أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرحمن كاظم زيارة - ماذا بعد أن أحرق آل سعود الحزام العراقي الاخضر( تجليات حرب صعدة)















المزيد.....

ماذا بعد أن أحرق آل سعود الحزام العراقي الاخضر( تجليات حرب صعدة)


عبد الرحمن كاظم زيارة

الحوار المتمدن-العدد: 2825 - 2009 / 11 / 10 - 08:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد ان وضعت الحرب العراقية الايرانية اوزارها ، قال الملك فهد ( لولا الرئيس صدام حسين لأصبحنا متسولين في احياء الهند الفقيرة ! ) ، وما أن اشتعلت الازمة مع الكويت حتى سعى الملك فهد نفسه لتدويل قضية الكويت برغم استعداد العراق آنذاك لحلها في المحيط العربي ، فحصل الذي حصل من عدوان على العراق تجاوز هدف ( تحرير الكويت ) الى ما هو أبعد بكثير تخلله حصار لم يشهد له مثيل تحمل اعبائه شعب العراق طويلا .. ثم انبرى آل سعود وآل صباح بانفاق اموال شعبيهما لدفع مجرم الحرب جورج دبليو بوش للاقدام على احتلال العراق .. مدفوعة بحسابات تضع نصب عينها فقط الحفاظ على استمرار ملكها لاراضي وخيرات وشعب نجد والحجاز مهما كلفها من اموال ومهما كلفها على الصعيد السياسي ، حتى ان المحلل السياسي لايخرج إلا باستنتاج واحد بصدد طبيعة النظام السعودي ، وهو ان هؤلاء القوم مجرد مالكين لآبار النفط والدولة عندهم مجرد شركة تضخ النفط للعالم فقط . ولكن وزير خارجية آل سعود وبعد ان تنبه الى ان حسابات الحقل لم تكن مطابقة لحسابات البيدر عبّر عن أنينه واوجاعه واوجاع بني عموته من الاسرة المالكة حينما قال ( ان الولايات المتحدة احتلت العراق وفتحت الباب واسعا أمام ايران ) ! ونقول له ان العراق كان لكم ولكل دول الخليج العربي درءا يصد اطماع الطامعين ، وكان لكم حزاما أخضر يصد الرياح الصفراء ويبعد عنكم شبح التسول في أحياء الهند الفقيرة فلماذا استقدمت الامريكان واشباههم لهدم دولة العراق ، واحراق الحزام الاخضر واستبدلتم به كيانات متناحرة لاتسكن حتى تمتد على كل المحيط العربي ومنها السعودية نفسها .
ان المملكة العربية السعودية تحصد اليوم ما جنته من جريمة بحق شعب العراق كله ، وان هذا الشعب يطالبها ليس بالاعتذار فقط بل بتعويضه التعويض المناسب .. عن كل شجرة أُحرقت، وعن كل انسان قتل ، وعن كل حجر انكسر، وعن كل عمر ضاع ، وعن كل فرصة عمل فقدها اصحابها ، وعن كل طفل ومدرسة ومؤسسة ، عن كل قطرة دم ، عن كل شعور بالامان تبخر بدوّيِّ العبوات الناسفة ، عن كل قطرة نفط سرقت ، عن كل ألم عانته الأسر المهجرة ، عن كل انجاز ومعمل وطريق ورصيف وبناية دمرت واحرقت وتعطلت ، عن كل أنين الثكالى ، عن كل دموع الايتام ، عن كل عملية سلب ونهب للنفط والثروات ، عن كل سنة ضاعت من عمر العراق .. كلها بذمة آل سعود ، وان آبارهم التي حولوها مدافع تدك بغداد العروبة والايمان هي خطر داهم على امننا ووجودنا ، وهم انفسهم خطر داهم يهدد استقرارنا وأمننا وتطورنا وحضارتنا وقوتنا وفرحنا وتفاؤلنا .
إذن ان العقول ( الحكيمة ) التي تسيّر آل سعود قد أخطأت كما في كل مرة ، كانت تظن ان العراق قد تكفل بابعاد شبح الاطماع الايرانية في الخليج العربي ، فانعطفت لتبعد عنها شبح مطالبة العراق بوحدة الموقف العربي والاسلامي لتستريح من مطالباته التي تعكر صفو الحياة المخملية للعائلة المالكة . وقد تناسى آل سعود ولم تسعفهم ( حكمتهم ) كما في كل مرة أن أمن الاقطار العربية مترابط وأن أي خلل يصيب احدها لابد ان ينسحب بظلاله السلبية على الاخرين.
كما أن هذه العقول لم تنجح في انقاذ ما يمكن انقاذه بالتعجيل لضم اليمن الى عضوية مجلس التعاون الخليجي العربي لكي لاتستغل الاطراف الطائفية والانفصالية احوال الفقر فيه وتجند ما امكنها من شباب يعاني الفقر وفقدان الامل في حياة حرة كريمة .. وبدلا من هذا دخلت طرفا فاعلا في الحرب الاهلية في اليمن .. ولقد كانت خطوة الحوثيين باحتلال جبل الدخان ذكية الى درجة أمكنها كسب تعاطف شرائح واسعة من اليمنيين الذي يلاقون تعاملا فوقيا من قبل الحكام السعوديين .. المظاهر نفسها التي عانى منها العراقي الخارج توا من الحرب عندما يأتي الكويتي الى البصرة ويشتري ما يشاء من خيرات البصرة باثمان بخسة بالنسبة له ، والعراقي ينظر له لاحول ولاقوة له .. الكويتي كان ينتقل من أي مكان من الكويت الى أي مكان في العراق دون تأشيرة .. والعراقي لايجرأ ان يطلب زيارة الكويت فأمامه سلسلة طويلة من الاجراءات والرسوم الباهظة وفي النهاية يبلغ ان زيارته للكويت ( العظمى) غير مرحب بها . هذه الصور وسواها كانت وراء التظاهرات العفوية التي ملأت شوارع العراق مرحبة بأحتلال الكويت ، إذ عبر المتظاهرون عن شفائهم من مرض الكويتي والكويت نفسها . والصور نفسها تتكرر الآن عند اليمنيين .. يأتي السعودي الى اليمن دون تأشيرة وقت ما يشاء ويقضي فيها المدة التي يشاء وليس كذلك اليمني فأقامته في السعودية حلم يتعاطاه عند كل جلسة يمضغ فيها القات .. يختار السعودي زوجة له باثمان بخسة بالنسبة له ويحملها الى نجد والحجاز والشاب اليمني لايملك ثمن برغي سيارة السعودي .. السعودي يستثمر أمواله بشروط ميسرة في اليمن ، واليمني يطرد من السعودية طردا .. اليمني يتسلل الى السعودية يبيع القات او يعمل بأجر منخفض لأن وجوده على الاراضي السعودية غير شرعي . هذه الصور تساعد على تضامن اليمنيين مع الحوثيين الذين نقلوا معاركهم داخل الاراضي السعودية ، تضامن يسوسه الفارق في الرفاه والاقتصاد والخدمات. في الليالي الصافية كنا نطل بنظرنا على منطقة ( الخوبة ) من الدار التي كنا نسكنها في قرية ( لحمة بني واس) التابعة لمحافظة صعدة ، وبرغم قصر المسافة بين المنطقتين ، إلا الفرق في مستوى الحياة فرقا صارخا لايرضى به الله ولا عباده .. في الخوبة تشع الاضواء المنعكسة على شوارع نظيفة ومرتبة وجيدة الاكساء وفي لحمة بني واس ظلام دامس ، يهرب أهلها منه بالنوم الباكر .. في الخوبة أبنية عصرية ومنشآت خدمية متطورة وفي لحمة بني واس يعيش البشر في بيوت تفتقر الى الشروط الصحية ومعظم البيوت سكنا مشتركا للانسان والحيوان . بدواعي هذا الفارق وليس لاسباب طائفية او مذهبية ستستمر الحرب داخل الاراضي السعودية .. بعد سنوات ليست طويلة ستكون هذه المنطقة ( جيباً آمنا ) . فهذا ما ستجنيه السعودية من حرقها للحزام الاخضر ، ونأيها بأموالها عن الشراكة الاخوية ، وافتقاد حساباتها الى الافق الواسع .
أخيرا : وفي عام 2000 تحديدا سألني احد الكتاب العرب المعروفين : لماذا يطالب العراق دائما بتحرير فلسطين وهل ( أسرائيل تحتل اراض عراقية ) ؟ أجبته بسؤال : ما هوشعار العدو الصهيوني ؟ قال ( أرضك يا أسرائيل من الفرات الى النيل ) ، قلت له أين يقع الفرات ؟ أبتسم وكانت ابتسامته تغني عن الكلام !!!







