أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح الزركاني - ديكتاتورية الأقاليم














المزيد.....

ديكتاتورية الأقاليم


فلاح الزركاني

الحوار المتمدن-العدد: 3572 - 2011 / 12 / 10 - 13:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لا تتكون الديكتاتوريات من تسلط الشخصيات النافذة لوحدها بل من خلال الخضوع الشعبي والجماهيري للاستبداد والذي يكون بالنتيجة مقدمة لظهور الدكتاتورية الشخصية أو الحزبية وحتى الفئوية وهي طبيعة متجذرة بالإنسان منذ الأزل ومنذ ظهور التقسيم الطبقي والملكية الفردية والإقطاع وصولا الى الرأسمالية الحديثة التي ضربت بعرض الحائط منظومة القيم الإنسانية كلها واكتفت بتطوير آليات الكسب مشروعها وغير المشروع وضربت من خلال رؤيتها منظومة القيم الاشتراكية وساهمت في تفتيتها مما أدى الى تفرد الرأسمالية بالعالم وتحولها الى ديكتاتورية عالمية لا يستطيع أي احد ان يقف بوجهها .
أما التفرد بالحكم فقد أصبح بحكم المستحيل الان لعدة أسباب أهمها التطور الهائل في مجال المعلوماتية والانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي التي لها مالها وعليها ما عليها الكثير الكثير .
ثم العامل الاقتصادي الذي لا يمكن تجييره لصالح الديكتاتوريات بالمطلق ولا يمكنها من استخدامه كسلاح أو وسيلة ضغط لأنها ببساطة لم تعد تمتلك القدرة على التأثير المباشر بالسوق بل تخضع هي بذاتها لموازين الاقتصاد والمال لبقائها على راس السلطة ولذلك فقدت الديكتاتورية الفردية في السلطة الكثير من عوامل استمرارها وبدأت بالانحسار تدريجيا لصالح الشعوب ، أما على الصعيد الشعبي فقد أفرزت الثورات في الشرق الاوسط وافريقيا حالة من القناعة لدى الناس بقدرتها على التغيير وإحلال الديمقراطيات وان دفعت الثمن ولكن النتائج تستحق ، هذا مع فقدان جميع الأنظمة المستبدة للدعم الغربي والاميركي وانتفاء الحاجة لديها لإبقاء تلك النظم الحاكمة لعدم جدواها في الالفية الثالثة .
لذلك من غير المعقول إطلاق صفة الديكتاتور على السيد المالكي حتى مع وجود الرغبة لديه في ذلك لأنه يدرك بالنتيجة الحتمية عدم قدرته على التفرد بالحكم لا هو ولا أي شخص يحل محله لاسيما وان التغيير الذي حدث في العراق والثمن الباهظ الذي دفع من اجل ذلك لا يمكن أن يترك مجالا مرة أخرى للتفرد مهما كانت الأسباب والدوافع حتى مع وجود النية المسبقة لذلك مع وجود غالبية معارضة للسيد المالكي تمتلك من الخبرة السياسية والعسكرية والميليشيا ما يطيح بأي نظام وهي فوق ذلك مدعومة بأجندات ومخابرات أجنبية وعربية .
نعم من الممكن إطلاق صفة الديكتاتورية على كل الأحزاب والشخصيات المساهمة في العملية السياسية لأنها في النهاية ستفرض رؤاها على الشعب وما ملف التقسيم والفدرالية الا سلاح استخدمته بعض الأطراف ضد البعض الآخر وسيمر على البسطاء ولقد ذكرني بيان الأمانة العامة للمؤتمر التأسيسي لإقليم صلاح الدين ببيانات الطاغية المقبور الذي اعتبر بعد (التوكل على الله) موافقة شعب صلاح الدين بنسبة ( 99و99%) على إقامة الإقليم ومن يمتنع فيعرف مصيره بالتأكيد وكذلك سيكون في إقليم البصرة والعمارة والناصرية وإقليم الانبار والموصل وإقليم الرصافة والكرخ وإقليم الشورجة وعكد النصارى وإقليم العورة والفلاح وإقليم حي التنك وكل هذا سيقوم اذا التزمنا بالدستور وبالتالي ستتكون لدينا الف وزارة بوزيرها ووكلائه ومد راءه والف الف برلماني للأقاليم والف الف لجنة برلمانية ومحلية وستتحول الموازنة باجمعها لدفع رواتب السادة الوزراء والنواب والاعضاء المحترمون وبالنتيجة سيكون جميع العراقيين اما نوابا او وزراء في حكومة الأقاليم خلال دورتين انتخابيتين فقط و لربما في الدورات اللاحقة سنستورد نوابا من الهند او الفلبين او بنغلادش لوجود عجز واضح في اعداد النواب اللازمة لقيام مجالس الاقاليم بعد ان يسافر جميع المسئولين إما الى الحج او العمرة او لمتابعة الاستثمارات الشخصية في البلدان الأخرى .
وفي الحقيقة فان الإدارات المحلية هي ضمانة أكيدة لعدم قيام الديكتاتوريات مرة أخرى وتحييد سلطة المركز ولكن مثل هذه الخطوة تحتاج الى وعي الجماهير وتفهمها ومنع المتاجرين من الاستحواذ عليها من خلال حل بسيط جدا وهو الغاء جميع الامتيازات والحصانات والرواتب التقاعدية وغيرها لكل من يريد الترشح للانتخابات الحكومية او للأقاليم وإفراغ المناصب من أية امتيازات مالية واعتبار العمل بصفة نائب او وزير هي خدمة للإنسان والمجتمع العراقي فقط لا غير.



#فلاح_الزركاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة الحسين والربيع العربي
- السعودية والخطاب الإعلامي
- ايها السياسيون اتركوا لنا شيئا
- كوميديا التقديم على مفوضية الانتخابات
- ثقافة الاستقالة
- حكومة وبرلمان .. وجعب استكان
- الحكومة ومزايا الفساد
- الاعلام والسلطة والمجتمع
- لماذا لااكون نبيا؟
- لما يخشى الزعماء كشف مصالحهم الماليه
- رحمة وافساد الذوق العام
- مرحبا ... رحيم العكيلي
- انتخابات اخرى اخيرة
- الخطاب الاعلامي الاسلامي
- المفارقة التاريخية في التحول الايديولوجي
- الحكومة والتدخين
- الرؤيا التاريخية
- دولة الحمقى
- استلاب الفكر الديني
- الردع وثقافة النزاهة


المزيد.....




- محاولة اغتيال ترامب بالذكرى الأولى.. أسئلة بلا إجابات للآن
- تركيا.. فيديو تأثر زوجة أردوغان بخطابه ورد فعل الأخير يثير ت ...
- دراسة: لقاحات الطوارئ خفّضت الوفيات بنسبة 60% خلال الـ23 عام ...
- غارة إسرائيلية تخلّف سحابة غامضة تثير الذعر في غزة
- بين تفاؤل كبير وتشاؤم مفرط.. انقسام في أوكرانيا إزاء -تحولات ...
- أداء القيادة السورية وبلبنان بتصريح باراك يثير تفاعلا والأخي ...
- ترامب يفرض رسوم جمركية جديدة على الاتحاد الأوروبي والمكسيك، ...
- هل حقًا الانتخابات القادمة نقطة تحول في سوريا؟
- ما الذي عطّل الإعلان عن وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل؟
- الاتحاد الأوروبي: لا نزال نريد اتفاقا مع أمريكا وسندافع عن م ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح الزركاني - ديكتاتورية الأقاليم