أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرحمن كاظم زيارة - البيرَة قْواطية ثقافة خطيرة تسوّق الاحتلال بثوب الثورة والديمقراطية














المزيد.....

البيرَة قْواطية ثقافة خطيرة تسوّق الاحتلال بثوب الثورة والديمقراطية


عبد الرحمن كاظم زيارة

الحوار المتمدن-العدد: 3536 - 2011 / 11 / 4 - 19:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم نخطأ في رسم الكلمة الرئيسة في العناون : البيرة قواطية ، فإنـّا نحتنا المصطلح بما يتفق وثقافة تسري سريان النار في الهشيم وتطيح بكل البناءات الانسانية في بلداننا رغم هشاشتها وأوليتها وبدائيتها ،وتطيح بكل فرص وامكانات الثورة الحقيقية على واقع فاسد ، وتغلق الابواب أمام فرص بناء انظمة سياسية ديمقراطية حقا . ومفردتي المصطلح : البيرة ، قواطية تتناسبان مع سفالة الثقافة التي اصطلحنا عليها البيرة قواطية ، وتتناسبان وواقع ما سمي بالثورات العربية او الربيع العربي . فمن المعلوم أن البيرة مشروب محرم لدى المسلمين ومُعيب في المجتمعات العربية والشرقية المحافظة ، ولقد سُوّق نوع منه تحت اسم (بيرة اسلامية) وهو اسم من جنس تسويق المحرم بجلباب الحلال ، اما الـ (قواطية) فهي تشير بحسب اللهجة العراقية الى العلب ، وهي تضمر في الوقت ذاته السياق اللفظي للديمقراطية ، فإن نحت المصطلح ينطوي على رمزية مباشرة ، ومختزلة للثقافة المشرعنة للتزاوج بين الاحتلال والثورة ، بين الطائفية والعرقية من جهة والديمقراطية من جهة أخرى ... وتمام لفظ المصطلح هو ( البيرَة قْواطية ) بقلب لفظ التاء القصيرة فتحة .
فما هي الثقافة البيرة قواطية ؟
أنها الثقافة التي انتجتها التحالفات الجديدة بين التيارات المتأسلمة والامبريالية العالمية ، وتعيد صياغة المفاهيم والبديهات على نحو مضاد ومتناقض في ذاتها ، كما أنها لاتكتفي باعتماد المبدأ الميكافللي اللااخلاقي ـ الغاية النبيلة تبرر الواسطة القذرة ـ بل تضاعفه إيغالا بالهمجية الى مبدأ ( الواسطة القذرة المغطاة بالنبل تبرر الغاية القذرة المغطاة بالنبل ) ، فالاحتلال لدى البية قواطيين تحرير ، واعادة بناء المجتمع السياسي الى مكونات طائفية وعرقية بالنسبة للبيرة قواطيين إعادة اعمار ، والعلاقات السياسية التوافقية المعتمدة على المحاصصات الطائفية والعرقية بالنسبة الى البيرة قواطيين ديمقراطية ، والتفريط بهوية هذا البلد او ذاك هي رفع للحيف الذي يقع على هذه الطائفة او ذاك العرق بالنسبة لهم رفع للاضطهاد .. والعدوان الاجنبي على بلد مستقل بالنسبة لهم ثورة .
ولم يكن ظهور الثقافة البيرة قواطية مفاجئا او متزامنا مع الحراك الشعبي العربي ، بل هو جهد له تاريخ طويل ، ولم يقدم بالاسم الذي اقترحناه له ، بل يظهر تحت مسميات ودعوات معروفة ، استخدمتها الادارات الامبريالية الامريكية المتعاقبة ما يعني أن بثوقها يتأتى من مؤسسات الحرب النفسية التي أنيطت بها مهمة تسويق الاحتلالات وسياسات الهيمنة ، تحت يافطات متعددة كالديمقراطية وحقوق الانسان والعولمة والحرية ، وقد اختزلت هذه المفاهيم لتطل بوجهها الحقيقي البشع تحت مسمى الفوضى الخلاقة ..
في السبعينات من القرن الماضي أدرك الصهيوني هنري كيسنجر وزير الخارجية الامريكي الاسبق خطورة ادار الصراع الدولي بين المعسكرين الرأسمالي والاشتراكي في ذلك الوقت على أسس أيديولوجية ، وخطورته على المعسكر الرأسمالي الذي وجد نفسه فقيرا ومجدبا في هذا المضمار ، ودعى المعسكر الاشتراكي الى تحييد العامل الايديولوجي في الصراع ، وفي عهد الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر تولى البيت الابيض دعوة نشر الديمقراطية في العالم ، وهي ليست دعوة بريئة ولانبيلة ، لأن الرأسمالية لاتريد للشعوب أن تساهم في اتخاذ القرار ، بل مرادها تنشئة رأسماليات محلية في البلدان المستقلة ليسهل عليها نهب البلاد والعباد ، وفي نقلة أخرى أنبرى مستشار الامن القومي الامريكي الاسبق بريجنسكي بوضع اللبنة الاولى الحقيقية لترويج ثقافة البيرة قواطية عندما أعمل نظره في المكونات الطائفية والعرقية للبلدان التي تستهدفها الولايات المتحدة الامريكية استهداف هيمنة وإضعاف .. ولقد جاءت الجهود المعرفية للصهيوني الفرنسي برنارد ليفي تتويجا لما سبقه أليه اسلافه في تفتيت الشعوب والبلدان عرقيا وطائفيا ، ويمكن ان نعد اطروحات الفيلسوف جاك دريدا في نظريته المساة ( البلامركز) عونا واثراءا على هذا الطريق .
ان " الديكتاتورية " التي تنبذها الادارة الامريكية في البلدان الاخرى ، ليست هي الديكتاتورية التي تنبذها شعوب تلك البلدان ، ان المعيار هنا ببساطة المصالح غيرالمشروعة للولايات الامبريالية المتحدة ، واذا اردنا تلمس الفرق بين الديكتاتورتين فيكفي أن نقول أن نبذ الديكتاتورية بالنسبة للولايات الامبريالية المتحدة هو تحطيم ( البنية المركزية لبناء الدولة ) والتي تتركب من : مبدأ المواطنة كعلاقة داخلية في المجتمع بمفهومه العام والواسع ، والشعب ، والدولة .. وليس غريبا ان يبدأ متطلب انهاء الديكتاتورية بحسب المفهوم الامريكي بتحطيم مبدأ المواطنية ، ليطيح تاليا بالبنية المركزية للدولة ، ويحل محله مبدأ الولاء للطائفة او العرق ، ومن خلال تصنيع عمليات الاستعداء البيني داخل مجتمع الدولة ( الافراد ، الشعب ، مؤسسات الدولة ) .
ان الذين أيدوا العدوان الامريكي ـ البريطاني ـ الاسباني على العراق عام 2003 والذي اسفر عن احتلاله هم في الحقيقة بيرة قواطيين بالمفهوم الذي قدمناه ، واولئك الذين أيدوا العدوان الاطلسي على ليبيا هذا العام 2011 وتأييدهم لقتل القذافي بالطريقة البشعة هم في حقيقة الامر بيرة قواطيين .
ان اصحاب الاتجاه البيرة قواطي خليط غير متجانس ، تجمعهم رغبة التخلص من" الطاغية " حتى لو كلف ذلك استباحة واحتلال الوطن ، بل ان استباحة واحتلال الوطن أهم سمة لمؤيدي الاتجاه البيرة قواطي ، وتجد هؤلاء في احزاب متناقضة الرؤى والايديولوجيات .. وجدوا في البيرة قواطية بيئة ثقافية وحراك سياسي يوحدهم .