#عبد_الرحمن_كاظم_زيارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وباء صعدة : جبل النار وبضعة مليارات
- في نقد المنطق التقليدي ..(6) النقض
- في نقد المنطق التقليدي ..(5) القضايا المنحرفة .
- في نقد المنطق التقليدي ..(4) القضية الشرطية وتقسيماتها
- في نقد المنطق التقليدي ..(3) النسبة
- في نقد المنطق التقليدي ..(2) السلب والعدول وغياب النفي
- في نقد المنطق التقليدي ..(1) كم القضايا
- نبط العراق مركز الارض ومثابة التحولات الكبرى
- اليمن ذلك البلد السعيد بين سندان الحوثيين ومطرقة الانفصاليين
- ملاحظات في البداهة والبديهية
- الكائنات المنقوصة هي الاصل وما ينقصها فرع منها
- نبذ نظرية المؤامرة ونبذ الارهاب وخواء العقل
- السبيل الى تنفيذ دعوة القذافي الى انشاء مجلس أمن حركة عدم ال ...
- السبيل الى أنسنة ادارة الولايات الامبريالية الامريكية
- نحو جبهة عربية لفصائل المقاومة و التحرير في الوطن العربي
- بطاقة تعريف الشكل الحيوي للشيخ محي الدين العربي
- نسبية المعايير وتوحيدية المنطق الحيوي
- سلطة المنطق التوحيدي وقانون التدافع
- يكتاتورية الشكل الحيوي تضطهد البنيوية الحقة
- الغاء جامعة الدول العربية مطلب جماهيري وحدوي


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرحمن كاظم زيارة - ماذا بعد أن أحرق آل سعود الحزام العراقي الاخضر( تجليات حرب صعدة)