أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الرحمن كاظم زيارة - القومية والدين : ليس ثمة فرصة للتصادم فالامة كلها حزب الله














المزيد.....

القومية والدين : ليس ثمة فرصة للتصادم فالامة كلها حزب الله


عبد الرحمن كاظم زيارة

الحوار المتمدن-العدد: 3576 - 2011 / 12 / 14 - 14:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


واحدة من خصائص هذه المرحلة التصادم بين القومية والدين ، ولقد توقع وقوعها اكثر من مفكر عربي منذ وقت مبكر من القرن الماضي ، وقال معظم المفكرين العرب ان لاخوف من هذا التصادم . ولقد عنوا بهذا التصادم حصوله بين القوى الممثلة للفكر القومي والقوى الممثلة للفكر الديني المسيس .

ونحن نتفق مع هذا تماما .. ونضيف :
ان التصادم أمر مفتعل لأن الدين عقيدة والقومية وجود اجتماعي .ولايحصل تصادم بين فكر ووجود ، لأن الوجود مبعث للفكر ولايناهضه ولايصطدم به ولايناقضه ، وانما تحصل المناهضة والاصطدام والتناقض بين شيئين هما من طبيعة واحدة ، بين فكر وفكرآخر ، بين قومية وقومية اخرى ، بين دولة ودولة اخرى ، بين منهج ومنهج آخر .

ولهذا من غير الصائب طرح تسائل يقول :
كيف نوزان بين قوميتنا العربية وديننا الاسلامي ؟
فهذا تلفيق ، وينطوي على تجاهل للفرق في طبيعة كل من الدين والقومية .
وليس من الصائب التساؤل :
هل نحن عرب أم مسلمون ؟
فمثل هذا التساؤل مثل صاحبه السابق .

والصائب هو التساؤل عن طبيعة الصلة بين عروبتنا واسلامنا . ويفترض التساؤل هنا وجود صلة بين " فكرة " و "وجود اجتماعي " ، وهو افتراض صحيح ، بل تام الصحة .
وإجابة هذا السؤال تكمن في الواقعة التاريخية التي دخل الاسلام على اثرها كمقوم من مقومات القومية العربية .

اما الواقعة التاريخية فهي الرسالة الاسلامية بوصفها ثورة داخلية في المجتمع العربي ، احدثت انقلابا هائلا في بنيانه القومي ، ذلك ان القران الكريم عربي اللغة ، ومعانيه عربية ،
وامثلته عربية ، والنبي عليه الصلاة والسلام عربي ، والرعيلالاول الذي حمل الرسالة وتحمل وزر المرحلة التأسيسية عربي ،ومعظم الفتوحات الاسلامية إن لم نقل كلها تمت على ايدي العرب المسلمين وفي ظل زعامة عربية . ولتوفر العناصر العربية في الريسالة الاسلامية كما تقدم ذكرها انفردت القومية العربية بعامل متفرد في صيرورتها وتطورها وليس في نشأتها باضافة الاسلام الى جانب عناصر تكون او نشأة اي قومية من القوميات .

اي ان الواقعة التاريخية ـ ثورة الاسلام ـ كانت حدثا داخليا ،عربيا ، اما القوميات الاخرى فأن الاسلام جاءها وافدا من خارجها ،وهذا أمر فارق وجوهري في تفرده . بل ان ارض العرب هي مهد الرسالات السماوية باجمعها وكل الانبياء والرسل عرب ، فاليهيودية والمسيحية والاسلام دينات هبطت على ارض العرب وعلى انبياء عرب ، وان ابراهيم الخليل عليه السلام عراقي المولد ، عربي الارومة وهو ابو الانبياء عليهم السلام .
مع ملاحظة ان قولنا بأن الاسلام مثل عميقة في اتلمجتمع العربي لايقصي التشريع السماوي ، بل ان التشريع السماوي هو القوة الاولى لهذا التغيير ، فالاسلام دين قبل ان يكون ثورة ، ولكن سياق نشره والجهاد في سبيله احدث ثورة عميقة في حياة العرب بل وفي صيروتهم القومية ايضا .
فاذن لاحاجة للعرب الى احزاب دينية ، وبصفة خاصة لاحاجة بهم الى احزاب اسلامية لأن الاسلام احد مقومات الامة العربية وهو يمثل حضارتها وقيمها وشريعتها في الحياة ، بحيث ان الاحزاب التي يصفها المتأسلمون بالعلمانية هي احزاب اسلامية من حيث الاصل ، تعمل في أمة اكتملت صيرورتها بمقوّم الاسلام وان حال الاحزاب المتأسلمة ليس بعيدا عن حال غرفة ماء تنعزل عن البحر وتدعي بأنها كل مياه المحيط العظيم .