#عبد_الرحمن_كاظم_زيارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحديات المعاصرة التي تواجه الفكر العربي الوحدوي ( تحالف ال ...
- العلمانية ليس كفرا والاسلام دين علماني دون جدال
- الحق في امتلاك السلاح النووي واسلحة التدمير الشامل
- منظمة الامم المتحدة منظمة إرهابية
- المنطق واللغة والفلسفة
- مقايسات المنطق التوحيدي بين الاعتلال المنطقي والغاء مقولة ال ...
- القصيدة مقفاة ولابد لقصيدة الشعر الحر من اسم آخر
- الحوار المتمدن فضاء يستعيدنا وكلمة السر الضائعة
- في نقد المنطق التقليدي ..(7) تقسيم القضايا
- إحباط محاولة إنقلاب ابيض في البيت الاسود
- ماذا بعد أن أحرق آل سعود الحزام العراقي الاخضر( تجليات حرب ص ...
- وباء صعدة : جبل النار وبضعة مليارات
- في نقد المنطق التقليدي ..(6) النقض
- في نقد المنطق التقليدي ..(5) القضايا المنحرفة .
- في نقد المنطق التقليدي ..(4) القضية الشرطية وتقسيماتها
- في نقد المنطق التقليدي ..(3) النسبة
- في نقد المنطق التقليدي ..(2) السلب والعدول وغياب النفي
- في نقد المنطق التقليدي ..(1) كم القضايا
- نبط العراق مركز الارض ومثابة التحولات الكبرى
- اليمن ذلك البلد السعيد بين سندان الحوثيين ومطرقة الانفصاليين


المزيد.....




- -التعاون الإسلامي- يعلق على فيتو أمريكا و-فشل- مجلس الأمن تج ...
- خريطة لموقع مدينة أصفهان الإيرانية بعد الهجوم الإسرائيلي
- باكستان تنتقد قرار مجلس الأمن الدولي حول فلسطين والفيتو الأم ...
- السفارة الروسية تصدر بيانا حول الوضع في إيران
- إيران تتعرض لهجوم بالمسّيرات يُرَجح أن إسرائيل نفذته ردًا عل ...
- أضواء الشفق القطبي تتلألأ في سماء بركان آيسلندا الثائر
- وزراء خارجية مجموعة الـ 7 يناقشون الضربة الإسرائيلية على إير ...
- -خطر وبائي-.. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود
- مدفيديف لا يستبعد أن يكون الغرب قد قرر -تحييد- زيلينسكي
- -دولاراتنا تفجر دولاراتنا الأخرى-.. ماسك يعلق بسخرية على اله ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرحمن كاظم زيارة - البيرَة قْواطية ثقافة خطيرة تسوّق الاحتلال بثوب الثورة والديمقراطية