيلا سويا , بعيدا عن الجنوح والآنحرافات وعالم الجريمة , جيل يعرف ما له وما عليه , من حقوق وواجبات .
نحن ندق أجراس الخطر لكل أسرة تنشد لآبنائها العلياء والسمو والآبتعاد عن الرزيلة , لآن العود إذا مال , فمن الصعب علينا أن نعدله مرة أخرى .




#عبدالله_صقر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أطفال العالم تناجى السلام
- أغضب على كيفك أغضب
- إفقار الشعوب هى لغة الحكام الظلمة
- أنا التاريخ الدفين
- قبل ما أحبك حلمت بيك
- كلمة عتاب بقولها لك
- أصحاب اللحاة الطويلة ... أتركوا المرأة
- ذكرياتى فى المعركة
- أنا لم أختار أسمى
- ذكريات أكتوبر وخطاب الشهيد
- لماذا الهجوم على نجيب محفوظ ؟ !
- يا عرب أحذروا هذا الرجل
- السياحة والمناحة
- رسالة الى الحكام الظلمة
- النقاب والعقاب
- تهنئة ومودة وأحترام
- تغليب مصلحة الوطن
- كنت بحلم
- مسكين أيها الوطن
- كنت ثرثارا بحكم وظيفتى


المزيد.....




- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...
- باللغة الفارسية.. شيخ الأزهر يدين استمرار الغارات الإسرائيلي ...
- “اخر كـلام “موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان 195 الموسم السابع في ...
- فيلم -المخطط الفينيقي-.. كم تدفع لتصبح غنيا؟
- حرارة الأحداث.. حين يصبح الصيف بطلا صامتا في الأفلام
- -بردة النبي- رحلة كتاب روائي في عقل إيران الثورة
- تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك 2025 بتحديثه الجديد على النايل ...
- قصة الرجل الذي بث الحياة في أوليفر تويست وديفيد كوبرفيلد
- وزيرة الثقافة الروسية: زاخار بريليبين مرشح لإدارة مسرح الدرا ...
- “وأخيرا بعد طول انتظار” موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 1 ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله صقر - أجراس الخطر