واذا احتكمنا الى القران الكريم فنجد ان أمر المسلمين شورى وكل ابناء الامة مسلمون سواء بالدين او بالمعنى الذي يخص العرب غير المسلمين ، فهم ـ اي غير المسلمين من العرب ـ جزء من الامة التي مثّل الااسلام مقوّم من مقومات تكونهم الحضاري والوجداني والقيمي .وان وجود احزاب اسلامية قد ينطوي على تكفير لكل الامة دون استثناء او لجزء منها ، ذلك ان الوصف القراني للامة الاسلامية هو انها حزب الله ،وان المسلمون هم حزب الله .

فكل المسلمون حزب الله ، الامة كلها كلها حزب واحد، ولكن المتأسلمينتجنبوا او اغفلوا المعنى القراني للفظة حزب رغم دعوتهم لحاكميته واخذوا بالمعنى الاوربي
لهذه اللفظة ، وهو مفهوم لو اقترن بالاسلام لمثل انشقاقا في الامة .

ولو احتكمت هذه الاحزاب لمعاني الالفاظ كما وردت في القران الكريم لما ادانت الارهاب ، لأن الارهاب حسب القران الكريم ليس هو الذي نستنكره جميعا ، ليس هو الفعل الجرمي الذي يقتل المدنيين ويدمر المصالح المدنية ويروع المواطنين ، فحق ان نطلق على مثل هذه الاعمال بالجريمة ومقترفوها بالمجرمين .اما الارهاب كما جاء في القران فهو الردع ،بل هو الارهاب ، وهو أمر اوجبه الله على المؤمنين ، فكيف يستنكره الداعون الى حاكمية الاسلام ؟! أليس من المفروض ان يتولوا التصحيح ، وأن لاينخرطوا في تحريف معاني القران الكريم ، وان لايخوضوا مع الخاضئين ؟ !!



#عبد_الرحمن_كاظم_زيارة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة الكوبي بيست
- شيئا عن منطق الحواء المعالجة الجبرية للكينونات
- البيرَة قْواطية ثقافة خطيرة تسوّق الاحتلال بثوب الثورة والدي ...
- التحديات المعاصرة التي تواجه الفكر العربي الوحدوي ( تحالف ال ...
- العلمانية ليس كفرا والاسلام دين علماني دون جدال
- الحق في امتلاك السلاح النووي واسلحة التدمير الشامل
- منظمة الامم المتحدة منظمة إرهابية
- المنطق واللغة والفلسفة
- مقايسات المنطق التوحيدي بين الاعتلال المنطقي والغاء مقولة ال ...
- القصيدة مقفاة ولابد لقصيدة الشعر الحر من اسم آخر
- الحوار المتمدن فضاء يستعيدنا وكلمة السر الضائعة
- في نقد المنطق التقليدي ..(7) تقسيم القضايا
- إحباط محاولة إنقلاب ابيض في البيت الاسود
- ماذا بعد أن أحرق آل سعود الحزام العراقي الاخضر( تجليات حرب ص ...
- وباء صعدة : جبل النار وبضعة مليارات
- في نقد المنطق التقليدي ..(6) النقض
- في نقد المنطق التقليدي ..(5) القضايا المنحرفة .
- في نقد المنطق التقليدي ..(4) القضية الشرطية وتقسيماتها
- في نقد المنطق التقليدي ..(3) النسبة
- في نقد المنطق التقليدي ..(2) السلب والعدول وغياب النفي


المزيد.....




- المتحدث باسم حركة فتح: تصور اليوم التالي للحرب بغزة أصبح خطة ...
- المؤتمر اليهودي المناهض للصهيونية يدعو إلى طرد إسرائيل من ال ...
- التصوف بالحبشة.. جذور روحية نسجت هوية الإسلام في إثيوبيا
- ماليزيون يطالبون حكومتهم بعدم قبول سفير أميركي يهاجم الإسلام ...
- من هو حكمت الهجري الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز؟
- نتنياهو أبلغ بابا الفاتيكان بقرب التوصل لاتفاق لإطلاق الأسرى ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد على كل الأقمار الصناعية بجودة عا ...
- بعد استهداف الكنيسة في غزة.. اتصال بين البابا ونتنياهو ووفد ...
- قادة مسيحيون في زيارة -نادرة- للكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في ...
- الفاتيكان يكشف ما قاله البابا لاوُن لنتنياهو حول الكنيسة في ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الرحمن كاظم زيارة - القومية والدين : ليس ثمة فرصة للتصادم فالامة كلها حزب الله